الاثنين، فبراير 24، 2025

نتنياهو يرسم ملامح المرحلة المقبلة: التدخل الإسرائيلي في سوريا

 


في خطوة تعكس توجهات إسرائيل المستقبلية تجاه سوريا والمنطقة، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى انسحاب قوات «هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة» والنظام السوري الجديد من محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء. هذا التصريح، يكشف في حقيقته عن الخطوة التالية في الاستراتيجية الإسرائيلية بعد ما حققته في حربي غزة ولبنان. 


لم يأتِ تصريح نتنياهو في سياق منعزل، بل يمثل امتدادًا لإنجازات اسرائيل العسكرية في قطاع غزة وجنوب لبنان. فمن خلال هذه الدعوة، يحدد نتنياهو موقع دولته من النظام السوري الجديد ويحدد كذلك ملامح التدخل الإسرائيلي القادم في سوريا، حيث لم تكتفِ إسرائيل بنفوذها الجوي والاستخباراتي الواسع، بل يبدو أنها تتجه نحو تكريس وجود عسكري أكثر وضوحًا ومباشرة.  


من اللافت أن حكام دمشق الجدد كانوا يتأملون فترة تهدئة وتعايش لترسيخ سلطتهم وتىتيب الشأن الداخلي، لكن إسرائيل، بدلاً من منحها هذه الفرصة، اختارت تصعيد التلويح بالقوة حيث استهدفت بمآت الغارات مختلف القطاعات والمواقع العسكرية اولا وثم عززت وجودها العسكري عبر نشر ثلاثة ألوية في جنوب سوريا. هذا التعزيز العسكري ليس مجرد إجراء أمني، بل هو جزء من مخطط أوسع يهدف إلى إنشاء منطقة عازلة تشمل القنيطرة ودرعا والسويداء، ما يعني عمليًا تغيير التوازنات على الأرض في سوريا، وإعادة تعريف حدود النفوذ الإسرائيلي داخلها.  


بهذه التصريحات والتحركات، وغياب الرد الرسمي -بتجاوز الردود الصبيانية من شخصيات محسوبة على النظام-ترسم إسرائيل دورها كلاعب رئيسي في مستقبل سوريا، ليس فقط من خلال الضربات الجوية التي استهدفت سابقا الوجود الإيراني وثم مستودعات الأسلحة والذخيرة والقواعد التي تركها الجيش السوري- ولكن أيضًا عبر التواجد المباشر والتأثير على المعادلات المحلية. 


تل أبيب تعمل على فرض واقع جديد يعزز أمنها ويضعف أي قوة يمكن أن تشكل تهديدًا لها في المستقبل.  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ماهو رأيك ؟

في سوريا.. فرح الكرد بسقوط الدكتاتور يتحول إلى خوف من الغارات وهجمات تركيا وميليشياتها

  كانت جيهان، الأم لثلاثة بنات، جالسة أمام خيمتها حينما لاحظت فوضى عارمة تجتاح المخيم مع سقوط قذيفة قربها. هرعت للاطمئنان على بناتها بينما ك...