الثلاثاء، مايو 02، 2023

شبهات في الإعلان التركي عن مقتل الزعيم الرابع لداعش .. أردوغان اعلن مقتله في حملته الإنتخابية


يثير رفض التحالف الدولي المعني بمحاربة تنظيم داعش التعليق على الأنباء التي أوردتها وكالات الأنباء نقلا عن الرئيس التركي رجب أردوغان بمقتل زعيم داعش الجديد (أبو الحسين الحسيني القرشي) الشكوك في العملية برمتها لا سيما وأن الإعلان جاء على لسان أردوغان في مقابلة تلفزيونية ضمن حملته الأنتخابية وهو ما يمكن اعتباره مقتبسا من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية قبيل الانتخابات.

يثير هذه الاعلان كذلك الشك من خلال سيناريو استهداف "القرشي"، في منطقة جنديرس في ريف عفرين، الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة التركية وتنتشر فيها بكثافة أجهزة الاستخبارات التركية وميليشيات الجيش الوطني وهيئة تحرير الشام. وهذا مايدفعنا للسؤال حول كيفية بقاء القرشي مخفيًا عن أعين تلك الأجهزة والجيوش على مدار السنوات السابقة، خاصة أنه كان واحدًا من أهم قادة داعش قبل تزعمه المنظمة بفترة طويلة، جيث كانت تتم مطاردته من قبل التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية. والسؤال الآخر كيف وصل إلى عفرين قادمًا من العراق؟

وأبو الحسين الحسيني القرشي هو الزعيم الرابع لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ابتداء من 30 تشرين الثاني/نوفمبر سنة 2022، أعلن عن تنصيبه المتحدث باسم تنظيم الدولة أبو عمر المهاجر في تسجيل صوتي.
مقتل القرشي والارتباط المتجدّد بين تركيا وداعش
في العودة لتفاصيل الهجوم المزعوم الذي قتل فيه "القرشي" يوم السبت 29 نيسان 2023 فإنه استهدف موقعا تسيطر عليه ميليشيا «جيش الشرقية» على طريق قرية مسكة – سنديانكه في جنديرس بمنطقة عفرين شمال غربي محافظة حلب، هذا الأعتراف يثبت تماما الادعاءات السابقة أن «القرشي» وقيادات الصف الأول للتنظيم تتواجد وتتنقل بحرية في مناطق نفوذ الميليشيات الموالية لتركيا، وتتخفى ضمن «الجيش الوطني»، ويحملون هويات صادرة عن المجالس المحلية. تلك المعلومات تغذي فرضية أن القرشي -إن صحت أخبار مقتله- قد تمت التضحية به، وهي ورقة أردوغان قبيل الانتخابات لتبرئة نفسه من تهمة دعمه لداعش، وهي اتهامات وجهت لتركيا منذ ظهور التنظيم وفتح تركيا لمطاراتها وحدودها لعبور مقاتليه وتقديم مختلف انواع الدعم لهم.

وقُتل زعيم «داعش» الأسبق، أبو إبراهيم القرشي، في فبراير (شباط) عام 2022، في غارة أميركية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، بعد مقتل سلفه أبو بكر البغدادي في إدلب أيضاً، في أكتوبر (تشرين الأول) 2019.

وأعلن التنظيم في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، مقتل زعيمه السابق أبو الحسن الهاشمي القرشي خلال معركة. وقال متحدث باسم التنظيم، في ذلك الحين، إن الهاشمي، وهو عراقي، قتل في معركة مع «أعداء الله»، من دون توضيح للزمان أو المكان أو ملابسات مقتله. وأضاف أن الزعيم الجديد للتنظيم هو أبو الحسين الحسيني القرشي، ولم يفصح عن أي تفاصيل بشأنه، سوى أنه عنصر «مخضرم»، داعياً الجماعات الموالية للتنظيم لمبايعته.

رغم ذلك فإن مقتل القرشي -وزعماء داعش السابقين- في مخابئهم القريبة جدا من الحدود التركية السورية ضمن مناطق خاضعة لسيطرة الجيش التركي، إشارة واضحة لما يتمتع به التنظيم من حماية، ومنطقة آمنة لقيادة نشاطاته في سوريا والعراق ودول أخرى.

اعتبارًا من عام 2013، لعبت الحكومة التركية دورًا فعالًا في صعود داعش. وأخذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على عاتقه جعل بلاده ممرار آمنا لتدفق المقاتلين الجهاديين عبر "الطريق الجهادي السريع" الذي يمتد من شانلي أورفة في تركيا إلى الرقة وعبر غازي عينتاب باتجاه مدينة منبج السورية. عبر أكثر من 45 ألف مقاتل أجنبي من حوالي 80 دولة عبر تركيا إلى سوريا.

وكان بحوزة مقاتلي داعش أسلحة تركية بعلامات تركية ، كما وكانت الحدود مفتوحة لمقاتلي داعش المصابين ويتم نقلهم للمشافي التركية ويقدم العلاج لهم مجانا، الحالات العادة كانت تعالج في مشافي يمولها (الهلال الأحمر القطري) مقامة ضمن الأراضي السورية على الحدود وقرب المعابر (معبر جرابلس ، معبر تل أبيض ...).

كان مجمع زعماء داعش أبو بكر البغدادي (2013–2019)، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي (2019–2022)، أبو الحسن الهاشمي القرشي (2022–2022)، أبو الحسين الحسيني القرشي (2022–2023) بالقرب من الحدود التركية ضمن مناطق تحتلتها تركيا وفرضت فيها سيطرتها الكاملة. هذه المنطقة تعج بالعملاء والمخابرات والجنود الأتراك والعملاء السوريين. من غير المحتمل أن يتمكن هؤلاء وهم منأكثر الإرهابيين المطلوبين في العالم من الاختباء على مرأى من الجميع دون علم المخابرات التركية.

إدلب نفسها ملاذ للعديد من الجماعات الجهادية المدعومة من تركيا والمرتبطة بالقاعدة. الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا هو تحالف جهادي في الأساس يضم العديد من أعضاء تنظيم داعش والقاعدة "سابقًا". تركيا تحميهم جميعا.

لا شك أن وجود داعش في شمال غرب سوريا، الذي تسيطر عليه تركيا، يأمرًا يُعد أمراً حاسمًا في الحفاظ على قدرة التنظيم على تنفيذ هجمات مميتة في جميع أنحاء سوريا والعراق والعالم. وبدلاً من ذلك، تستهدف تركيا، التي تمتلك ثاني أكبر جيش في الناتو، قوات سوريا الديمقراطية وقادتها وهم الذين يواصلون حملات يومية لملاحقة خلايا داعش تلك الهجمات تعرقل جهود مكافحة داعش.

يجب على الولايات المتحدة التركيز على دور تركيا في وجود قادة داعش والقاعدة في مناطق خاضعة لسيطرتها شمال سوريا. يجب الآن تطبيق استجواب على تورط تركيا مع داعش والجهاديين الآخرين في سوريا. ينبغي أن يعقد الكونغرس الأميركي جلسات استماع حول علاقات تركيا بداعش. إذا كان هناك تواطؤ، فيجب منع تركيا من تلقي الأسلحة الأميركية وتعليق عضويتها في الناتو والبدأ فورا بفرض عقوبات اقتصادية عليها.

مصطفى عبدي
2 أيار 2023







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ماهو رأيك ؟

كتاب توثيقي عن انتفاضة 12 آذار 2004

كتاب توثيقي عن انتفاضة 12 آذار 2004 1 و 2