الأحد، أبريل 30، 2023

أصوات الكرد حاسمة.... قرروا إسقاط أردوغان عبر صندوق الإنتخابات


حسم الكرد موقفهم أخيرا، في تحديد المرشح الرئاسي الذين سيصوتون له وهو مرشح تحالف الأمة الذي شكلته أحزاب المعارضة كمال كليجدار أوغلو والذي باتت حظوظه كبيرة في إنهاء حكم حزب العدالة والتنمية.

على بعد أسابيع قليلة من الانتخابات النيابية والرئاسية التي ستعقد في تركيا يوم 14 مايو/أيار 2023؛ يظهر الدور البارز للصوت الكردي الذي عادة ما يكون له تأثير قوي في الانتخابات التركية كافة؛ مع توقعات بأنه سيكون صوتاً حاسماً في تحديد الرئيس القادم للجمهورية التركية، وتحديد الغالبية البرلمانية داخل مجلس النواب التركي.

الرئيسة المشاركة لحزب الشعوب الديمقراطية بيرفين بولدان قالت في التجمع الذي أقيم في ساحة باغجلار بإسطنبول بمشاركة سيري سورييا أوندر ومرشحين برلمانيين إن صعود أردوغان إلى الساحة السياسية بدأ من اسطنبول. وستنتهي قصته السياسية في اسطنبول.

اضافت " سنذهب لصناديق الانتخاب لمحاسبة أردوغان على الاضطهاد الذي يمارسه منذ 21 عامًا، بالأصوات التي ندلي بها".

وقال تحالف العمل والحرية الذي يهيمن عليه حزب الشعوب الديمقراطي، القوة السياسية الثالثة في تركيا، في بيان "في هذه الانتخابات التاريخية، ندعو شعوب تركيا إلى التصويت لكمال كيلتشدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية".

وكان الحزب المؤيد قدم دعما ضمنيا في نهاية مارس لكمال كيلتشدار أوغلو عبر الإعلان أنه لن يرشح شخصية من صفوفه للانتخابات الرئاسية. وقال الرئيس المشارك للحزب مدحت سنجار في مقابلة نشرتها الجمعة صحيفة سوزجو "أهدافنا تتوافق، لذلك قررنا دعم كيلتشدار أوغلو".

وهدف حزب الشعوب الديمقراطي هو إفساح المجال للمعارضة للفوز اعتبارا من الدورة الأولى بحسب ما قال سنجار، مضيفا "من أجل إخراج البلاد من هذا الظلام، يجب التخلص من نظام الرجل الواحد هذا".

أردوغان من جهته وفي أول ظهور له بعد وعكته الصحية شن هجوما على منافسه كمال كليجدار أوغلو واتهمه بعقد صفقة مع الكرد، لكسبهم لصالحه. أردوغان بدا في خطبته عصبيا فهو يدرك تبعات ذلك وأنها ستقضي على طموحاته بأن يصبح رئيسا للمرة الثالثة. لكنه لن يتوقف عن مساعيه في البقاء في السلطة بسهولة، فبعدما كبلته الولايات المتحدة رافضة منحه أية موافقة لشن أي هجوم يستهدف حلفائها في سوريا، سيجد بدائل لكسب لإثارة عواطف الناس لدعمه ... سيناريوهات عدة قد يخلق هجوما مفترضا على نفسه، أو قواته أو قد يدبر محاولة اغتياله أو قد يحدث تفجيرات وتفجيراً في الوضع الداخلي فهذا نمط الديكتاتوريات وهوس السلطة للأبد أو فلتحترق البلد. سيناريوهات عديدة اعتقد أن اردوغان سيلجئ عليها وهذا يتطلب وعيا كبيرا من قبل المعارضة والأتراك لتجنب الوقوع في مكائده والانتقال بسلام لمرحلة مابعد نظامه.  

ونجح الصوت الكردي من قبل في جعل الحزب الحاكم في تركيا "العدالة والتنمية" يخسر أهم البلديات التي كانت في حوزته سنوات طويلة، وفي مقدمتها العاصمة التركية أنقرة، وكذلك مدينة إسطنبول؛ في ظل الكتلة التصويتية الضخمة التي يشكلها الكرد والتي تقدر بنحو 15 مليون صوت من أصل 65 مليون شخص لهم حق التصويت في الانتخابات المقبلة.

