تراجعت تركيا عن رفضها المصادقة على قرار انضمام السويد إلى حلف الناتو، بعدما ظلت تعرقل الخطوة المهمة بالنسبة للحلف لأشهر. واستغلت تركيا بقيادة أردوغان شرطًا في ميثاق الحلف ينص على أن أي دولة ترغب في الانضمام للحلف يجب أن تنال موافقة كل الدول الأعضاء، وظلت تروج في محاولة لاخضاع السويد عبر عدة ملفات، بما في ذلك رفع حظر السلاح وحزب العمال الكردستاني وقضايا تتعلق بحرية الرأي. ولاحقًا، ربط أردوغان موافقته باحتمالية إحياء مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي ومناقشة رفع التأشيرة للمواطنين الأتراك، ورفع حظر واشنطن توريد السلاح لتركيا، بما في ذلك طائرات F16.
وقبل 24 ساعة فقط من اجتماع الحلف، تلقى الرئيس التركي ووزير خارجيته هاكان فيدان مكالمتين هاتفيتين مفاجئتين من البيت الأبيض، تفاصيل تلك المكالمة كانت مرعبة بالنسبة لأردوغان، إذ أعادته للتهديدات التي تلقاها من ترامب والتداعيات القاسية المدمرة على اقتصاده الذي لا يزال يعاني من آثارها. وأوضح بايدن لأردوغان أن اجتماع الغد يجب أن يسير كما هو مخطط له، وإلا ستكون العواقب وخيمة على نظامه واقتصاده المهتز بشدة. وكان بلينكن أكثر حدة في الاتصال الموازي، حيث أبلغ فيدان بوضوح تام أن تركيا ستكون خارج الحلف إذا ظلت تعرقل استراتيجية الناتو عبر أسلوب الابتزاز. وبعد المكالمة، هرع فيدان إلى أردوغان وطلب منه تحديد موعد لجلسة البرلمان لإنهاء مسلسل الرعب الذي ينتظر تركيا في حال المضي بهذه السياسة.
تقرير خاص لوكالة رويترز يزعم أن المدعين العامين في كل من أمريكا والسويد يشرفون على تحقيق حول تورط نجل أردوغان بلال في أعمال فساد دولية
في اليوم التالي تغيير كل شيء بالفعل، استبق اردوغان اعلان الموافقة باثارة قضية الانضمام للاتحاد الأوربي ومسألة رفع التأشيرة وتحديث الاتفاق الجمركي تلك الخطوة كانت مهمة له لالهاء الراي العام المحلي عن تراجعه في مواقفه السابقة بشأن عضوية السويد.
بالفعل لم يمضي وقت طويل حتى احتلفت السويد وبقية اعضاء الحلف بانضمامها للناتو فيما ركز الاعلام التركي على ماسماه التنازلات التي قُدمت لتركيا واعتبرت انضمام السويد لحلف الناتو نصرا لأنقرا.
خلاصة القول أن تركيا رضخت تماما وفشلت في تحقيق أي مكسب حقيقي، كانت تترجاه ولم ينفعها الابتزاز الذي حاولت عبره تمرير عدة ملفات اعتقدت أن الفرصة مواتية لتحقيقها نسبيا، لكن الرد الأوربي كان سريعا حيث رفضوا بالمطلق ربط أي من ملفات الناتو انضمام السويد إلى حلف الناتو بموضوع دراسة عضوية تركيا في الاتحاد الأوربي. القادة الأوربيون وأمريكا تأكدود مجددا أن المشكلة تكمن في أردوغان نفسه، وعودته لاسلوب الابتزاز يؤكد أنه لم يتغير ولا يمكن التعاون معه وهذا ما سيبعد الأتراك عن حلم عضوية الاتحاد الأوربي أو تحديث لاتفاقيات الجمارك والتأشيرات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ماهو رأيك ؟