‏إظهار الرسائل ذات التسميات تقارير. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تقارير. إظهار كافة الرسائل

الأحد، مايو 21، 2023

ماذا يجري في مخيم مخمور للاجئين ؟

مخيم مخمور، هو مخيم للنازحين واللاجئين الذين اضطروا للنزوح من قراهم وبلداتهم الحدودية في تركيا التي تعرضت للقصف والحرق من قبل الجيش التركي.

أنشئ المخيم سنة 1998 في منحدرات جبل قرجوغ شرق مخمور بمحافظة نينوى شمال العراق. يقطن فيه نحو 12.000 شخص، هؤلاء لا يمتلك غالبهم أي أوراق ثبوتية وهم عديموا الجنسية ولا يتمتعون بأي حقوق ( تعليم، سفر، عمل، تنقل ...) لا في العراق ولا في تركيا -إن تم ترحيلهم قسرا- التي هم مواطنوها.

في عام 2011، اعترفت الحكومة العراقية، التي كان يترأسها وقتها نوري المالكي، بمخيم مخمور على أنه مخيم رسمي يتبع سلطة الأمم المتحدة، وأقرّت التعامل مع سكانه كلاجئين.


قبل هجمات تنظيم داعش 2014 لم يكن في المخيم أي مسلحين (عملياً لا خيام فيه، قام اللاجئين ببناء منازل وبيوت من الحجر والطوب، وجرى توفير مدارس متواضعة ومركز صحي وأسواق)، كان الاعتماد على قوى الأمن في حماية المخيم، ولديهم نقاط أمنية. مع هجمات داعش وانسحاب الفرق الأمنية (الجيش العراقي ، قوات البشمركة) اضطر عدد من قاطنيه حمل السلاح للدفاع عن المخيم، بالفعل فشل داعش في عدة هجمات شنها للسيطرة على المخيم نتيجة دفاع ابناءه عنه.

حاليا توجد مقرات لتنظيم داعش على جبل كاراجوغ ويشن حملات كر وفر بشكل متكرر تستهدف القوات العراقية في المنطقة، كما وللجيش التركي قواعد عسكرية في بعشيقة تشن بشكل متكرر هجمات تستهدف قاطني المخيم. كما يتعرض المخيم لقصف تركي عبر الطائرات تستهدف قاطنيه بذريعة انهم موالين لحزب العمال الكردستاني.



وحاول الجيش العراقي في الـ 27 من كانون الأول عام 2021 وضع الأسلاك الشائكة حول المخيم، وأبدى أبناء المخيم مقاومة اضطر على إثرها الجيش للانسحاب والتراجع وقتها.

لا تقدم الأمم المتحدة أية مساعدات لقاطنيه بذريعة توتر الاوضاع الأمنية، كما أن الحكومات العراقية منذ عام 2014 إلى اليوم، لم تقدّم أي مساعدات للاجئين هناك.

يعاني قاطنوا المخيم من ندرة المواد الغذائية، نتيجة غياب المنظمات الإنسانية، اضافة لقلة مختلف الموارد من أماكن الإيواء، والغذاء، والماء، والرعاية الصحية، والتعليم. 

تعرض المخيم للعشرات من الانتهاكات حيث دأبت الحكومة التركية على قصف المخيم عبر الطائرات المسيرة، كما وتقوم حكومة إقليم كردستان بتقييد تحركات قاطنيه، والهجوم الأخير الذي نفذه الجيش العراقي يستهدف اقامة سياج بأبراج مراقبة ومصادرة اسلحة قاطنيه والتي يستخدمونها لحماية أنفسهم.

يرفض قاطنوا المخيم مخططات الحكومة العراقية ويقولون أن الحكومة العراقية التي تخاذلت في حمايتهم من هجمات داعش ومن القصف التركي ومن واجبها الانساني تريد تحويل المخيم الى سجن بأوامر تركية.

ويؤكدون ان الهجوم الأخير من قبل القوات العراقية على المخيم يأتي بضغوط من تركيا، فهي التي تدفع الجيش العراقي لحمل السلاح واستهداف النازحين الذين هم بلا حماية.

تعكس حالة مخيم مخمور وجود أزمة إنسانية وسياسية حادة وهي تتطلب تعاوناً وجهوداً مشتركة من المجتمع الدولي، مع الحكومة العراقية والمنظمات الإغاثية للتعامل مع الوضع بشكل شامل وتوفير الحلول المستدامة للنازحين واللاجئين بما يوفر حمايتهم وتجنب مايضر بأمنهم.

يجب على الحكومة العراقية وقف الهجوم الذي يشنه الجيش العراقي ويستهدف تطويق المخيم، والضغط على اللاجئين لاجبارهم على المغادرة في ظروف غير مستقرة، وغير آمنة. لا يمكن اجبار القاطنين في المخيم على العودة لبلدهم (تركيا) قسرا وهم يخشون الاعتقال والتعذيب. ولهؤلاء الحق في الحصول على الغذاء والماوى وحرية التنقل والصحة والتعليم.

يجب تكثيف الجهود لتحسين ظروف المعيشة في المخيم وتوفير دعم مستدام وموارد كافية لضمان توفير الإيواء اللائق، والخدمات الأساسية، وفرص التعليم والتدريب، والرعاية الصحية. يجب أيضًا أن يتم تعزيز التعاون الدولي للتصدي للأسباب الجذرية للنزاع والاستقرار في تركيا وتوفير عودة طوعية وآمنة لهؤلاء النازحين لمدنهم وتقديم الدعم والتعويض لهم وحمايتهم وهو واجب يقع كذلك على الاتحاد الأوربي.










الاثنين، مايو 15، 2023

بهذه الطريقة تجري الانتخابات في سوريا

تجري ثلاث انتخابات رئيسية في سوريا وهي: انتخابات تشريعية لمجلس الشعب (كل 4 سنوات)، وانتخابات رئاسية (كل 7 سنوات)، انتخابات الإدارة المحلية (كل 4 سنوات). وجميع تلك الانتخابات شكلية، لا معنى لها لكون النتائج جاهزة سلفا و"العرس الانتخابي" لا معنى له.

يسيطر حزب البعث على كل الانتخابات بشكل مطلق، ويفوز فيها جميعاً، وهي تجري تحت إشراف وزارة الداخلية، ومايسمى بالغرفة السرية الخاصة للتصويت تكون شكلية وامام الكميرات حيث يجري التصويت أمام موظفي اللجنة لكونه لا يؤثر على النتائج باي الأحوال كما وان الذي لا يذهب للتصويت تتم معاقبته لاحقا (لكل مواطن اتم ال ١٨ عاما دفتر للانتخابات).

بأي حال الانتخابات الثلاث تجري بطريقة فريدة، فنتائجها تعلن قبل التصويت، وذهاب الناس لصناديق الاقتراع، حيث يُعلن المرشحون فوزهم قبل يومين أو ثلاث من موعد اجراء الانتخابات. فكيف تتم العملية إذا ؟

قبل أن نخوض في تفاصيل آلية إجراء الانتخابات في سوريا، أود التذكير بأنه ورغم أن الدستور السوري تم تعديله شباط 2012 وإزالة المادة الثامنة فيه التي تنص على أن حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد للدولة والمجتمع، لكن بقيت فاعليّتها موجودة على الأرض بقوّة.

أضف أن هنالك مفهوما رسخه حزب البعث مفاده أن كل السوريين بالولادة بعثيون، والذين ينضمون منهم لصفوف الحزب يصبحون حزبيين.

أسس حافظ الأسد منذ استيلاءه على السلطة في سوريا عبر انقلاب عسكري ماسماه الجبهة الوطنية التقدمية للسيطرة عبرها على البرلمان والمجالس المحلية. حيث تعتبر الجبهة التي تضم حزب البعث وعدد من الأحزاب شكليا وتعتبر كواجهة يتحكم عبرها حزب البعث بالحياة السياسية في سوريا.

وتتشكل القيادة المركزية للجبهة من رئيس و/17/ عضواً: منهم /9/ يمثلون حزب البعث العربي الاشتراكي، مع الرئيس يصبح عدد البعثيين 10 و/8/ يمثلون بقية أطراف الجبهة بنسبة ممثلين لكل حزب. وبذلك يضمن البعث ان كل القرارات تصدر بالاغلبية المطلقة عن طريق الجبهة والتي تضم 10 أحزاب سياسية واتحادين (العمال و الفلاحين). الملاحظ ان اصوات البعث في الجبهة تصبح 12 من اصل 17 لكون اتحادي العمال والفلاحين أيضا هم لصالح البعث . 

انتخابات مجلس الشعب : 

منذ إنشاء مجلس الشعب لم تتغير نتائج الانتخابات، مع الاحتفاظ الدائم لحزب البعث العربي الاشتراكي بالأغلبية المطلقة من المقاعد. الجبهة الوطنية التقدمية تستولي على أكثر من ثلثي المقاعد(177) مقعد، توزع كالتالي (126) للبعث و(51) لبقية الأحزاب، و الثلث الباقي (73 ) من المقاعد للمستقلين.

على العموم أحزاب الجبهة لا تملك اي قاعدة شعبية، ولا وزن سياسي وينتخب رؤسائها كاعضاء في البرلمان دون خوضهم اي انتخابات.

يدخل حزب البعث الانتخابات بقائمة موحدة تحت اسم قائمة الجبهة الوطنية التقدمية، والتي تضمن له تحقيق الاحتفاظ الدّائم بالأغلبيّة المطلقة من المقاعد في مجلس الشّعب. وبالتالي فإن حزب البعث يحقّق بأي حال الأغلبيّة النّيابيّة دون أن يخوض الانتخابات حتى.

لكن كيف تجري انتخابات المستقلين في هذه الانتخابات؟

ينشر حزب البعث قائمة مرشيحه الفائزين سلفا، واسفل تلك القائمة يوجد أسماء المستقل الذي تمت تزكيتهم للفوز مع قائمة الجبهة. يتم تزكية المستقل من قيادة البعث بكل دائرة انتخابية نظير ولاءه وأمواله التي سيدفعها المرشح المستقل وسيتم اعتماد الفائزين قبل يومين او ثلاث من موعد الانتخابات.

انتخابات الإدارة المحلية(البلديات) : 

تجري فيها عمليات التلاعب والتزوير بالضبط كما في الانتخابات البرلمانية، عبر توزيع قائمة تضم مرشحي الجبهة الوطنية التقدمية وباعتبار انهم بحاجة للمستقلين لاكمال المسرحية فيتم اضافة اسم المستقل المختار نظهير ولاءه والرشاوي التي يدفعها ليضاف اسمه وتعلن النتائج قبل الانتخابات بأيام.  

انتخاب الرئيس (استفتاء) :

بعد صدور دستور 2012 تم تعديل طرق انتخاب الرئيس وتحولت من طريقة الاستفتاء إلى انتخابات تعددية، لكن نظريا لم يتغير شيء حيث ظل حافظ الأسد المرشح الوحيد ويفوز بنسبة 99.99 بالمئة، وسار على دربه ابنه الذي أورثه الحكم بذات النتيجة.

نشير كذاك ان كل رؤساء المؤسسات الأمنية والعسكرية وحتى اعضاء الصف الثاني والثالث وضباط الجيش وقوى الأمن والوزراء ورؤوساء اللبلديات حتى في القرى ومديري المدارس -حتى- والنقابات ومدراء المؤسسات -كل شيء- يجب ان يكونوا حصرا اعضاء عاملين في حزب البعث. اضف ان مختلف مسابقات التوظيف تشترط العضوية البعثية اولا.

