الخميس، مايو 04، 2023

تركيا تقدم معلومات استخباراتية مضللة للولايات المتحدة وتستخدم أهدافًا وهمية كغطاء لعملياتها ضد القادة الكرد في شمال سوريا

تشهد مناطق شمال سوريا الخاضعة لسيطرة القوات التركية وميليشياتها السورية، بما في ذلك الجيش الوطني وهيئة تحرير الشام، تكثيفاً في الغارات الجوية من قبل الطائرات الأمريكية التي تقول انها تستهدف قيادات في تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة وغيرها من المنظمات المدرجة على قوائم المنظمات الإرهابية. وذلك بحسب بيانات تصدر عن الجيش الأمريكي الذي يؤكد كذلك أن هذه العمليات العسكرية تأتي في إطار الدفاع عن القوات الأمريكية ومصالح الولايات المتحدة.

وفي ظل التوتر الأمني المتصاعد في سوريا عموما، تستخدم الولايات المتحدة طائرات مسيرة لتنفيذ الغارات الجوية وضرب المواقع المشتبه بها لتنظيمات إرهابية. ومع أن الغارات الجوية تستهدف في الأساس قيادات التنظيمات الإرهابية، إلا أنها قد تؤثر أيضاً على المدنيين الذين يعيشون في المناطق المستهدفة.


مؤكد ان هذه الغارات يخطط لها بعناية وتتم استنادا لمعلومات استخباراتية ولكونها تجري ضمن مناطق خاضعة لنفوذ الجيش التركي فلا يستبعد وجود تنسيق معها وكذلك مع جماعات مسلحة سورية تنشط بفعالية في تلك المناطق وكذلك بناء على معلومات ينقلها بعض المخبرين على الأرض.

رغم أن هذا التصعيد في الغارات الأمريكية يأتي في سياق اتهامات تركيا بدعم بعض المنظمات الإرهابية في المنطقة، وبخاصة تنظيم هيئة تحرير الشام، الذي يسيطر على أجزاء كبيرة من إدلب، والذي يعتبر جزءاً من تنظيم القاعدة إلا انها تجري بتنسيق مباشر او غير مباشر مع المخابرات التركية والتي بدورها تنسق مع هيئة تحرير الشام ( جبهة النصرة سابقا) والجيش الوطني السوري الذي يضم في صفوفه المئات من قادة وعناصر داعش دون أن يتم استهدافهم.

وتجاوز عدد الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة في مناطق الشمال السوري، التي تخضع لسيطرة القوات المسلحة التركية وميليشياتها السورية، 37 هجومًا. وأسفرت تلك الهجمات، وفقًا لبيانات متفرقة صادرة عن الجيش الأمريكي، عن مقتل 27 شخصية تم اعتبارهم خطرًا على القوات الأمريكية ومصالح الولايات المتحدة، على الرغم من أن 21 شخصًا لم يكن قد تم إدراجهم سابقا على قائمة الشخصيات المطلوبة سابقًا.

وعند استعراض السيرة الذاتية للمستهدفين، باستثناء القادة الثلاث لتنظيم الدولة الإسلامية، تبين أن الأغلبية الساحقة منهم كانوا بدور محدود جداً في تلك التنظيمات، أو من المناصرين الذين لم يشاركوا في أي هجمات عسكرية، ولم ينضموا لأي جماعات مسلحة. ومن بين المستهدفين، كان هناك مدنيون ورجل مسن لم يسبق له حمل السلاح ولم ينضم لأي تشكيلات عسكرية.

