السبت، أبريل 01، 2023

7 دول أنشأها الكرد منذ القرن الـ 20.. تعرّف عليها

اعلن الكرد الخميس 17 مارس/آذار 2016، إقامة نظام فيدرالي في المناطق الكردية الملحقة بسوريا -غربي كردستان او روجافا- وذلك خلال اجتماع عُقد في مدينة رميلان بمحافظة الحسكة، حضره قوى سياسية كردية وعربية واشورية وسريانية، واسفر المؤتمر عن تشكيل مجلس سوريا الديمقراطي واعتباره الممثل السياسي لقوات سوريا الديمقراطية، والتي تشكل وحدات حماية الشعب عمودها الفقري وهي تعد اول قوى عسكرية معتدلة تضع شعارها محاربة التنظيمات الارهابية بمختلف مسمياتها ومتحالفة مع الولايات المتحدة الامريكية.

وفي تموز ٢٠١٧ جرى الاتفاق على تحديد تاريخ 22 سبتمبر/أيلول من هذا العام لتنظيم انتخابات الكومينات، أي المؤسسات البلدية، وهذا هو المستوى الأول من الإدارة المحلية العامة، على أن تنظم في اليوم الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني انتخابات الإدارات المحلية والمجالس الريفية والحضرية والإقليمية، وعقد انتخابات مجالس المحافظات يوم 19 يناير/كانون ثاني 2018، والذين يدخلون في عداد “الاتحاد”، وفي المؤتمر الديمقراطي الشعبي لـ” الفيدرالية”. بالإضافة الى اقرار قانون الانتخابات تم اقرار إعادة التنظيم الإداري بتقسيم المناطق التي يسيطر عليها الكرد الى ثلاث إقليم وهي الجزيرة والفرات وعفرين وست مقاطعات على أن تنضم منبج والرقة فيما بعد إليها لتصبح خمس إقليم وتسع مقاطعات بانتظار خطوة ربط إقليم الفرات بإقليم عفرين.

يأتي هذا بالتزامن مع اتفاق القوى السياسية في إقليم كردستان على إجراء استفتاء في كردستان العراق يوم الـ 25 من سبتمبر / أيلول المقبل، رغم معارضة الحكومة المركزية في بغداد.

وقالت رئاسة كردستان العراق المتمتع بالحكم الذاتي منذ 1991 في بيان “اختير يوم 25 سبتمبر/أيلول لتنظيم الاستفتاء” حول الاستقلال. وذكرت الرئاسة أن الاستفتاء سيجري بالإقليم والمناطق التابعة لكردستان وغير الخاضعة لسلطات الإقليم، في إشارة إلى محافظة كركوك الغنية بالنفط والتي رفع مجلس محافظتها العلم الكردي في آذار من العام الجاري في خطوة رفضتها كذلك الحكومة المركزية .

وتأتي هذه الخطوات ضمن محاولات وجهود الكرد التي استمرت على مرّ عقود لتحقيق حلم إقامة دولة كردية مستقلة، الحلم الذي نمت بذرته الأولى في عهد الدولة العباسية، بعدما حاولت القبائل الكردية التوحد النسبي للمرة الأولى بعد اعتناق الإسلام جماعياً بقيادة الإقطاعيين والأشراف وظهور عائلات حكام كردية مستقلة وشبه مستقلة الواحدة تلو الأخرى على مسرح التاريخ.

في تاريخنا المعاصر، بدأ الكرد في التفكير بإنشاء دولة مستقلة باسم كردستان في مطلع القرن الـ 20، وبعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وضع الحلفاء الغربيون المنتصرون تصوراً لدولة كردية في معاهدة “سيفر” في العام 1920، إلا أن هذه الآمال تحطّمت بعد ثلاث سنوات، إثر توقيع معاهدة لوزان التي وضعت الحدود الحالية لدولة تركيا، بشكل لا يسمح بوجود دولة كردية.