ويبقى القول ان الانتخابات التي اجراها أبو عنتر في مسلسل عودة غوار كانت افضل محاكاة لما يجري في سوريا منذ انقلاب حافظ الأسد والاستيلاء على السلطة في سوريا..



الأحد، مايو 14، 2023

حزب العمال الكردستاني في خضم المعركة الانتخابية في تركيا

منذ تأسيس حزب العمال الكردستاني (PKK) عام 1978 في تركيا، وتشكل مسألة مشاركته في الانتخابات جدلاً لا ينتهي حيث تسعى السلطة دائما لمواجهة المعارضة عبره أو تحاول التودد إليه لكسب أصوات انصاره ( نسبة تمثيله تتجاوز 15%).

ورغم القيود القانونية والأمنية المشددة التي فرضها حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لحظر الحزب وأعضاءه من المشاركة في الانتخابات. بالإضافة إلى القيود السياسية على المشاركة السياسية للكرد في تركيا عموما فإن حزب العمال الكردستاني يظل حاضراً وبقوة ضمن الحملات الانتخابية وبالأخص رجب طيب أردوغان.

بداية أرسل أردوغان وفدا للقاء زعيم حزب العمال الكردستان (عبدالله أوجلان) المعتقل منذ فبراير عام 1999 ضمن مساعي كسب اصوات الكرد، إلا أن أوجلان رفض التفاوض بتلك الطريقة وتقديم ورقة مجانية لأردوغان تعيده لكرسي الرئاسة بدون مقابل (موثق) وطالب بأن يكون التفاوض رسمياً وان يشمل الاتفاق عملية السلام ويتضمن خطوات تساهم في وقف الحرب. أردوغان المتحالف مع حزب الحركة القومية المتطرف فشل في مسعاه وبذلك خسر ثالث اكبر كتلة في المعارضة التركية.

للمزيد يمكن العودة للتقرير : 

بعدما فشلت مساعيه في التودد للكرد واقناع اوجلان حاول الاتصال مع قادة "العمال الكردستاني" في قنديل، ولم يتلق أي رد. التقارير تشير أن أردوغان بعدما فشل في تحقيق أي تقدم في المفاوضات شدد العزلة على أوجلان، واختار الهجوم على "المعارضة التركية" واتهامها بالتحالف مع حزب العمال الكردستاني.

وفي خضم حملته الانتخابية بث اردوغان شريط فيديو مزيف زعم فيه ان قادة العمال الكردستاني شاركوا في صناعة الفيديو الدعائي لمنافسه مرشح الرئاسة التركية كمال كليجدار اوغلو. وهو الشريط المزيف الذي تحول لتريند في تركيا بعدما استخدمه اردوغان ضمن حملته الدعائية ليضاف لسلسلة من المواد والأخبار المزيفة العديدة التي روج لها بنفسه او قام فريقه بترويجها. أردوغان لم يتوقف عند هذا الحد بل وكثف حملته ضد المرشح الرئاسي المنافس كمال أوغلو، واتهمه بعقد اتفاقيات سرية مع حزب العمال الكردستاني. 

نذكر أنه في تركيا، تواجه المشاركة السياسية للكرد تحديات كبيرة حيث تغذي السلطات فيها توترات عرقية. وتفرض الحكومة التركية قيودًا على المرشحين الكرد وأحزابهم وتعرقل مساعيهم للتنافس في الانتخابات. على الرغم من ذلك، تمكن حزب الشعوب الديمقراطية (HDP) من المشاركة في الانتخابات وكسر حاجز ال 13 % لأول مرة في انتخابات 2016 وهو ماشكل نكسة كبيرة لأردوغان وأفقد حزبه الأغلبية البرلمانية ومع ذلك، تواجه HDP تحديات هائلة، حيث تم اعتقال عدد كبير من قياداته وأعضائه وتم رفع الحصانة عن البرلمانيين الكرد، واعتقالهم كما وتم عزل المئات من رؤساء البلديات الكرد واعتقالهم.

تاريخياً، لم يشارك حزب العمال الكردستاني في أي من الانتخابات في تركيا، لكن كل الأحزاب الكردية التي كان يصعد دورها في تركيا كان يتم حظرها وحلها بذريعة أنها متحالفة معه. 

من هو الرئيس ؟

في أول تصريح متعلق بالانتخابات التركية قال منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أن تركيا لديها تقاليد ومؤسسات ديمقراطية، وان واشنطن تمتنع بشكل عام عن التعليق على الانتخابات أو أي مرشح فيها وان الولايات المتحدة تؤكد على أن الشعب التركي هو صاحب القرار.

التصريح يؤكد ان الولايات المتحدة لا تتدخل بالانتخابات التركية، لكن الولايات المتحدة ورئيسها جو بايدن كانوا بشكل مباشر ضمن دائرة الاتهام من قبل أردوغان ووزير داخليته حيث شنوا هجوما لذاعا بشكل متكرر في حملتهم الانتخابات على بايدن واتهموا البيت الأبيض بالسعي لاسقاط أردوغان. من جهته فإن فريق المعارضة برئاسة كمال كليجدار اوغلو في حملته الانتخابية حذر روسيا من التدخل في الانتخابات التركية واتهمها بالوقوف وراء تسريبات أدت لانسحاب المرشح الرئاسي محرم انجيه.

اللافت في التصريح الوحيد الصادر من البيت الأبيض احتواءه على لهجة تهديد ضمنية، لا سيما وانه جاء بعد تصريحات لأردوغان ووزراءه وحليفه في حزب الحركة القومية ومانشر في وسائل اعلامية موالية للحزب الحاكم في تركيا عن سيناريو رفض تسليم السلطة وانتقالها سلميا إن فازت المعارضة، وانهم قد يلجئون لاحداث انقلاب ورفض النتائج عبر الطعن بمصداقيتها. التصريح هو رسالة واضحة لأردوغان وكذلك للمعارضة بان الولايات المتحدة مهتمة للغاية بهذه الانتخابات وبنتيجتها وانها ملتزمة كذلك بحماية الشرعية ومايقرره الشعب التركي وستتدخل لتطبيق ذلك إن تم عرقلته.

استقرار تركيا يشكل اهمية كبرى لواشنطن وهو مادفعها في ليلة الانقلاب لتحريك اسطولها الجوي من طائرات F16 في قاعدة انجرليك لمرافقة طائرة أردوغان الهاربة وتأمين وصولها لاسطنبول وبالتالي حمايته كرئيس شرعي وافشال الانقلاب. وهي ستكون حاضرة كذلك اليوم لحماية مايقرره الشعب إن قام أردوغان بالانقلاب هذه المرة على نتائج الانتخابات ورفض نقل السلطة. التهديد الأمريكي الضمني دفع أردوغان إلى التراجع لاحقا والقول انه سيتقل السلطة سلميا، وسيلتزم بما يقرره الشعب التركي.

عموما فإن لا حظوظ لأردوغان في البقاء في السلطة، والرئيس الثالث عشر لتركيا هو كمال كليجدار اوغلو، هذا ما تؤكده التقارير التي أرسلتها السفارات الغربية لعواصمها لا سيما الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوربي والصين والإمارات. لكن روسيا ماتزال تتأمل فوز اردوغان وهي الأخرى متشككة في نجاحه.

فوز المعارضة لن يقتصر على منصب الرئيس وحده -بحسب تقارير السفارات الغربية- وانما سيحوز "تحالف الأمة"، مع "تحالف العمل والحرية" الذي شكله حزب الشعوب الديمقراطي على اغلبية في البرلمان تؤهلهم لاصلاح ما أفسده أردوغان على مختلف المستويات، ولتنفيذ الاصلاحات التي تعهدو بها خلال حملتهم الانتخابية وهذا ما سينقل تركيا بدون عوائق من الديكتاتورية ونظام الرجل الواحد التي رسخها أردوغان إلى دولة ديمقراطية ولكي تعود وتشغل دوره الجيد في المنطقة والعالم.

ملامح هزيمة اردوغان بدأت مع الانتخابات البلدية التي جرت في31 مارس 2019 والتي نتج عنها فوز إمام أوغلو من الحزب الجمهوري. الحدث كان بداية لهزيمة العدالة والتنمية، ورسم مسارلدا جديدا على صعيد الوضع الداخلي، ومهد إلى مشهد سياسي جديد في تركيا. المدينة الاستراتيجة التي يبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة وتمثل القلب الاقتصادي لتركيا، والتي طالما كانت مصدر دعم مهم لأردوغان على مدار ربع قرن.

أردوغان نفسه، شغل منصب رئيس بلدية اسطنبول في التسعينيات، وكانت اسطنبول "بوابته" نحو كرسي السلطة، واليوم يتكرر المشهد لصالح المعارضة بعد هزيمة ثاني أهم رجل في النظام السياسي التركي، بن علي يلديرم. ما شكل بداية النهاية لسلطة لأردوغان.

تعرف على برنامج المعارضة في حال فوزها في الانتخابات


الجمعة، مايو 12، 2023

الأحزاب الكردية في سوريا والعراق: هل يدعمون أردوغان أم كمال أوغلو؟

يراقب الكرد في سوريا و العراق عن كثب الانتخابات الرئاسية التركية بقلق، فيما يتطلّع المسؤولين في إقليم كردستان (العراق) و الإدارة الذاتية (سوريا) بكثير من الاهتمام هذه الانتخابات ونتائجها التي ستؤثر بشكل كبير على المنطقة.

ورسميا لم يعلّق القادة الكرد على التنافس المحتدم بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومنافسه كمال كليتشدار أوغلو والذي ستحسم صناديق الاقتراع في الانتخابات يوم 14 مايو، أيهما سيحكم تركيا.

إلا أنه في "وسائل الإعلام وفي المجال السياسي، الجميع منشغلون للغاية في الانتخابات التركية".

الحزب الديمقراطي الكردستان (العراق) : يتمتع "الديمقراطي الكردستاني" بعلاقات طيبة مع حزب العدالة والتنمية، ورئيسه أردوغان، رغم أن قادة الحزب لا يدعمون أردوغان بشكل علني لكن المتتبع لوسائل الاعلام التي يسيطرون عليها يكشف عن دعم ضمني له، كما وأن زعيم حزب HÛDA PAR التركي ونائبه حظيا باستقبال حافل في هولير، من قبل مسعود البارزاني(رئيس الحزب)، ونيجرفان البارزاني(رئيس الإقليم) اضافة لزيارة مسؤول العلاقات في الديمقراطي الكردستاني لمقر الحزب في مدينة ديار بكر وهو ماعتبر اشارات واضحة لدعم هذا الحزب الذي تحالف مع خزب العدالة والتنمية في انتخابات 14 أيار.


وفي اشارة أخرى أن "الديمقراطي الكردستاني" يدعم أردوغان، منعت سلطات مطار أربيل الأحد النائب من حزب الشعوب الديمقراطي حسن أوزغونيش من دخول الإقليم وأعادته إلى بلاده. حزب الشعوب الديمقراطي هو ثالث أكبر أحزاب تركيا، دعا في أواخر نيسان، إلى التصويت لكمال كيليتشدار أوغلو.


الاتحاد الوطني الكردستاني (العراق) : 


بافل طالباني الذي يتزعم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني لم يعلق بشكل مباشر على الانتخابات التركية، لكنه دعم صراحة حزب الشعوب الديمقراطية (HDP) وأقدم على خطوة جريئة أغضبت أردوغان حيث شارك في احتفالية نظمها (الشعوب الديمقراطية) في مدينة آمد (ديار بكر) عبر الفيديو بمناسبة عيد نوروز، والق كلمة قوية داعيا فيها الى الوحدة الكردية لمواجهة المخاطر التي تهدد وجودهم، في إشارة للخطر الذي يشكله أردوغان كما طالب السلطات التركية باطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ودعا لفك العزلة التي تفرضها السلطات التركية على زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان. مشاركة بافل اعتبرت دعما مباشر لحزب الشعوب الديمقراطية في مواجهة أردوغان، ودعما غير مباشر لمرشح المعارضة كمال أوغلو.

