الثلاثاء، مايو 09، 2023

تعرف على "المعارضة السورية" التي طالبت "الجامعة العربية" بشار الأسد الدخول في حوار معها

صوَّتت الجامعة العربية 7 مايو/أيار 2023، على إعادة مقعد سوريا إلى سوريا بعد مرور أكثر من 11 عاماً على الحرب الأهلية فيها، عندما اُتخذ قرار تعليق مشاركة سوريا في اجتماعات الجامعة العربية ومنظماتها في 16 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2011، إثر فشل مهمة بعثة عسكرية تابعة للجامعة العربية أُرسلت لضمان عدم قمع الاحتجاجات في عام 2011. وهي الاحتجاجات التي قمعها الأسد بالقوة وارتكب عشرات المجازر واعتقل عشرات الآلاف وأعدم الكثير منهم ميدانيا.

رغم وجود غموض، فيما يتعلق بـ "شروط عودة سوريا للجامعة العربية"، فإنه جرى التركيز على ضرورة التزام نظام الأسد بتطبيق القرار الدولي رقم 2254، وإطلاق عملية سياسية تتضمن الحوار مع المعارضة السورية.

ويبرز هنا السؤال الكبير الذي يصعب تحديده وهو من الذين يمثلون "المعارضة السورية".

المعارضة السورية هو مصطلح شامل للمجموعات والأفراد الذين يطالبون بتغيير النظام في سوريا، والذين يعارضون حكومة حزب البعث. ولقد سلكت جماعات من المعارضة في سوريا دربًا جديدًا عام 2011 عقب اندلاع الحرب الأهلية السورية حيث توحد جزء كبير منهم لتشكيل "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" و أُعترف بهِ رسمياً من قبل مجلس التعاون لدول الخليج العربي كممثل شرعي للشعب السوري وباعتباره «ممثل طموحات الشعب السوري» لدى جامعة الدول العربية.

لقد ظلت سوريا خاضعة لحكم قانون الطوارئ منذ عام 1963 عندما استولى حزب البعث السوري على السلطة في انقلاب عسكري. ومنذ عام 1971 وبعد قيام ما يسميه حزب البعث«الحركة التصحيحية»، تم انتخاب الضابط حافظ الأسد لمنصب رئاسة الجمهورية. منذ عام 1980، تم حظر أي شكل من أشكال المعارضة لنظام البعث في سوريا. وتم إنشاء خمس أجهزة أمنية إستخباراتية رئيسية مرتبطة بمكتب الأمن القومي التابع لحزب البعث الحاكم لتعمل بصورة أساسية على مراقبة المعارضة السياسية. وتعني دولة الطوارئ محاكمات عسكرية وتطبيق القانون العسكري والمحاكمات الخاصة للقضايا السياسية دون أي اعتبار لحقوق الإنسان أو عملية التقاضي الطبيعية. وكان السجناء يعذبون بصورة دورية ويتحفظ عليهم في ظروف مزرية. وعقب وفاة الرئيس السوري حافظ الأسد في يونيو من عام 2000، تم تنصيب إبنه بشار الأسد رئيسًا لسوريا وأمينًا قطريًا لحزب البعث. والذين سار على نهج والده حتى اندلعت الحرب الأهلية متأثرة بما سمي "ثورات الربيع العربي" فكانت فرصة الشعب السوري كبيرة لانهاء حكم عائلة الأسد الاستبدادي.

المعارضة السورية فشلت في اغتنام الفرصة والظرف والدعم الدولي والعربي، حيث استفاد نظام بشار الأسد بشكل كبير من تفكك المعارضة السورية في إطالة عمره. حيث بدت المعارضة مفككة ومع مرور الوقت، بدأت تظهر الخلافات بين الفصائل المختلفة وتفككت المعارضة إلى عدة جماعات وفصائل متناحرة.

وقد استغل نظام بشار الأسد هذا التفكك والانقسام داخل المعارضة لتحقيق انتصارات عسكرية وإعادة السيطرة على المناطق وتعزيز نفوذه بعدما كاد يزول.

ما هي الجماعات المعارضة في سوريا؟

ظهر العديد من مجموعات المعارضة السورية السياسية والمسلّحة، منذ عام 2011، لكنّها تعرّضت لتغيّرات كبيرة بعد مرور أكثر من عقد على النزاع؛ حيث اختفت تيارات وفصائل وظهرت أخرى جديدة، وتغيّرت البنى الداخلية والتحالفات، واختلفت نسبة السيطرة على خريطة النفوذ.

