الجمعة، أبريل 28، 2023

فيديو مسرب : كيف خدعت الولايات المتحدة الكرد في سوريا


 

"مفاوضات السلام في تركيا: بين جهود أوجلان وعراقيل أردوغان


تعرض تقارير إعلامية قبل كل انتخابات في تركيا تسريبات عن مفاوصات تجريها الدولة مع الزعيم الكردي عبدالله أوجلان، الذي تم اعتقاله منذ فبراير 1999. وتتناول هذه التقارير إمكانية وجود مساومات بين الحكومة والسيد أوجلان، نظرًا لتأثير صوت الناخب الكردي في الانتخابات التركية، والذي يعتبر صانع الملوك في هذه الانتخابات. 

بالتأكيد تقف الدولة نفسها وراء تلك التقارير التي تحولت لعرف انتخابي، يمكننا القول إنها جزء من حملة إعلامية من قبل الحكومة التركية وحزب العدالة والتنمية الحاكم. ومع ذلك، يلاحظ في هذه الانتخابات تغيرًا في الأحوال، وأن أجهزة المخابرات لم تعد قادرة على التحكم بكل شيء، رغم ظروف العزلة التامة المفروضة على السيد أوجلان في إمرالي.

وفقًا للتقارير الأخيرة، التي أكد صحتها صلاح الدين دميرتاش، الرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطي الذي يقبع في سجن أدرنة منذ 7 سنوات. تم ذكر وجود لقاء واحد على الأقل بين حزب العدالة والتنمية والسيد عبد الله أوجلان. وبعد عدم الحصول على الإجابة التي يرغبون فيها، تم تشديد العزلة عليه وفرض عقوبات إضافية ضد أوجلان كوسيلة ضغط. كذلك تمت محاولة الاتصال بقيادة حزب العمال الكردستاني العسكرية في قنديل بشكل غير مباشر، لكن هذه المساعي لم تنجح في كسر الجمود بين حزب العدالة والتنمية الحاكم والعمال الكردستاني المعارض. 

يبدو أن العمال الكردستاني المعارض بات أكثر قناعة بعدم جدية الدولة في هذا الاتجاه، وانها مجرد لعبة انتخابات فحسب. ونتنبئ م خلال خطابه انهم على ثقة بأمكانية سقوط أردوغان عبر صندوق الانتخابات، مما يدفعهم إلى انتظار النتائج وترك الشعب التركي حرًا في التصويت والثقة في قدرته على الاستدلال لنظام تسبب في الدمار والاستبداد وغياب سلطة القانون وتدهور الاقتصاد وفقدان الأمان.

معاونوا الرئيس التركي رجب أردوغان سارعوا لنفي تلك التقارير وكذبوا الأنباء المتداولة عن التفاوض مع السيد أوجلان كما كل مرة،

غير أن الواقع يشير إلى عكس ذلك، حيث تواصل الحكومة التركية محاولات التفاوض معه، ولكنها لم تتحقق أي تقدم حتى الآن، فاوجلان رفض تقديم أية تنازلات، مقابل الحصول على حريته، لا بل ولديه خطط تتعلق بحل للمشكلة الكردية وان ذلك سيضمن قوة تركيا وتحسين الأوضاع الأقتصادية.  أوجلان لا ينظر إلى المسألة من هذا زاوية شخصية فقط كما يريد أردوغان، بل يقدم مشروعاً متكاملاً لحل الأزمة ووقف الحرب في غضون أسبوع. ومع ذلك، تواصل الحكومة التركية رفضها لهذا الحل. يريد أوجلان اتخاذ خطوات لحل المشكلة الكردية قبل حريته، ويؤكد أن حل هذه المشكلة سيعود بالفائدة على جميع الأتراك والكرد على حد سواء، ويمثل فرصة ثمينة لتركيا للانتقال إلى مرحلة الرخاء والسلام الدائم.