ستخوض 3 تحالفات في تركيا الانتخابات، هي تحالف الشعب الذي شكله حزب الحركة القومية وحزب العدالة والتنمية بمرشحه أردوغان، وتحالف الأمة الذي شكلته أحزاب المعارضة بمرشحه كمال كليجدار أوغلو، وتحالف العمل والحرية الذي شكله حزب الشعوب الديمقراطي الذين لم يحسم موقفه بعد.

ودخل حزب الشعوب الديمقراطي، انتخابات 2023 من خلال التحالف الذي شكله مع 7 أحزاب وحركات كردية في 2018 وهو التحالف الذي سيحدد الرئيس المقبل لتركيا والكتلة الأكبر في البرلمان.

ورغم انه من المرجح أن تذهب الانتخابات الرئاسية إلى الجولة الثانية، لكن توجه حزب الشعوب لدعم اوغلو سيجعله الرئيس في النهاية.

أردوغان عاد خائبا من إمرالي

تعرض تقارير إعلامية قبل كل انتخابات في تركيا تسريبات عن مفاوصات تجريها الدولة مع الزعيم الكردي عبدالله أوجلان، الذي تم اعتقاله منذ فبراير 1999. وتتناول هذه التقارير إمكانية وجود مساومات بين الحكومة والسيد أوجلان، نظرًا لتأثير صوت الناخب الكردي في الانتخابات التركية، والذي يعتبر صانع الملوك في هذه الانتخابات. 

بالتأكيد تقف الدولة نفسها وراء تلك التقارير التي تحولت لعرف انتخابي، يمكننا القول إنها جزء من حملة إعلامية من قبل الحكومة التركية وحزب العدالة والتنمية الحاكم. ومع ذلك، يلاحظ في هذه الانتخابات تغيرًا في الأحوال، وأن أجهزة المخابرات لم تعد قادرة على التحكم بكل شيء، رغم ظروف العزلة التامة المفروضة على السيد أوجلان في إمرالي.

وفقًا للتقارير الأخيرة، التي أكد صحتها صلاح الدين دميرتاش، الرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطي الذي يقبع في سجن أدرنة منذ 7 سنوات. تم ذكر وجود لقاء واحد على الأقل بين حزب العدالة والتنمية والسيد عبد الله أوجلان. وبعد عدم الحصول على الإجابة التي يرغبون فيها، تم تشديد العزلة عليه وفرض عقوبات إضافية ضد أوجلان كوسيلة ضغط. كذلك تمت محاولة الاتصال بقيادة حزب العمال الكردستاني العسكرية في قنديل بشكل غير مباشر، لكن هذه المساعي لم تنجح في كسر الجمود بين حزب العدالة والتنمية الحاكم والعمال الكردستاني المعارض. 

يبدو أن العمال الكردستاني المعارض بات أكثر قناعة بعدم جدية الدولة في هذا الاتجاه، وانها مجرد لعبة انتخابات فحسب. ونتنبئ م خلال خطابه انهم على ثقة بأمكانية سقوط أردوغان عبر صندوق الانتخابات، مما يدفعهم إلى انتظار النتائج وترك الشعب التركي حرًا في التصويت والثقة في قدرته على الاستدلال لنظام تسبب في الدمار والاستبداد وغياب سلطة القانون وتدهور الاقتصاد وفقدان الأمان.

معاونوا الرئيس التركي رجب أردوغان سارعوا لنفي تلك التقارير وكذبوا الأنباء المتداولة عن التفاوض مع السيد أوجلان كما كل مرة،

غير أن الواقع يشير إلى عكس ذلك، حيث تواصل الحكومة التركية محاولات التفاوض معه، ولكنها لم تتحقق أي تقدم حتى الآن، فاوجلان رفض تقديم أية تنازلات، مقابل الحصول على حريته، لا بل ولديه خطط تتعلق بحل للمشكلة الكردية وان ذلك سيضمن قوة تركيا وتحسين الأوضاع الأقتصادية.  أوجلان لا ينظر إلى المسألة من هذا زاوية شخصية فقط كما يريد أردوغان، بل يقدم مشروعاً متكاملاً لحل الأزمة ووقف الحرب في غضون أسبوع. ومع ذلك، تواصل الحكومة التركية رفضها لهذا الحل. يريد أوجلان اتخاذ خطوات لحل المشكلة الكردية قبل حريته، ويؤكد أن حل هذه المشكلة سيعود بالفائدة على جميع الأتراك والكرد على حد سواء، ويمثل فرصة ثمينة لتركيا للانتقال إلى مرحلة الرخاء والسلام الدائم.

