مصطفى عبدي
يبدو أن السياسة الخارجية الأمريكية باتت تتبع نهجًا مشابهًا تجاه مجموعة متنوعة من النزاعات الدولية، ولاحظنا مؤخرًا تشابهًا ملحوظًا بين موقف واشنطن تجاه الصراع بين إسرائيل وفلسطين وموقفها تجاه النزاع بين روسيا وأوكرانيا ومناطق أخرى بدرجة اقل (أفريقيا والسودان، كوريا، اليمن وسوريا والعراق..). في كلتا الحالتين، يبدو أن الإدارة الأمريكية تميل نحو زيادة التوتر واستخدام الأدوات العسكرية بدلاً من العمل على تسوية سلمية.
يمكننا رؤية هذا التشابه في تصريحات وإجراءات إدارة الرئيس جو بايدن فيما يتعلق بالصراع بين إسرائيل وفلسطين، ففي وقت ما قبل سنوات كان الطرفان اقرب لتحقيق السلام فيما اليوم فالطرفان باتا أبعد من أي وقت عن بعض. وقياسا يمكننا متابعة دور انحراف واشنطن كقوة قادرة على فرض التسوية السلمية للأزمات او على الأقل تخفيف حد الحروب باتجاه إشعال المزيد منها وايصالها لنقطة اللاعودة بحيث تبقى الحروب مشتعلة وسط غياب قدرة الحسم لدى الأطراف المتصارعة.
بناءً على التصريحات والإجراءات الأمريكية، يمكن أن نتوقع أن الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني -غيرها من الصراعات- سيكون حروب استنزاف طويل الأمد، وستتورط إيران بشكل غير مباشر من خلال ميليشياتها في لبنان وسوريا والعراق. فالتصعيد الحالي بين الإسرائيلين والفلسطينين وإن كان الأعنف لكنه ليس وليد اليوم، والحرب كانت ستندلع بكل الأحوال لكن المفاجئة كانت من قبل حماس في أنها هذه المرة اتخذت زمام المبادرة وشنت هجوما مباغتاً في وقت كانت فيه إسرائيل تبحث عن موعد لاقتحام غزة .
يتبع النهج الأمريكي الحالي نموذجًا سابقًا، حيث استخدمت الولايات المتحدة النزاع في أوكرانيا للضغط على روسيا وتكبيدها خسائر في نزاع استنزافي طويل ومكلف. يبدو أن واشنطن تنوي اتباع نهج مماثل في الصراع الجاري بين إسرائيل وفلسطين.
مع ذلك، يجب أن نتذكر أن الشعوب في تلك المناطق لن تحقق أي مكاسب من هذه الحروب، بل ستدفع ثمنًا باهظًا. على العكس من ذلك، يبقى الفائز الوحيد هو السياسة الأمريكية الحالية التي تبدو متمثلة في إثارة الصراعات بدلاً من السعي لتحقيق السلام. يمكن أن نعتبر هذا النهج مؤامرة كبيرة تستهدف المنطقة بأكملها.
تصاعد التوترات وحدوث النزاعات في مناطق مختلفة ليس دائمًا نتيجة لمخطط دقيق لاستنزاف القوى الإقليمية. إنها قضايا معقدة تتأثر بعوامل متعددة، بما في ذلك الديناميات الإقليمية والدولية، وتفاعلات السياسات والاقتصاد. وهنا فإن هنالك خاسر دائم وهو دول الاتحاد الأوربي التي اجدها تقف عاجزة تماما ً عن التصرف في ظل ما تقوم به الولايات المتحدة وتبعات ذلك على استقرارها وعلى مسار التنمية وتدفق اللاجئين والاقتصاد.
بالرغم من هذه التحديات، يجب أن نظل متفائلين ونعمل نحو إيجاد حلول سلمية للصراعات وتحقيق الاستقرار في تلك المناطق المنكوبة. فالحروب لا تخدم مصلحة الشعوب، بل تؤدي إلى دمار وخسائر هائلة. إن التركيز على الدبلوماسية والحوار يمكن أن يسهم في تجنب التصعيد وتحقيق الاستقرار.
يبقى أن نقول حماس من بدأت هذه الحرب، لكنها لن تكون قادرة على ايقافها .. نتنياهو وحكومته يدركون انهم لن يبقون بعد هذه الحرب، لذا سيزداد التطرف ، والرد بعنف مفرط لاطالة أمد الحرب الى مالانهاية ... هذا مهم بالنسبة لهم ليس لتحقيق انتصار او ماشابه وانما للبقاء في السلطة والهروب من تحمل تبعات الفشل الاستخباراتي والأمني والعسكري وهو الهدف الرئيسي لهم.
....
سيناريو #حماس في الهجوم على #اسرائيل مقتبس لحد ما من عدة أفلام أمريكية :
1-تزامن الهجوم بالصواريخ، مع تحليق الطائرات الشراعية: مقتبس من الفلم الأمريكي الشهير Top Gun: Maverick (2022) ..في مشهد انطلاق الطائرات الأمريكية ودخول أرض العدو حيث بدأت الصواريخ تحلق لضرب الهدف.
2- استخدمات الطائرات الصغيرة المحملة بالصواريخ فكرتها مقتبسة من فلم Angel has fallen. مشهد الهجوم بالطائرات الصغيرة لاغتيال الرئيس الأمريكي ومرافقيه.
3-اقتحام الحدود بالدراجات النارية والسيارات: الخطة مقتبسة من الفلم الامريكي الشهير Mad Max: Fury Road. ومشهد عودة أبطال الفلم بعد قتل الحاكم وحاشيته.
4- بقي فلم واحد اعتقد أن خطة حماس الدفاعية من خلال الأنفاق والكمائن ضد أي توغل بري من قبل الجيش الاسرائيلي، وهو فلم Rambo : Last Blood والكمائن الكثيرة التي واجه بها رامبو المهاجمين عبر شبكة الأنفاق المعقدة والمتفجرات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ماهو رأيك ؟