يثير هذا الأمر قلقًا بشأن مدى دقة المعلومات التي تستخدمها الولايات المتحدة في تحديد الأهداف، وإن كانت تتعرض للخداع خاصة وأن بعض المستهدفين تركوا العمل الجهادي منذ سنوات طويلة وعادوا لعوائلهم ويعملون في مهن بسيطة، وآخرون لم يكونوا جزءا من أي تنظيم مسلح. ومن المحتمل أن يكون هناك خداع تمارسه أجهزة الاستخبارات التركية، والمتعاونون مع القوات الأمريكية على الأرض وخداع تمارسه هيئة تحرير الشام و الجيش الوطني السوري بتنسيق مع المخابرات التركية او دون التنسيق معها حيث يتم منح مواقع لشخصيات معارضة لهيئة تحرير الشام / الجيش الوطني، ليستهدفها التحالف الدولي او التضحية باسماء لشخصيات متقاعدة لم يعد لها اي أثر او دور في تنظيماتها لتصفيتهم مقابل مكاسب تعود بالنفع على تركيا وعلى تلك الجماعات المسلحة والتي تضمن بقاء قادتها في مأمن من أي هجوم.

يبدو أن جهاز المخابرات التركي، الذي يتحرك بفعالية في المناطق السورية المحتلة، يتعاون مع الولايات المتحدة بتزويدها بمواقع وتحركات بعض الأشخاص الذين لديهم ماضٍ جهادي، لكن لم يعد لهم اي دور حاليا وذلك في مناطق مثل إدلب وريف حلب وريف الرقة وريف الحسكة. ولكن هذا العمل ليس بدون ثمن، إذ تقبض تركيا ثمن هذه المعلومات من خلال صمت واشنطن عن الغارات التي يشنها سلاح الجو التركي مستهدفا قيادات قوات سوريا الديمقراطية.

اذا تقبض تركيا ثمن هذه الخدمات من خلال صمت الولايات المتحدة حيال الغارات التركية التي تستهدف قوات سوريا الديمقراطية والمدنيين والمنازل، والتي تشمل أيضًا استهداف قيادات ومسؤولين في الإدارة الذاتية. 

لكن هل تتحرى الولايات المتحدة بدقة في خلفيات الشخصيات التي تستهدفها بناء على معلومات تصلها من انقرة؟

هل تدرك الولايات المتحدة انها وقعت ضحية عملية خداع طويلة من قبل تركيا، وبعض المخبرين المرتبطين بالميليشيات السورية حيث تزوّد الـ CIA بمواقع بعض شخصيات مفترض انها تشكل خطراً على الولايات المتحدة، لكن الحقيقة مختلفة فغالب الذين يجري استهدافهم معارضون لزعيم هيئة تحرير الشام وقيادات في الجيش الوطني السوري أو هم كبش فداء، كما كان يفعل الممثل الأمريكي (مورجان فريمان) في شخصية سلون في الفلم الشهير Wanted. كما ان أهم الشخصيات المدرجة على قائمة المطلوبين لدى الجيش الأمريكي يتحركون بحرية تامة دون ان يتم استهدافهم ولو بصاروخ تحذيري ومنهم أبو محمّد الجولاني القائد الأعلى لهيئة تحرير الشام المُسلّحة. وكان أيضًا أميرَ جبهة النصرة – قبل أن تُغيّر اسمها – التي تُعدّ الفرع السوري لتنظيم القاعدة.

مصطفى عبدي

4 أيار 2023

FB -  twitter - youtube


الأربعاء، مايو 03، 2023

لاجئو سوريا في لبنان: بين التمييز والإجبار على العودة إلى بلد يواجهون فيه خطرًا


يشهد لبنان منذ عام 2011 حضورًا كبيرًا للجوء السوريين بسبب الحرب المستمرة في سوريا. ومنذ ذلك الحين، تعرض اللاجئون السوريون للكثير من التحديات، بما في ذلك التمييز العنصري والإقصاء الاجتماعي، حيث عجزت الدولة اللبنانية عن حمايتهم.

وقد أثرت هذه العنصرية على جميع جوانب حياتهم، بما في ذلك العمل والتعليم والرعاية الصحية والإسكان. بما في ذلك معناتهم من الإجراءات الصارمة للحصول على التصاريح اللازمة للعمل والإقامة، وبالتالي حرمانهم من العمل والعيش الكريم.