من جهة أخرى يمتنع حزب العدالة والتنمية عن مشاركة مؤسسات الدولة في مثل هذه المفاوضات، بما في ذلك البرلمان والوزارات المختصة مثل وزارة العدل، ويحتفظ بسريتها داخل أجهزة الاستخبارات، لخدمة المصالح الشخصية أو الحزبية لأردوغان، مما يرفضه أوجلان ورؤيته الشاملة للحل. يدرك أوجلان تمامًا أن هذه المفاوضات مجرد وعود للاستهلاك المحلي، وأن أردوغان لن يفي بها بعد الانتخابات على أي حال.

ومع ذلك، فإن السيد أوجلان لا يرفض الاستمرار في الاجتماعات، وأخرها كان في مارس 2023، ويظل ملتزمًا بقدرته على تحقيق السلام إذا كانت الدولة جادة في ذلك.

يدرك أوجلان أن أردوغان، الذي يهوى السلطة بشكل شديد، بات في حاجة إليه اليوم أكثر مما كان عليه في الماضي، ولهذا السبب أكد السيد اوجلان في هذه المرة على ضرورة توثيق كل شيء بشكل رسمي.

"كل ما سيقال يجب أن يعلن على الملأ قبل الانتخابات". هكذا رد السيد اوجلان الذي بات على قناعة بان ذلك سيضمن نجاح المفاوضات أولا وسيكون اختبارا جديا بمدى رغبة الدولة في السلام ونبذ العنف.

كما رد السيد أوجلان على اقتراحات المفاوضات كان بأنه يجب الإعلان عن كل شيء علنًا قبل الانتخابات، حيث يؤمن بأن ذلك سيكون مفتاح نجاح هذه العملية وسيكون اختبارًا لرغبة الدولة في السلام ونبذ العنف.كما ويريد مشاركة الشعب في كل شيء.

في وقت يربط أردوغان وحلفاؤه المشكلة الأساسية التي تواجه تركيا بالأقتصاد فإن السيد أوجلان يعتبر أن المشكلة الاساسية التي تواجه تركيا هي السلام الداخلي، وان يجاهل هذا المسار واستمرار ارسال المدافع والطائرات والجيش وفتح جبهات جديدة لن تحقق اي مكاسب فالمكسب هو الجلوس على طاولة المفاوضات . 

اوجلان يركز كذلك على مشاركة الجمهور في تفاصيل المفاوضات، لكونها تهمهم أولاً وتمس أمنهم ومستقبلهم ومستقبل الأجيال القادمة.على الرغم من ذلك، فإن لدى أردوغان وجهة نظره الخاصة، حيث يريد أن يربط كل خطوة يقوم بها بزيادة أصواته. ويرى السيد أوجلان أن الكشف عن كل ما يجري في المفاوضات وعرضه على الملأ سيضمن نجاح المفاوضات ويكون اختبارًا جديًا لمدى رغبة الدولة في السلام ونبذ العنف.

لكن لأردوغان وجهة نظره فهو يربط كل خطوة يقوم بها، "أولاً وقبل كل شيء ، بمدى تأثيرها على زيادة أصواته" . 

خطة أردوغان تستهدف شق صفوف المعارضة 

قال موقع Bold Medya إن مخطط أردوغان كان دفع أوجلان، لنشر رسالة مصورة حول دعمه تحالف المعارضة، وسعيه لتأسيس دولة كردية مستقلة على حدود تركيا، بالتعاون مع كيليجدار أوغلو، لكن لم يستجب أوجلان لمطالب أردوغان وأدرك انها مؤامرة.

وقال تقرير الموقع:  يسعى أردوغان من وراء ذلك لإبعاد الناخبين المحافظين القوميين من حزب الخير، الذين قرروا التصويت لصالح كيليجدار أوغلو، عن تحالف الشعب المعارض ودفعهم للتصويت لصالحه من جديد.

وتهدف مساعي أردوغان إلى شق صفوف المعارضة عبر إثارة تخبط لدى ناخبي أحزاب السعادة والمستقبل والديمقراطية والتقدم، بخلق انطباع أنهم بدعمهم كيليجدار أوغلو يتحالفون مع تنظيم يسعى لتقسيم تركيا .

