السبت، أبريل 01، 2023

7 دول أنشأها الكرد منذ القرن الـ 20.. تعرّف عليها

اعلن الكرد الخميس 17 مارس/آذار 2016، إقامة نظام فيدرالي في المناطق الكردية الملحقة بسوريا -غربي كردستان او روجافا- وذلك خلال اجتماع عُقد في مدينة رميلان بمحافظة الحسكة، حضره قوى سياسية كردية وعربية واشورية وسريانية، واسفر المؤتمر عن تشكيل مجلس سوريا الديمقراطي واعتباره الممثل السياسي لقوات سوريا الديمقراطية، والتي تشكل وحدات حماية الشعب عمودها الفقري وهي تعد اول قوى عسكرية معتدلة تضع شعارها محاربة التنظيمات الارهابية بمختلف مسمياتها ومتحالفة مع الولايات المتحدة الامريكية.

وفي تموز ٢٠١٧ جرى الاتفاق على تحديد تاريخ 22 سبتمبر/أيلول من هذا العام لتنظيم انتخابات الكومينات، أي المؤسسات البلدية، وهذا هو المستوى الأول من الإدارة المحلية العامة، على أن تنظم في اليوم الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني انتخابات الإدارات المحلية والمجالس الريفية والحضرية والإقليمية، وعقد انتخابات مجالس المحافظات يوم 19 يناير/كانون ثاني 2018، والذين يدخلون في عداد “الاتحاد”، وفي المؤتمر الديمقراطي الشعبي لـ” الفيدرالية”. بالإضافة الى اقرار قانون الانتخابات تم اقرار إعادة التنظيم الإداري بتقسيم المناطق التي يسيطر عليها الكرد الى ثلاث إقليم وهي الجزيرة والفرات وعفرين وست مقاطعات على أن تنضم منبج والرقة فيما بعد إليها لتصبح خمس إقليم وتسع مقاطعات بانتظار خطوة ربط إقليم الفرات بإقليم عفرين.

يأتي هذا بالتزامن مع اتفاق القوى السياسية في إقليم كردستان على إجراء استفتاء في كردستان العراق يوم الـ 25 من سبتمبر / أيلول المقبل، رغم معارضة الحكومة المركزية في بغداد.

وقالت رئاسة كردستان العراق المتمتع بالحكم الذاتي منذ 1991 في بيان “اختير يوم 25 سبتمبر/أيلول لتنظيم الاستفتاء” حول الاستقلال. وذكرت الرئاسة أن الاستفتاء سيجري بالإقليم والمناطق التابعة لكردستان وغير الخاضعة لسلطات الإقليم، في إشارة إلى محافظة كركوك الغنية بالنفط والتي رفع مجلس محافظتها العلم الكردي في آذار من العام الجاري في خطوة رفضتها كذلك الحكومة المركزية .

وتأتي هذه الخطوات ضمن محاولات وجهود الكرد التي استمرت على مرّ عقود لتحقيق حلم إقامة دولة كردية مستقلة، الحلم الذي نمت بذرته الأولى في عهد الدولة العباسية، بعدما حاولت القبائل الكردية التوحد النسبي للمرة الأولى بعد اعتناق الإسلام جماعياً بقيادة الإقطاعيين والأشراف وظهور عائلات حكام كردية مستقلة وشبه مستقلة الواحدة تلو الأخرى على مسرح التاريخ.

في تاريخنا المعاصر، بدأ الكرد في التفكير بإنشاء دولة مستقلة باسم كردستان في مطلع القرن الـ 20، وبعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، وضع الحلفاء الغربيون المنتصرون تصوراً لدولة كردية في معاهدة “سيفر” في العام 1920، إلا أن هذه الآمال تحطّمت بعد ثلاث سنوات، إثر توقيع معاهدة لوزان التي وضعت الحدود الحالية لدولة تركيا، بشكل لا يسمح بوجود دولة كردية.

وانتهىت الحالة بالأكراد كأقليات في دول تركيا والعراق وسوريا وإيران وأرمينيا. وعلى مدار السنوات الـ 80 التي تلت، سُحقت أي محاولة كردية لتأسيس دولة مستقلة، إلا أنها استمرت حتى اليوم على مراحل متقطعة، وهنا نستعرض أبرز المحاولات الكردية لتأسيس دولتهم خلال القرن الماضي والحالي:
مملكة كوردستان 1922 – 1924


مملكة كردستان مملكة كردية أسسها شيخ محمود الحفيد زادة البرزنجي في شمال العراق ما بين أكتوبر/تشرين الأول 1922 ويونيو/حزيران 1924.
ولم تنل المملكة الاعتراف الدولي، فبعدما أعلن البرزنجي نفسه ملكاً على كردستان في نوفمبر/تشرين الثاني 1922، أرسلت بريطانيا إلى السليمانية حملة عسكرية لنزع سلطاته بعد بضعة شهور.
عقب ذلك سيرت الحكومة المركزية في بغداد حشداً عسكرياً للقضاء على حكم البرزنجي، وتمكن الجيش العراقي بالفعل من السيطرة السليمانية مركز نفوذ برزنجي في 19 يوليو/تموز 1924، بيد أن البرزنجي أجبره على التخلي عن المدينة فأعادت حكومة العراق الكرة مرة أخرى وبعثت إليه جيشاً استطاع هذه المرة أن يقضي على نفوذ البرزنجي في السليمانية فلجأ إلى الجبال ليقوم بشن حرب عصابات منها، وعلى المستوى السياسي عينت الحكومة العراقية أحد الكرد الموالين لها متصرفاً للواء السليمانية يتلقى أوامره من الحكومة المركزية في بغداد فاستتب له الأمن إلى حين.
استمر البرزنجي في عمله المسلح ضد الحكومة العراقية حتى أكتوبر/ تشرين الأول 1926 حينما عقد اتفاقاً معها يقضي بأن يغادر هو وأسرته العراق إلى إيران، وأن يمتنع عن التدخل في الشؤون السياسية مقابل ردّ أملاكه إليه.
ضياع حقوق الأكراد واحتجاجات 1925
بعد إعلان مصطفى كمال أتاتورك ولادة الجمهوريّة التركيّة في أكتوبر/تشرين الأول 1923 وتصالحه مع الغرب والقوى العظمى، بدأت مرحلة جديدة في حياة أكراد تركيا، إذ منع تدريس اللغة الكردية في المدارس والمعاهد، ومنع الأكراد من التحدث بها في الشوارع والمجالس، فضلاً عن تحريمها في المصالح الحكومية والمحاكم.
وكردّ فعل على السياسات الجديدة، اندلعت ثورة قادها الشيخ سعيد بيران في العام 1925، وساندها الأرمن والشركس والعرب والآشوريون في المناطق الكردية.