بالإضافة إلى ذلك، تعرض اللاجئين السوريين في لبنان للتحرش والاعتداءات اللفظية والجسدية، وكذلك لعمليات احتجاز غير قانونية وتم تحويلهم لمادة اعلانية ضمن الدعاية الانتخابية لعدد من الأحزاب. وعلى الرغم من أن الحكومة اللبنانية قد اتخذت بعض الإجراءات لحماية حقوق اللاجئين السوريين، فإنها كانت غير كافية على الاطلاق، لا سيما مع تصاعد وتيرة العنصرية وقيام السلطات بإجبار اللاجئين السوريوين على العودة إلى سوريا، دون الأخذ باعتبار أنهم قد يتعرضون للاعتقال من الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، وأن سوريا ماتزال غير آمنة لعودتهم.

يجب على الحكومة اللبنانية تحسين ظروف اللاجئين السوريين في لبنان والعمل على توفير الدعم الكافي والموارد اللازمة لهم. ويجب أن تكون الحكومة ملتزمة بحماية حقوق اللاجئين السوريين وضمان إمكانية الحصول على الخدمات الضرورية وسبل العيش الكريمة.

كما ينبغي أن تتخذ الحكومة اللبنانية إجراءات صارمة ضد التمييز العنصري والإقصاء الاجتماعي لللاجئين السوريين. وينبغي العمل على توعية المجتمع المحلي حول حقوق اللاجئين وضرورة معاملتهم بالاحترام والكرامة.

يجب أن يعمل المجتمع الدولي على توفير المزيد من الدعم والموارد للحكومة اللبنانية لتحسين ظروف اللاجئين السوريين في لبنان، حيث لا يجوز اجبار اللاجئين على العودة إلى سوريا، خاصة إذا كانوا يواجهون خطرًا على حياتهم في حال العودة، وذلك بموجب القانون الدولي. فحق اللاجئين في الحماية من الاضطهاد والتمييز والعنف يحظى بالحماية القانونية الدولية، ويعد ذلك حقًا أساسيًا ولا يجب المساس به.

وتنص المواثيق الدولية مثل اتفاقية جنيف لعام 1951 المتعلقة بوضع اللاجئين، على أنه لا يجوز إجبار اللاجئين على العودة إلى بلد يواجهون فيه خطرًا على حياتهم أو حريتهم. وتحث الاتفاقية الدول على توفير الحماية لللاجئين وحمايتهم من العنف والتمييز وتوفير الظروف الملائمة لحياتهم وتمكينهم من العيش بكرامة.

وينظر القانون الدولي إلى اجبار اللاجئين على العودة إلى بلد يواجهون فيه خطرًا على حياتهم أو حريتهم كانت خرقًا لحقوقهم الأساسية ويشكل انتهاكًا للقانون الدولي. ويجب على الدول والحكومات العمل على حماية حقوق اللاجئين وتوفير الظروف الآمنة والكريمة لحياتهم، وتحسين ظروفهم المعيشية والإنسانية، والعمل على توفير الدعم اللازم للدول التي تستضيف اللاجئين لتتمكن من تلبية احتياجاتهم وتوفير الحماية الكاملة لهم.

السلطات اللبنانية مطالبة بوقف عمليات ترحيل اللاجئين السوريين قسرًا إلى سوريا، وسط مخاوف من أن هؤلاء الأفراد مُعرضون لخطر التعذيب أو الاضطهاد على أيدي الحكومة السورية لدى عودتهم.

لبنان مُلزم بموجب مبدأ عدم الإعادة القسرية في القانون الدولي الإنساني العُرفي بعدم إعادة أي شخص إلى بلد قد يواجه فيه خطر التعذيب أو الاضطهاد. وبدلًا من العيش في خوف بعد الفرار من الفظائع في سوريا، ينبغي حماية اللاجئين الذين يعيشون في لبنان من المداهمات التعسفية وعمليات الترحيل غير القانونية”.

