في مدينة إيسن الألمانية، عاد الفنان الكردي مجو كندش ليستعيد الأضواء من جديد من خلال حفل كبير حضره المئات من محبيه. وبهدوءه الشديد المعتاد وابتسامته اللطيفة، أحيا كندش أمسية رائعة على المسرح، حيث نجح في أداء العشرات من أغنياته التي كان الحضور يحفظونها جيدًا. واستمروا في الغناء معه، مؤكدين بذلك أنه لا يزال يحتل صدارة المشهد الفني ويتربع على عرشه رغم قلة ظهوره خلال السنوات الأخيرة.
كانت ليلة مثالية مليئة بالفن الراقي وتفاعل الجمهور، حيث استعاد المئات من المهاجرين الذين تركوا وطنهم وعاشوا الغربة، ذكرياتهم مع كندش. وعلى الرغم من قلة إنتاجه الفني (بوجود كاسيتين فقط وحوالي 18 أغنية) وانقطاعه الطويل، فإن أغانيه لا تزال لها صدى وانتشار خاص، خاصة أنها تعتبر غير تقليدية. حيث أعاد توزيع وتسجيل أغان تراثية ترتبط بشكل وثيق بذاكرة الناس والمجتمع بطريقة جميلة وبسيطة، مما يتلاءم مع بساطة أدائه وجمالية تناغمه مع فرقته الموسيقية.
وعلى الرغم من أن اللقاء كان فنيًا، إلا أنه تجاوز ذلك ليتحول إلى حفلة تعارف وتلاقي الأحباب والأهل والأصدقاء الذين فرقتهم الغربة خلال سنوات الحرب. وكانت هذه المرة الأولى التي يلتقي فيها بأبناء مدينته التي غادرها قبل 24 عامًا، وأن هناك أجيالًا جديدة قد توالت ولا يزالون يحفظون ويستمعون إلى أغانيه. إنها أغانٍ تحوّلت بشكل ما لتصبح جزءًا من هوية المدينة، وابناؤها لا يزالون وفين لها رغم كل الظروف والحروب والمآسي.
عودة مجو كندش إلى الأضواء واستعادته للجماهير بحفله الكبير في إيسن تعكس قوة وتأثير فنه. وإنه ليس مجرد فنان، وقد تمكن من جمع المهاجرين من أبناء مدينته معًا في تجربة فنية راقية تعبر عن التلاقي والترابط الثقافي. وأن الفن يمكن أن يكون جسرًا يجمع بين الأجيال والثقافات المختلفة، ويعيد إحياء الروح والذكريات المفقودة.
نتطلع ان يكون هذا الحفل هو البداية، وينتقل لبلدان اوربية وعربية وكردستانية ومدن أخرى بما في ذلك كوباني نفسها.
فنان كبير ويقدم محتوى رائع وذو صوت جميل ونرجو الاستمرار وإقامة حفلة في بلجيكا لكي نستمتع باغانيه
ردحذف