وانتهىت الحالة بالأكراد كأقليات في دول تركيا والعراق وسوريا وإيران وأرمينيا. وعلى مدار السنوات الـ 80 التي تلت، سُحقت أي محاولة كردية لتأسيس دولة مستقلة، إلا أنها استمرت حتى اليوم على مراحل متقطعة، وهنا نستعرض أبرز المحاولات الكردية لتأسيس دولتهم خلال القرن الماضي والحالي:
مملكة كوردستان 1922 – 1924


مملكة كردستان مملكة كردية أسسها شيخ محمود الحفيد زادة البرزنجي في شمال العراق ما بين أكتوبر/تشرين الأول 1922 ويونيو/حزيران 1924.
ولم تنل المملكة الاعتراف الدولي، فبعدما أعلن البرزنجي نفسه ملكاً على كردستان في نوفمبر/تشرين الثاني 1922، أرسلت بريطانيا إلى السليمانية حملة عسكرية لنزع سلطاته بعد بضعة شهور.
عقب ذلك سيرت الحكومة المركزية في بغداد حشداً عسكرياً للقضاء على حكم البرزنجي، وتمكن الجيش العراقي بالفعل من السيطرة السليمانية مركز نفوذ برزنجي في 19 يوليو/تموز 1924، بيد أن البرزنجي أجبره على التخلي عن المدينة فأعادت حكومة العراق الكرة مرة أخرى وبعثت إليه جيشاً استطاع هذه المرة أن يقضي على نفوذ البرزنجي في السليمانية فلجأ إلى الجبال ليقوم بشن حرب عصابات منها، وعلى المستوى السياسي عينت الحكومة العراقية أحد الكرد الموالين لها متصرفاً للواء السليمانية يتلقى أوامره من الحكومة المركزية في بغداد فاستتب له الأمن إلى حين.
استمر البرزنجي في عمله المسلح ضد الحكومة العراقية حتى أكتوبر/ تشرين الأول 1926 حينما عقد اتفاقاً معها يقضي بأن يغادر هو وأسرته العراق إلى إيران، وأن يمتنع عن التدخل في الشؤون السياسية مقابل ردّ أملاكه إليه.
ضياع حقوق الأكراد واحتجاجات 1925
بعد إعلان مصطفى كمال أتاتورك ولادة الجمهوريّة التركيّة في أكتوبر/تشرين الأول 1923 وتصالحه مع الغرب والقوى العظمى، بدأت مرحلة جديدة في حياة أكراد تركيا، إذ منع تدريس اللغة الكردية في المدارس والمعاهد، ومنع الأكراد من التحدث بها في الشوارع والمجالس، فضلاً عن تحريمها في المصالح الحكومية والمحاكم.
وكردّ فعل على السياسات الجديدة، اندلعت ثورة قادها الشيخ سعيد بيران في العام 1925، وساندها الأرمن والشركس والعرب والآشوريون في المناطق الكردية.

وانتهت هذه الانتفاضة باعتقال الشيخ سعيد وإعدامه مع رفاقه في مايو/أيار 1925 على يد الاتراك. ثم اندلعت احتجاجات جبل آغري، بقيادة الجنرال في الجيش العثماني إحسان نوري باشا في العام 1926 واستمرّت لغاية 1930، وتمّ القضاء عليها أيضاً.
جمهورية كردستان الحمراء 1922 –  1929 (Kurdistana Sor)






نتيجة الظروف الصعبة التي كان يعيش بها الأكراد المتواجدون في أذريبجان، قررت بعض الرموز الكردية تأسيس منطقة حكم ذاتي بدايةً من 7 يوليو/تموز 1923، بإيعاز من رئيس الاتحاد السوفييتي السابق فلاديمير لينين. كانت عاصمتها لاجين وتضم مدن كلباجار وقوبادلي والتي تقع اليوم داخل منطقة ناكورنو قراباغ التي يسيطر عليها الارمن منذ 1992..
على إثر هذا، تشكلت المؤسسات الإدارية للدولة والنظام البرلماني في كردستان وانتخب كوسي حجييف وهو من سكان المنطقة كأول رئيس للبرلمان وكأول رئيس لكردستان السوفيتية، لكنها لم تستمر كثيراً بسبب معارضة بعض الرموز السوفيتية لأي تحرك كردي قد يؤدي إلى ضرر بكل من الجارة تركيا وإيران، وكانت نهايتها في 1929، بعد أن تم ترحيل الأكراد من هناك.