وهنالك أحزاب أخرى مثل حركة التغيير لا يختلف موقفها كثيرا عن الاتحاد الوطني، لا سيما وأن السلطات التركية كانت قد اتخذت عدة إجراءات عقابية مؤخرها ضدهم عبر اتخاذ قرار وقف الرحلات الجوية إلى مطار السليمانية، وحظر العبور من تركيا إليها.

حزب الاتحاد الديمقراطي (سوريا) :

يدعم حزب الاتحاد الديمقراطي بشكل مباشر حزب الشعوب الديمقراطية، ورغم غياب موقف صريح منه في هذه الانتخابات لكن وسائله الاعلامية تقوم بتغطية نشاطاته، وتندد بممارسات حزب العدالة والتنمية والسلطات التركية. هذا الموقف يصب بشكل مباشر في صالح المعارضة ومرشحها للانتخابات.

أحزاب المجلس الوطني الكردي (سوريا) :

رغم غياب أي تصريح لقادة المجلس الوطني الكردي إلا أن كونه طرفا في الائتلاف السوري فإنه يتبنى موقفه، والذي يتسم بالقلق من كلا المرشحين أردوغان، وكمال أوغلو . وخاصة في مايتعلق بالتطورات الأخيرة ورغبة أردوغان في المصالحة مع الرئيس السوري بشار الأسد والضغط على اللاجئين السوريين للعودة. موقف المجلس الوطني الكردي يظل غامضا، مثل موقف الائتلاف وهم الذين ظلوا يدعمون اردوغان ويناصرون مختلف سياساته طيلة العقد الأخير.

احزاب كردية اقل شأنا ك الحزب الديمقراطي التقدمي وحزب الوحدة التزمت الصمت لكنها تدعم ضمنيا المعارضة التركية.

مصطفى عبدي

12 أيار 2023

الأربعاء، مايو 10، 2023

لماذا يكره الكرد أردوغان ... ؟



بات الكرد وصعود دورهم في الشرق الأوسط هاجسا يلازم أردوغان الذي رهن سياسيات تركيا داخليا وخارجيا في مواجهتهم، فلا شغل له سوى السعي وراء تحجيم النفوذ الكردي شمال سوريا، والعراق وإيران وقمعهم في بلاده، مطوعا أي سلاح يمكن أن يفيده في ذلك وإن كان هذا السلاح تنظيم داعش، وعقد الصفقات والاتفاقيات مع تلك الدول للتنسيق في محاربتهم لكن رغم ذلك صمد الكرد وحققو المزيد من الانتصارات على الأرض واكتسبوا ثقة المجتمع الدولي.


الهوية القومية التركية المتطرفة الممزوجة بالهوية الاسلامية الراديكالية هي التي وفرت لأردوغان أسس ترسيخ سلطته القمعية المستبدة خلال عقدين من حكمه المضطرب، ومحاولة فرض نفسه كقوة اقليمية قادرة على التحكم بالملفات الدولية وتعقيداتها الى جانب تحويل تركيا لدولة يحكمها رجل مستبد، يتحكم في كل شيء من الاقتصاد الى الجيش إلى البلديات والقضاء والدستور والمحاكم فيزج بمن يشاء في السجن ويحظر الأحزاب والجمعيات.

لكن هذه الهوية عجزت عن تحطيم "القومية الكردية" العدو اللدود، رغم كل مافعله من اعتقالات، الى عزل نواب البرلمان ورؤوساء البلديات واعتقلهم، وتدمير المؤسسات الثقافية الكردية، والتحريض الإعلامي واثارة الفتنة والدفع نحو الاقتتال إضافة إلى رفع دعاوي لإغلاق أحزابهم، خارجيا شن هجمات تستهدف المناطق الكردية في سوريا وفي العراق اللتين تحكمان بأنظمة هشة وارتكب مجازر بحق المدنيين وارسل جيشه لاحتلال المدن الكردية وقتل او تهجير سكانها وتجنيد الميليشيات لملاحقتهم وسرقة ونهب ممتلكاتهم.

ولعل النجاح الذي حققه الكرد بهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في كوباني والتي ألهبت الكثير من مشاعر التعاطف معهم، بالنظر إلى البسالة الشديدة التي أظهروها، رجالا ونساء، في المعارك من شارع إلى شارع، ومن منزل إلى منزل، كانت هزيمة لمشروع أردوغان كذلك الذي راهن على انتصار داعش لسحق الطموحات الكردية في سوريا، والعراق وتفكيك جغرافيتهم.

إلا أن الكرد هم الذين كسبوا المعركة. وكسبوا معها شيئا آخر لا يقل أهمية من الناحية الاستراتيجية هو أنهم أصبحوا حليفا موثوقا للولايات المتحدة، والتحالف الدولي وهو بالنسبة إلى أردوغان خسارة كبرى على جبهة الحرب ضد الكرد وعلى جبهة العلاقات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي.

لماذا يكره الكرد أردوغان ؟

رغم العنف المفرط وحملات القمع المتكررة التي شنتها مختلف الأنظمة الحاكمة في تركيا والتي استهدف طمس الهوية الكردية وتشتيتهم إلا أن الكرد ظلوا يمدون أيديهم للمصالحة وتحقيق السلام عبر الحوار. رافضين التنازل عن حقوقهم. وبالتالي فإن السؤال هنا يجب عكسه وهو لماذا يكره أردوغان الكرد، ليس في تركيا وحدها وإنما في مختلف الدول حتى الكرد الذين هجروا منذ عقود وتركوا خلفهم كل شيء ليستولي عليها يظل يلاحقهم مطالبا بتسليمهم لنظامه للزج بهم في سجونه المتكظة بهم، فالكردي الجيد بالنسبة لأردوغان هو الكردي الميت.

نسرد أسبابا لهذا العداء الذي ترتبط جذوره بالسياسة والتاريخ والمصالح القومية :

-الصراع التاريخي: يخوض الكرد في تركيا صراعا طويلا لنيل حقوقهم. تاريخياً، واجه الكرد تمييزًا وقمعًا من الدولة التركية، وخاصة فيما يتعلق باللغة والثقافة والهوية. وهو الطريق ذاته الذي سلكه أردوغان معتقدا أنه سيكون قادرا على إبادتهم.

- السياسة الداخلية: يُعتبر أردوغان جزءًا من النظام السياسي التركي الذي غالبًا ما يُلقي باللوم على الكرد في البلاد بشأن القضايا الأمنية ويتهم بالإرهاب وتقسيم البلاد، ورغم الدعوات العديدة التي أطلقها الكرد لانتهاج المفاوضات كوسيلة لحل المشكلات إلا أن الحكومة التركية واجهت تلك الدعوات بالمزيد من العنف.

-الصراعات الإقليمية: شنت تركيا عمليات عسكرية معقدة في شمال سوريا والعراق استهدفت احتلال المدن الكردية وتدمير البنية التحتية وتهجير سكانها، وقتل الآلاف من المدنيين. ولاردوغان طموح تحويل تلك المناطق لمستعمرة لتوطين 3 مليون من اللاجئين السوريين فيها.

- سياسة القومية التركية: يتبنى أردوغان وحزبه العدالة والتنمية سياسة قومية تركية متطرفة، بطموحات استعمارية تتجاوز حدود تركيا، لا سيما وانه متحالف مع حزب الحركة القومية المتطرف.

-قمع الحريات السياسية: قمعت حكومة أردوغان الحريات السياسية. وقد شهدت تركيا اعتقالات لنشطاء كرد وسياسيين وفنانين معارضين وصحفيين، واعضاء برلمان وأعضاء ورؤساء بلديات مما أثار قلق الكرد بشأن الحرية السياسية وحقوق الإنسان.

تلك بعضا من الأسباب لعدم دعم العديد من الكرد أردوغان، الذي لم يختلف عن سابقيه وواصل انتهاج العنف لسحق مطالبهم بدل التفاوض على حلها حيث عمل على اضطهاد والتمييز والقمع من قبل أجهزته الأمنية.

مصطفى عبدي

11 أيار 2023

قيادات تنظيم "الإخوان" يصطفون خلف أردوغان ... 55 قيادياً من دول أجنبية أصدروا بياناً لدعمه في الانتخابات

أردوغان يلجأ لتنظيم "الإخوان المسلمين" للدعوة لانتخابه

اختار تنظيم الإخوان المسلمين الاصطفاف خلف أردوغان في الانتخابات التركية المقرر إجراؤها في 14 مايو الحالي، على الرغم من أن أردوغان قد انقلب على التنظيم في السابق، حيث تصالح مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس السوري بشار الأسد، وقام بزيارات للسعودية والإمارات، وتقرّب من روسيا.

هذه المساندة تأتي رغم ان تركيا غيّرت في السنوات الأخيرة نهجها ولم تعد ملاذاً بكل هذا الأمن لقيادات وتيارات الإسلام السياسي العربي ومنهم تنظيم الإخوان. يبحث أردوغان منذ مدة عن صلح مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس السوري بشار الأسد والعاهل السعودي بن سلمان والإمارات وقيس سعيد في تونس وتكررت اللقاءات الثنائية بين مسؤولي تلك البلدان بشكل غيّر تماما اللهجة العدائية التي انتهجها أردوغان.

لقد اتخذ أردوغان نهجًا شعبويًا خلال العقد الماضي، حيث تصرف وكأنه سلطان المسلمين جميعًا وبدا يدافع عن قضاياهم، عندما كان يعتقد أن مصلحته الشخصية تتطلب ذلك. ومع ذلك، عندما وجد أن مصلحته الشخصية تتطلب التخلي عن الإخوان المسلمين المصريين وغيرهم، قام بالتخلي عنهم وقدّم تنازلات لروسيا في سوريا ولفرنسا فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، بهدف ضمان فوزه في الانتخابات المقبلة. وبعدما تحوّل إلى ديكتاتور، لم يعد بإمكانه تحمل فكرة فقدان السلطة التي حققها خلال العقدين الماضيين. هذا الانقلاب لم يكن مفاجئا بالأصل فأردوغان مثلا تجاهل الظلم الذي يتعرض له الإيغور في الصين، مثلما وثق علاقاته مع إسرائيل.

ومع ذلك، أصدر أكثر من 55 قائدًا للجماعات والمنظمات التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين بيانًا يدعمون فيه الاحتلال التركي لليبيا وسوريا وأرمينيا، ونشر القواعد العسكرية في قطر. وطالبوا "المسلمين الأتراك" بالمشاركة في الانتخابات والتصويت لصالح رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية. كما تضمن البيان أيضًا ضرورة دعم أردوغان ماليًا وإعلاميًا وسياسيًا، ودعا جميع المسلمين للدعاء له. 

وانتقد هذا البيان على نطاق واسع لاعتباره تدخلا في الانتخابات التركية من قبل شخصيات أجنبية. وعلى الرغم من أن البيان لن يحقق تأثيرًا ملموسًا، إلا أنه يؤكد مدى انحياز تنظيم الإخوان المسلمين - الذي يصنف على أنه منظمة إرهابية في العديد من الدول - لسلطة أردوغان وتبعيته لتوجيهاته. خاصة مع ما تضمنه من هجوم على المعارضة التركية واعتبارها متحالفة مع أعداء تركيا وتتلقى الدعم منهم وهي مزاعم يروجها أردوغان.