وانتهت هذه الانتفاضة باعتقال الشيخ سعيد وإعدامه مع رفاقه في مايو/أيار 1925 على يد الاتراك. ثم اندلعت احتجاجات جبل آغري، بقيادة الجنرال في الجيش العثماني إحسان نوري باشا في العام 1926 واستمرّت لغاية 1930، وتمّ القضاء عليها أيضاً.
جمهورية كردستان الحمراء 1922 –  1929 (Kurdistana Sor)






نتيجة الظروف الصعبة التي كان يعيش بها الأكراد المتواجدون في أذريبجان، قررت بعض الرموز الكردية تأسيس منطقة حكم ذاتي بدايةً من 7 يوليو/تموز 1923، بإيعاز من رئيس الاتحاد السوفييتي السابق فلاديمير لينين. كانت عاصمتها لاجين وتضم مدن كلباجار وقوبادلي والتي تقع اليوم داخل منطقة ناكورنو قراباغ التي يسيطر عليها الارمن منذ 1992..
على إثر هذا، تشكلت المؤسسات الإدارية للدولة والنظام البرلماني في كردستان وانتخب كوسي حجييف وهو من سكان المنطقة كأول رئيس للبرلمان وكأول رئيس لكردستان السوفيتية، لكنها لم تستمر كثيراً بسبب معارضة بعض الرموز السوفيتية لأي تحرك كردي قد يؤدي إلى ضرر بكل من الجارة تركيا وإيران، وكانت نهايتها في 1929، بعد أن تم ترحيل الأكراد من هناك.

وكان الكرد يشكلون 72% من سكان كردستان الحمراء ولكن تدخل ستالين والقمع السوفيتي المستمر ضد الاقليات في القفقاس أدى إلى اضمحلال الوجود الكردي عبر سياسات التتريك الآذرية والتهجير السوفياتية التي اتبعها ستالين. حيث هجر الالاف من الكرد من أذربيجان وأرمينيا وجورجيا إلى قفارى كازاخستان وسيبيريا ليلاقوا هناك الموت المحتم بدعوى مساندة الهجوم النازي وشمل هذا التهجير أغلبية الاقليات والقوميات الصغيرة في القوقاز من شيشان وابخاز واكراد وداغستانيين بين سنة 1935-1944. قليلون هم من عاد من الكرد إلى ديارهم.

تم في مايو 1930 إنشاء وحدة إدارية سميت كردستان وشملت بعض المناطق الجديدة منها زنكلان وجبرايل ولكن الفشل كان بالمرصاد نتيجة معارضة وزير الشؤون الخارجية للدولة السوفيتية لأي تحرك كردي قد يؤدي بالضرر على كل من الجارة تركيا وإيران ومنع لأي تحرك سياسي كردي على حدود الدولتين حيث كانت ثورة اغري الكردية بقيادة احسان نورى الباشا مستعرة في جبال ارارات ضد تركيا وإيران.
استمر الوضع الكردي بالاضمحلال مع اتساع سياسة التهميش والتتريك الاذريين. وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتفكك جمهورياته، سيطر الارمن على منطقة ناكورنو قرباغ ومناطق الاكراد فيها, وحاول الارمن استمالة الكرد.
وتم تأسيس جمهورية لاجين الكردية عام 1992 برئاسة وكيل مصطفاييف ولكنها لم تدم طويلا نظرا لعدم وجود الدعم الجماهيري الكردي حيث كانت وليدة سياسة ارمنية معادية لآذربيجان، رفضها الكرد الذين يشتركون مع الآذريين في الدين والثقافة والأرض ولجأ رئيسها (مصطفاييف) إلى إيطاليا لاجئا سياسيا من نفس العام.
جمهورية آرارات الكردية 1927

ومع محاولات أكراد تركيا إنشاء دولتهم، أُعلنت جمهورية آرارات الكردية المستقلة في العام 1927 بالتزامن مع انتضافة شملت المناطق الكردية الملحقة بتركية العثمانية في أكتوبر/تشرين الأول.
تم تحديد قرية حول آرارات بأنها العاصمة المؤقتة لمملكة كردستان، فيما أرسل الكرد في تركيا رسائل إلى الأكراد في كل من سوريا والعراق من أجل التعاون معهم.

