الأحد، أبريل 30، 2023

الأرض الموحلة أنقذت مظلوم عبدي والجنود الأمريكيين برفقته

الأرض الموحلة انقذت مظلوم عبدي والجنود الأمريكيين برفقته

أزال تقرير امريكي جديد جزءا من الغموض عن الهجوم الذي نفذته طائرات مسيرة تركية واستهداف قائد قوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي وجنود أمريكيين قرب مطار السليمانية في إقليم كردستان العراق.

يفيد التقرير بأن موكب الجنرال مظلوم عبدي، الذي يعد الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في الحرب ضد داعش، تعرض لهجوم بصاروخ من طائرة تركية مسيرة، بعد انتهائه من اجتماعاته في مدينة السليمانية يوم السبت. وقد التقى الجنرال بالقيادة الكردية في حزب الاتحاد الوطني وبالمسؤولين الأمريكيين. وفيما كانوا في طريقهم إلى المطار المدني المحلي في قافلة مؤلفة من خمس سيارات، انفجر صاروخ أطلقته طائرة بدون طيار على جانب الطريق. 

وفقًا للتقرير، كانت المخابرات الأمريكية قد رصدت طائرات تركية في المنطقة قبل فترة قصيرة، وحذرت الأتراك من عواقب تعقب الجنود الأمريكيين، ورد الأتراك بأنهم لا يهتمون. لا بل وقاموا باستهداف الموكب. وعلى الرغم من احتمالية أن الهجوم كان مجرد تحذير لواشنطن، فإن الحقائق تدحض ذلك. بسبب هطول الأمطار الغزيرة في وقت سابق، كانت الأرض مشبعة وموحلة. وبحسب ما ورد توغل الصاروخ في عمق الأرض، مما أدى إلى تخفيف حدة الانفجار وربما إنقاذ حياة الجنرال مظلوم والجنود الأمريكيين.
 
لا شك أن الرئيس التركي أردوغان يواجه أوقاتٍ صعبة مع اقتراب الانتخابات التركية، حيث يحتاج إلى حدث كبير لجذب قاعدته الانتخابية والمتطرفين الأتراك للتصويت لصالحه. 

ويبحث أردوغان عن طوق نجاة حيث تسببت سياساته في تدمير الاقتصاد التركي كما أن التحريض الإعلامي خلال السنوات الماضية، أدى إلى تحويل تركيا إلى واحدة من أكثر دول العالم عداءً لأمريكا. على الرغم من أن استهداف الجنرال مظلوم والأمريكيين يمكن أن يساعد أردوغان في جذب أصوات القوميين والعنصريين المعادين لأمريكا، إلا أنه يدرك أيضًا أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، ولا يمكنه التنبؤ برد فعل الرئيس الأمريكي بايدن الذي قد يكون قاسيًا.

ويمكن أن يعني ذلك ورطة أخرى لنظام أردوغان، أعمق وأشد من تبعات إسقاط طائرة سوخوي روسية عام 2016.
 
على الرغم من فشل الهجوم في السليمانية، إلا أن تركيا تواصل إرسال طائراتها لاستهداف قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا، مما يؤثر على الحملة التي تشنها هذه القوات ضد خلايا داعش وتعرقل الهجمات التركية تحرك قياداتها، كما يمنح فرصة لداعش لاستئناف نشاطه في المنطقة. وتتحرك العديد من قيادات داعش وخلاياه بحرية ضمن المناطق السورية التي تحتلها تركيا، والتي أصبحت مناطق آمنة لداعش لتخطيط وتنظيم وتمويل هجماته.

مؤكد الآن أن تساهل واشنطن يشجع أردوغان للاستمرار بمثل هذه الهجمات (آخرها استهداف القيادي صبري أحمد عبد الله قرب مدينة كوباني في 25 أبريل 2023) مع عدم محاسبته، مما يشجع أردوغان على تصعيد سلوكه المارق وزيادة هجماته، وربما يدفع إيران كذلك لزيادة استهداف الجنود الأمريكيين.

يجب على الولايات المتحدة أن تتخذ إجراءات حازمة ضد أردوغان وتحدد خطوطاً حمراء واضحة لا ينبغي تجاوزها. يشمل ذلك فرض عقوبات اقتصادية وعقوبات ضد شركة Bayraktar المصنعة للطائرات المسيّرة التي تستخدم حاليًا لإثارة الرعب والقتل في مناطق مختلفة من إفريقيا والشرق الأوسط. 

ينبغي للبيت الأبيض إلغاء اقتراحه بيع طائرات F-16 لتركيا بشكل دائم، وينبغي للبنتاغون وقف توفير قطع الغيار وتحديث الأنظمة المشعلة للطائرات، كما ينبغي لوكالات الاستخبارات الأمريكية وقف جميع عمليات تبادل المعلومات الاستخباراتية مع تركيا. وزارة الخارجية ينبغي عليها أيضاً فرض عقوبات بموجب قانون ماغنيتسكي ضد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الذي شارك في العديد من عمليات القتل في سوريا والعراق. 

ينبغي على الولايات المتحدة فرض عقوبات على رئيس المخابرات التركية، هاكان فيدان، الذي تورط في علاقات مشبوهة مع داعش، وتوريد السلاح والمساعدات اللوجستية للتنظيم الأرهابي إضافة لصلاته بتنظيم القاعدة في سوريا ومسؤوليته عن المجازر بحق السوريين والعراقيين. كما ينبغي أيضًا عقد اجتماع طارئ للتحالف الدولي المناهض للدولة الإسلامية بدون دعوة تركيا، حتى يتمكن التحالف من تنظيف البيت الداخلي ومحاربة الإرهاب بفعالية عبر طرد تركيا من التحالف.

يجب على الولايات المتحدة تعزيز الشراكة العسكرية مع قوات سوريا الديمقراطية، وتزويدها بالأسلحة المضادة للطائرات والطائرات بدون طيار. فهم حلفاء أكثر قدرة على مواجهة التهديدات الإرهابية في المنطقة.
 
عدم معاقبة تركيا على ضرباتها المتواصلة يشجعها على تنفيذ المزيد من هذه الضربات، كما سيشجع إيران على استهداف الجنود الأمريكيين. بالتالي، ينبغي على بايدن حماية المواطنين الأمريكيين وحلفاء واشنطن واتخاذ الإجراءات اللازمة للدفاع عنهم، بدلاً من إدارة ظهره للتهديدات المتزايدة ضدهم وضد حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية.

مصطفى عبدي

أيار 2023

FB -  twitter - youtube

مواضيع ذات صالة :

هناك 3 تعليقات:

  1. اردوغان الاب الروحي للارهابين

    ردحذف
  2. لو بدا تشتي كان غيمت من عشرات سنين اردوغان تربي الإرهاب وتدعي محارتهم امام اعيون العالم وامريكا

    ردحذف
  3. تحالفات المنطقة مبنية على تحالف مع الضعيف ضد القوي لألتزام القوي بمعاهدات لصالح الاقوى ، رغم ظروف منطقة الا ان بوادر تحسن لصالح الكرد او مبادرة لبناء سياسة مستقلة ليست بقريبة. سياسة البيت الكرد يجب ان توازي تغيرات منطقة ورؤية البعيدة للمنطقة دام الامة بسلام

    ردحذف

ماهو رأيك ؟

كتاب توثيقي عن انتفاضة 12 آذار 2004

كتاب توثيقي عن انتفاضة 12 آذار 2004 1 و 2