يعكس هذا البيان ضعف حزب العدالة والتنمية، الذي يسعى لاستخدام منظمات مثل تنظيم الإخوان المسلمين لكسب دعم إضافي يمكن أن يساعده في الفوز في الانتخابات. ومع ذلك، تشير الخطوة أيضًا الضعف الذي وصل اليه حزب العدالة والتنمية، الذي بدأ يستغل هكذا منظمات بغية كسب أصوات اضافية قد تؤهله لنقل الانتخابات للمرحلة الثانية، حيث يُعتقد أن المعارضة بقيادة كمال كيليجدار أوغلو قد تحسم الأمور في الجولة الأولى بفارق كبير.

تفاصيل تكشف لأول مرة عن دخول حزب العمال الكردستاني إلى شنكال



قال رئيس كتلة الوركاء الديمقراطية والعضو السابق في مجلس النواب العراقي أن وجود حزب العمال الكردستاني في قضاء شنگال غرب محافظة نينوى جاء عبر قرار من مجلس النواب العراقي مطالبا بأن يتم تمرير قرار خروجه عبر البرلمان نفسه.

وقال صليوا أن "حزب العمال الكردستاني موجود في شنكال بقرار من البرلمان العراقي، وصوت في جلسة خاصة تزامنت مع هجمات داعش على البلدة سنة 2014، كما وجرى التصويت على تقديم الدعم والسلاح له".

وأكد صليوا، أن "دعوات انسحاب الحزب من شنكال، هو تناغم مع مصالح وما تريد تركيا فحسب، وهذه الدعوات يجب أن تمرعبر البرلمان العراقي أولا، وأن تتم وفق العهود والمواثيق الدولية، فمقاتلو العمال الكردستاني كان لهم الفضل في وقف غزوات تنظيم داعش الارهابي، وتمكنوا من حماية وانقاذ آلاف الايزيديين والعرب والمسيحيين في وقت تخلت فيه القوى العراقية الأخرى عن واجبها في حمايتهم".




ماذا سيحدث لو فازت المعارضة التركية في الانتخابات ؟

ماذا سيحدث فيما لو فازت المعارضة التركية في الانتخابات ؟


 أيام قليلة تفصلنا عن الانتخابات التركية، التي يجمع المراقبون على أهميتها الكبيرة، لا سيما وأن حكم اردوغان المستمر منذ 20 عاما بات مهددا بشكل كبير. هذه الانتخابات البرلمانية والرئاسية توصف بأنها الأكثر حساسية، وأهمية للداخل والخارج.

يحتدم التنافس في الانتخابات بين تكتلين كبيرين هما:

 تحالف الشعب الذي يضم حزب العدالة والتنمية، وحزب الحركة القومية، وحزب الاتحاد الكبير، وحزب الرفاه الجديد، ويؤيد هذا التحالف أحزاب أخرى فضَّلت الدعم من الخارج دون الالتحاق بالتجمع ويخضع هذا التحالف لسيطرة أردوغان بشكل مطلق.

تحالف الأمة وفيه حزب الشعب الجمهوري، والجيد، والسعادة، والتقدم والديمقراطية، والمستقبل، والحزب الديمقراطي؛ إضافة لأحزاب أخرى تدعم مرشح هذا التجمع لرئاسة الجمهورية (كمال كليجدار أوغلو)، وأبرزها حزب الشعوب الديمقراطي والذي أعلن صراحةً دعمه لهذا التحالف ولمرشحه. 

كل التوقعات والمؤشرات تقول بفوز السيد كمال أوغلو في انتخابات الرئاسة، وإن تحالف الأمة وحلفاءه سيحصلون على نسبة عالية من المقاعد البرلمانية.

الآن لو فاز كمال كليجدار أوغلو بالرئاسة، يمكن توقع المشهد كما يلي:

إصلاحات تشريعية وتنفيذية

-إعادة تركيا إلى النظام البرلماني، الذي كان مطبقاً في البلاد قبل أن تتحول للنظام الرئاسي الحالي في عام 2018. وبالتالي فإن القرارات السيادية ستتخذ في البرلمان وليس كمان الآن حيث كانت تصدر من شخص واحد في قصره وهو أردوغان والذي تحول بفعل ذلك لديكتاتور وحده يقرر كل شي دون العودة لحزبه أو للبرلمان الذي تحول إلى مؤسسة شكلية.

- تحويل الرئاسة إلى منصب "محايد" لا يتمتع بمسؤولية سياسية. وإلغاء حق الرئيس في الاعتراض على التشريعات وإصدار المراسيم.

- إعادة منصب رئيس الوزراء الذي ألغاه أردوغان عبر استفتاء عام 2017.

- الرئيس سيقطع صلته بأي حزب سياسي، فترة واحدة مدتها 7 سنوات، مع حرمانه من ممارسة النشاط السياسي بعد ذلك.

- منح البرلمان سلطة تسمح له بالتراجع عن الاتفاقيات الدولية، كما سيتمتع بسلطة أكبر في التخطيط لموازنة الحكومة.

-الغاء الهيئات والمكاتب التابعة للرئاسة ونقل مهامها إلى الوزارات المعنية.

الاقتصاد

- خفض التضخم الذي بلغ 55% في فبراير/شباط إلى خانة الآحاد في غضون عامين، واستعادة استقرار الليرة التركية التي فقدت 80% من قيمتها على مدى السنوات الخمس الماضية، بفعل سياسات وتخبط أردوغان وصهره وزير المالية، ورفع الحد الأدنى للأجور في تركيا ليتطابق مع خط الفقر وجلب الاستثمارات الأجنبية.

- ضمان استقلالية البنك المركزي والتراجع عن إجراءات منها السماح لمجلس الوزراء بتعيين المحافظ، وصياغة تشريعات تسمح للبرلمان بإقرار قوانين متعلقة بمهمة البنك واستقلال عملياته التشغيلية وتعيين كبار مسؤوليه.

- إنهاء السياسات التي تسمح بالتدخل في سعر الصرف المرن، ومنها خطة حكومية لحماية الودائع بالليرة من انخفاض قيمة العملة. 

- خفض الإنفاق الحكومي عن طريق تقليص عدد الطائرات التي تستخدمها الرئاسة، وعدد المركبات التي يستخدمها موظفو الخدمة المدنية، وبيع بعض الأبنية المملوكة للدولة.

- مراجعة جميع المشروعات المنفذة في إطار شراكات بين القطاعين العام والخاص.

- مراجعة مشروع محطة أكويو للطاقة النووية، واعادة التفاوض حول عقود الغاز الطبيعي، لتقليل مخاطر الاعتماد على بلدان بعينها فيما يتعلق بواردات الغاز.

 السياسة الخارجية

- تبني شعار "السلام في الداخل، السلام في العالم" ليكون حجر الزاوية في سياسة تركيا الخارجية.

- العمل على استكمال عملية الانضمام" للاتحاد الأوروبي والحصول على عضوية كاملة، ومراجعة اتفاق اللاجئين الذي أبرمته تركيا مع الاتحاد الأوروبي في عام 2016.

- إقامة علاقات مع الولايات المتحدة وفقاً لتفاهم مبني على الثقة المتبادلة، وإعادة تركيا إلى برنامج الطائرات المقاتلة إف-35 بعد إزالة الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة لفرض عقوبات على تركيا نتيجة سياسات أردوغان السلبية.

-الحفاظ على العلاقات مع روسيا "على أساس أن كلا الطرفين متساويان، وتعزيز العلاقات من خلال الحوار المتوازن والبناء".

إصلاحات قانونية

- ضمان استقلال القضاء، وسيؤخذ في الاعتبار استعداد القضاة للالتزام بأحكام المحكمة الدستورية والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان عند النظر في الترقيات. 

-ارغام القضاة ومسؤولو الادعاء، الذين يتسببون في انتهاكات حقوقية تؤدي إلى تغريم تركيا في هاتين المحكمتين، على دفع تلك الغرامات. كما ستتخذ إجراءات لضمان سرعة تنفيذ المحاكم للأحكام الصادرة عن المحكمتين، وهما على رأس سلم التدرج القضائي في تركيا.

-إصلاح مجلس القضاة وممثلي الادعاء، وتقسيمه إلى كيانين منفصلين يتمتعان بقدر أكبر من الشفافية، ويخضعان للمساءلة بشكل أكبر.

- اصلاح نظام وعمليات انتخاب أعضاء المحاكم الأعلى في سلم التدرج القضائي، مثل المحكمة الدستورية ومحكمة النقض ومجلس الدولة.

-ضمان أن يكون الاحتجاز السابق للمحاكمة هو الاستثناء، وهو إجراء يقول منتقدون إنه يُساء استخدامه في عهد أردوغان.

- تعزيز حرية التعبير والحق في تنظيم المظاهرات.

اللاجئون السورييون

وضعت المعارضة التركية على أجنداتها اعادة العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد، بما يضمن الاحترام المتبادل، كما وطرحت أنها ستعمل على فتح السفارات بشكل متبادل. والتنسيق لاعادة السوريين المقيمين في تركيا مع شرط ضمان سلامة الأرواح والممتلكات، بتدخل من الأمم المتحدة.

مصطفى عبدي
10 أيار 2023

السبت، مايو 06، 2023

الإيزيديون ضحية خطاب الكراهية والعنف .. هم بحاجة إلى الحماية الدولية

الإيزيديون في العراق ضحية خطاب الكراهية والعنف ..  هم بحاجة إلى الحماية الدولية

بالرغم من ان الايزيديون يدعون الى الخير والسلام لكل شعوب الارض ويحرمون تكفير الآخر الا انهم لا يسلمون من خطابات الكراهية والعنف وبذلك هم بامس الحاجة الى الحماية الدولية هذه عبارات رددها العشرات من النشطاء الإيزيديين مع اطلاق حملة (IntlProtection4Yazidis⁩) وذلك على خلفية الهجمات التي تعرضوا لها والتحريض من قبل العشرات من خطباء المساجد في إقليم كردستان وفي المنصات الاجتماعية دون تحرك جدي من قبل السلطات.

منذ هجوم داعش على شنكال في آب هاجر اكثر من 120 الف ايزيدي خارج العراق بحثاً عن حياة كريمة لهم ولعوائلهم ، والهجرة مستمرة الى الأن، لقلق الايزيدي المستمر على حياته وتهميش حكومي لاوضاعهم.

وكان عدد الأيزيدين في العراق قبل الهجوم يبلغ  550 الف نسمة. اكثر من120 الف منهم هاجرو خارج  البلاد و 189 الف يعيشون في الخيم منذ 2014. فيما قام تنظيم داعش الإرهابي بقتل وأسر اكثر من 10 آلاف ايزيدي من ضمنهم اكثر من 5 آلاف شهيد موزعين على اكثر من 85 مقبرة جماعية فيما مازال مصير 2700 مازال مجهول الى الأن. تنظيم داعش فجر 68 مرقد ومزار ديني للأيزيدين في المناطق التي كان يقطنها الأيزيدين بعد سيطرتهم عليها في سنجار وبعشيقة وبحزاني.


الايزيديين في المانيا يتظاهرون ضد خطابات الكراهية  التي طالتهم من بعض رجال الدين في العراق واقليم كوردستان،خطابات الكراهية خلقت ارضية خصبه لداعش في السابق استمرارها يهدد التعايش ولا يساعد المكونات على الاستمرار في بلادهم

عندما نتحدث عن حاجة الأيزيديين إلى الحماية، فإننا نشير إلى المجموعة الدينية والعرقية المحددة التي تعيش في المناطق المختلفة من العالم، وخاصة في شمال العراق(إقليم كردستان العراق). الأيزيديون يشكلون أقلية دينية في المنطقة، وهم يعتنقون ديانة خاصة بهم تعرف بالديانة الأيزيدية.


