الثلاثاء، أبريل 18، 2023

الإعلام الكردي في سوريا يفتقد هويته المجتمعية

بقلم: مصطفى عبدي

لا يوجد أي تأريخ دقيق لبداية الصحافة الكردية، لكن ما يشبه الاجتماع اعتمد تاريخ 22 نيسان من كل عام كعيد للصحافة الكردية، ففي نفس اليوم من العام 1898 صدرت جريدة كردستان في القاهرة، ويعتبر مقداد مدحت بدرخان باشا أمير جزيرة بوتان هو مؤسس الصحافة الكردية، وهو نفسه صاحب الامتياز لجريدة كردستان النصف الشهرية، واصدر صحف أخرى نذكر منها(روزا كرد – زين – بيشكه وتن – بانكي كردستان- روز كردستان – بانكي حق – اميدي استقلال – زيانه وه – زيان – دياريي كردستان 1925م – بانكي كوردستان 1925م – زار كرمانجي 1979).

في سوريا، حصل الأمير جلادت بدرخان على الموافقة من الحكومة السورية لإصدار مجلة هاوار عام 1931، وطبع العدد الأول منها في دمشق، وفي 1943 اصدر ايضا مجلة روناهي (باللغة الكردية) وثم مجلة روزانوعام 1943م ، أول تلفزيون فضائي كردي، بدأ بثه من بروكسل في أيار من عام 1994م باسم MED TV وقد سبقت فضائية (MED TV) الكثير من الدول في المجال البث الفضائي، وبالتالي يكون الكرد قد دخلوا مجال البث الفضائي قبل الكثير من دول المنطقة، أول مطبعة كردية كانت في العام 1915 في حلب. أول جريدة يومية كردية صدرت باللغة الكردية كان اسمها آذاديا ولات، أول مجلة كردية اسمها روژ كرد أصدرت في حزيران 1913م. أول راديو يبث بالكردية في سوريا هو راديو جودي منذ 14-6-2013.

مئات المؤسسات الإعلامية، من قنوات تلفزيونية، واذاعية فضائية وارضية إلى صحف ومجلات يومية واسبوعية ومواقع انترنت تعج بها الساحة الإعلامية الكردية غالبها مرتبط بالسلطة، او الحزب او من التي تغازلهم ويغلب عليها الطابع الحزبي في الأداء وفي المنهجية واختيار العاملين. 

الإعلام الكردي عموما تغيّب عنه آفاق العمل المؤسساتية الصحيحة، يخاطب جمهور محدد وليس المجتمع فلا يركز على حقيقة الأحداث بل يعمد قدر الإمكان إلى نقل صور نمطية عن حياة الناس كما يجدها وليس كما يعشونه، لا ينقل الحدث، وإنما يغطي الجزء المراد منه نقله فحسب.

على الرغم من وجود قوانين لتنظيم وحماية حقوق الصحفيين، في إطار قانوني، إلا أن الفوضى كبيرة في واقع ومجال عمل المؤسسات الإعلامية تجاه الإعلاميين العاملين لديها من ناحية الأجور التي لا تتناسب مع المجهود، وايضا من ناحية العقود التي تكون على الغالب لصالح المؤسسة وقد وثقت الكثير من الانتهاكات تجاه الموظفين ( طرد، فصل) لأسباب مزاجية، كما وأن الصحفيين ما زالوا يتعرضون للاعتقالات والمضايقات من قبل الجهات الأمنية على خلفية نشاطهم الإعلامي.

لا تنحصر وظيفة الاعلام في تغطية الحدث، بل له الكثير من الوظائف المهمة منها المساهمة في تحقيق التغيير الديمقراطي الذي يحتاج إلى تهيئة المجتمع لتقبله، وهو ما يفرض أن يتم بناء خطاب إعلامي مؤثر يساعد على التغيير، وفق منهجية عمل تستهدف تعيير قناعات “الناس” نحو مبادئ الديمقراطية، من خلال طرح برامج جادة ومسؤولة، وكشف الحقائق أمام الرأي العام ومتابعة أعمال الحكومة ومؤسساتها وكشف الفساد وعدم السكوت عن الأخطاء والمساهمة في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

توجد عدة اتحادات تعتبر نفسها مؤسسات تهتم بشؤون الصحفيين وترصد واقعهم، ولكن في متابعة نشاطات هذه الاتحادات لا نجد أي أعمال مهمة قامت بها، ومعظمها مرتبطة ببالسلطة او بجهات حزبية، وبالتالي فهذه الاتحادات ماهي الا تحالفات سياسية، بصيغة نقابية لاستكمال السيطرة على الاعلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ماهو رأيك ؟

كتاب توثيقي عن انتفاضة 12 آذار 2004

كتاب توثيقي عن انتفاضة 12 آذار 2004 1 و 2