وكان الكرد يشكلون 72% من سكان كردستان الحمراء ولكن تدخل ستالين والقمع السوفيتي المستمر ضد الاقليات في القفقاس أدى إلى اضمحلال الوجود الكردي عبر سياسات التتريك الآذرية والتهجير السوفياتية التي اتبعها ستالين. حيث هجر الالاف من الكرد من أذربيجان وأرمينيا وجورجيا إلى قفارى كازاخستان وسيبيريا ليلاقوا هناك الموت المحتم بدعوى مساندة الهجوم النازي وشمل هذا التهجير أغلبية الاقليات والقوميات الصغيرة في القوقاز من شيشان وابخاز واكراد وداغستانيين بين سنة 1935-1944. قليلون هم من عاد من الكرد إلى ديارهم.

تم في مايو 1930 إنشاء وحدة إدارية سميت كردستان وشملت بعض المناطق الجديدة منها زنكلان وجبرايل ولكن الفشل كان بالمرصاد نتيجة معارضة وزير الشؤون الخارجية للدولة السوفيتية لأي تحرك كردي قد يؤدي بالضرر على كل من الجارة تركيا وإيران ومنع لأي تحرك سياسي كردي على حدود الدولتين حيث كانت ثورة اغري الكردية بقيادة احسان نورى الباشا مستعرة في جبال ارارات ضد تركيا وإيران.
استمر الوضع الكردي بالاضمحلال مع اتساع سياسة التهميش والتتريك الاذريين. وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتفكك جمهورياته، سيطر الارمن على منطقة ناكورنو قرباغ ومناطق الاكراد فيها, وحاول الارمن استمالة الكرد.
وتم تأسيس جمهورية لاجين الكردية عام 1992 برئاسة وكيل مصطفاييف ولكنها لم تدم طويلا نظرا لعدم وجود الدعم الجماهيري الكردي حيث كانت وليدة سياسة ارمنية معادية لآذربيجان، رفضها الكرد الذين يشتركون مع الآذريين في الدين والثقافة والأرض ولجأ رئيسها (مصطفاييف) إلى إيطاليا لاجئا سياسيا من نفس العام.
جمهورية آرارات الكردية 1927

ومع محاولات أكراد تركيا إنشاء دولتهم، أُعلنت جمهورية آرارات الكردية المستقلة في العام 1927 بالتزامن مع انتضافة شملت المناطق الكردية الملحقة بتركية العثمانية في أكتوبر/تشرين الأول.
تم تحديد قرية حول آرارات بأنها العاصمة المؤقتة لمملكة كردستان، فيما أرسل الكرد في تركيا رسائل إلى الأكراد في كل من سوريا والعراق من أجل التعاون معهم.

إلا أنه تم القضاء على جمهورية آرارات في العام 1930 على يد الجيش التركي، نتيجة عدم وجود دعم عسكري أو مادي كافي.
جمهورية كردستان عاصمتها مهاباد 1946
أعلن الكرد عن ولادة جمهورية كردستان الشعبية الديمقراطية عاصمتها مهاباد بواسطة زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران قاضي محمد في 22 يناير/كانون الثاني 1946 وعاصمتها مهاباد، وشملت مساحتها 30% من المساحة الإجمالية لكردستان الشرقية. لكنها انهارت بعد نحو 10 أشهر.
تجددت محاولات الأكراد لاسترداد حقوقهم في إيران في العام 1979 بعد قيام الجمهورية الإسلامية في إيران في ذات العام، حيث سادت أجواء الغضب المناطق الكردية في إيران بسبب عدم إتاحة الفرصة لممثلين عن الأكراد للمشاركة في كتابة الدستور الإيراني الجديد، ما أشعل صراعاً مسلحاً بين الحكومة الإيرانية والأكراد، ولا يزال الأكراد يشعرون بالحرمان من تبوّء مناصب سياسية في إيران فرغم تنصيب أول محافظ كردي لمحافظة كردستان وهو عبد الله رمضان ‌زاده، بعد وصول محمد خاتمي للحكم في العام 1997، فإن هذا الأمر لم يستمر في الحكومات المتعاقبة.