ويمكن تصنيف المعارضة السورية الآن في ثلاثة تيارات هم:

أولا : قوات سوريا الديمقراطية (الإدارة الذاتية) مقرها محافظة الحسكة، نسبة سيطرتها تبلغ  (26%) من الجغرافيا السورية، تمثل الجناح المسلح لمنطقة الإدارة الذاتية المقامة في شمال شرق سوريا. وهذه القوات تحظي بدعم الولايات المتحدة الأمريكية، والتحالف الدولي وهي شريك رئيسي في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية. كما وأن لديها واجهة سياسية تسمى مجلس سوريا الديمقراطية. تسعى إلى حل ديمقراطي تشارك فيه جميع فئات المجتمع أساسه الاعتراف بالحقوق المشروعة لسائر المكونات الإثنية والدينية، عبر تأسيس نظام إداري سياسي ديمقراطي تعددي لامركزي. وقوات سوريا الديمقراطية كيان متماسك، مناطق سيطرتها مستقرة.

ثانيا : هيئة تحرير الشام (حكومة الانقاذ) كانت تسمى سابقا باسم جبهة النصرة، مقرها محافظة إدلب نسبة سيطرتها (5 %)، أعلنت عن تشكيل إدارة محلية تحت أسم "حكومة الانقاذ" بتسع وزارات، تسعى لتحويل سوريا إلى إمارة إسلامية. تتلق دعم من الحركات الجهادية في العالم، وتتم حمايتها من تركيا وقطر. وهيئة تحرير الشام كيان متماسك مناطق سيطرتها مستقرة لكنها تشهد انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان وبشكل خاص النساء.

ثالثا: الجيش الوطني السوري (الحكومة المؤقتة) الجيش الحر سابقا، نسبة سيطرتها تبلغ (6 %) .

أعادت تركيا تجميع المسلحين والجماعات المسلحة المنهارة والتي جرى تأمين نقلهم من مختلف المدن السورية بعد ماسمي مسلحي التسويات. وهؤلاء هم الجماعات المسلحة التي اضطرت للانسحاب من مواقعها في حلب وريف دمشق ودرعا ومناطق أخرى بعد اتفاقيات صاغتها روسيا وتركيا وإيران ضمنت انتقالهم إلى مناطق الشمال السوري الخاضع لسيطرة تركيا مقابل تسليم سلاحهم. وينظر للائتلاف كواجهة سياسية للجيش الوطني، وتعتبر الحكومة السورية المؤقتة هي الذراع الإداري ومقرها مدينة عينتاب التركية. والجيش الوطني السوري كيان مفكك، مكون من فيالق وفصائل غير منضبطة، كما وأن القرار ليس مركزيا وانما كل قائد جماعة مسلحة مستقل، والصراع بينهم متواصل ويشهد سقوط قتلى ومصابين وهو ما يجعل مناطق سيطرتها غير مستقرة وليس آمنة.

تيارات المعارضة الرئيسية الثلاث متخاصمة فيما بينها مثلما تخاصم النظام نفسه إن لم يكن بدرجة أشد. وهو ما منح النظام الفرصة منذ البداية لهزيمتها ومازال يعتمد على خلافاتها في تحقيق السيطرة الكاملة على البلاد وفق طموحاته.

إلى جانب تلك التيارات توجد منصات للمعارضة السورية، تشكلت ضمن رؤية استبعاد "المعارضة التي تؤمن بالحلول المسلحة" وتعزيز وتقوية المعارضة التي تؤمن بالحل السياسي وهم:

منصة "القاهرة" : تستند لتطبيق قرار 2254 وبيان جنيف 1، المستند لتحقيق انتقال سياسي في سوريا. تعتبر "مصر والدول العربية حجر الزاوية في الحل السياسي لـ الأزمة السورية".

منصة "موسكو": تتخلص رؤيتها لإنهاء الأزمة عبر مسارين، هما الاستمرار في محاربة الإرهاب "وخاصةً تنظيم الدولة و هيئة تحرير الشام. والثاني هو الحل السياسي عبر المفاوضات المباشرة بين الحكومة والمعارضة "ممثلة بوفد واحد قائم على التوافق دون إقصاء". تعتبر "روسيا حجر الزاوية في الحل السياسي لـ الأزمة السورية".

كما توجد تيارات معارضة أصغر ك «جبهة السلام والحرية» تهدف لإيجاد حل سياسي، وتسعى لبناء نظام ديمقراطي تعددي لا مركزي. 