يعيش الأيزيديون تحت ظروف صعبة وتحت تهديد مستمر من التمييز والاضطهاد. في عام 2014، تعرضوا في شمال العراق لهجوم من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الذي ارتكب مجزرة بحقهم وقام بإبادة واختطاف الآلاف منهم. هذا الهجوم أدى إلى نزوح الكثير من الأيزيديين وتشريد العديد من العائلات، مما تسبب في تفكك المجتمع الأيزيدي وترك آثاراً نفسية واجتماعية عميقة.

تحتاج الأيزيديون إلى الحماية من عدة جوانب. أولاً وقبل كل شيء، يجب ضمان سلامتهم البدنية والنفسية. يجب توفير الحماية والأمان لهم ومنع أي أعمال عنف أو تمييز ضدهم وحمايتهم من خطاب الكراهية المتفشي في المجتمع العراقي. يجب أيضًا توفير الدعم النفسي والعلاج للأيزيديين الذين تعرضوا لصدمات نفسية خلال هجمات داعش والتشريد وفقدان أفراد العائلة والأحباء.

بالإضافة إلى الحماية والدعم النفسي، يجب توفير الفرص الاقتصادية للأيزيديين. تعتبر الفقر والبطالة من التحديات الرئيسية التي يواجهها الأيزيديون، وتؤثر سلبًا على حياتهم وقدرتهم على توفير احتياجاتهم الأساسية الأساسية. يجب توفير فرص العمل والتدريب المهني للأيزيديين، بما في ذلك الدعم لإقامة المشاريع الصغيرة وتعزيز قدراتهم المهنية. من خلال توفير فرص العمل والاقتصاد المستدام، يمكن للأيزيديين أن يحققوا الاعتماد الذاتي والاستقلالية المالية، مما يساهم في تحسين جودة حياتهم وتعزيز رفاهيتهم. وقبل ذلك يجب تسهيل اجراءات اعادتهم الى مدنهم التي تعرضت للنهب والدمار وعدم اعتبار العودة جزءا من الاجندات السياسية والتجاذبات بين الأحزاب في إقليم كردستان.

بالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز حقوق الأيزيديين ومكافحة التمييز والعنصرية التي يواجهونها. يجب تعزيز الوعي والتثقيف حول الثقافة والديانة الأيزيدية، وتشجيع التعايش السلمي والاحترام المتبادل بين جميع المجتمعات المختلفة. يجب توفير حماية قانونية للأيزيديين ومكافحة الجرائم ضدهم وضمان محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.

أيضًا، يجب تعزيز التعليم والتثقيف بين الأيزيديين. يجب توفير فرص التعليم الجيدة والوصول إلى التعليم العالي للشباب الأيزيدي، وتعزيز القدرات التعليمية للكبار أيضًا. التعليم يعتبر أداة قوية لتمكين الأيزيديين وبناء مستقبل أفضل لهم.

تأتي حاجة الأيزيديين إلى الحماية والرعاية لكونهم الفئة التي تعرضت على مدى العقود الماضية لحروب اسهدفت ابادتهم، ولكون خطاب الكراهية والتحريض بحقهم مازال يشغل المجتمع العراقي، ومازال الايزيدي يتعرض للاضطهاد وبات خطاب الكراهية والعنصرية بحقهم جزءا من الثقافة التي تربى عليها أجيال في ظل غياب المحاسبة وعدم تدخل السلطات أو فشلها في محاسبة المسؤولين عنها. هذا يتطلب جهودًا متكاملة من الحكومات، المنظمات الدولية، المجتمع المحلي والمجتمع الدولي. يجب التعاون والتضامن لتلبية احتياجات الأيزيديين والعمل نحو خلق بيئة آمنة وعادلة تضمن لهم الحياة الكريمة والمستقبل الواعد.

بالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز حقوق المرأة الأيزيدية وحمايةها. يعتبر التمييز والعنف الجنسي ضد النساء الأيزيديات من أبرز التحديات التي يواجهونها. يجب توفير الدعم والحماية للنساء الأيزيديات اللواتي تعرضن للاختطاف والاستعباد الجنسي، وضمان العدالة للمسؤولين عن هذه الجرائم.

أيضًا، يجب توفير الدعم والتمكين للأيزيديين الذين عادوا إلى مناطقهم بعد تشريد ونزوحهم. يحتاجون إلى دعم لإعادة بناء حياتهم وتأمين الاحتياجات الأساسية مثل الإسكان والماء والطعام. يجب أن يتم تقديم الدعم لإعادة تأهيل المناطق المتضررة وتوفير الفرص الاقتصادية للأيزيديين لبناء مستقبل مستدام ومزدهر لهم.

هذان الطفلان ايزيدين واخوة اسمائهم امجد واسعد وهما من قرية تل قصب جنوب سنجار وهما لم يتجاوزا السن العاشرة ، خطفهم تنظيم داعش مع مئات من الأطفال الأيزيدين بعد قتل اهاليهم وسبي امهاتهم وتم اجبارهم على القتال ضمن صفوف ما يسمى بأشبال الخلافة .

امجد واسعد فجروا انفسهم في شمال شرق سوريا بعد أن تم غسل عقولهم واعطائهم مواد مخدرة.







مجموعة من شباب زاخو يناقشون على بث مباشر من اجل  مهاجمة الأيزيديين الساكنين في الخيم و بكل انواع الأسلحة احدهم يقول لدي قنابل يدوية والأخر يقول بالبيكيسي.

ويشجعون الشباب على الأنضمام الهم لمهاجمة مخيمات الأيزيدية في كوردستان 


ديوان الوقف السني يعقد مؤتمر صحفي من امام جامع الرحمن في سنجار : 



قائد عسكري ضمن التشكيلات العسكرية باقليم كردستان #العراق يعلق بالقول، " نحن المسلمين لسنا حاضرين للدفاع عن عبدة الشيطان ويقصد بها الايزيديين". 








رجل دين ايزيدي يتجول داخل جامع الرحمن ويطالب بأيقاف الشائعات والتحريض على الأيزيدين . 























الخميس، مايو 04، 2023

تركيا تقدم معلومات استخباراتية مضللة للولايات المتحدة وتستخدم أهدافًا وهمية كغطاء لعملياتها ضد القادة الكرد في شمال سوريا

تشهد مناطق شمال سوريا الخاضعة لسيطرة القوات التركية وميليشياتها السورية، بما في ذلك الجيش الوطني وهيئة تحرير الشام، تكثيفاً في الغارات الجوية من قبل الطائرات الأمريكية التي تقول انها تستهدف قيادات في تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة وغيرها من المنظمات المدرجة على قوائم المنظمات الإرهابية. وذلك بحسب بيانات تصدر عن الجيش الأمريكي الذي يؤكد كذلك أن هذه العمليات العسكرية تأتي في إطار الدفاع عن القوات الأمريكية ومصالح الولايات المتحدة.

وفي ظل التوتر الأمني المتصاعد في سوريا عموما، تستخدم الولايات المتحدة طائرات مسيرة لتنفيذ الغارات الجوية وضرب المواقع المشتبه بها لتنظيمات إرهابية. ومع أن الغارات الجوية تستهدف في الأساس قيادات التنظيمات الإرهابية، إلا أنها قد تؤثر أيضاً على المدنيين الذين يعيشون في المناطق المستهدفة.


مؤكد ان هذه الغارات يخطط لها بعناية وتتم استنادا لمعلومات استخباراتية ولكونها تجري ضمن مناطق خاضعة لنفوذ الجيش التركي فلا يستبعد وجود تنسيق معها وكذلك مع جماعات مسلحة سورية تنشط بفعالية في تلك المناطق وكذلك بناء على معلومات ينقلها بعض المخبرين على الأرض.

رغم أن هذا التصعيد في الغارات الأمريكية يأتي في سياق اتهامات تركيا بدعم بعض المنظمات الإرهابية في المنطقة، وبخاصة تنظيم هيئة تحرير الشام، الذي يسيطر على أجزاء كبيرة من إدلب، والذي يعتبر جزءاً من تنظيم القاعدة إلا انها تجري بتنسيق مباشر او غير مباشر مع المخابرات التركية والتي بدورها تنسق مع هيئة تحرير الشام ( جبهة النصرة سابقا) والجيش الوطني السوري الذي يضم في صفوفه المئات من قادة وعناصر داعش دون أن يتم استهدافهم.

وتجاوز عدد الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة في مناطق الشمال السوري، التي تخضع لسيطرة القوات المسلحة التركية وميليشياتها السورية، 37 هجومًا. وأسفرت تلك الهجمات، وفقًا لبيانات متفرقة صادرة عن الجيش الأمريكي، عن مقتل 27 شخصية تم اعتبارهم خطرًا على القوات الأمريكية ومصالح الولايات المتحدة، على الرغم من أن 21 شخصًا لم يكن قد تم إدراجهم سابقا على قائمة الشخصيات المطلوبة سابقًا.

وعند استعراض السيرة الذاتية للمستهدفين، باستثناء القادة الثلاث لتنظيم الدولة الإسلامية، تبين أن الأغلبية الساحقة منهم كانوا بدور محدود جداً في تلك التنظيمات، أو من المناصرين الذين لم يشاركوا في أي هجمات عسكرية، ولم ينضموا لأي جماعات مسلحة. ومن بين المستهدفين، كان هناك مدنيون ورجل مسن لم يسبق له حمل السلاح ولم ينضم لأي تشكيلات عسكرية.

يثير هذا الأمر قلقًا بشأن مدى دقة المعلومات التي تستخدمها الولايات المتحدة في تحديد الأهداف، وإن كانت تتعرض للخداع خاصة وأن بعض المستهدفين تركوا العمل الجهادي منذ سنوات طويلة وعادوا لعوائلهم ويعملون في مهن بسيطة، وآخرون لم يكونوا جزءا من أي تنظيم مسلح. ومن المحتمل أن يكون هناك خداع تمارسه أجهزة الاستخبارات التركية، والمتعاونون مع القوات الأمريكية على الأرض وخداع تمارسه هيئة تحرير الشام و الجيش الوطني السوري بتنسيق مع المخابرات التركية او دون التنسيق معها حيث يتم منح مواقع لشخصيات معارضة لهيئة تحرير الشام / الجيش الوطني، ليستهدفها التحالف الدولي او التضحية باسماء لشخصيات متقاعدة لم يعد لها اي أثر او دور في تنظيماتها لتصفيتهم مقابل مكاسب تعود بالنفع على تركيا وعلى تلك الجماعات المسلحة والتي تضمن بقاء قادتها في مأمن من أي هجوم.

يبدو أن جهاز المخابرات التركي، الذي يتحرك بفعالية في المناطق السورية المحتلة، يتعاون مع الولايات المتحدة بتزويدها بمواقع وتحركات بعض الأشخاص الذين لديهم ماضٍ جهادي، لكن لم يعد لهم اي دور حاليا وذلك في مناطق مثل إدلب وريف حلب وريف الرقة وريف الحسكة. ولكن هذا العمل ليس بدون ثمن، إذ تقبض تركيا ثمن هذه المعلومات من خلال صمت واشنطن عن الغارات التي يشنها سلاح الجو التركي مستهدفا قيادات قوات سوريا الديمقراطية.

اذا تقبض تركيا ثمن هذه الخدمات من خلال صمت الولايات المتحدة حيال الغارات التركية التي تستهدف قوات سوريا الديمقراطية والمدنيين والمنازل، والتي تشمل أيضًا استهداف قيادات ومسؤولين في الإدارة الذاتية. 

