الثلاثاء، مايو 16، 2023

صعود اليمين المتطرف في تركيا : اليمين المتطرف الفائز في الانتخابات التركية

تكشف نتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية في تركيا صعودا للأحزاب اليمينية المتطرفة وهو مايعني ان دورها سيكون أكبر في الساحة السياسية عموما.

ويعني صعود اليمين المتطرف أن البرلمان والحكومة التركية المقبلة ستضم "عددا كبيرا من السياسيين المعروفين بخطابهم العنصري تجاه اللاجئين السوريين". والذين كانوا جزءا من الحملات الانتخابية لغالب الأحزاب والتحالفات التي شاركت في الانتخابات كما سجلت حالات عنف ضدهم بالتزامن مع توجه الناخبين الأتراك لصناديق الاقتراع.

تظهر نتائج الانتخابات الرئاسية التركية، حصول أردوغان على 49.50 في المئة من الأصوات، وكمال كيليجدار أوغلو على 44.89 في المئة من الأصوات وسنان أوغان على 5.17 في المئة من الأصوات ومحرم إنجه على 0.44 في المئة من الأصوات.

هذه النتائج نقلت اتجاه تركيا لعقد جولة ثانية من الانتخابات، بعدما فشل كل المرشحين في اجتياز شرط 50%+1 لإنهاء الانتخابات من الجولة الأولى. حيث بات كلا المرشحين بحاجة إلى أصوات "اليمين المتطرف" الذي سيحسم السباق الرئاسي وهي (6 %)، وهو يعني ان رئيس تركيا المقبل يجب عليه أن يقدم المزيد من التنازلات لليمين المتطرف وهو ما سيزيد من نفوذه على الساحة السياسية التركية.

تشير التقارير أن أردوغان مستعد لتقديم التنازلات للبقاء في السلطة لا سيما وانه متحالف مع حزب يميني متطرف (حزب الحركة القومية) وهو مستعد لقيادة حكومة أكثر "تطرفا من الحكومات السابقة التي قادها"، خاصة وأن حزبه، العدالة والتنمية أصبح أكثر "ضعفا"، ولم يتمكن من حسم النتيجة من الجولة الأولى رغم أنه بذل كل ما استطاعته.

وبذا فإن أردوغان، ومرشح المعارضة كمال قليجدار أوغلو باتا بلا شك بحاجة إلى القومي المتطرف سنان أوغان الذي عد أحد الرابحين في الانتخابات، حيث تحول هذا السياسي المغمور إلى صاحب لقب "صانع الملوك" في أعقاب انتخابات الأحد، من خلال حصوله على قرابة 6% من أصوات الانتخابات الرئاسية، حيث ستكون الأصوات التي حظي بها حاسمة في الجولة الثانية من التصويت بين أردوغان وكليجدار أوغلو.

ودخل سنان أوغان الحياة السياسية عن طريق حزب الحركة القومية اليميني، والذي يوجد الآن ضمن تحالف "الجمهور" مع حزب العدالة والتنمية الحاكم، وانتُخب في 2011 نائباً برلمانياً عن مدينة إغدير مسقط رأسه، ليدخل مجلس الأمة التركي (البرلمان) لأول مرة.

كانت اهتمامات أوغان، القومي اليميني، هي طرد اللاجئين السوريين من تركيا وتضييق الخناق على حزب الشعوب الديمقراطي الاصلاحي. وفي المقابلات التي أجريت في أعقاب الانتخابات، أشار إلى أن أي قرار بتأييد إما كليجدار أوغلو، من حزب الشعب الجمهوري (CHP)، أو الرئيس أردوغان، زعيم حزب العدالة والتنمية (AKP)، استناداً إلى الشخص الذي من المرجح أن يعالج هذه المشكلات، حسب رأيه.

صعود اليمين المتطرف في تركيا، في دولة متعددة الاستقطاب سيدمر ماتبقى من البنية التحتية الديمقراطية فيها، والتي تسعى التيارات السياسية العديدة ومن بينها (حزب الشعوب الديمقراطية) للمحافظة عليها، سيكون اللاجئون السوريون أولى ضحايا هذه الانتخابات بغض النظر عن الفائز، وهم الفئة الأضعف في المجتمع التركي، وستطبق بحقهم سياسة أكثر تشددا. لا سيما أن مسألة إخراج السوريين من تركيا وإعادتهم إلى بلادهم ولو قسرا، كانت مطلبا يوميا تتناقلة وسائل الإعلام المتعددة في تركيا، وهي الهدف الرئيسي لأحزاب اليمين المتطرف.

مصطفى عبدي

15 أيار 2023

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ماهو رأيك ؟

كتاب توثيقي عن انتفاضة 12 آذار 2004

كتاب توثيقي عن انتفاضة 12 آذار 2004 1 و 2