كما توجد معارضة تسمى "معارضة الداخل" أو "المعارضة الوطنية" ” وهو تجمع يضم مجموعة من القوى المعارضة الديمقراطية التي اختارت منذ البداية الحل السياسي التفاوضي الذي يفضي إلى التغيير الوطني الديمقراطي والانتقال السياسي. أبرز مكوناتها "هيئة التنسيق الوطنية".

وتشارك أطراف من المعارضة السورية ضمن "الهيئة العليا للمفاوضات" التي يسيطر عليه الائتلاف في المفاوضات بجنيف، فيما تشارك أطراف أخرى في مفاوضات الاستانة. حيث يغيب عنهما أهم قوتين على الأرض هما "قوات سوريا الديمقراطية" و "هيئة تحرير الشام.

هذا الوضع الشائك للمعارضة السورية وتشتتها واختلاف ولاءاتها ودخولها في ميزان مصالح الدول الداعمة يجعل الوضع أكثر تعقيدا، ولعل الصراع فيما بينها ساهم بشكل كبير في تعزيز قوة وبقاء نظام بشار الأسد. على مر السنوات، حيث شهدت المعارضة السورية تنافسًا وتجاذبات سياسية وعسكرية داخلية، مما أدى إلى تشتت الجهود وعدم التوحيد وتقوية موقف النظام.

كما وفشلت هذه المعارضة على تحديد هدف مشترك ورؤية سياسة واضحة. بعضها يسعى لاسقاط النظام، أخرى لتغيره، منها من يفضل بقاء الرئيس وأخرى طالبت برحيله ومحاسبته بعضها تسعى لإقامة دولة مدنية ديمقراطية، في حين تنحصر أهداف بعض التنظيمات الأخرى في إقامة دولة إسلامية وأخرى في اقلمة دولة لامركزية. هذه الاختلافات الأيديولوجية والسياسية تسببت في تفكك المعارضة وجعلها غير قادرة على تحقيق التوافق وتشكيل حكومة بديلة قوية، لا سيما وأنها انتقلت من مرحلة معارضة نظام الأسد للانشغال في الاقتتال فيما بينها ومعارضة الرؤى والأهداف التي تطرحها تيارات مختلفة من ضمن المعارضة نفسها.

بالإضافة إلى ذلك، استغل النظام السوري تلك الصراعات في المعارضة لتشويه صورتها وتصويرها على أنها تنظيمات إرهابية أو فوضوية، مما أدى إلى تقليل الدعم الدولي للمعارضة وتأجيج الانقسامات بين الدول والقوى الداعمة لهم، لا سيما بعد ورود العديد من التقارير للجان التحقيق التابعة للامم المتحدة بارتكاب المعارضة انتهاكات وجرائم ترتقي لمستوى جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وخاصة في مدينة عفرين، التس شهدت في شباط 2018 اعنف هجوم شارك فيه الجيش الوطني الى جانب الجيش التركي بمباركة من الائتلاف. الهجوم خلف اضرارا كارثية بسمعة المعارضة وأثر بشكل بالغ على الدعم الدولي المقدم لها لا سيما مع الفظائع التي تم ارتكابها من قبل الجيش الوطني وجرائم قتل وتعذيب واعدام واغتصاب النساء والتهجير والاستيلاء على أملاك الأهالي. 

على الرغم من أن الصراعات الداخلية في المعارضة السورية لم تكن هي العامل الوحيد الذي ساهم في استمرار نظام بشار الأسد، إلا أنها بالتأكيد أعطته تسهيلًا إضافيًا للتحكم في الوضع وتعزيز قوته.

مصطفى عبدي

10 أيار 2023




لماذا قررت الدول العربية استئناف علاقاتها مع نظام بشار الأسد بعد عقد من القطيعة ؟

صوَّتت الجامعة العربية 7 مايو/أيار 2023، على إعادة مقعد سوريا إلى سوريا بعد مرور أكثر من 11 عاماً على الحرب الأهلية فيها، عندما اُتخذ قرار تعليق مشاركة سوريا في اجتماعات الجامعة العربية ومنظماتها في 16 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2011، إثر فشل مهمة بعثة عسكرية تابعة للجامعة العربية أُرسلت لضمان عدم قمع الاحتجاجات في عام 2011. وهي الاحتجاجات التي قمعها الأسد بالقوة وارتكب عشرات المجازر واعتقل عشرات الآلاف وأعدم الكثير منهم ميدانيا.