من جهة أخرى يمتنع حزب العدالة والتنمية عن مشاركة مؤسسات الدولة في مثل هذه المفاوضات، بما في ذلك البرلمان والوزارات المختصة مثل وزارة العدل، ويحتفظ بسريتها داخل أجهزة الاستخبارات، لخدمة المصالح الشخصية أو الحزبية لأردوغان، مما يرفضه أوجلان ورؤيته الشاملة للحل. يدرك أوجلان تمامًا أن هذه المفاوضات مجرد وعود للاستهلاك المحلي، وأن أردوغان لن يفي بها بعد الانتخابات على أي حال.

ومع ذلك، فإن السيد أوجلان لا يرفض الاستمرار في الاجتماعات، وأخرها كان في مارس 2023، ويظل ملتزمًا بقدرته على تحقيق السلام إذا كانت الدولة جادة في ذلك.

يدرك أوجلان أن أردوغان، الذي يهوى السلطة بشكل شديد، بات في حاجة إليه اليوم أكثر مما كان عليه في الماضي، ولهذا السبب أكد السيد اوجلان في هذه المرة على ضرورة توثيق كل شيء بشكل رسمي.

"كل ما سيقال يجب أن يعلن على الملأ قبل الانتخابات". هكذا رد السيد اوجلان الذي بات على قناعة بان ذلك سيضمن نجاح المفاوضات أولا وسيكون اختبارا جديا بمدى رغبة الدولة في السلام ونبذ العنف.

كما رد السيد أوجلان على اقتراحات المفاوضات كان بأنه يجب الإعلان عن كل شيء علنًا قبل الانتخابات، حيث يؤمن بأن ذلك سيكون مفتاح نجاح هذه العملية وسيكون اختبارًا لرغبة الدولة في السلام ونبذ العنف.كما ويريد مشاركة الشعب في كل شيء.

في وقت يربط أردوغان وحلفاؤه المشكلة الأساسية التي تواجه تركيا بالأقتصاد فإن السيد أوجلان يعتبر أن المشكلة الاساسية التي تواجه تركيا هي السلام الداخلي، وان يجاهل هذا المسار واستمرار ارسال المدافع والطائرات والجيش وفتح جبهات جديدة لن تحقق اي مكاسب فالمكسب هو الجلوس على طاولة المفاوضات . 

اوجلان يركز كذلك على مشاركة الجمهور في تفاصيل المفاوضات، لكونها تهمهم أولاً وتمس أمنهم ومستقبلهم ومستقبل الأجيال القادمة.على الرغم من ذلك، فإن لدى أردوغان وجهة نظره الخاصة، حيث يريد أن يربط كل خطوة يقوم بها بزيادة أصواته. ويرى السيد أوجلان أن الكشف عن كل ما يجري في المفاوضات وعرضه على الملأ سيضمن نجاح المفاوضات ويكون اختبارًا جديًا لمدى رغبة الدولة في السلام ونبذ العنف.

لكن لأردوغان وجهة نظره فهو يربط كل خطوة يقوم بها، "أولاً وقبل كل شيء ، بمدى تأثيرها على زيادة أصواته" . 

خطة أردوغان تستهدف شق صفوف المعارضة 

قال موقع Bold Medya إن مخطط أردوغان كان دفع أوجلان، لنشر رسالة مصورة حول دعمه تحالف المعارضة، وسعيه لتأسيس دولة كردية مستقلة على حدود تركيا، بالتعاون مع كيليجدار أوغلو، لكن لم يستجب أوجلان لمطالب أردوغان وأدرك انها مؤامرة.

وقال تقرير الموقع:  يسعى أردوغان من وراء ذلك لإبعاد الناخبين المحافظين القوميين من حزب الخير، الذين قرروا التصويت لصالح كيليجدار أوغلو، عن تحالف الشعب المعارض ودفعهم للتصويت لصالحه من جديد.

وتهدف مساعي أردوغان إلى شق صفوف المعارضة عبر إثارة تخبط لدى ناخبي أحزاب السعادة والمستقبل والديمقراطية والتقدم، بخلق انطباع أنهم بدعمهم كيليجدار أوغلو يتحالفون مع تنظيم يسعى لتقسيم تركيا .

مصطفى عبدي 

30 نيسان 2023





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ماهو رأيك ؟

كتاب توثيقي عن انتفاضة 12 آذار 2004

كتاب توثيقي عن انتفاضة 12 آذار 2004 1 و 2