مصطفى عبدي 

30 نيسان 2023

الخميس، أبريل 27، 2023

«الإدارة الذاتية» في مواجهة تحديات الحرب والحصار

طفلة تحمل شقيقتها الصغيرة في مخيم سردم الذي يقطنه المهجرون من عفرين بريف حلب

ترزح منطقة "الإدارة الذاتية" تحت ظروف قاسية، نتيجة الحصار القصف والتهديدات التركية المتواصلة إضافة للهجمات وحرب العصابات التي تشنها خلايا تنظيم الدولة الإسلامية من جهة بالتعاقب، معطوفاً عليه الدور السلبي للنظام الحاكم في دمشق والرافض لأي حلول سلمية ومفاوضات، وهو الموقف الذي ينسجم مع وجهة نظر الائتلاف الرافض لكيان " الإدارة الذاتية" وتعتبره مشروع للانفصال عن البلاد، في الوقت الذي يشدد المسئولون في الإدارة الذاتية بأنهم يسعون إلى ترسيخ سورية ديمقراطية موحدة ومتنوعة في آن، ويعملون لتعميم نموذجهم لسوريا المستقبل وفق قاعدة الجمهورية الديمقراطية والإدارة الذاتية المجتمعية. 

وتبرز ثلاث تحديات أساسية توجه الإدارة الذاتية المتثملة في حملة مكافحة الإرهاب وتعقب أنشطة الخلايا النائمة الموالية للتنظيم، إضافة إلى التحدي الثاني المتمثل بهجمات الجيش التركي، واستهدافها مناطق شمال وشرق البلاد. التحدي الثالث، يتمحور حول استهداف السلطة المركزية في دمشق، عبر خطابها الإعلامي والرسمي، استقرار المنطقة ومكوناتها.

وبعيداً عن المشهد العام المتداول، ثمة تحديات عميقة تعصف بهذه التجربة الناشئة، إذ ما قفزنا فوق التحديات الأمنية والعسكرية، سنصطدم بجملة من عقبات اقتصادية بالغة الصعوبة. فمناطق الإدارة الذاتية تعاني من ويلات تدهور الحياة الاقتصادية، والتي تقول المصادر المحلية بأنها من أهم المسببات الحيوية في الوقوف وراء ارتفاع معدلات النزوح الجماعي والفردي منها. 

لكن لا يستقيم تفسير إلقاء مسؤولية الهجرة إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية بمعزل عن تعقب مسار التطورات العسكرية الجارية على الأرض، حيث تشير الأرقام المحلية أن المناطق الكردية تعتبر أسخن مناطق الحرب في سوريا وتتعرض لقصف شبه يومي من قبل الطائرات المسييرة التركية والمدفعية والصواريخ التي تستهدف لقرى والبلدات، إضافة للهجمات المتكررة التي تشنها خلايا مرتبطة بتنظيم داعش والجيش الوطني السوري. 

تركيّا شريك في الحصار

تقع منطقة الإدارة الذاتية على الشريط الحدودي مع تركيا، ولديها معبران مع تركيا «معبر قامشلي » و«بوابة كوباني» إلا أنها مغلقان بقرار تركي، كما توجد معابر أخرى «معبر جرابلس» و«بوابة تل ابيض» و «معبر رأس العين» وهي واقعة تحت سيطرة «الجيش الوطني السوري». 

تؤكد الإدارة الذاتية بإنه «كان بإمكان الحكومة التركيّة التخفيف من آثار الحصار»، والاستجابة للنداءات المحلية والدولية وفتح ممر إنساني يسهل حركة المدنيين، والمواد الغذائية والتجارية إلا أن تركيا لم تستجب لكونها تمارس حربا اقتصادية كذلك، زد على ذلك تشدد حرس الحدود التركي الرقابة على جميع المسالك غير الرسمية والتي تعتبر نافذة وحيدة أمام الناس، ولا يتوانى الجنود الأتراك في إطلاق النار على من يحاولون اجتياز الحدود، حيث تم توثيق 15 حالة وفاة منذ بداية العام الجاري. و"كأن تهريب الاحتياجات الحياتية أخطر من إدخال الأسلحة والجهاديين".