مبدأ عدم الإعادة القسرية هو قاعدة عُرفية مُلزمة في القانون الدولي تحظر على الدول إعادة الأشخاص إلى مكان قد يتعرضون فيه لخطر الاضطهاد أو غيره من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. ويجب منح أي شخص مُعرّض لخطر الترحيل فرصة للوصول إلى المشورة القانونية، ومقابلة ممثلي المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والطعن في ترحيله أمام المحكمة.

مصطفى عبدي

6 أيار 2023


الثلاثاء، مايو 02، 2023

شبهات في الإعلان التركي عن مقتل الزعيم الرابع لداعش .. أردوغان اعلن مقتله في حملته الإنتخابية


يثير رفض التحالف الدولي المعني بمحاربة تنظيم داعش التعليق على الأنباء التي أوردتها وكالات الأنباء نقلا عن الرئيس التركي رجب أردوغان بمقتل زعيم داعش الجديد (أبو الحسين الحسيني القرشي) الشكوك في العملية برمتها لا سيما وأن الإعلان جاء على لسان أردوغان في مقابلة تلفزيونية ضمن حملته الأنتخابية وهو ما يمكن اعتباره مقتبسا من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية قبيل الانتخابات.

يثير هذه الاعلان كذلك الشك من خلال سيناريو استهداف "القرشي"، في منطقة جنديرس في ريف عفرين، الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة التركية وتنتشر فيها بكثافة أجهزة الاستخبارات التركية وميليشيات الجيش الوطني وهيئة تحرير الشام. وهذا مايدفعنا للسؤال حول كيفية بقاء القرشي مخفيًا عن أعين تلك الأجهزة والجيوش على مدار السنوات السابقة، خاصة أنه كان واحدًا من أهم قادة داعش قبل تزعمه المنظمة بفترة طويلة، جيث كانت تتم مطاردته من قبل التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية. والسؤال الآخر كيف وصل إلى عفرين قادمًا من العراق؟

وأبو الحسين الحسيني القرشي هو الزعيم الرابع لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ابتداء من 30 تشرين الثاني/نوفمبر سنة 2022، أعلن عن تنصيبه المتحدث باسم تنظيم الدولة أبو عمر المهاجر في تسجيل صوتي.
مقتل القرشي والارتباط المتجدّد بين تركيا وداعش
في العودة لتفاصيل الهجوم المزعوم الذي قتل فيه "القرشي" يوم السبت 29 نيسان 2023 فإنه استهدف موقعا تسيطر عليه ميليشيا «جيش الشرقية» على طريق قرية مسكة – سنديانكه في جنديرس بمنطقة عفرين شمال غربي محافظة حلب، هذا الأعتراف يثبت تماما الادعاءات السابقة أن «القرشي» وقيادات الصف الأول للتنظيم تتواجد وتتنقل بحرية في مناطق نفوذ الميليشيات الموالية لتركيا، وتتخفى ضمن «الجيش الوطني»، ويحملون هويات صادرة عن المجالس المحلية. تلك المعلومات تغذي فرضية أن القرشي -إن صحت أخبار مقتله- قد تمت التضحية به، وهي ورقة أردوغان قبيل الانتخابات لتبرئة نفسه من تهمة دعمه لداعش، وهي اتهامات وجهت لتركيا منذ ظهور التنظيم وفتح تركيا لمطاراتها وحدودها لعبور مقاتليه وتقديم مختلف انواع الدعم لهم.

وقُتل زعيم «داعش» الأسبق، أبو إبراهيم القرشي، في فبراير (شباط) عام 2022، في غارة أميركية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، بعد مقتل سلفه أبو بكر البغدادي في إدلب أيضاً، في أكتوبر (تشرين الأول) 2019.