إلا أنه تم القضاء على جمهورية آرارات في العام 1930 على يد الجيش التركي، نتيجة عدم وجود دعم عسكري أو مادي كافي.
جمهورية كردستان عاصمتها مهاباد 1946
أعلن الكرد عن ولادة جمهورية كردستان الشعبية الديمقراطية عاصمتها مهاباد بواسطة زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران قاضي محمد في 22 يناير/كانون الثاني 1946 وعاصمتها مهاباد، وشملت مساحتها 30% من المساحة الإجمالية لكردستان الشرقية. لكنها انهارت بعد نحو 10 أشهر.
تجددت محاولات الأكراد لاسترداد حقوقهم في إيران في العام 1979 بعد قيام الجمهورية الإسلامية في إيران في ذات العام، حيث سادت أجواء الغضب المناطق الكردية في إيران بسبب عدم إتاحة الفرصة لممثلين عن الأكراد للمشاركة في كتابة الدستور الإيراني الجديد، ما أشعل صراعاً مسلحاً بين الحكومة الإيرانية والأكراد، ولا يزال الأكراد يشعرون بالحرمان من تبوّء مناصب سياسية في إيران فرغم تنصيب أول محافظ كردي لمحافظة كردستان وهو عبد الله رمضان ‌زاده، بعد وصول محمد خاتمي للحكم في العام 1997، فإن هذا الأمر لم يستمر في الحكومات المتعاقبة.

إقليم كوردستان العراق 1970

في العام 1970، قامت الحكومة العراقية والأحزاب الكردية بالتوافق على معاهدة سلام تمنح الاستقلال للأكراد، والمعاهدة تعترف بالكردية كلغة رسمية والدستور المؤقت يدخل نصاً يشير إلى أن الشعب العراقي “يتكون من قوميتين، القومية العربية والقومية الكردية”.
وحمل إقليم كردستان العراق اسم منطقة الحكم الذاتي الكردية منذ العام 1979، تاريخ توقيع صدام حسين نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي حينذاك وممثلين لزعيم المتمردين الأكراد وقتها مصطفى البارزاني على اتفاقية أنهت سنوات من الحرب بين بغداد والأكراد.
وفي العام 2005، تحولت منطقة الحكم الذاتي الكردية إلى الاسم الحالي: إقليم كردستان العراق، الذي أصبح له علمٌ ودستور ونشيد قومي وحكومة وبرلمان، خاصة به. والان هنالك مساعي للاستقلال عن العراق، واعلان كردستان المستقلة.
جمهورية لاجين الكردية 1992
هي دولة نصبت نفسها في 20 مايو/أيار 1992 في لاجين بأذربيجان، بعد ما استولت القوات الأرمينية على لاجين، حيث تم نقل المثقفين والشباب الأكراد الموجودين في أرمينيا إلى لاجين بأذربيجان من خلال حافلات، وتم وضع رئيس لها اسمه وكيل مصطفايف والذي كان يوجهه رئيس مكتب الحزب من موسكو ماهر ولات.

إلا أن الدولة التي لم يكن لها أي تجسيد حقيقي على أرض الواقع لم تدم طويلاً حيث التجأ مصطفايف في نهاية المطاف إلى إيطاليا طالباً اللجوء السياسي.

إقليم روج آفا /شمال سوريا 2012

في خضم أحداث الثروة السورية، تصاعد نفوذ الأكراد مع اتساع رقعة النزاع في سوريا في العام 2012 مقابل تقلص سلطة النظام بالمناطق  الكردية التي ألحقت بسورية بموجب اتفاقية سيفر -غربي كردستان-، وعلى إثر ذلك، أعلن الأكراد إقامة إدارة ذاتية في ثلاث مقاطعات التي أطلق عليها “روج آفا” أي غرب كردستان.

وعانى الكرد في سوريا من مشاكل تتعلق بالثقافة والهوية، والاعتقالات ففي العام 1962، تم تجريد اكثر من 20% من السكان الأكراد في سوريا من الجنسية السورية وتم منعهم من التملك وتطبيق سياسة الحزام العربي من خلال تهجير الكرد من مناطقهم وتوطين العرب في مدنهم. فيما يطلق عليهم اليوم عرب الغمر.

كما لجأت السلطات السورية إلى تقييد استخدام اللغة الكردية، وحظرت النشر بها، وحظرت نشاط الاحزاب السياسة والاحتفال بالأعياد الكردية الأمر الذي تغير بعد اندلاع الثورة في العام 2011.

أما المنهج التعليمي الرسمي السوري لم يكن يضم أي مادة باللغة الكردية. لكن بعد بدء النزاع وبروز حجم المعارضة الضخم في مواجهة النظام السوري، رغم ان النظام حاول استرضاء الأكراد، فأعلن رئيس النظام بشار الأسد منح الجنسية السورية لعشرات آلاف الأكراد “مكتومي القيد” في محافظة الحسكة. وفي كانون الثاني/يناير 2014، تم فتح فرع لتعلم الكردية داخل معهد اللغات التابع لجامعة دمشق. لكن ذلك لم يكن كافيا، حيث اتخذ الكرد في النزاع دورا مهما ولم ينضمو الى المعارضة، كما لم يقبلو قبول تنازلات النظام التي اعتبروها غير كافية. بعد عامين تمكنو من تحرير مناطقهم من خلال قواتهم العسكرية وحدات حماية الشعب، في تموز 2012، وفي كانون الاول 2013 اعلنو عن الادارة الذاتية في مناطقهم، وبعد تقصد تهميشهم من قبل النظام والمعارضة في مفاوضات السلام في جنيف اعلن الكرد ومن طرف واحد بمشاركة بقية مكونات منطقة الجزيرة وكوباتني وعفرين عن اقامة الفدرالية في شمال سورية، مع خطوات تهميدية لتشكيل حكومة اتحادية.