كما فاقمت هجمات تركيا والميليشيات السورية المسلحة الذي رافقها توغل عسكري واحتلال ثلاث مدن رئيسية ( عفرين، تل أبيض ، رأس العين ) من معاناة السكان الذي اضطرو للنزوح من منازلهم في القرى والبلدات والمدن المحتلة، ولجئ غالبهم للسكن في مخيمات مؤقتة بظروف إنسانية صعبة للغاية، كما وتسببت تلك الهجمات في زيادة التوترات العرقية لاسيما وأنها استهدفت مناطق مستقرة؛ آمنة. وتسببت الحملات التركية في نزوح السكان المحليين في الوقت الذي تم توطين عشرات الآلاف من الأشخاص الذين جرى نقلهم من ريف دمشق ومناطق أخرى في سوريا إلى هذه المناطق وجرى توطينهم في منازل سكان عفرين وتل أبيض ورأس العين المهجرين قسرا كما وقام هؤلاء بالاستيلاء على أراضي المهجرين وممتلكاتهم.

كما أن الأشخاص النازحين الذين تم توطينهم في هذه المناطق يتلقون معاملة تفضيلية على السكان المحليين المتبقين، وإن هؤلاء يتمتعون بالمزيد من الأمن الشخصي، وعدم الاعتقال والخطف وأنه يمكنهم ممارسة سُبل عيشهم والتمتع بحرية الحركة وممارسة تقاليدهم الخاصة. كما أن النازحين كذلك لم يسلموا من الاعتداء حيث تمت مصادرة كل ممتلكاتهم، وهي أمور ساهمت لحد كبير في  تمزق النسيج الاجتماعي في المنطقة.

طبيعة الحياة داخل مناطق الإدارة الذاتية

ومهما تكن الصورة القاتمة في بعض المناطق إلا أن الحياة فيها تسير على ما يبدو بطريقة منظّمة لدرجة كبيرة، حيث تشهد المنطقة استقرارا وضبطا أمنيا، حيث تحاول الإدارة الذاتية بمؤسساتها وهيئاتها متابعة شؤون الحياة، وتحاول قدر المستطاع مساعدة الناس في احتياجاتهم اليومية، فثمة منظمات ومؤسسات تقف على تنظيم الخدمات وتدبير احتياجات عوائل الشهداء، والنازحين وذوي الاحتياجات الخاصة، وتحريك عجلة القطاع التعليمي، مع أهمية إيلاء بوجوب تحسين مستوى الأمن عبر عناصر الشرطة " الاسايش" وإحالة معظم القضايا الشائكة إلى المحاكم المحلية المختصة، وإن سجلت ووثقت عدة انتهاكات في مناطق الإدارة الذاتية ولكنها لا تعتبر شيئا مقارنة مع المناطق الأخرى في سورية.

وتبقى المشكلة الأساسية المتعلقة بالخدمات والبنية التحتية لا سيما الكهرباء والمياه والوقود والمواد التموينية والغذائية حيث تتزايد شكاوي الناس من تباطئ استجابة مؤسسات الإدارة وعدم القدرة على توفيرها بالحدود المطلوبة وإن كانت هنالك عوامل خارجية تتحكم في عدد من تلك الخدمات لكن الاتهمات توجه بالدرجة الأولى للمؤسسات التي تتأخر عن توضيح أسباب الخلل ولا تنجح دائما في معالجتها.

بكل حال لا يبدي الكرد في سوريا قلقاً بخصوص المستقبل. فهم يؤمنون بقدرتهم على كسب التّحديات إذا ما حُلّت الأزمة السوريّة. يثق معظمهم بقدرتهم على «لعب السياسة». وهم لا يوافقون على اتهامهم بوجود «نزعة انفصالية» لديهم. لكنهم يجدون أن حصولهم على «الإدارة الذّاتيّة» حقّ مشروع.