عند البحث عن الأسباب التي دفعت الدول العربية لاسئتناف علاقتها مع نظام عائلة الرئيس السوري بشار الأسد لن نجد سببا مقنعا البتة، فالأسباب التي دفعتها للمقاطعة لم تتغير، بل زادت جرائم نظام الأسد فظاعة، مع اكتشاف المزيد من الانتهاكات التي ترتقي لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية مورست بحق شعب أعزل، ضربهم النظام بكل اسلحته وقوته وجبروته وقتل الأطفال والنساء وهجر مئات الآلاف ودمر مدنا واستخدم في حق السوريين مختلف أنواع الأسلحة والبراميل المتفجرة.

لم يغير النظام من سلوكه يوما، بل زاد العنف والقمع حتى مع النازحين الذين قرروا العودة بعد سنوات من تهجيرهم، وغالبهم من الكبار في السن حيث جرى اعتقالهم وتعذيبهم وقتل عدد منهم تحت التعذيب، ولم يفرج عن مئات الآلآف من المعتقلين في سجونهم السيئة جدا والذين يموتون نتيجة الجوع والتعذيب الممهج. 

لم يغير النظام سلوكه العدواني تجاه الدول العربية بعينها وزاد من حدة خطابه الاعلامي واعتبر قرار العرب باستنئاف العلاقات مع دمشق هو نصر لرؤية وخطاب واستراتيجية بشار الأسد وهزيمة نكراء للعرب الذين تحالفو مع الغرب ضده، ولعل زيارة الرئيس الإيراني التي سبقت القرار وهجومه على الدول العربية واتهام انها تابعة لامريكا والغرب وعملوا على تخريب سوريا يؤكد ذلك.

ما الثمن الذي سيدفعه الأسد مقابل العودة للجامعة العربية؟ هذه هي الشروط التي طُرحت ؟

هناك غموض واضح، فيما يتعلق بمدى تنفيذ النظام لـ"شروط عودة سوريا للجامعة العربية"، إن وجدت والتي كانت مطروحة في السابق من قِبَل الدول العربية، وهي شروط يتعلق أغلبها بتطبيق القرار الدولي رقم 2254، بما في ذلك إطلاق عملية سياسية تتضمن الحوار مع المعارضة السورية، وتعديل الدستور. وهي الشروط التي تمكن بشار الأسد بدعم روسي وايراني من التملص من تطبيقها رغم الضغوط الدولية في مجلس الامن والأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوربي ... فهل ستنجح الجامعة العربية في الضغط لتطبيقها !؟

وخلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب بشأن عودة سوريا، كان لافتاً أن وزي الخارجية المصري سامح شكري، الذي ترأس الاجتماع، أكد في كلمته أن عودة سوريا تأتي في سياسة "خطوة مقابل خطوة"، ملمحاً إلى أن شروط عودة سوريا للجامعة العربية تشمل تسوية سياسية داخلية.

ويفهم من سياسة "خطوة مقابل خطوة" أنها تعني تقديم خطوات تمثل تنازلاً من قِبل النظام مقابل خطوات إيجابية من العرب، منها العودة للجامعة نظريا لكن الواقع العملي مؤكد أنه سيكون مختلفا لا سيما وان الخطوة الاولى المتمثلة بالموافقة على العودة جاءت بدون شروط، اضف ان النظام لديه تعريفه الخاص بمن هم "المعارضة"، فهو اصطنع "معارضة" خاصة به ولا يجد مشكلة بالتحاور معهم بأي حال ومن تبقى ينعتهم بالأرهابيين والمرتزقة لن يتحاور معهم خاصة وان تيارات منهم بالفعل (الإخوان المسلمين الذين يسيطرون على الأئتلاف) هم مصنفون بالفعل كتنظيم إرهابي في عدة دول منها مصر، السعودية ودول أخرى.

ولكن في المؤتمر الصحفي الذي عقده شكري مع أبو الغيط، عقب الاجتماع، وعندما سُئلا عما تم تطبيقه من شروط عودة سوريا للجامعة العربية، لمَّح وزير الخارجية المصري بأن نظام الأسد قدم خطوات مسبقة قبل عودته للجامعة العربية، دون أن يشير لمثل هذه الخطوات. تلك الخطوة تبين انها متعلقة في التنسيق لمكافحة تجارة المخدرات عبر حدود الأردن.