قصة رجل اعتقل بتهمة عرقلة تطبيق النظام الاشتراكي العالمي






قصة رجل من كوباني اعتقل بتهمة عرقلة تطبيق "النظام الاشتراكي العالمي":

تعتبر قصة جموێ عل همك، حكايةً مؤثرةً لمن لديهم شغفٌ بالدفاع عن الأراضي وحقوقه. 
جمو كان يملك أرضًا تبلغ مساحتها 400 هكتارًا في قرية آغباش التابعة لريف تل أبيض في سوريا. في عام 1963، وبعد الانقلاب العسكري قررت حكومة البعث توزيع أراضي الملاك الكرد على العرب ضمن ماكانت تسميه خطة الإصلاح الزراعي فيما عُرف باسم ثورة الثامن من آذار (انقلاب 8 آذار وسيطرة حزب البعث على السلطة). المشروع كان يستهدف التغيير الديمغرافي عبر توطين "العرب" في القرى والبلدات الكردية، عبر الاستيلاء على أراضي الملاك الكرد ضمن مخطط إنشاء حزام عربي يمتد على طول المناطق الكردية شمال سوريا.

(جمو) لم يقبل تنفيذ القرار الذي وجده ظالما، وقرر تحدي السلطات بشتى السبل ورفض التنازل ولو عن متر واحد من أراضيه البالغة مساحتها 400 هكتارا وقرر المقاومة.

تم استدعاءه عشرات المرات للأفرع الأمنية واستجوابه والزامه بالتوقيع على مستندات يتنازل بموجبها عن ثلثي أراضيه لصالح الوافدين الجدد (المستوطنين) إلا أنه رفض ذلك وتحدى الأجهزة الأمنية علنا. وأخبرهم أنه لن يزرع أراضيه ولن يسمح لأحد بزراعتها أو الاستفادة منها طالما بقي على قيد الحياة.

لكن ورغم ذلك قامت الأجهزة الأمنية ودوائر الدولة السورية "البعثية" بمنح سندات تمليك لأراضي جمو لثلاث مستوطنين، تم جلبهم من مناطق ريفية بعيدة بغاية العيش في المنطقة. لكن كان لجمو أيضا خطط بديلة لمواجهة هؤلاء حتى وإن كان الدخول في حرب معهم.

على مدار السنوات الأربعة التالية نجح من منع المستوطنين العرب من حراثة متر واحدة من أرضه. كان يطلق الرصاص على الجرارات الزراعية التي منحتهم الدولة لهم لفلاحة وزراعة أراضي جمو، كان يرسل لهم رسائل تهديد واضحة يحذرهم فيها من الاستمرار في احتلال أرضه وأن العواقب ستكون وخيمكة عليهم وعلى عوائلهم، كان يطلق عليهم الكلاب أثناء محاولتهم التجول في تلك الأراضي أو التوجه لزراعتها، يرمي أمام مساكنهم بقايا جثث الحيوانات يطلق أصوات مخيفة في الليل... لقد حول حياتهم إلى حجيم.

أبلغ المستوطنون الأجهزة الأمنية بتعرضهم للهجوم من قبل جمو، قامت تلك الأجهزة بوضع الحواجز، وارسال عناصر لاعتقاله لكنهم فشلوا في الوصول إلى جمو، استعانوا بالجيش حيث تم ارسال قوة عسكرية (خصيصا لملاحقة جمو ووضع حد لاعتداءاته المزعومة)، لكنهم فشلوا في تحديد مكانه، فقد كان قد تمكن من الهرب واجتياز الحدود التركية.

رغم أنه أصبح خارج سوريا، لكنه واصل هجماته (كر وفر) لا سيما وأن قريته قريبة جدا من الحدود، حيث أصبح يرصد المستوطنين من خلف السياج الحدودي، كان يطلق الرصاص ببارودته على المستوطنين أثناء محاولتهم زراعة أرضه، كما وأنه نفذ خطط خطيرة جدا ومنها استخراج الألغام من المنطقة العازلة بين سكة القطار، والأسلاك على الحدود التركية - السورية ويدخل سوريا ويزرعها في ارضه لكي لا يزرعها (المستوطنون)، ولخشيته من أن يسبب انفجارها مقتل أحدهم كان يتركها بارزة لهم كي يشاهدوها ويرسل للمستوطنين رسائل عن وجود ألغام أخرى مزروعة ضمن أراضيه ويحذرهم من الاقتراب منها.

استسلم المستوطنون واستسلمت الاجهزة الأمنية والجيش وفشلوا في تنفيذ قرار مصادرة اراضيه وزراعتها. جمو عاد لسوريا بعد فترة عبر الحدود ، أعتُقل عدة مرات ربطوه مرة خلف سيارة عسكرية، تعرض للتعذيب في السجن بمدينة ديرالزور، ظل غائباً عن الوعي مدة أسبوع، تمت احالته للمحاكمة، وقف أمام قاضي الفرد العسكري (القضاء الأكثر رعبا في سورية) وقال للقاضي لن أتخلى عن أرضي ما دمت حيا ولك الخيار أن تعدمني، فتم الحكم عليه بتهمة "معاداة النظام الاشتراكي العالمي" قضى فترة في السجن حين خرج عاد لإطلاق النار على المستوطنين العرب، وحرق ما زرعوه بأرضه، مستغلين وجوده في السجن. داهمت دورية منزله بعد ذلك، لكنه كان قد أخذ احتياطاته، حيث كان له ابن عم يشببه وبنفس الأسم فتم اعتقاله بدلا من جمو ، فيما بقي جمو طليقا ومضى يواجه المستةطنين لدرجة أن السلطات بدأت تتخوف من ثورة الأهالي ضدهم، فتراجعوا عن التحدي وقبلوا الهزيمة.

