في أول تصريح متعلق بالانتخابات التركية قال منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أن تركيا لديها تقاليد ومؤسسات ديمقراطية، وان واشنطن تمتنع بشكل عام عن التعليق على الانتخابات أو أي مرشح فيها وان الولايات المتحدة تؤكد على أن الشعب التركي هو صاحب القرار.
التصريح يؤكد ان الولايات المتحدة لا تتدخل بالانتخابات التركية، لكن الولايات المتحدة ورئيسها جو بايدن كانوا بشكل مباشر ضمن دائرة الاتهام من قبل أردوغان ووزير داخليته حيث شنوا هجوما لذاعا بشكل متكرر في حملتهم الانتخابات على بايدن واتهموا البيت الأبيض بالسعي لاسقاط أردوغان. من جهته فإن فريق المعارضة برئاسة كمال كليجدار اوغلو في حملته الانتخابية حذر روسيا من التدخل في الانتخابات التركية واتهمها بالوقوف وراء تسريبات أدت لانسحاب المرشح الرئاسي محرم انجيه.
اللافت في التصريح الوحيد الصادر من البيت الأبيض احتواءه على لهجة تهديد ضمنية، لا سيما وانه جاء بعد تصريحات لأردوغان ووزراءه وحليفه في حزب الحركة القومية ومانشر في وسائل اعلامية موالية للحزب الحاكم في تركيا عن سيناريو رفض تسليم السلطة وانتقالها سلميا إن فازت المعارضة، وانهم قد يلجئون لاحداث انقلاب ورفض النتائج عبر الطعن بمصداقيتها. التصريح هو رسالة واضحة لأردوغان وكذلك للمعارضة بان الولايات المتحدة مهتمة للغاية بهذه الانتخابات وبنتيجتها وانها ملتزمة كذلك بحماية الشرعية ومايقرره الشعب التركي وستتدخل لتطبيق ذلك إن تم عرقلته.
استقرار تركيا يشكل اهمية كبرى لواشنطن وهو مادفعها في ليلة الانقلاب لتحريك اسطولها الجوي من طائرات F16 في قاعدة انجرليك لمرافقة طائرة أردوغان الهاربة وتأمين وصولها لاسطنبول وبالتالي حمايته كرئيس شرعي وافشال الانقلاب. وهي ستكون حاضرة كذلك اليوم لحماية مايقرره الشعب إن قام أردوغان بالانقلاب هذه المرة على نتائج الانتخابات ورفض نقل السلطة. التهديد الأمريكي الضمني دفع أردوغان إلى التراجع لاحقا والقول انه سيتقل السلطة سلميا، وسيلتزم بما يقرره الشعب التركي.
عموما فإن لا حظوظ لأردوغان في البقاء في السلطة، والرئيس الثالث عشر لتركيا هو كمال كليجدار اوغلو، هذا ما تؤكده التقارير التي أرسلتها السفارات الغربية لعواصمها لا سيما الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوربي والصين والإمارات. لكن روسيا ماتزال تتأمل فوز اردوغان وهي الأخرى متشككة في نجاحه.
فوز المعارضة لن يقتصر على منصب الرئيس وحده -بحسب تقارير السفارات الغربية- وانما سيحوز "تحالف الأمة"، مع "تحالف العمل والحرية" الذي شكله حزب الشعوب الديمقراطي على اغلبية في البرلمان تؤهلهم لاصلاح ما أفسده أردوغان على مختلف المستويات، ولتنفيذ الاصلاحات التي تعهدو بها خلال حملتهم الانتخابية وهذا ما سينقل تركيا بدون عوائق من الديكتاتورية ونظام الرجل الواحد التي رسخها أردوغان إلى دولة ديمقراطية ولكي تعود وتشغل دوره الجيد في المنطقة والعالم.
ملامح هزيمة اردوغان بدأت مع الانتخابات البلدية التي جرت في31 مارس 2019 والتي نتج عنها فوز إمام أوغلو من الحزب الجمهوري. الحدث كان بداية لهزيمة العدالة والتنمية، ورسم مسارلدا جديدا على صعيد الوضع الداخلي، ومهد إلى مشهد سياسي جديد في تركيا. المدينة الاستراتيجة التي يبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة وتمثل القلب الاقتصادي لتركيا، والتي طالما كانت مصدر دعم مهم لأردوغان على مدار ربع قرن.
أردوغان نفسه، شغل منصب رئيس بلدية اسطنبول في التسعينيات، وكانت اسطنبول "بوابته" نحو كرسي السلطة، واليوم يتكرر المشهد لصالح المعارضة بعد هزيمة ثاني أهم رجل في النظام السياسي التركي، بن علي يلديرم. ما شكل بداية النهاية لسلطة لأردوغان.
تعرف على برنامج المعارضة في حال فوزها في الانتخابات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ماهو رأيك ؟