 وعود، يتجاهلها النظام

لم يشر بيان مجلس وزراء الخارجية العرب إلى شروط عودة سوريا للجامعة العربية، ولكن اكتفى بالترحيب باستعداد سوريا للتعاون مع الدول العربية لتطبيق مخرجات البيانات الصادرة عن اجتماعي جدة وعمان الذي ضم عدداً من وزراء خارجية (مصر والأردن ودول الخليج)، ويمكن القول إن هذين البيانين هما اللذان يتضمنان شروط عودة سوريا للجامعة. والاتفاق المذكور ركز على تهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم، الحد من نفوذ حزب الله، اطلاق حوار مع المعارضة، وقف تهريب المخدرات.

من جهته النظام السوري لم يصدر عنه ما يفيد بأنه على استعداد لتنفيذ شروط متعلقة بمسار التسوية السياسية أو عودة اللاجئين، بل رد بعجرفة على القرار.

عودة اللاجئين 

مسألة عودة اللاجئين ليست مرتبطة بأي حال بالنظام لوحده، فهو يقرر يتحذه هؤلاء اللاجئون على أي حال، وهم لم يجدو أن الأمان تحقق ولا يجدون أي تغيير في الظروف التي دفعتهم لمغادرة اعمالهم ومنازلهم حتى يعودوا، ورغم ذلك فلا يمكن القول إن النظام سيوافق على عودة أحد دون ملاحقة أمنية وتفتيش دقيق؛ بل على العكس اتخذ النظام قرارات لمنع عودتهم وإسقاط الجنسية عنهم، والاستيلاء على ممتلكاتهم.

هل يمكن أن يخرج حزب الله من سوريا؟

أكد الوزراء العرب المشاركون في اجتماع جدة الذي أقر مخرجاته مجلس الجامعة، أهمية مكافحة الإرهاب بأشكاله كافة وتنظيماته، وأهمية قيام مؤسسات الدولة بالحفاظ على سيادة سوريا على أراضيها لإنهاء تواجد الميليشيات المسلحة فيها، والتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي السوري، في إشارة واضحة إلى مطلب عربي بضرورة خروج الميليشيات الموالية لإيران، وعلى رأسها حزب الله.

الرد على هذا القرار جاء من دمشق قبل جلسة الجامعة عبر زيارة الرئيس الإيراني وماصدر عنه من تصريحات، باركتها دمشق. وتبقى مسألة خروج الميليشيات الشيعية الموالية لإيران، مطلب لن يوافق عليه الأسد فهم الذين ثبتوا أركان حكمه الذي كان قريبا جدا من الأنهيار وهو يجد فيهم القوة والدعم والمساندة؛ هذه الميليشيات هي التي تحمي النظام. وهذه الميليشيات سبب رئيسي لأهمية سوريا بالنسبة لإيران، فضلاً عن أن الأسد يعمل على خلق توازن عسكري بين نفوذي إيران وموسكو عبر وجودهما معاً.

هل يمكن أن يطلق الأسد حواراً مع المعارضة؟

للنظام مفهومه الخاص عن المعارضة، فقد اختلق معارضة وفق مقايسسه ويمنحها هوامش في بعض المؤسسات وفي البرلمان، كما أن النظام محظوظ للغاية بالمعارضة التي تعيش في تركيا والمقصود هنا بالائتلاف فهم أكثر من خدمه بأي حال ولم يكن للدول العربية العودة الى دمشق لو وجدوا فيهم فرصة ليصبحوا بديلا عن الأسد فهم الذين قدموا لهؤلاء دعما هائلا ومنحوهم في يوما ما مقعدا في الجامعة العربية وسمحوا لهم بإشغال سفارات وفتح قنوات تلفزيونية وتشكيل كتائب مسلحة ومولوا مؤتمراتهم وفتحوا لهم أبواب الدبلوماسية لكن لم تتمكن تلك المعارضة من تحقيق شيء لا بل قاموا بالاقتتال فيما بينهم وسرقة الأموال واستغلال تمثيلهم الدبلوماسي لنقل عوائلهم ومحبيهم الى الدول الاوربية عبر وفود دبلوماسية لتقديم اللجوء.

بأي حال الحوار مع المعارضة لإطلاق تسوية سياسية، وتعديل الدستور، هو مطلب النظام كذلك لكن بطريقته، لا سيما وأنه افضل من يراوغ وظل يماطل في التعامل مع هذا المطلب في مسارات جنيف وأستانا.

ويبقى ما تعرف بمعارضة الداخل الموالية للنظام، اضافة لتيارات اخرى مثل هيئة التنسيق، ومنصات أخرى ك القاهرة وهي الجهات المرضيّ عنها من قِبل الروس، ومصر، وقد يمنح الأسد لهؤلاء تمثيلا ما في خطوات شديدة الشكلية لإعطاء طابع دستوري لاحكام سلطته المطلقة في البلاد.