في النهاية هرب "الوافدون"، وفشلوا في البقاء والاستقرار في القرية، فيما واصل جمو كفاحه عبر توكيل محامي للاحتفاظ بممتلكاته، وتمكن من استرداد أرضه كاملة، بعد دفع رشاوي للسلطات، حيث قاموا بتحويل اراضيه إلى "أملاك الدولة" وتأجيرها له مدى الحياة (25 ليرة سوري ع الدونم) كما وسجل قسم من أرضيه بأسماء زوجاته، وأولاده كي لا تتم مصادرتها مستقبلا.

جمو تمكن من إيقاف تمدد الحزام العربي باتجاه كوباني بفضل صموده وكفاحه، وفي حدود أراضيه توقف تطبيق ذلك المشروع الخبيث.



صور متوفرة لاولاده والاحفاد













Riya Kobaniyê bi Dar e ...NE Riya kobarê


riya kobaniyê bi dar e
siwaran xware, xwar e
qelenê keçika delal
ser milê min bê bar e

pêşiya malan bi kundir e
şîrîn keçika xidir e
por sor e, zer û kesk e
şîrîn û xemla min e

pêşiya malan bi genim e
va paliyan xime xim e
şirîn xwuşka ferhat e
xilxalan xwuşe xwuş e

pêşiya malan bi kizin e
destê şirîn da bazin e
qelenê keçika ulkiya
sed û pênce bizin e

ez diçûme nav malan
xidir go were malan
şirîne baş û rinde bû
xort mane dest hevalan

dara gundê me bî ye
ser çilo binda sî ye
şirin lê rûniştî ye
didurê kumê sipî ye

ez duçûme ser daran
şirîn hate nav malan
xwesteka şirîna me
ketiye destê nezanan

li xendekê li ber çayê
berf û baranê dayê
bav û dayik soz dan min
li ser sozê xwe nayê

pêşiya malan bi rê ye
şîrîn tev tê ra tê ye
pir çeleng û çav reş bû
tê bidim milk tinê ye

pêşa malan bi xendek e
feqir da destan çek e
şîrîn diçê serê çiyan
gotina xidir nak e

25.4.1977



 


مانديلا وأوجلان في قوائم الإرهاب ولوثر كينغ زير نساء! هل الاتهامات الموجهة ضد المناضلين صحيحة؟

 عندما نسمع بأسماء مثل مارتن لوثر كينغ أو نيلسون مانديلا أو عبدالله أوجلان أو مالكوم إكس، فإن أول ما سيخطر ببالنا هو مواقفهم الشُّجاعة التي بذلوا حياتهم من أجلها، حتى يعيدوا حقوق شعوبهم، ويحققوا المساواة لهم، وينهوا الاضطهاد والتمييز العنصري والظلم والحرمان من الحقوق الأساسية التي تعرضوا لها على مدار مئات السنوات. لكن في الوقت ذاته، يواجه هؤلاء المناضلون اتهامات لا يمكن تأكيد مصداقيتها، فمنهم من تمّ وضعه على قوائم الإرهاب، ومنهم من اتهم بأنه زير نساء! تعالوا نتعرف عليهم وعلى إنجازاتهم، وعلى الاتهامات التي تعرضوا لها بشكل أكبر. 