لكن هل تتحرى الولايات المتحدة بدقة في خلفيات الشخصيات التي تستهدفها بناء على معلومات تصلها من انقرة؟

هل تدرك الولايات المتحدة انها وقعت ضحية عملية خداع طويلة من قبل تركيا، وبعض المخبرين المرتبطين بالميليشيات السورية حيث تزوّد الـ CIA بمواقع بعض شخصيات مفترض انها تشكل خطراً على الولايات المتحدة، لكن الحقيقة مختلفة فغالب الذين يجري استهدافهم معارضون لزعيم هيئة تحرير الشام وقيادات في الجيش الوطني السوري أو هم كبش فداء، كما كان يفعل الممثل الأمريكي (مورجان فريمان) في شخصية سلون في الفلم الشهير Wanted. كما ان أهم الشخصيات المدرجة على قائمة المطلوبين لدى الجيش الأمريكي يتحركون بحرية تامة دون ان يتم استهدافهم ولو بصاروخ تحذيري ومنهم أبو محمّد الجولاني القائد الأعلى لهيئة تحرير الشام المُسلّحة. وكان أيضًا أميرَ جبهة النصرة – قبل أن تُغيّر اسمها – التي تُعدّ الفرع السوري لتنظيم القاعدة.

مصطفى عبدي

4 أيار 2023

FB -  twitter - youtube


الأربعاء، مايو 03، 2023

لاجئو سوريا في لبنان: بين التمييز والإجبار على العودة إلى بلد يواجهون فيه خطرًا


يشهد لبنان منذ عام 2011 حضورًا كبيرًا للجوء السوريين بسبب الحرب المستمرة في سوريا. ومنذ ذلك الحين، تعرض اللاجئون السوريون للكثير من التحديات، بما في ذلك التمييز العنصري والإقصاء الاجتماعي، حيث عجزت الدولة اللبنانية عن حمايتهم.

وقد أثرت هذه العنصرية على جميع جوانب حياتهم، بما في ذلك العمل والتعليم والرعاية الصحية والإسكان. بما في ذلك معناتهم من الإجراءات الصارمة للحصول على التصاريح اللازمة للعمل والإقامة، وبالتالي حرمانهم من العمل والعيش الكريم.

بالإضافة إلى ذلك، تعرض اللاجئين السوريين في لبنان للتحرش والاعتداءات اللفظية والجسدية، وكذلك لعمليات احتجاز غير قانونية وتم تحويلهم لمادة اعلانية ضمن الدعاية الانتخابية لعدد من الأحزاب. وعلى الرغم من أن الحكومة اللبنانية قد اتخذت بعض الإجراءات لحماية حقوق اللاجئين السوريين، فإنها كانت غير كافية على الاطلاق، لا سيما مع تصاعد وتيرة العنصرية وقيام السلطات بإجبار اللاجئين السوريوين على العودة إلى سوريا، دون الأخذ باعتبار أنهم قد يتعرضون للاعتقال من الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، وأن سوريا ماتزال غير آمنة لعودتهم.

يجب على الحكومة اللبنانية تحسين ظروف اللاجئين السوريين في لبنان والعمل على توفير الدعم الكافي والموارد اللازمة لهم. ويجب أن تكون الحكومة ملتزمة بحماية حقوق اللاجئين السوريين وضمان إمكانية الحصول على الخدمات الضرورية وسبل العيش الكريمة.

كما ينبغي أن تتخذ الحكومة اللبنانية إجراءات صارمة ضد التمييز العنصري والإقصاء الاجتماعي لللاجئين السوريين. وينبغي العمل على توعية المجتمع المحلي حول حقوق اللاجئين وضرورة معاملتهم بالاحترام والكرامة.

يجب أن يعمل المجتمع الدولي على توفير المزيد من الدعم والموارد للحكومة اللبنانية لتحسين ظروف اللاجئين السوريين في لبنان، حيث لا يجوز اجبار اللاجئين على العودة إلى سوريا، خاصة إذا كانوا يواجهون خطرًا على حياتهم في حال العودة، وذلك بموجب القانون الدولي. فحق اللاجئين في الحماية من الاضطهاد والتمييز والعنف يحظى بالحماية القانونية الدولية، ويعد ذلك حقًا أساسيًا ولا يجب المساس به.

وتنص المواثيق الدولية مثل اتفاقية جنيف لعام 1951 المتعلقة بوضع اللاجئين، على أنه لا يجوز إجبار اللاجئين على العودة إلى بلد يواجهون فيه خطرًا على حياتهم أو حريتهم. وتحث الاتفاقية الدول على توفير الحماية لللاجئين وحمايتهم من العنف والتمييز وتوفير الظروف الملائمة لحياتهم وتمكينهم من العيش بكرامة.

وينظر القانون الدولي إلى اجبار اللاجئين على العودة إلى بلد يواجهون فيه خطرًا على حياتهم أو حريتهم كانت خرقًا لحقوقهم الأساسية ويشكل انتهاكًا للقانون الدولي. ويجب على الدول والحكومات العمل على حماية حقوق اللاجئين وتوفير الظروف الآمنة والكريمة لحياتهم، وتحسين ظروفهم المعيشية والإنسانية، والعمل على توفير الدعم اللازم للدول التي تستضيف اللاجئين لتتمكن من تلبية احتياجاتهم وتوفير الحماية الكاملة لهم.

السلطات اللبنانية مطالبة بوقف عمليات ترحيل اللاجئين السوريين قسرًا إلى سوريا، وسط مخاوف من أن هؤلاء الأفراد مُعرضون لخطر التعذيب أو الاضطهاد على أيدي الحكومة السورية لدى عودتهم.

لبنان مُلزم بموجب مبدأ عدم الإعادة القسرية في القانون الدولي الإنساني العُرفي بعدم إعادة أي شخص إلى بلد قد يواجه فيه خطر التعذيب أو الاضطهاد. وبدلًا من العيش في خوف بعد الفرار من الفظائع في سوريا، ينبغي حماية اللاجئين الذين يعيشون في لبنان من المداهمات التعسفية وعمليات الترحيل غير القانونية”.

مبدأ عدم الإعادة القسرية هو قاعدة عُرفية مُلزمة في القانون الدولي تحظر على الدول إعادة الأشخاص إلى مكان قد يتعرضون فيه لخطر الاضطهاد أو غيره من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. ويجب منح أي شخص مُعرّض لخطر الترحيل فرصة للوصول إلى المشورة القانونية، ومقابلة ممثلي المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والطعن في ترحيله أمام المحكمة.

مصطفى عبدي

6 أيار 2023


الثلاثاء، مايو 02، 2023

شبهات في الإعلان التركي عن مقتل الزعيم الرابع لداعش .. أردوغان اعلن مقتله في حملته الإنتخابية


يثير رفض التحالف الدولي المعني بمحاربة تنظيم داعش التعليق على الأنباء التي أوردتها وكالات الأنباء نقلا عن الرئيس التركي رجب أردوغان بمقتل زعيم داعش الجديد (أبو الحسين الحسيني القرشي) الشكوك في العملية برمتها لا سيما وأن الإعلان جاء على لسان أردوغان في مقابلة تلفزيونية ضمن حملته الأنتخابية وهو ما يمكن اعتباره مقتبسا من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية قبيل الانتخابات.

يثير هذه الاعلان كذلك الشك من خلال سيناريو استهداف "القرشي"، في منطقة جنديرس في ريف عفرين، الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة التركية وتنتشر فيها بكثافة أجهزة الاستخبارات التركية وميليشيات الجيش الوطني وهيئة تحرير الشام. وهذا مايدفعنا للسؤال حول كيفية بقاء القرشي مخفيًا عن أعين تلك الأجهزة والجيوش على مدار السنوات السابقة، خاصة أنه كان واحدًا من أهم قادة داعش قبل تزعمه المنظمة بفترة طويلة، جيث كانت تتم مطاردته من قبل التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية. والسؤال الآخر كيف وصل إلى عفرين قادمًا من العراق؟

وأبو الحسين الحسيني القرشي هو الزعيم الرابع لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ابتداء من 30 تشرين الثاني/نوفمبر سنة 2022، أعلن عن تنصيبه المتحدث باسم تنظيم الدولة أبو عمر المهاجر في تسجيل صوتي.
مقتل القرشي والارتباط المتجدّد بين تركيا وداعش
في العودة لتفاصيل الهجوم المزعوم الذي قتل فيه "القرشي" يوم السبت 29 نيسان 2023 فإنه استهدف موقعا تسيطر عليه ميليشيا «جيش الشرقية» على طريق قرية مسكة – سنديانكه في جنديرس بمنطقة عفرين شمال غربي محافظة حلب، هذا الأعتراف يثبت تماما الادعاءات السابقة أن «القرشي» وقيادات الصف الأول للتنظيم تتواجد وتتنقل بحرية في مناطق نفوذ الميليشيات الموالية لتركيا، وتتخفى ضمن «الجيش الوطني»، ويحملون هويات صادرة عن المجالس المحلية. تلك المعلومات تغذي فرضية أن القرشي -إن صحت أخبار مقتله- قد تمت التضحية به، وهي ورقة أردوغان قبيل الانتخابات لتبرئة نفسه من تهمة دعمه لداعش، وهي اتهامات وجهت لتركيا منذ ظهور التنظيم وفتح تركيا لمطاراتها وحدودها لعبور مقاتليه وتقديم مختلف انواع الدعم لهم.

وقُتل زعيم «داعش» الأسبق، أبو إبراهيم القرشي، في فبراير (شباط) عام 2022، في غارة أميركية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، بعد مقتل سلفه أبو بكر البغدادي في إدلب أيضاً، في أكتوبر (تشرين الأول) 2019.

وأعلن التنظيم في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، مقتل زعيمه السابق أبو الحسن الهاشمي القرشي خلال معركة. وقال متحدث باسم التنظيم، في ذلك الحين، إن الهاشمي، وهو عراقي، قتل في معركة مع «أعداء الله»، من دون توضيح للزمان أو المكان أو ملابسات مقتله. وأضاف أن الزعيم الجديد للتنظيم هو أبو الحسين الحسيني القرشي، ولم يفصح عن أي تفاصيل بشأنه، سوى أنه عنصر «مخضرم»، داعياً الجماعات الموالية للتنظيم لمبايعته.

رغم ذلك فإن مقتل القرشي -وزعماء داعش السابقين- في مخابئهم القريبة جدا من الحدود التركية السورية ضمن مناطق خاضعة لسيطرة الجيش التركي، إشارة واضحة لما يتمتع به التنظيم من حماية، ومنطقة آمنة لقيادة نشاطاته في سوريا والعراق ودول أخرى.

اعتبارًا من عام 2013، لعبت الحكومة التركية دورًا فعالًا في صعود داعش. وأخذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على عاتقه جعل بلاده ممرار آمنا لتدفق المقاتلين الجهاديين عبر "الطريق الجهادي السريع" الذي يمتد من شانلي أورفة في تركيا إلى الرقة وعبر غازي عينتاب باتجاه مدينة منبج السورية. عبر أكثر من 45 ألف مقاتل أجنبي من حوالي 80 دولة عبر تركيا إلى سوريا.

وكان بحوزة مقاتلي داعش أسلحة تركية بعلامات تركية ، كما وكانت الحدود مفتوحة لمقاتلي داعش المصابين ويتم نقلهم للمشافي التركية ويقدم العلاج لهم مجانا، الحالات العادة كانت تعالج في مشافي يمولها (الهلال الأحمر القطري) مقامة ضمن الأراضي السورية على الحدود وقرب المعابر (معبر جرابلس ، معبر تل أبيض ...).