وقف تهريب المخدرات من سوريا

المطلب الأهم بالنسبة للدول العربية فهو مسألة وقف تدفق المخدرات من سوريا إلى الأردن ودول الخليج، وقد بادر بتنفيذه فورا .. وهو في الأغلب الدافع الرئيسي للتحرك العربي لإعادة سوريا للجامعة. مع تأكيد الوزراء المشاركون في اجتماع جدة أهمية مكافحة تهريب المخدرات والاتجار بها في سوريا.

وقد يكون هذا الملف الذي سيقدم به الأسد تنازلات جزئية، إذ قد يخفف من تدفق المخدرات من سوريا للأردن ومنها للسعودية، ولكن سيكون تخفيضاً لا منعاً، وهذا التخفيف سيكون مرتبطا بالدعم المالي الذي سيحصل عليه الأسد مقابل خسارته في هذه التجارة الذي تدر عليه الملايين بعائدات ضخمة.

ولعل تضيحة نظام الأسد بأشهر مهربي المواد المخدرة ويدعى مرعي الرمثان هي رسالة طمأنة للسعودية بالدرجة الأولى، الرمثان الذي يعرف بلقب "ملك المخدرات" و"إسكوبار" قتل بعد يومين فقط من القرار، حيث تم استهداف منزله في قرية الشعاب بريف السويداء بغارة جوية أدت لمقتله مع زوجته واطفاله الستة، رغم أن الهجوم تبنته الأردن حيث كان محكوما فيها ب 10 أحكام قضائية وكان ملاحقا لسنوات إلا أن الرمثان كان هدية قدمها بشار الأسد للسعودية التي لا أستبعد انها من كانت تقف وراء الهجوم.

هل يتحسن وضع الأسد بالعودة للجامعة العربية؟

نظراً للنطاق الواسع للعقوبات الغربية المفروضة على نظام الأسد، فمن المرجح أن يمنح التطبيع سوريا شريان حياة سياسياً أكثر منه اقتصادياً، لكن الأسد لن يتمكن من الاستفادة من العودة للجامعة العربية، إلى أن تتمكن الدول العربية من إقناع المجتمع الدولي بقبول الرئيس السوري، وهي خطوة صعبة في ظل المواقف التي صدرت عن كل من الولايات المتحدة و الاتحاد الأوربي اللاتين اعلنتا ان العقوبات على سوريا سارية المفعول دون أي تغيير، وأن دمشق لا تستحق قرار استعادة مقعدها في الجامعة العربية، وأن الرئيس السوري ليس جديا في حل الأزمة السورية سياسيا.

لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية رحب باعتزام العرب في استخدام التواصل المباشر مع الأسد للضغط من أجل حل الأزمة السورية، التي طال أمدها وأن واشنطن تتفق مع حلفائها على "الأهداف النهائية" لهذا القرار.

الرئيس الأميركي علق على القرار بالتأكيد أن تصرفات نظام ‎الأسد ما تزال تشكل تهديدا غيرعادي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة. كما اعلن تمديد حالة الطوارئ فيما يخص ‎سوريا لمدة عام.

مصطفى عبدي

9 أيار 2023

الاثنين، مايو 08، 2023

اختفاء 17 لاجئا سوريا من كوباني في البحر المتوسط والروايات تتعدد حول مصيرهم


انقطعت أخبار 17 لاجئاً سورياً من مدينة كوباني شمال شرق سوريا منذ تاريخ 26 نيسان/ أبريل الفائت، بعد انطلاقهم في البحر المتوسط من مدينة وهران الجزائرية باتجاه السواحل الأوروبية.

وبعد مرور 11 يوماً على فقدان الاتصال بهم وكشف مصيرهم، يؤكد ذووهم، لمنصة مجهر، أن المفقودين أجروا اتصالات هاتفية بهم لتأكيد موعد انطلاق الرحلة بنفس اليوم دون تزويدهم بمخاطر تحدق بهم.

ويقول “حمودة محمود” لـ “مجهر”، إن بين المفقودين زوج أخته (فلات عبدو نعسان 39 عاماً) من قرية تل غزال وأحد أقربائه ( فرهاد عبدو علي 26 عاماً) من قرية زرافيك، كانوا ينتظرون رحلتهم منذ أشهر في مدينة وهران الجزائرية، وأنهم تلقوا اتصالاً  في تمام الساعة السادسة مساءاً من يوم الأربعاء 26 نيسان الفائت، ليخبروهم أن الرحلة ستنطلق خلال دقائق، وفقدوا الاتصال بهم بعد أقل من نصف ساعة.