إقليم كوردستان العراق 1970

في العام 1970، قامت الحكومة العراقية والأحزاب الكردية بالتوافق على معاهدة سلام تمنح الاستقلال للأكراد، والمعاهدة تعترف بالكردية كلغة رسمية والدستور المؤقت يدخل نصاً يشير إلى أن الشعب العراقي “يتكون من قوميتين، القومية العربية والقومية الكردية”.
وحمل إقليم كردستان العراق اسم منطقة الحكم الذاتي الكردية منذ العام 1979، تاريخ توقيع صدام حسين نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي حينذاك وممثلين لزعيم المتمردين الأكراد وقتها مصطفى البارزاني على اتفاقية أنهت سنوات من الحرب بين بغداد والأكراد.
وفي العام 2005، تحولت منطقة الحكم الذاتي الكردية إلى الاسم الحالي: إقليم كردستان العراق، الذي أصبح له علمٌ ودستور ونشيد قومي وحكومة وبرلمان، خاصة به. والان هنالك مساعي للاستقلال عن العراق، واعلان كردستان المستقلة.
جمهورية لاجين الكردية 1992
هي دولة نصبت نفسها في 20 مايو/أيار 1992 في لاجين بأذربيجان، بعد ما استولت القوات الأرمينية على لاجين، حيث تم نقل المثقفين والشباب الأكراد الموجودين في أرمينيا إلى لاجين بأذربيجان من خلال حافلات، وتم وضع رئيس لها اسمه وكيل مصطفايف والذي كان يوجهه رئيس مكتب الحزب من موسكو ماهر ولات.

إلا أن الدولة التي لم يكن لها أي تجسيد حقيقي على أرض الواقع لم تدم طويلاً حيث التجأ مصطفايف في نهاية المطاف إلى إيطاليا طالباً اللجوء السياسي.

إقليم روج آفا /شمال سوريا 2012

في خضم أحداث الثروة السورية، تصاعد نفوذ الأكراد مع اتساع رقعة النزاع في سوريا في العام 2012 مقابل تقلص سلطة النظام بالمناطق  الكردية التي ألحقت بسورية بموجب اتفاقية سيفر -غربي كردستان-، وعلى إثر ذلك، أعلن الأكراد إقامة إدارة ذاتية في ثلاث مقاطعات التي أطلق عليها “روج آفا” أي غرب كردستان.

وعانى الكرد في سوريا من مشاكل تتعلق بالثقافة والهوية، والاعتقالات ففي العام 1962، تم تجريد اكثر من 20% من السكان الأكراد في سوريا من الجنسية السورية وتم منعهم من التملك وتطبيق سياسة الحزام العربي من خلال تهجير الكرد من مناطقهم وتوطين العرب في مدنهم. فيما يطلق عليهم اليوم عرب الغمر.

كما لجأت السلطات السورية إلى تقييد استخدام اللغة الكردية، وحظرت النشر بها، وحظرت نشاط الاحزاب السياسة والاحتفال بالأعياد الكردية الأمر الذي تغير بعد اندلاع الثورة في العام 2011.

أما المنهج التعليمي الرسمي السوري لم يكن يضم أي مادة باللغة الكردية. لكن بعد بدء النزاع وبروز حجم المعارضة الضخم في مواجهة النظام السوري، رغم ان النظام حاول استرضاء الأكراد، فأعلن رئيس النظام بشار الأسد منح الجنسية السورية لعشرات آلاف الأكراد “مكتومي القيد” في محافظة الحسكة. وفي كانون الثاني/يناير 2014، تم فتح فرع لتعلم الكردية داخل معهد اللغات التابع لجامعة دمشق. لكن ذلك لم يكن كافيا، حيث اتخذ الكرد في النزاع دورا مهما ولم ينضمو الى المعارضة، كما لم يقبلو قبول تنازلات النظام التي اعتبروها غير كافية. بعد عامين تمكنو من تحرير مناطقهم من خلال قواتهم العسكرية وحدات حماية الشعب، في تموز 2012، وفي كانون الاول 2013 اعلنو عن الادارة الذاتية في مناطقهم، وبعد تقصد تهميشهم من قبل النظام والمعارضة في مفاوضات السلام في جنيف اعلن الكرد ومن طرف واحد بمشاركة بقية مكونات منطقة الجزيرة وكوباتني وعفرين عن اقامة الفدرالية في شمال سورية، مع خطوات تهميدية لتشكيل حكومة اتحادية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ماهو رأيك ؟

كتاب توثيقي عن انتفاضة 12 آذار 2004

كتاب توثيقي عن انتفاضة 12 آذار 2004 1 و 2