 مارتن لوثر كينغ الابن.. زير نساء ومُشجع للاغتصاب! 
وُلد مارتن لوثر كينغ الابن في 15 يناير/كانون الثاني 1929، بولاية أتلانتا الأمريكية، وكان زعيماً من أصول إفريقية، وناشطاً سياسياً إنسانياً مطالباً بإنهاء التمييز العنصري ضد السود في الولايات المتحدة. يُعتبر مارتن لوثر كينغ الابن من أهم الشخصيات التي ناضلت في سبيل الحرية وحقوق الإنسان، من خلال تأسيس حركة مسيحية جنوبية كان لها الفضل في تحصيل حقوق الأفارقة. وربما يعود الفضل في ذلك إلى والده الذي قاد في العام 1936، مسيرة للسود في أتلانتا؛ للاحتجاج على التمييز في حقوق التصويت.
عندما دخل كينغ الابن الجامعة عدّل من موقفه تجاه البيض، وركّز غضبه على الظلم بدلاً من كراهية شخص بعينه، واستطاع أن يدلي بخطاب أمام نصب لينكولن التذكاري وجَّهه إلى الحزبين الأساسيين في الولايات المتحدة "الجمهوري والديمقراطي"، وردد خلاله صيحته الشهيرة "أعطونا حق الانتخاب". فيما بعد وتحديداً عند تولي الرئيس جون كينيدي البلاد، حاول لوثر كينغ أن يلفت انتباهه إلى الأزمة العنصرية المتزايدة، لكنّ الحكومة الجديدة لم تعره أي انتباه، فقرر أن يبدأ مقاومته السلميّة. في صيف 1963 بدأ كينغ ينسق لمجموعة مظاهرات سلميّة، إحداها كانت بمشاركة 250 ألف شخص، من بينهم 60 ألف شخص أبيض، وتوجهوا جميعاً نحو نصب لينكولن التذكاري، وهي المظاهرة التي تعتبر الأكبر في تاريخ الحقوق المدنية بالبلاد. وفي العام التالي صدر قانون حقوق التصويت الانتخابي الفيدرالي الذي أعاد للسود حقوقهم. 
وفي العام 1964 حصل على جائزة نوبل للسلام، وكان أصغر من يحوزها. وعلى الرغم من التاريخ النضالي المشرف لكينغ الابن، فإن تقريراً نشره مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI ونقله موقع Independent البريطاني، قام بتلطيخ سمعته إلى حدّ ما. 
ووفقاً للتقرير فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي أطلق قبل نحو 6 عقود، عملية ضخمة ضمّت مخبرين سريين وشملت التنصت على مكالماته الهاتفية والتجسس على الغرف الفندقية التي أقام فيها. ويضم التقرير قول ج. 
إدغار هوفر الذي كان أول رئيس لمكتب التحقيقات الفيدرالي، إنّ لوثر كينغ زعيم الحقوق المدنية كان "كاذباً سيئ السمعة" و"واحداً من أحقر الشخصيات في البلاد". كما تضمن التقرير شريطاً مسجلاً لكينغ وهو يضحك ويقدم نصيحة لـ "قسّ" قام باغتصاب امرأة، وأن تلك الحادثة جرت على بُعد بضع أقدام فقط من البيت الأبيض. إضافة إلى أن كينغ كان زير نساء، ودخل في علاقات مع نحو 40 امرأة خارج إطار الزواج. قد يتساءل البعض: لماذا لم تقم المخابرات حينها بكشف هذه المعلومات وفضّلت التستر عليها؟ هذا السؤال أجاب عنه المؤرخ الأمريكي ديفيد جارو، الذي قال للصحيفة البريطانية: "في ذلك الوقت، كان يجب الالتزام بمبادئ الأخلاق في الولايات المتحدة، من خلال منع تداول الشؤون الخاصة بالرجال البارزين على أساس أنها (أخبار)، وهو ما كان يحمي جون كينيدي أيضاً".
وأضاف أنه حاول الوصول إلى الملفات التي تتحدث عنها المخابرات والموجودة في مجموعة المحفوظات الوطنية الأمريكية، لكنه لا يسمح للصحافة بالوصول إليها. توفي مارتن لوثر كينغ الابن في 4 أبريل/نيسان 1968، عندما كان يهم لخطاب جماهيري في ممفيس بولاية تينيسي بالولايات المتحدة، قبل أن يغتاله جيمس إرل راي بطلقة من سلاحه القناص استقرت في حنجرته. 
عبد الله أوجلان ..يمكنني إيقاف الحرب في غضون أسبوع
هو مؤسس وأول قائد لحزب العمال الكردستاني عام 1978، وهو حزب يسعى لشكل من الحكم الذاتي والاستقلال عن السلطة وبناء مجتمع يصفهُ بأنه «بيئي ديمقراطي متحرر». بدأ الحزب نشاطاً عسكريا عام 1984 تخلله عدّة محاولات للسلام مع الحكومة التركية وللهدنة، إحداها في أغسطس 1998، وفي ذات الفترة انتقل أوجلان تحت ضغوط الحكومة التركية من سوريا إلى روسيا ثم إيطاليا ثم اليونان ثم وصل إلى السفارة اليونانية في نيروبي في كينيا، حيث أعتقل وأرسل إلى تركيا في فبراير 1999 في عملية أثارت سخطا واسعا حول العالم وأنهت الهدنة الأخيرة، وحوكم أوجلان في تركيا في 28 إبريل 1999 بتهمة الخيانة العظمى لتركيا وفقا للمادة 125 لقانون العقوبات التركي. وقد حكم عليه بالإعدام في 29 يونيو 1999. أعلن حزبه هدنة جديدة في 1 سبتمبر 1999 وانسحبت قواته من تركيا إلى شمال العراق، وخضع الحزب لتغييرات سياسية من ضمنها إعلان بنهاية الحرب والانتقال للعمل السياسي، وفي عام 2002، قامت تركيا بتحويل حكم إعدام أوجلان للسجن المؤبد ضمن سياسة إلغاء عقوبة الإعدام في تركيا، ومحاولة التلائم مع قوانين للاتحاد الأوروبي، وهو مسجون في سجن إمرالي الآن ومعزول عن الاتصال بالعالم أو محاميه لفترات طويلة.