ويشير “محمود” إلى أن بين المفقودين 5 أشخاص من قرية تل غزال جنوب كوباني، وأنهم يحاولون التواصل مع المهربين للكشف عن مصير أبنائهم لكن دون جدوى.

ويواجه (دجوار مسي ٢٢ عاماً) من قرية ميناس المصير ذاته، حيث فُقد الاتصال به في نفس التاريخ حسب ما أكدته شقيقته “ديانا مسي” لمنصة مجهر الإعلامية.

وتتعدد الروايات حول مصير المفقودين، فيرجح عزالدين تمو أحد أبناء كوباني المغتربين خلال تواصله مع مصادر أهلية من الجزائر أن “مسلحين تمكنوا من إلقاء القبض على المفقودين وتهديد المهربين بدفع مبالغ مالية مقابل إطلاق سراحهم، فالصراع مستمر بين الطرفين حول إطلاق رحلات تقل لاجئين أغلبهم سوريين من مدينة كوباني”.

ويشير “تمو” إلى أن “احتمال غرقهم ضئيل لأن البحر يلفظ الجثث خلال أسبوع ولو تم القبض عليهم من قبل الحكومات الإسبانية والجزائرية لتم الكشف عن مصيرهم”.

مشدداً على أن “الكشافات الإسبانية كانت ستُحدد مكانهم لو كانوا تائهين في البحر” .

وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة أخرى من اللاجئين انطلقت في نفس اليوم بينهم ٤ من مدينة كوباني، وحجزتهم الحكومة الجزائرية وصدرت الحكم بترحيلهم إلى الصحراء الأفريقية حسب “تمو”.

فيما يقول “مصطفى عبدي” مدير مركز توثيق الانتهاكات لشمال وشرق سوريا لمنصة مجهر الإعلامية، إن عدد المفقودين 17 شخصاً جميعهم من مدينة كوباني عدا لاجئ من مدينة عفرين.

مشيراً إلى أن القارب انطلق بهم من شواطئ وهران باتجاه إسبانيا بتاريخ 26 نيسان وفقد الاتصال بهم حتى الآن.

ويضيف: “بذلنا جهوداً للاتصال بالحكومات الجزائرية والإسبانية ولم نحصل على أية معلومات حول مصيرهم، فشبكات الاتّجار بالبشر التي تدير عمليات التهريب ترفض تأكيد غرق القارب ولا تحدد مكانه”، وفق “عبدي”.

وبحسب “عبدي ” أن فرصة نجاة المفقودين ضئيلة بعد مرور قرابة أسبوعين على اختفائهم.

إعداد التقرير: شيرين تمو

Rêvebirîya Xweser Çiqas Dikare Penaberên Sûrî yên li Libnanê Pêşwazî Bike?


Rêvebirîya Xweser Çiqas Dikare Penaberên Sûrî yên li Libnanê Pêşwazî Bike?

May 07, 2023

Newroz Reşo

Siberoja penaberên Sûrî yên li Libnanê, ev e çend meh in di rojeva wî welatî de ye, loma penaberên li wir dimînin bi tirs û fikarin ku werin dersînor kirin.

Ceylan Îbrahîm 40 salî ye û dayîka 6 zarokan e, bi eslê xwe ji Efrînê ye û ji 11 salan de penaberî Libnanê bûye, ji Dengê Amerîka re rewşa xwe şîrove kir.


"Xanîyê me li Helebê hilweşiye û li Efrînê çekdarên bi ser Tirkîyê ve dest danîne ser mal û milkê malbata me, her roj em dibihîsin li Efrînê çi binpêkirin diqewin, emê çawa vegerin û vegerin kuderê?", Îbrahîm got.


Li gor daneyên fermî yên hikûmeta Libnanê hejmara penaberên Sûrî li cem wan milyonek û 500 hezar kes derbaz dike, anku çaryekê rûniştvanên li Libananê.


Lê Komîserîya Neteweyên Yekbûyî ya Karûbarê Penaberan (UNHCR) dîyar dike ku, tenê 800 hezar penaberên Sûrî li Libnanê li cem wan tomarkirî ne, çimkî ji sala 2015an de Sûrîyên derbaz Libnanê dibin nema weke penaber tên binav kirin.


(H. Y) çalakvaneke mafên mirov ya Sûrî li Libnanê dimîne dîyar kir ku, mijara penaberên Sûrî li Libnanê bûye cihê gengeşe û hevrikîya alîyên sîyasî yên vî welatî, ku Libnan bixwe di krîzeke aborî re derbaz dibe.