وأعلن التنظيم في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، مقتل زعيمه السابق أبو الحسن الهاشمي القرشي خلال معركة. وقال متحدث باسم التنظيم، في ذلك الحين، إن الهاشمي، وهو عراقي، قتل في معركة مع «أعداء الله»، من دون توضيح للزمان أو المكان أو ملابسات مقتله. وأضاف أن الزعيم الجديد للتنظيم هو أبو الحسين الحسيني القرشي، ولم يفصح عن أي تفاصيل بشأنه، سوى أنه عنصر «مخضرم»، داعياً الجماعات الموالية للتنظيم لمبايعته.

رغم ذلك فإن مقتل القرشي -وزعماء داعش السابقين- في مخابئهم القريبة جدا من الحدود التركية السورية ضمن مناطق خاضعة لسيطرة الجيش التركي، إشارة واضحة لما يتمتع به التنظيم من حماية، ومنطقة آمنة لقيادة نشاطاته في سوريا والعراق ودول أخرى.

اعتبارًا من عام 2013، لعبت الحكومة التركية دورًا فعالًا في صعود داعش. وأخذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على عاتقه جعل بلاده ممرار آمنا لتدفق المقاتلين الجهاديين عبر "الطريق الجهادي السريع" الذي يمتد من شانلي أورفة في تركيا إلى الرقة وعبر غازي عينتاب باتجاه مدينة منبج السورية. عبر أكثر من 45 ألف مقاتل أجنبي من حوالي 80 دولة عبر تركيا إلى سوريا.

وكان بحوزة مقاتلي داعش أسلحة تركية بعلامات تركية ، كما وكانت الحدود مفتوحة لمقاتلي داعش المصابين ويتم نقلهم للمشافي التركية ويقدم العلاج لهم مجانا، الحالات العادة كانت تعالج في مشافي يمولها (الهلال الأحمر القطري) مقامة ضمن الأراضي السورية على الحدود وقرب المعابر (معبر جرابلس ، معبر تل أبيض ...).

كان مجمع زعماء داعش أبو بكر البغدادي (2013–2019)، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي (2019–2022)، أبو الحسن الهاشمي القرشي (2022–2022)، أبو الحسين الحسيني القرشي (2022–2023) بالقرب من الحدود التركية ضمن مناطق تحتلتها تركيا وفرضت فيها سيطرتها الكاملة. هذه المنطقة تعج بالعملاء والمخابرات والجنود الأتراك والعملاء السوريين. من غير المحتمل أن يتمكن هؤلاء وهم منأكثر الإرهابيين المطلوبين في العالم من الاختباء على مرأى من الجميع دون علم المخابرات التركية.

إدلب نفسها ملاذ للعديد من الجماعات الجهادية المدعومة من تركيا والمرتبطة بالقاعدة. الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا هو تحالف جهادي في الأساس يضم العديد من أعضاء تنظيم داعش والقاعدة "سابقًا". تركيا تحميهم جميعا.

لا شك أن وجود داعش في شمال غرب سوريا، الذي تسيطر عليه تركيا، يأمرًا يُعد أمراً حاسمًا في الحفاظ على قدرة التنظيم على تنفيذ هجمات مميتة في جميع أنحاء سوريا والعراق والعالم. وبدلاً من ذلك، تستهدف تركيا، التي تمتلك ثاني أكبر جيش في الناتو، قوات سوريا الديمقراطية وقادتها وهم الذين يواصلون حملات يومية لملاحقة خلايا داعش تلك الهجمات تعرقل جهود مكافحة داعش.

يجب على الولايات المتحدة التركيز على دور تركيا في وجود قادة داعش والقاعدة في مناطق خاضعة لسيطرتها شمال سوريا. يجب الآن تطبيق استجواب على تورط تركيا مع داعش والجهاديين الآخرين في سوريا. ينبغي أن يعقد الكونغرس الأميركي جلسات استماع حول علاقات تركيا بداعش. إذا كان هناك تواطؤ، فيجب منع تركيا من تلقي الأسلحة الأميركية وتعليق عضويتها في الناتو والبدأ فورا بفرض عقوبات اقتصادية عليها.