كان مجمع زعماء داعش أبو بكر البغدادي (2013–2019)، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي (2019–2022)، أبو الحسن الهاشمي القرشي (2022–2022)، أبو الحسين الحسيني القرشي (2022–2023) بالقرب من الحدود التركية ضمن مناطق تحتلتها تركيا وفرضت فيها سيطرتها الكاملة. هذه المنطقة تعج بالعملاء والمخابرات والجنود الأتراك والعملاء السوريين. من غير المحتمل أن يتمكن هؤلاء وهم منأكثر الإرهابيين المطلوبين في العالم من الاختباء على مرأى من الجميع دون علم المخابرات التركية.

إدلب نفسها ملاذ للعديد من الجماعات الجهادية المدعومة من تركيا والمرتبطة بالقاعدة. الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا هو تحالف جهادي في الأساس يضم العديد من أعضاء تنظيم داعش والقاعدة "سابقًا". تركيا تحميهم جميعا.

لا شك أن وجود داعش في شمال غرب سوريا، الذي تسيطر عليه تركيا، يأمرًا يُعد أمراً حاسمًا في الحفاظ على قدرة التنظيم على تنفيذ هجمات مميتة في جميع أنحاء سوريا والعراق والعالم. وبدلاً من ذلك، تستهدف تركيا، التي تمتلك ثاني أكبر جيش في الناتو، قوات سوريا الديمقراطية وقادتها وهم الذين يواصلون حملات يومية لملاحقة خلايا داعش تلك الهجمات تعرقل جهود مكافحة داعش.

يجب على الولايات المتحدة التركيز على دور تركيا في وجود قادة داعش والقاعدة في مناطق خاضعة لسيطرتها شمال سوريا. يجب الآن تطبيق استجواب على تورط تركيا مع داعش والجهاديين الآخرين في سوريا. ينبغي أن يعقد الكونغرس الأميركي جلسات استماع حول علاقات تركيا بداعش. إذا كان هناك تواطؤ، فيجب منع تركيا من تلقي الأسلحة الأميركية وتعليق عضويتها في الناتو والبدأ فورا بفرض عقوبات اقتصادية عليها.

مصطفى عبدي
2 أيار 2023







السبت، أبريل 22، 2023

كوباني عام على التحرير: انتصارت عسكرية في موازاة الفشل السياسي والخدمي، والخذلان من المجتمع الدولي



مر عام على اعلان التحرير الثاني لمدينة كوباني من مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية الذي شنو حربا كبرى، على المدينة في 14 سبتمر 2014، تمكنوا من خلالها من السيطرة على 85% من المدينة التي كانت تحت ادارة وحدات حماية الشعب الكردية، بسلطة تنفيذية من "الادارة الذاتية" التي اعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي في شباط من العام نفسه.

كوباني تلك المدينة المنسية تحولت الى قبلة العالم، وباتت اخبارها تتصدر شاشات التلفزة وغالب وسائل الاعلام العالمية في ظاهرة قلما تتكرر لمدينة صمدت في وجه داعش وقاومته، في وقت كانت فيه غالبية المدن السورية والعراقية تستقبله بالذبائح والاحتفالات، ورافق اعلان الحرب نزوح ما يقارب الـ 300 الف مدني باتجاه الحدود التركية، رافضين احتضان داعش ليسجل ذلك ايضا كحدث نادر في أن يرفض اهالي مدينة قبول حكم التنظيم وأن يرحلوا عنها مكرهين تحت ضربات القصف والاسلحة الثقيلة والمجازر التي هددوا بها من قبل مسلحي التنظيم.

كوباني قبل الثورة:

كان النظام السوري يفرض على مدينة كوباني طوقا أمنيا مشددا، وكانت الاعتقالات والاستجوابات مستمرة من قبل الفروع المتعددة من الأمن عسكري، الى سياسي، والجنائي، والداخلي، والجوي والمئات من المخبرين غيرهم، فكانت النشاطات السياسية محظورة تماما كما الثقافية، فتنظيم أمسية شعرية مثلا كان يحتاج لمواقفة كل الفروع الامنية، لذا كانت تتم في الغالب سرا، وايضا فإن كل مفاصل الدولة، والمؤسسات الخدمية والتعليمية وغيرها كانت بإدارة أشخاص من خارج المدينة بسجل "بعثي" متزمت، وكان الواقع الخدمي سيئا، فقد كانت تُنتهج سياسة معاقبة جماعية للمدنيين، باهمال مختلف جوانب حياتهم، أضف الى ذلك فقد مورست سياسات التعريب لاسماء القرى، والمدن، وكانت اجراءات التوظيف معقدة وتحتاج الى دراسات امنية، ودفع مبالغ طائلة لتجاوزها.

كوباني اثناء الثورة:

انتفضت كوباني في وجه النظام في الاول من نيسان 2011 كاحد اوائل المدن الثائرة ضده في تظاهرات عارمة كانت تتصدر كبرى الشاشات العالمية، وهي تنقل صيحات شبابها المطالبين باسقاط النظام، وبالتضامن مع المدن الاخرى الثائرة منددين بجرائمه وسياسة القتل التي ينتهجها كون الكرد في سوريا كانوا يتعرضون لاضطهاد مزدوج قبل الثورة ليجدو فيها متنفسا في الخروج الى الشارع بعد تجربة 2004، والمطالبة بحقوقهم ورفع الظلم عنهم.

واستمر الحراك الثوري والمدني في كوباني حتى استلم حزب الاتحاد الديمقراطي السلطة في كوباني في 19/7/2012، لتعيش كوباني بعدها خلافات كردية – كردية بين " المجلس الوطني الكردي" و"حركة المجتمع الديمقراطي"، الى جانب محاولات متكررة من فصائل عسكرية في المناطق المحيطة في كوباني بفرض حصار عليها ودعوات التوجه للسيطرة عليها.

وتزايد التوتر بعد تنامي دور وحدات حماية الشعب وزيادة قوتها، فبدأت الفصائل الاسلامية / داعش، جبهة النصرة، احرار الشام/ يكيلون اتهامات بأن هذه القوات تنتهج سياسة تدعو لتقسيم سوريا، فقاموا وبالتنسيق معا بفرض حصار على مدينة كوباني في آب (أغسطس) 2013، الذي شمل الغذاء والدواء وحليب الاطفال وحركة المدنيين، إضافة إلى قطع الكهرباء والمياه،، ولاحقا ومع اعلان "الادارة الذاتية" شن داعش حربه الكبرى على المدينة، مهددا بالصلاة في جوامعها، واستعباد أهلها، وفي أمل ضمها لإمارته، وخاصة بعد ان سيطر على مساحات واسعة من سوريا.

ما الذي تحقق بعد عام من التحرير؟

ترزح المناطق الكردية في سورية تحت ظروف قاسية، نتيجة الحرب التي يشنها تنظيم «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة» من جهة، والحصار الخانق الذي تفرضه التشكيلات الإسلامية “المعارضة” بالتعاقب، معطوفاً عليه الدور التركي السلبي والرافض لأي صعود لحزب الاتحاد الديموقراطي الكُردي، وهو الموقف الذي ينسجم مع وجهة نظر الائتلاف المعارض الرافض لكيان «الإدارة الذاتية» وتعتبره مشروع انفصال، في الوقت الذي يشدد المسؤولون الكُرد على أنهم يسعون إلى ترسيخ سورية ديموقراطية موحدة ومتنوعة في آن، ويعملون لتعميم نموذجهم لسورية المستقبل وفق قاعدة الجمهورية الديموقراطية والإدارة الذاتية المجتمعية.

تقع كوباني التي ما تزال تعيش حربا مستمرة على الشريط الحدودي مع تركيا، مفتقرة إلى معابر رسميّة، باستثناء معبر مرشد بينار، وتل أبيض الذين ترفض تركيا مرارا افتتاحهما، ويؤكد المسؤولون في كوباني أنه «كان بإمكان الحكومة التركيّة التخفيف من آثار الحصار والحرب» والاستجابة للنداءات المحلية والدولية بفتح البوابة، بدل زيادة تشديد الرقابة خاصة انها تعتبر نافذة وحيدة أمام الناس، ولا يتوانى الجنود الأتراك عن إطلاق النار على من يحاول اجتياز الحدود بطرق غير شرعية، حيث تم توثيق 145 حالة اعتداء " وحشية" وحدوث وفيات منذ العام الفائت. و«كأن تهريب الاحتياجات الحياتية أخطر من إدخال الأسلحة والجهاديين».

ومنذ تاريخ اعلان تحرير كوباني وبدء الناس بالعودة، لم تتوقف المعارك، حيث تم طرد التنظيم من العشرات من المدن الاستراتيجية في الرقة، والحسكة وريف كوباني، لتصبح حرب كوباني نقطة تحول، وانكسارات متتالية لداعش انتهت مؤخرا بخسارته سد تشرين مع معارك محتملة في جرابلس ومنبج حتى الشدادي ومسكنة، لكن بموازاة ذلك فإن الناس ما تزال تعيش ظروف امنية واقتصادية صعبة، وهم الذي فقدوا منازلهم، واعمالهم ومدينتهم التي تحولت الى انقاض، آذاد محمود الذي كان قد انتهى للتو وقبل بدء المعارك من اعمار منزله قال" كوباني اليوم ما تزال مدينة مدمرة، لقد بتنا واثقين بأن حرب التحالف الدولي في كوباني كانت حرب مزدوجة، لتدمير المدينة، ومحاربة تنظيم الدولة فالتحالف الدولي وداعش جعلا من كوباني مصيدتهما لهزيمة الآخر، فدمرت مدينتا ولم يساعدنا أحد حتى الان، نشعر بالخذلان من المجتمع الدولي والتحالف الذي لم يقدم لنا شيئا" ويتسائل آزاد " ألا يترتب على التحالف الدولي أن يجد حلا لمعاناة اهالي هذا المدينة التي حولتها غاراته الى انقاض".

ورغم عقد أكثر من مؤتمر واجتماع دولي حول كوباني، والاعلان عن مشاريع ضخمة ورصد أموال لمساعدتها على النهوض والاعمار فإن الجهود والمساعدات التي وصلت المدينة بالكاد تذكر، فـ "منسقية اعادة الاعمار" المعلنة منذ اكثر من عام لم تقدم الشيئ الكثير، الا انها استطاعت ازالة الركام، وفتح غالب الطرقات، تاركة اصحاب المنازل يبكون على ترابها بدل الاطلال، ولم تقدم اية مساعدات أخرى بالعكس فهنالك اتهامات لها بانها تعمدت تهديم عدد من المنازل الغير مدمرة نتيجة الحرب تماشيا مع مخطط عام تشرف على تنفيذه، وهو ما يهدد المئات من العوائل الاخرى لتسكن ايضا في العراء.

"الادارة الذاتية" لم توفي بأي من الوعود التي قطعتها على نفسها بتوفير معدات ومواد الاعمار بأسعار مناسبة، او تقديم اية مساعدات مالية او عقارات روجت من خلال مؤتمرات اعلامية بأنها ستقدمها للذين فقدوا منازلهم او دخلت ضمن مساحة "المتحف" بل وتهربت بلدية كوباني من مساعدة الناس او تقديم شيء او العمل على ضبط اسعار العقارات او مستلزمات البناء بالعكس فقد فرضت طلب تراخيص للاعمار، أضف بأن التصريح الأخير الصادر منها حول عدم وفاء الداعمين بوعودهم في تقديم الدعم والمساعدات دليل فشل هذه الادارة في اقناعهم بذلك، ويجب الوقوف عند ذلك لا التهرب واعتبارها حجة عجزها عن فعل شيء.