قد تهادي أوجلان لوحه تذكاريه بسبب المناقشة التي قدمها ضد الاستعمار والإمبريالية في مؤتمر الحزب الشيوعي الثالث لأفريقيا الجنوبية. قد أعطت جمعية طلاب جامعه ستريثيسد الموجودة في اسكوتشيا جائزة عضوية رئيس الي عبد الله اوجلان، وقد أخذ جيلان باغيريانق الجائزة لعضويه امرالي حيتي بحفله تم تنظيمها في 20 يونيو 2015م، وقد تم اعطاء نفس الجائزة أيضا إلى نيلسون مانديلا في عام 1984م.
أطلق أوجلان عبر محاميه إبراهيم بيلمز دعوة لوقف إطلاق النار في أيلول/سبتمبر 2006 في مسعى للمصالحة مع تركيا. في هذه الدعوى، طلب أوجلان من حزبه عدم استخدام السلاح إلاّ في الدفاع عن النفس وركّز على ضرورة إنشاء علاقات جيدة مع الشعب الكردي التركي والحكومة التركية وفي مارس 2013 دعا اوجلان مقاتلي حزبه إلى وقف إطلاق النار ضد الحكومة التركية وسحب مقاتليه من تركيا إلى شمال العراق وظل يدعو ويحث أنصاره على السلام ويدعم الحوار كوسيلة سليمة لتحقيق الازدهار والسلام والحقوق كافة.
لكن دعوات تلك لم تنفع حيث واصلت الحكومات التركية المتعاقبة على اتخاذ العنف والسلاح وسيلة لقمع الحقوق والحريات المدنية والسياسية وقامت بفرض عزلة كاملة على اوجلان المعتقل منذ 25 عاماً، رغم أن أوجلان هو الوحيد الذي يعد الأكثر فاعلية والقادر على تحقيق السلام في خضم المشاكل السياسية والعسكرية والاجتماعية، وصاحب مشروع السلام ووقف إطلاق النار من جانب واحد، ولا يزال حتى الآن يقول للعالم من السجن: “يمكنني إيقاف الحرب في غضون أسبوع”.
اوجلان ظل يرسم الخطوط العامة للسلام منذ اعتقاله قبل 25 عامًا في سجن إمرالي الفردي، وأعد مشروع تعايش الشعوب، وعلى الرغم من كل الجهود من أجل السلام، فإن تركيا حجبت صوته ومنعت رسائله من أجل السلام من الخروج من بين جدران السجن، وبسبب ذلك، يتعرض للعزلة بشكل دائم ولا يُسمح لهم بمقابلة عائلته ومحاميهم.
منذ 27 يوليو 2011، بحجة “سوء الأحوال الجوية، تعطل السفينة”، وفي بعض الأحيان بأمر من المحكمة أو بدون أي سبب، في حين يتعرض أوجلان لعزلة شديدة في جزيرة إمرالي.
وبعد ثماني سنوات من العزلة الشديدة، تمكن محامو القائد أوجلان من الذهاب إلى إمرالي ورؤية القائد أوجلان في 2 و22 مايو، 12 و18 يونيو و8 أغسطس 2019، وجاء هذا الاجتماع بعد 810 طلباً من المحامين للاجتماع مع أوجلان.
في عام 2018، تم تنظيم الإضراب عن الطعام داخل العشرات من السجون وخارجها لسياسيين وكتاب وصحفيين ونشطاء، فاجبرت السلطات التركية أن تسمح بعقد لقاء مع أوجلان، وبعد الاجتماع تم إنهاء الإضراب عن الطعام بطلب منه ، الذي قال في ذلك الوقت، “لقد كان عملكم ناجحاً، أطلب منكم إنهاء الإضراب.”
وضع عبد الله أوجلان كل أفكاره وفلسفته في خدمة بناء السلام والتعايش بين الشعوب، من دون استجابة من السلطات التركية.
بعد ستة أشهر من اعتقاله، طالب أوجلان بخروج المقاتلين من أراضي تركيا من أجل خلق أرضية للسلام، وبعد شهر من هذه الرسالة، أعلن حزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار من جانب واحد (أعلن أوجلان من جانب واحد وقف إطلاق النار أكثر من ست مرات.
وفي لقاء المحامين بتاريخ 16 آب / أغسطس 2019 مع القائد أوجلان، قال: “أحاول خلق مكانة للكرد، لنحل القضية الكردية، يمكنني إيقاف الحرب في غضون أسبوع واحد، لا يمكنني ترك أي سبب للحرب، يمكنني حلها، أنا أؤمن بنفسي وأنا مستعد للحل، لكن الدولة يجب أن تحقق أيضا ما يقع على عاتقها.”
مالكوم إكس.. داعٍ للعنف ضد البيض! 
وُلد مالكوم إكس يوم 19 مايو/أيار 1925، بمدينة أوماها بولاية نبراسكا الأمريكية، وله ثمانية إخوة من أب قس في أسرة من أصول إفريقية. اضطر مالكوم وعائلته إلى تغيير مكان إقامتهم مرات عدّة؛ لتجنب تهديدات عنصرية من البيض طالت والده إيرل ليتل، بسبب مشاركته في منظمة "القومية السوداء". ورغم تغيير السكن مرات عدّة فإن والده وُجد مقتولاً في العام 1931 على سكة قطار مدينة لانسنغ في ولاية ميتشغان، وتمّ توجيه أصابع الاتهام نحو مجموعة عنصرية متطرفة كانت تلاحق والده. ما زاد الطين بلّة أن والدته أُدخلت إلى مصحة الأمراض العقلية بعد وفاة زوجها بـ7 أعوام، بسبب حزنها عليه، الأمر الذي شرذم أبناءها في مراكز الرعاية. 
كان مالكوم إكس يرغب في دراسة القانون لكن عنصرية أستاذه بالمرحلة الثانوية جعلته يترك المدرسة، عندما قال له إنّ دراسة القانون هدف غير واقعي للسود، الأمر الذي جعله يرحل إلى مدينة بوسطن وينخرط بلعب القمار وترويج المخدرات حتى تمت إدانته بتهمة السرقة والسطو المسلح في العام 1946، وتم الحكم عليه بالسجن 6 سنوات. استغل إكس فترة سجنه تلك بتثقيف نفسه بشكل ذاتي من خلال قراءة الكتب، وكان لا يزال يبلغ من العمر 21 عاماً فقط، كما انضم إلى حركة "أمة الإسلام" وبات أحد قادتها عند إطلاق سراحه من السجن، كما قام باتخاذ لقب "إكس" لقباً جديداً لعائلته بدلاً من "ليتل" الذي اعتبره دليلاً على العبودية. خلال سنوات قليلة استطاع إكس مضاعفة أعضاء الحركة من 500 عضو في 1952 إلى 30 ألفاً في 1963، حتى صنفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه أحد أكثر الخطباء الذين يحظون بمتابعة الأمريكيين في الولايات المتحدة. 
