تجري ثلاث انتخابات رئيسية في سوريا وهي: انتخابات تشريعية لمجلس الشعب (كل 4 سنوات)، وانتخابات رئاسية (كل 7 سنوات)، انتخابات الإدارة المحلية (كل 4 سنوات). وجميع تلك الانتخابات شكلية، لا معنى لها لكون النتائج جاهزة سلفا و"العرس الانتخابي" لا معنى له.
يسيطر حزب البعث على كل الانتخابات بشكل مطلق، ويفوز فيها جميعاً، وهي تجري تحت إشراف وزارة الداخلية، ومايسمى بالغرفة السرية الخاصة للتصويت تكون شكلية وامام الكميرات حيث يجري التصويت أمام موظفي اللجنة لكونه لا يؤثر على النتائج باي الأحوال كما وان الذي لا يذهب للتصويت تتم معاقبته لاحقا (لكل مواطن اتم ال ١٨ عاما دفتر للانتخابات).
بأي حال الانتخابات الثلاث تجري بطريقة فريدة، فنتائجها تعلن قبل التصويت، وذهاب الناس لصناديق الاقتراع، حيث يُعلن المرشحون فوزهم قبل يومين أو ثلاث من موعد اجراء الانتخابات. فكيف تتم العملية إذا ؟
قبل أن نخوض في تفاصيل آلية إجراء الانتخابات في سوريا، أود التذكير بأنه ورغم أن الدستور السوري تم تعديله شباط 2012 وإزالة المادة الثامنة فيه التي تنص على أن حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد للدولة والمجتمع، لكن بقيت فاعليّتها موجودة على الأرض بقوّة.
أضف أن هنالك مفهوما رسخه حزب البعث مفاده أن كل السوريين بالولادة بعثيون، والذين ينضمون منهم لصفوف الحزب يصبحون حزبيين.
أسس حافظ الأسد منذ استيلاءه على السلطة في سوريا عبر انقلاب عسكري ماسماه الجبهة الوطنية التقدمية للسيطرة عبرها على البرلمان والمجالس المحلية. حيث تعتبر الجبهة التي تضم حزب البعث وعدد من الأحزاب شكليا وتعتبر كواجهة يتحكم عبرها حزب البعث بالحياة السياسية في سوريا.
وتتشكل القيادة المركزية للجبهة من رئيس و/17/ عضواً: منهم /9/ يمثلون حزب البعث العربي الاشتراكي، مع الرئيس يصبح عدد البعثيين 10 و/8/ يمثلون بقية أطراف الجبهة بنسبة ممثلين لكل حزب. وبذلك يضمن البعث ان كل القرارات تصدر بالاغلبية المطلقة عن طريق الجبهة والتي تضم 10 أحزاب سياسية واتحادين (العمال و الفلاحين). الملاحظ ان اصوات البعث في الجبهة تصبح 12 من اصل 17 لكون اتحادي العمال والفلاحين أيضا هم لصالح البعث .
انتخابات مجلس الشعب :
منذ إنشاء مجلس الشعب لم تتغير نتائج الانتخابات، مع الاحتفاظ الدائم لحزب البعث العربي الاشتراكي بالأغلبية المطلقة من المقاعد. الجبهة الوطنية التقدمية تستولي على أكثر من ثلثي المقاعد(177) مقعد، توزع كالتالي (126) للبعث و(51) لبقية الأحزاب، و الثلث الباقي (73 ) من المقاعد للمستقلين.
على العموم أحزاب الجبهة لا تملك اي قاعدة شعبية، ولا وزن سياسي وينتخب رؤسائها كاعضاء في البرلمان دون خوضهم اي انتخابات.
يدخل حزب البعث الانتخابات بقائمة موحدة تحت اسم قائمة الجبهة الوطنية التقدمية، والتي تضمن له تحقيق الاحتفاظ الدّائم بالأغلبيّة المطلقة من المقاعد في مجلس الشّعب. وبالتالي فإن حزب البعث يحقّق بأي حال الأغلبيّة النّيابيّة دون أن يخوض الانتخابات حتى.
لكن كيف تجري انتخابات المستقلين في هذه الانتخابات؟
ينشر حزب البعث قائمة مرشيحه الفائزين سلفا، واسفل تلك القائمة يوجد أسماء المستقل الذي تمت تزكيتهم للفوز مع قائمة الجبهة. يتم تزكية المستقل من قيادة البعث بكل دائرة انتخابية نظير ولاءه وأمواله التي سيدفعها المرشح المستقل وسيتم اعتماد الفائزين قبل يومين او ثلاث من موعد الانتخابات.
انتخابات الإدارة المحلية(البلديات) :
تجري فيها عمليات التلاعب والتزوير بالضبط كما في الانتخابات البرلمانية، عبر توزيع قائمة تضم مرشحي الجبهة الوطنية التقدمية وباعتبار انهم بحاجة للمستقلين لاكمال المسرحية فيتم اضافة اسم المستقل المختار نظهير ولاءه والرشاوي التي يدفعها ليضاف اسمه وتعلن النتائج قبل الانتخابات بأيام.
انتخاب الرئيس (استفتاء) :
بعد صدور دستور 2012 تم تعديل طرق انتخاب الرئيس وتحولت من طريقة الاستفتاء إلى انتخابات تعددية، لكن نظريا لم يتغير شيء حيث ظل حافظ الأسد المرشح الوحيد ويفوز بنسبة 99.99 بالمئة، وسار على دربه ابنه الذي أورثه الحكم بذات النتيجة.
نشير كذاك ان كل رؤساء المؤسسات الأمنية والعسكرية وحتى اعضاء الصف الثاني والثالث وضباط الجيش وقوى الأمن والوزراء ورؤوساء اللبلديات حتى في القرى ومديري المدارس -حتى- والنقابات ومدراء المؤسسات -كل شيء- يجب ان يكونوا حصرا اعضاء عاملين في حزب البعث. اضف ان مختلف مسابقات التوظيف تشترط العضوية البعثية اولا.
ويبقى القول ان الانتخابات التي اجراها أبو عنتر في مسلسل عودة غوار كانت افضل محاكاة لما يجري في سوريا منذ انقلاب حافظ الأسد والاستيلاء على السلطة في سوريا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ماهو رأيك ؟