الأحد، مايو 14، 2023

حزب العمال الكردستاني في خضم المعركة الانتخابية في تركيا

منذ تأسيس حزب العمال الكردستاني (PKK) عام 1978 في تركيا، وتشكل مسألة مشاركته في الانتخابات جدلاً لا ينتهي حيث تسعى السلطة دائما لمواجهة المعارضة عبره أو تحاول التودد إليه لكسب أصوات انصاره ( نسبة تمثيله تتجاوز 15%).

ورغم القيود القانونية والأمنية المشددة التي فرضها حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لحظر الحزب وأعضاءه من المشاركة في الانتخابات. بالإضافة إلى القيود السياسية على المشاركة السياسية للكرد في تركيا عموما فإن حزب العمال الكردستاني يظل حاضراً وبقوة ضمن الحملات الانتخابية وبالأخص رجب طيب أردوغان.

بداية أرسل أردوغان وفدا للقاء زعيم حزب العمال الكردستان (عبدالله أوجلان) المعتقل منذ فبراير عام 1999 ضمن مساعي كسب اصوات الكرد، إلا أن أوجلان رفض التفاوض بتلك الطريقة وتقديم ورقة مجانية لأردوغان تعيده لكرسي الرئاسة بدون مقابل (موثق) وطالب بأن يكون التفاوض رسمياً وان يشمل الاتفاق عملية السلام ويتضمن خطوات تساهم في وقف الحرب. أردوغان المتحالف مع حزب الحركة القومية المتطرف فشل في مسعاه وبذلك خسر ثالث اكبر كتلة في المعارضة التركية.

للمزيد يمكن العودة للتقرير : 

بعدما فشلت مساعيه في التودد للكرد واقناع اوجلان حاول الاتصال مع قادة "العمال الكردستاني" في قنديل، ولم يتلق أي رد. التقارير تشير أن أردوغان بعدما فشل في تحقيق أي تقدم في المفاوضات شدد العزلة على أوجلان، واختار الهجوم على "المعارضة التركية" واتهامها بالتحالف مع حزب العمال الكردستاني.

وفي خضم حملته الانتخابية بث اردوغان شريط فيديو مزيف زعم فيه ان قادة العمال الكردستاني شاركوا في صناعة الفيديو الدعائي لمنافسه مرشح الرئاسة التركية كمال كليجدار اوغلو. وهو الشريط المزيف الذي تحول لتريند في تركيا بعدما استخدمه اردوغان ضمن حملته الدعائية ليضاف لسلسلة من المواد والأخبار المزيفة العديدة التي روج لها بنفسه او قام فريقه بترويجها. أردوغان لم يتوقف عند هذا الحد بل وكثف حملته ضد المرشح الرئاسي المنافس كمال أوغلو، واتهمه بعقد اتفاقيات سرية مع حزب العمال الكردستاني. 

نذكر أنه في تركيا، تواجه المشاركة السياسية للكرد تحديات كبيرة حيث تغذي السلطات فيها توترات عرقية. وتفرض الحكومة التركية قيودًا على المرشحين الكرد وأحزابهم وتعرقل مساعيهم للتنافس في الانتخابات. على الرغم من ذلك، تمكن حزب الشعوب الديمقراطية (HDP) من المشاركة في الانتخابات وكسر حاجز ال 13 % لأول مرة في انتخابات 2016 وهو ماشكل نكسة كبيرة لأردوغان وأفقد حزبه الأغلبية البرلمانية ومع ذلك، تواجه HDP تحديات هائلة، حيث تم اعتقال عدد كبير من قياداته وأعضائه وتم رفع الحصانة عن البرلمانيين الكرد، واعتقالهم كما وتم عزل المئات من رؤساء البلديات الكرد واعتقالهم.

تاريخياً، لم يشارك حزب العمال الكردستاني في أي من الانتخابات في تركيا، لكن كل الأحزاب الكردية التي كان يصعد دورها في تركيا كان يتم حظرها وحلها بذريعة أنها متحالفة معه. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ماهو رأيك ؟

كتاب توثيقي عن انتفاضة 12 آذار 2004

كتاب توثيقي عن انتفاضة 12 آذار 2004 1 و 2