مصطفى عبدي
2 أيار 2023







الأحد، أبريل 30، 2023

أصوات الكرد حاسمة.... قرروا إسقاط أردوغان عبر صندوق الإنتخابات


حسم الكرد موقفهم أخيرا، في تحديد المرشح الرئاسي الذين سيصوتون له وهو مرشح تحالف الأمة الذي شكلته أحزاب المعارضة كمال كليجدار أوغلو والذي باتت حظوظه كبيرة في إنهاء حكم حزب العدالة والتنمية.

على بعد أسابيع قليلة من الانتخابات النيابية والرئاسية التي ستعقد في تركيا يوم 14 مايو/أيار 2023؛ يظهر الدور البارز للصوت الكردي الذي عادة ما يكون له تأثير قوي في الانتخابات التركية كافة؛ مع توقعات بأنه سيكون صوتاً حاسماً في تحديد الرئيس القادم للجمهورية التركية، وتحديد الغالبية البرلمانية داخل مجلس النواب التركي.

الرئيسة المشاركة لحزب الشعوب الديمقراطية بيرفين بولدان قالت في التجمع الذي أقيم في ساحة باغجلار بإسطنبول بمشاركة سيري سورييا أوندر ومرشحين برلمانيين إن صعود أردوغان إلى الساحة السياسية بدأ من اسطنبول. وستنتهي قصته السياسية في اسطنبول.

اضافت " سنذهب لصناديق الانتخاب لمحاسبة أردوغان على الاضطهاد الذي يمارسه منذ 21 عامًا، بالأصوات التي ندلي بها".

وقال تحالف العمل والحرية الذي يهيمن عليه حزب الشعوب الديمقراطي، القوة السياسية الثالثة في تركيا، في بيان "في هذه الانتخابات التاريخية، ندعو شعوب تركيا إلى التصويت لكمال كيلتشدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية".

وكان الحزب المؤيد قدم دعما ضمنيا في نهاية مارس لكمال كيلتشدار أوغلو عبر الإعلان أنه لن يرشح شخصية من صفوفه للانتخابات الرئاسية. وقال الرئيس المشارك للحزب مدحت سنجار في مقابلة نشرتها الجمعة صحيفة سوزجو "أهدافنا تتوافق، لذلك قررنا دعم كيلتشدار أوغلو".

وهدف حزب الشعوب الديمقراطي هو إفساح المجال للمعارضة للفوز اعتبارا من الدورة الأولى بحسب ما قال سنجار، مضيفا "من أجل إخراج البلاد من هذا الظلام، يجب التخلص من نظام الرجل الواحد هذا".

أردوغان من جهته وفي أول ظهور له بعد وعكته الصحية شن هجوما على منافسه كمال كليجدار أوغلو واتهمه بعقد صفقة مع الكرد، لكسبهم لصالحه. أردوغان بدا في خطبته عصبيا فهو يدرك تبعات ذلك وأنها ستقضي على طموحاته بأن يصبح رئيسا للمرة الثالثة. لكنه لن يتوقف عن مساعيه في البقاء في السلطة بسهولة، فبعدما كبلته الولايات المتحدة رافضة منحه أية موافقة لشن أي هجوم يستهدف حلفائها في سوريا، سيجد بدائل لكسب لإثارة عواطف الناس لدعمه ... سيناريوهات عدة قد يخلق هجوما مفترضا على نفسه، أو قواته أو قد يدبر محاولة اغتياله أو قد يحدث تفجيرات وتفجيراً في الوضع الداخلي فهذا نمط الديكتاتوريات وهوس السلطة للأبد أو فلتحترق البلد. سيناريوهات عديدة اعتقد أن اردوغان سيلجئ عليها وهذا يتطلب وعيا كبيرا من قبل المعارضة والأتراك لتجنب الوقوع في مكائده والانتقال بسلام لمرحلة مابعد نظامه.  