مصطفى عبدي

27 نيسان 2023

الأربعاء، أبريل 26، 2023

8 ملفات تم طرحها في مفاوضات المصالحة بين أنقرة و دمشق تعرف عليها



مصطفى عبدي :
لم تجري رياح التطبيع بين دمشق وأنقرة كما تريد الأخيرة، فدمشق ليست مستعجلة كما يبدوعلى عكس أنقرة التي ترغب في المزيد من الخطوات تمهيدا للقاء يجمع الرئيس التركي رجب أردوغان بنظيره السوري في أقرب وقت ممكن ، فيما تفضل دمشق تأجيل ذلك لمابعد الانتخابات التركية.

ولتركيا وسوريا تاريخ مرتبط بعلاقات متقلبة، ومنذ الحرب الأهلية السورية، انخفضت هذه العلاقات إلى مستويات قياسية من العداء والتوتر. وكانت تركيا طرفا رئيسا في الحرب التي تسببت في دمار هائل ومئات آلاف الضحايا وملايين النازحين. إلا أنها تراجعت مؤخرا بوساطة روسية إيرانية وباتت تود بشدة التقارب مع دمشق.

يعزى ذلك جزئيًا إلى التغيرات الجيوسياسية في المنطقة، وتحديدًا الصراع بين تركيا وروسيا، الذي أنتهى لصالح الأخيرة.

الاجتماع الرباعي الذي جرى في موسكو في 25 أبريل الجاري ضم وزير الدفاع العماد علي محمود عباس، والروسي سيرغي شويغو، والإيراني أمير محمد رضا أشتياني والتركي خلوصي آكار، بمشاركة مديري أجهزة الاستخبارات في الدول الأربع، سبقه تغطية إعلامية واسعة في تركيا، فيما تجاهلته دمشق. التبيانات كذلك ظهرت بعد انتهاء اللقاء وعدم عقد أي مؤتمر صحفي، حيث سارعت دمشق إلى نفي صحة بيان وزارة الدفاع التركية الذي تحدث عن خطوات ملموسة تتعلق بتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا.

تركيا تطرح أربعة ملفات في مفاوضات المصالحة مع دمشق
تطرح تركيا على طاولة المفاوضات مع سوريا أربع ملفات يجري التفاوض بشأنها وتتعلق بـ: المساعدات الإنسانية وعودة اللاجئين إحياء العملية السياسية وضمان مشاركة فعالة للطرف الذي تدعمه (الإئتلاف) والتنسيق لمحاربة قوات سوريا الديمقراطية.

وبحسب صحيفة 'حرييت' المحلية المقربة من الحكومة التركية، فإن المواضيع المطروحة للنقاش ستبدأ وفق تركيا بإحياء العملية السياسية أولا.

وبالنسبة لموضوع عودة اللاجئين، تخطط أنقرة لتنفيذ هذه الخطوة مع إحياء العملية السياسية، مشيرة إلى أن دمشق أصدرت مراسيم عفو تشجع على عودة اللاجئين.

أما في ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، فإن تركيا ترى أنها تستطيع إظهار المرونة عند معابرها الحدودية لضمان إيصال المساعدات الإنسانية من دون انقطاع إلى جميع أنحاء سوريا.

وفي ما يتعلق بملف "قسد" وهو من بين أكثر الملفات أهمية بالنسبة للجانب التركي، فإن الأخير يركز على ضرورة تعاون دمشق لمحاربة قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا وعدم القبول بأي حكم ذاتي.

دمشق طرحت أربعة ملفات في مفاوضات المصالحة مع أنقرة
من جهتها تركز دمشق على انسحاب القوات المسلحة التركية من الأراضي السورية التي تحتلتها والتخلي عن مخطط تقسيم سوريا. مؤكدة أن انسحاب القوات التركية سيضمن الحفاظ على وحدة أراضي سورية، كما تولي دمشق اهتمام خاص لمواجهة التهديدات الإرهابية ومحاربة الجماعات المتطرفة فيها (هيئة تحرير الشام، الجيش الوطني السوري)، وتطبيق الاتفاق حول طريق «M4» الدولي.