وكذلك فإن الخدمات الاساسية، من ماء وكهرباء غير متوفرة الا بالحد الادنى، كما وان الشكاوي كبيرة في المجال الاغاثي وعدم وصول المساعدات للناس، والمشافي لا تقدم خدماتها الا باسعار مرتفعة وان غالب المواد الغذائية والمحروقات تباع في السوق بدون رقابة مما يزيد من اسعارها بشكل كبير.

ولكن ورغم ذلك ومهما تكن الصورة قاتمة في كوباني، ورغم الدمار وندرة الخدمات وارتفاع الاسعار وغياب فرص العمل فإن الحياة فيها تسير نحو الافضل حيث تحاول "الإدارة الذاتية" بمؤسساتها وهيئاتها التي أعيد تأسيها متابعة شؤون الحياة، وتحاول قدر المستطاع مساعدة الناس في احتياجاتهم اليومية بالحد الأدنى، فثمّة منظمات ومؤسسات تقف على تنظيم الخدمات وتدبير احتياجات عوائل الشهداء، والنازحين وذوي الاحتياجات الخاصة، وتحريك عجلة القطاع التعليمي، والقطاع الصحي، وتحسين مستوى الأمن عبر عناصر الشرطة «الاسايش» وإحالة معظم القضايا الشائكة إلى المحاكم المحلية، وتنظيم القضاء، والخدمات وغيرها.

مصطفى عبدي

اذار 2016


الخميس، أبريل 20، 2023

حكايتي مع كوباني … وحرب الايام الصعبة

لقاء خاص أجرته لافا خالد – خاص بمشروع ” أنا قصة إنسان “


(دوعش، نظام أردوغان، نظام الأسد والمنشقون عنهم)، الكل يحاربنا، الكل له أهداف وغايات مغايرة لتلك التي يريدها أبناء مدينة كوباني، حتى اسم المدينة سموها تارة ” عين العرب” وهي المدينة التي لا عين فيها ولا عرب. كما سموها عين الإسلام .



دبابات، مدافع، قصف جوي، سيارات مفخخة، اشتباكات… كل أسلحة العالم وجيوشه اجتمعوا على وفي كوباني، الحرب فيها لم تبدأ فجأة، فقد سبقها عامان من الحصار الطويل والاعتقالات، لقد منعوا التجار والمنظمات بإدخل حليب الأطفال والدواء، للمدينة. ورغم ذلك كان أهلها يفضلون البقاء والمقاومة على النزوح عنها، ولكن ما حدث في 14/9/2014 كان مختلفاً، فتنظيم داعش حشد كل سلاحه الثقيل الذي غنمه في الموصل وفي الرقة ومطار الطبقة ووجهه لاحتلال كوباني وريفها، كما وحشد عشرات الآلاف من مقاتليه بتهديد حرق كوباني، وذبح اهلها، والصلاة في جوامعها إن لم تستسلم، وهو التهديد الذي كانت جبهة النصرة ترسله أيضا، وقبلها الجيش الحر. ومازلت تركيا اليوم تهدد به. حيث يقول أردوغان سندفنهم في الخنادق إشارة لسكان المدينة.



غادر الناس على عجل، تاركين ورائهم كل شيء وهم يحاولون النجاة بأرواح أطفالهم والنساء، وداعش يمطر المدينة بالمئات من القذائف يومياً، وقواته تتقدم تسرق وتحرق وتقتل وتنهب كل ما تصادفه، ومع نهاية الشهر التاسع من 2014 أصبحت المدينة شبه خالية من المدنيين، لتبدأ فيها حرب شوارع طويلة بعدما قرر أبنائها القتال حتى النهاية.

مدن كثيرة كانت هدفاً لتنظيم داعش قبل كوباني، تلك المدن كانت تستقبلهم بالذبائح والحفلات، لكن كوباني أصبحت أول مدينة سورية ترفض احتضان داعش، حينما قرر أهلها ترك قراهم ومنازلهم والنزوح، وكانت أول مدينة تشهد مقاومة لداعش حتى هزيمته.

أثبت مقاتلوا كوباني الذين أصبحوا رمزاً عالمياً للمقاومة أنهم لن يتركوا مدينتهم رغم أنهم تراجعوا لآخر خطوط الدفاع، وهو ما فرض على المجتمع الدولي والتحالف الذي تقوده أمريكا أن يتدخلا لمساعدتهم بعد أن انتشرت اسطورة المقاومة في الفضائيات، وبعد أن تحولت شوارع أوروبا لساحات تظاهر لم تتوقف وهم يطالبون بدعم شباب وبنات كوباني، وفك الحصار المفروض عليهم من قبل تركيا.

بالفعل تدخل التحالف الدولي في اللحظات الاخيرة، لتبدأ بذلك مرحلة جديدة مختلفة كلياً، مرحلة انكسار هيبة داعش، وقوته. 

بدأت بعد ذلك حرب تحرير كوباني شارعاً بشارع، ولم تتوقف لتمتد إلى تل أبيض، ومنها إلى سلوك حيث نشأ داعش في سوريا، وجبل عبد العزيز، ومبروكة والشدادي، فكانت هزيمة التنظيم في كوباني هي بداية لهزيمته في سوريا كلها.

مصطفى عبدي أضاف معرجاً على حياته الإعلامية التي بدأت قبل اندلاع الثورة بعقد:” كانت لي تجارب في العمل الاعلامي منذ العام 2004 حينها كنت طالب في جامعة دمشق وتعاونت مع مجموعة أصدقاء في تأسيس جريدة ثقافية /جراخ/ وإصدار ثلاث أعداد منها باللغة العربية والكردية، ولاحقاً توقفنا عن النشر بسبب مضايقات أمنية أفضت لاعتقالي من قبل الأمن السوري، لأنتقل في العمل إلى النشر بأسماء مستعارة في عدة مواقع الكترونية منها " /مجلة الثرى / وموقع / سما كرد/، وبعدها قمت بالتعاون مع عدد من الاصدقاء منهم / صالح حبش، صلاح مسلم، مروان اسماعيل/ بإطلاق منتدى ثقافي الكتروني / منتدى شباب كوباني / عام 2006 ليصبح اول نافذة إعلامية، وثقافية فتحت لأبناء كوباني حرية الكتابة ونشر الأفكار بدون رقابة، كما وأسسنا جريدة سبا الثقافية واطلقت موقع أخباري باسم كوباني كرد.

لم أكن أمتلك مالاً لأقوم بتصميم وشراء موقع الكتروني، لذا اعتمدت على نفسي واستفدت من الانترنت في تعلم لغات البرمجة والتصميم، ولأقوم بعد ذلك بتصميم وإطلاق موقع الكتروني / كوباني كرد/ في العام 2011، كأول موقع كردي من داخل المدينة يهتم بنشر أخبار الناس، ويكون صدى لتطلعاتهم.

أسست أيضا أول إذاعة مجتمعية/ راديو آرتا كوباني وذلك قبل الحرب بشهرين، وتركت العمل فيها لاحقاً، لأتحول إلى العمل مع الإذاعات الدولية كإذاعة سيريانت، وتفعيل بث عدد منها في كوباني، وعملت مع عدة منظمات منها معهد الديمقراطية NID ، منظمة ايمباكت ، منظمة NASO .

عشت ثلاثة تجارب اعتقال بسبب عملي الإعلامي، اعتقلت عند النظام السوري في العام 2004، وعند فصائل عسكرية قالت إنها من الجيش الحر في العام 2012، ومن قبل PYD في العام 2013.

كانت كوباني تعيش تعتيماً إعلامياً قبل حرب داعش لاحتلالها، مع بدأ الحرب حملت كاميرتي الصغيرة وبدأت أوثق موجات النزوح، كنت قريبا من المقاومة، نقلت رسائلهم إلى العالم وضرورة مساعدتهم ودعمهم بالسلاح ومساعدتهم للوقوف في وجه الإرهاب. بقيت متواصلاً مع العشرات بل المئات من وسائل الإعلام والوكالات العالمية.

في كثير من الأوقات كان يصعب عليّ التوفيق في الرد على كل الاتصالات الواردة من الجهات الإعلامية، فوسعت فريقا تطوعيا بعدة لغات للاستجابة . لقد كانت أياماً عصيبة جداً وصعبة، وكانت الحرب الإعلامية فيها جزءاً مكملاً من حرب الدفاع عن المدينة.

اعتمدت الموضوعية قدر الإمكان، ونشر الأخبار بدقة ومن مصادرها، وهو ما ساعدني لأكسب مصداقية غالب وسائل الإعلام، الذين كانوا يتواصلون معي عبر الهاتف بداية، والتقيت بغالبهم لاحقاً في كوباني أو في مدينة سروج التركية المتاخمة لكوباني. 

في الحرب، كانت الأخبار كثيرة، متعددة، وكانت الإشاعات أكثر، كنا نمضي وقتاً إضافياً لنفي تلك الإشاعات التي كانت أيضا جزءاً من الحرب الإعلامية، وهنا برزت مع مجموعة من الزملاء كفريق عمل ، حيث بدأنا نهتم في النشر بلغات أجنبية، وفي تويتر ضمن فكرة الحرب الإعلامية حيث كان داعش أيضا ينشط فيها.

كل ذلك الظهور كان له بالمقابل ثمنه، فقد تعرضت عائلتي للتهديد مراراً أثناء تواجدي في كوباني ولاحقا في تركيا وفي أوربا، ولاحقاً أيضا كان هنالك خوف كبير دائم يرافقني.

قبل فترة قصيرة، بدأت داعش حملة لاستهدافي من خلال الـ / تلغرام، الهاتف، الواتس اب/ ووصلتي العشرات من التهديدات، وتم نشر صورتي مذبوحاً في صفحات تقول أنّها تابعة لوكالة أعماق/، الأرقام التي كانت تتصل بي نشرتها في صفحتي، غالبها كان ماليزياً، ومن لبنان، ومن تركيا، ومن الخطوط السورية، وهو ما دفع فريق أنيموس لإبلاغي بضرورة أن أغير مكان انتقالي وأن أختفي عن الظهور لفترة، كما وأني حصلت على حق الحماية من وزارة الداخلية الفرنسية بتاريخ 20 شباط 2016.



الإعلامي دائماً مستهدف من قبل جميع الأطراف المتصارعة في سوريا، حتى من قبل الأطراف السياسية، للأسف فكلهم يعتبروننا أعداء لأننا ننتقد ونظهر أخطائهم، وهي مشكلة كبيرة نعيشها، فالغالبية لا تستطع استيعاب الإعلام الحر، بل وتحاربه، وذلك نابع من عقليتها المشبعة بالإعلام المؤدلج، الذي يلتزم بسياسة المديح والقفز على الأخطاء.



حاولت قدر المستطاع أن أمنح مدينتي التي تحرقها الحرب حقها، كواجب أخلاقي، وسعيت قدر الإمكان لتقديم ما أستطيع، والتزامي ليس بأي حزب، بقدر ما هو التزام بقضيتي الكردية في سوريا، ليتمكن الشعب الكردي من الوصول لضمان كامل حقوقه.

كم كان صعباً عليَّ وداعي لخيرة شباب وبنات كوباني على الجبهات، وهم الذين كانوا قبل سنة أعضاء في فرق فنية وثقافية ومسرحية، وطلاب علم.

في سوريا.. فرح الكرد بسقوط الدكتاتور يتحول إلى خوف من الغارات وهجمات تركيا وميليشياتها

  كانت جيهان، الأم لثلاثة بنات، جالسة أمام خيمتها حينما لاحظت فوضى عارمة تجتاح المخيم مع سقوط قذيفة قربها. هرعت للاطمئنان على بناتها بينما ك...