كما يعتبر أحد المؤثرين الذين أدخلوا الملاكم الشهير كاسيوس كلاي إلى الإسلام واستبدال اسمه بـ"محمد علي كلاي". خلال فترة وجوده في حركة "أمة الإسلام"، كان إكس يعمل وفقاً لمصالح الحركة التي كانت تعمل على تحريض السود على البيض من خلال دعوتها إلى تفوق الجنس الأسود وسيادته على الأبيض، وهو السبب الرئيسي الذي جعل البعض يحرّف سيرته الذاتية ويتهمه بأنه كان داعياً إلى العنف ضد البيض. لذلك تؤكد ابنته إلياسا أنه وبعد خروجه من منظمة أمة الإسلام في عام 1964، تحولت أفكاره ومعتقداته تحولاً جذرياً، فانضم إلى منظمة المذهب السني وهناك تطورت مواقفه حول كثير من المواضيع مثل حقوق المرأة، والزواج بين الأعراق، وإمكانية العمل مع جميع الأجناس والألوان ضد الظلم وتحت رابط الأخوة المشتركة. في 21 فبراير/شباط عام 1965، تعرض مالكوم إكس للاغتيال على يد 3 من أعضاء حركة "أمة الإسلام" في نيويورك.
 نيلسون مانديلا وُضع على قوائم الإرهاب حتى 2008! 
وُلد نيلسون مانديلا عام 1918 وسمّاه والده روليهلاهلا، أي "المشاكس" بلغته الأفريكانية. وبعد وفاة والده في سنٍّ صغيرة انتقل للعيش مع حاكم شعب الثامبو الذي كان على علاقة جيدة بوالده..
كفلت له تلك العلاقة موقعاً مميزاً بين الأطفال، فقد كان أحد الأطفال الأفارقة الأوائل الذين استطاعوا الدخول للمدرسة الابتدائية، ثمّ أكمل دراسته في مدرسة الإرسالية. وفي اليوم الأول أعطته مدرّسته اسم "نيلسون" على عادة المدرسة في تلك الفترة بإعطاء الأطفال الأفارقة أسماء أخرى. بدأ نيلسون مسيرته النضالية في الكليّة، فقد انضمّ للاحتجاجات الطلابية التي انطلقت ضدّ سياسات التمييز العنصريّ، وطُرد على أثر مشاركته تلك من الكلية عام 1940 وعبر رحلةٍ طويلة استطاع مانديلا أن يكمل دراسته بالمراسلة ليحصل على ليسانس الحقوق من جوهانسبرغ. انضمّ مانديلا إلى حزب المؤتمر الوطني الإفريقي وأصبح من قياداته، وكانت خطبه تؤثر بشدة في الجماهير، وفي الخمسينيات ومع تصاعد الأحداث بين المحتجين وحكومة الفصل العنصري وصلت اشتراكات الحزب من 80 ألف عضو إلى 100 ألف. كان مانديلا يتبع "عقيدة غاندي" اللاعنفية للنضال، لكنَّ حدوث مجزرة شاربفيل جعله يُعيد التفكير حول منهجه، ليقرر مواجهة العنف بالعنف مستلهماً أفكاره الجديدة من ماو تسي تونغ وتشي جيفارا عن حروب العصابات. 
أسس نيلسون مانديلا ورفاقه منظمةً عسكرية باسم "رمح الأمّة" عام 1961، لتكون الجناح المسلّح للمؤتمر الوطني الإفريقي الذي كانت مقاومته حتى الآن مقاومة سلميّة. وبدأت المنظمة استهداف منشآت حكوميّة وعسكرية، واتهمتها الحكومة اتهاماتٍ عديدة، من بينها أنها منظمة شيوعية تعمل لحساب الاتحاد السوفييتي، ليتم اعتقال مانديلا ويوضع بالسجن. 
وفي يوليو/تموز 1963، وبينما كان مانديلا يقضي حكماً بالسجن 5 سنين، داهمت الشرطة مزرعةً كانت مقراً لمنظمة رمح الأمة، ووجدت بعض الوثائق وفيها اسم مانديلا، فاتهمته الحكومة بالتخريب والتآمر وغيرها من التهم، فتم الحكم عليه بالسجن المؤبد، الأمر الذي جعل الولايات المتحدة تضعه على قوائم الإرهاب لديها. وبعد 27 عاماً من السجن، وبعد ضغوطٍ دولية كبيرة ونضالٍ للسود في جنوب إفريقيا، اضطرت الحكومة إلى الإفراج عن نيلسون مانديلا عام 1990. Getty Images/ نيلسون مانديلا Getty Images/ نيلسون مانديلا وعبر مفاوضاتٍ طويلة، ونقاش مطوّل مع الرئيس الجنوب إفريقي حنيها ويليام دي كليرك، انتهى نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا أخيراً، ونال نيلسون مانديلا ودي كليرك مناصفةً جائزة نوبل للسلام عام 1993. 
بعد تلك المفاوضات الصعبة، تبنّت جنوب إفريقيا دستوراً عادلاً، وأقرت كلّ الحقوق لكلّ مواطني جنوب إفريقيا على قدم المساواة، وانتخب مانديلا رئيساً لها عام 1994، وكان حينها في عمر 76. فكان أوّل رئيس أسود يحكم جنوب إفريقيا. وفي عام 2008 صدّق الرئيس الأمريكي جورج بوش على شطب رئيس جنوب إفريقيا السابق نيلسون مانديلا وحزب المؤتمر الوطني الذي كان يتزعمه، من لائحة الإرهاب.

في سوريا.. فرح الكرد بسقوط الدكتاتور يتحول إلى خوف من الغارات وهجمات تركيا وميليشياتها

  كانت جيهان، الأم لثلاثة بنات، جالسة أمام خيمتها حينما لاحظت فوضى عارمة تجتاح المخيم مع سقوط قذيفة قربها. هرعت للاطمئنان على بناتها بينما ك...