دمشق تنفي ، وأنقرة تؤكد
فور انتهاء اللقاء سارعت وزارة الدفاع التركية لاصدار بيان أكدت فيه إن الاجتماع ناقش الخطوات الملموسة التي يمكن اتخاذها لتطبيع علاقات أنقرة ودمشق، لترد دمشق بالنفي، مؤكدة أن الاجتماع لم يتطرق إلى أي خطوات تطبيعية بين البلدين. مشيرة على لسان وزارة الدفاع السورية في بيان: «جرى (أمس) اجتماع رباعي لوزراء دفاع كل من: سورية وروسيا وإيران وتركيا، تم فيه مناقشة موضوع انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وكذلك تطبيق الاتفاق الخاص بالطريق الدولي المعروف باسم طريق «M4».

بدورها نقلت وكالة «سبوتنيك» عن الدفاع الروسية قولها في بيان: إنه «تم خلال الاجتماع مناقشة الخطوات العملية في مجال تعزيز الأمن في سورية وتطبيع العلاقات السورية- التركية».

وتابع البيان «تم إيلاء اهتمام خاص لقضايا مواجهة جميع مظاهر التهديدات الإرهابية، ومحاربة جميع الجماعات المتطرفة في سورية»، وأضاف: «عقب المحادثات، جددت الأطراف رغبتهما في الحفاظ على وحدة أراضي سورية وضرورة تكثيف الجهود من أجل العودة السريعة للاجئين السوريين إلى وطنهم».

تركيا ترفض سحب جيشها من سوريا ودمشق تصر
وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو كان قد استبق اجتماع موسكو بتصريحات قال فيها إن قوات بلاده لن تنسحب في الوقت الراهن من شمال العراق وسورية. فيما ردت عليه دمشق ببيان أكد فيه إن التطبيع أو العلاقة الطبيعية بين تركيا وسورية تعني انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وبغير الانسحاب لا تنشأ ولا تكون هناك علاقات طبيعية، مضيفاً: إن الانسحاب هو أول مسألة يجب أن يتم حسمها في مباحثات عملية التطبيع. وزير الدفاع العماد علي محمود عباس أكد أن القوات المسلحة السورية على استعداد تام لإرساء واستتباب الأمن في المنطقة بأسرها، وتابع: «إن انسحاب جميع القوات غير الشرعية من الأراضي السورية هو نقطة أخرى نؤكدها وبعد انسحاب جميع القوات الأجنبية من سورية، فإن قواتنا المسلحة قادرة على إحلال الأمن بشكل كامل في جميع الأراضي السورية بدعم من الشعب».

إيران تدعم التطبيع 
أبدى وزير الدفاع الإيراني، العميد محمد رضا أشتياني تفائلا بلقاء موسكو،و قال: «كنا نتطلع إلى تقريب وجهات النظر بشأن الأزمة السورية في محادثات موسكو الرباعية من نقطة يمكن أن تكون طريقاً للمضي قدماً وتثمر هذه المحادثات ودفعها للوصول إلى نتائج».

وأضاف: «نؤمن بأن سورية دولة مقتدرة وقوية، والآن تتمتع حكومة هذا البلد بسيادة كاملة على كل سورية وبالطبع، يجب أن يساعد الآخرون أيضاً في تحقيق النتائج المرجوة».


في سوريا.. فرح الكرد بسقوط الدكتاتور يتحول إلى خوف من الغارات وهجمات تركيا وميليشياتها

  كانت جيهان، الأم لثلاثة بنات، جالسة أمام خيمتها حينما لاحظت فوضى عارمة تجتاح المخيم مع سقوط قذيفة قربها. هرعت للاطمئنان على بناتها بينما ك...