(H. Y) got ku: “Piranîya penaberan naxwazin vegerin Sûrîyê, neku tenê jiber sedemên sîyasî yan ewlekarî ku gef heye werin desteser kirin, lê sedemên aborî û civakî jî hene, çimkî li Libnanê NY hin alîkarîyê pêşkêş wan dike, loma ew difkirin eger vegerin Sûrîyê dê çawa bijîn?”.


Xelîl jî penaberekî Kurdê Efrînê ye, temenê wî 23 sal in û ev çend salin li paytexta Libnanê Beyrûtê dimîne, ew ditirse were dersînor kirin û li Sûrîyê were girtin.

"Ez vegerim kudera Sûrîyê dê werim girtin, rejîm min bigire dê min bikşîne leşkerîya neçarî û eger vegreim Efrînê jî çekdar dê min desteser bikin, loma li rêyekê digerim xwe bighînim Ewropa".


Rêvebirîya Xweser ya Bakur û Rojhilata Sûrîyê ragihandibû ku ew amade ye penaberên Sûrî yên li Libnanê, li herêmên xwe pêşwazî bike û ev yek weke "Erkekî mirovî, exlaqî û niştimanî" binav kiribû.


Li gor daxuyanîyeke Bedran Çiya Kurd hevserokê Ofîsa Têkilîyên Derve di Rêvebirîya Xweser de, wan ji Neteweyên Yekbûyî xwest ku korîdoreke mirovî di navbera Libnan û herêmên Rêvebirîyê de veke, daku penaberên Sûrî yên li Libnanê vegerin.


Derbara ragihandina Rêvebirîya Xweser de, çalakvan Mustefa Ebdî dîyar kir ku, ev helwesteke baş e û dikare bibe çareserî jibo pirsgirêka penaberên Sûrî yên li Libnanê ku nikarin vegerin herêmên jêr kontrola rejîma Sûrî de, lê divê şêwaza pêkanîna vê biryarê were şîrove kirin.


"Jixwe gelek kampên derbideran li herêmên Rêvebirîya Xweser hene, herwiha herêm jêr dorpêçkirina hevbeş ji alîyê Şam û Enqerê ve de ye, ku peydakirina xizmetên bingehîn jibo rûniştvan û derbideran pirsgirêk e, loma pêşwazîkirina penaberan mijareke aloz e û jibo çareserkirina wê pêwîstî bi hewldanên navneteweyî heye", Ebdî got.


Hêjayî gotinê ku li gor daneyên Ofîsa Karûbarên Mirovî di Rêvebirîya Xweser de, 16 kampên fermî li herêmên wan li bakur û rojhilata Sûrîyê hene, ku kêm alîkarî û hawarçûnan NY dighêje wan.


Di nava wê rewşê de,Heysem Heskî, berpirsê peywendî û karîgerîyê di Rêxistina Pêl ya Sivîl de dibnîne ku, însiyatîfa Rêvebirîya Xweser erênî ye.


"Alîyên Sûrî yên din û hêzên herêmî, kerta koçber û penaberên Sûrî jibo berjewendîyên xwe bikar tînin, ku bi armanca guhertina demografîya hin herêman, ew tên bicih kirin".


Herwiha Heskî bi qisawet e ku penaberên nû hîn barê herêmê girantir bike: "Karîna bersivdayînê qels e, jiber ku pêwîstîya wê bi hevrêzkarîyê ligel welatên cîran, NY û alîyên din yên peywendîdar, heye".


Her di vê çarçovayê de Dezgeha Ewlekarîya Giştî ya Libnanê dest bi serjimarîya penaberên S


ûrî kiriye jibo rêxistinkirina vegera wan jibo Sûrîyê.


Ceylan Îbrahîm dibêje ku çiqas rewşa wan li Libnanê ne baş be, lê ji Sûrîyê çêtir e, ku siberoja wan nedîyar e: "Em dixwazin li Ewropa yan welatekî din jinû ve werin bicih kirin, daku bi aramî bijîn û zarokên min karibin fêrbûna xwe temam bikin".


في سوريا.. فرح الكرد بسقوط الدكتاتور يتحول إلى خوف من الغارات وهجمات تركيا وميليشياتها

  كانت جيهان، الأم لثلاثة بنات، جالسة أمام خيمتها حينما لاحظت فوضى عارمة تجتاح المخيم مع سقوط قذيفة قربها. هرعت للاطمئنان على بناتها بينما ك...