ونجح الصوت الكردي من قبل في جعل الحزب الحاكم في تركيا "العدالة والتنمية" يخسر أهم البلديات التي كانت في حوزته سنوات طويلة، وفي مقدمتها العاصمة التركية أنقرة، وكذلك مدينة إسطنبول؛ في ظل الكتلة التصويتية الضخمة التي يشكلها الكرد والتي تقدر بنحو 15 مليون صوت من أصل 65 مليون شخص لهم حق التصويت في الانتخابات المقبلة.

ستخوض 3 تحالفات في تركيا الانتخابات، هي تحالف الشعب الذي شكله حزب الحركة القومية وحزب العدالة والتنمية بمرشحه أردوغان، وتحالف الأمة الذي شكلته أحزاب المعارضة بمرشحه كمال كليجدار أوغلو، وتحالف العمل والحرية الذي شكله حزب الشعوب الديمقراطي الذين لم يحسم موقفه بعد.

ودخل حزب الشعوب الديمقراطي، انتخابات 2023 من خلال التحالف الذي شكله مع 7 أحزاب وحركات كردية في 2018 وهو التحالف الذي سيحدد الرئيس المقبل لتركيا والكتلة الأكبر في البرلمان.

ورغم انه من المرجح أن تذهب الانتخابات الرئاسية إلى الجولة الثانية، لكن توجه حزب الشعوب لدعم اوغلو سيجعله الرئيس في النهاية.

أردوغان عاد خائبا من إمرالي

تعرض تقارير إعلامية قبل كل انتخابات في تركيا تسريبات عن مفاوصات تجريها الدولة مع الزعيم الكردي عبدالله أوجلان، الذي تم اعتقاله منذ فبراير 1999. وتتناول هذه التقارير إمكانية وجود مساومات بين الحكومة والسيد أوجلان، نظرًا لتأثير صوت الناخب الكردي في الانتخابات التركية، والذي يعتبر صانع الملوك في هذه الانتخابات. 

بالتأكيد تقف الدولة نفسها وراء تلك التقارير التي تحولت لعرف انتخابي، يمكننا القول إنها جزء من حملة إعلامية من قبل الحكومة التركية وحزب العدالة والتنمية الحاكم. ومع ذلك، يلاحظ في هذه الانتخابات تغيرًا في الأحوال، وأن أجهزة المخابرات لم تعد قادرة على التحكم بكل شيء، رغم ظروف العزلة التامة المفروضة على السيد أوجلان في إمرالي.

وفقًا للتقارير الأخيرة، التي أكد صحتها صلاح الدين دميرتاش، الرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطي الذي يقبع في سجن أدرنة منذ 7 سنوات. تم ذكر وجود لقاء واحد على الأقل بين حزب العدالة والتنمية والسيد عبد الله أوجلان. وبعد عدم الحصول على الإجابة التي يرغبون فيها، تم تشديد العزلة عليه وفرض عقوبات إضافية ضد أوجلان كوسيلة ضغط. كذلك تمت محاولة الاتصال بقيادة حزب العمال الكردستاني العسكرية في قنديل بشكل غير مباشر، لكن هذه المساعي لم تنجح في كسر الجمود بين حزب العدالة والتنمية الحاكم والعمال الكردستاني المعارض. 

يبدو أن العمال الكردستاني المعارض بات أكثر قناعة بعدم جدية الدولة في هذا الاتجاه، وانها مجرد لعبة انتخابات فحسب. ونتنبئ م خلال خطابه انهم على ثقة بأمكانية سقوط أردوغان عبر صندوق الانتخابات، مما يدفعهم إلى انتظار النتائج وترك الشعب التركي حرًا في التصويت والثقة في قدرته على الاستدلال لنظام تسبب في الدمار والاستبداد وغياب سلطة القانون وتدهور الاقتصاد وفقدان الأمان.

معاونوا الرئيس التركي رجب أردوغان سارعوا لنفي تلك التقارير وكذبوا الأنباء المتداولة عن التفاوض مع السيد أوجلان كما كل مرة،

غير أن الواقع يشير إلى عكس ذلك، حيث تواصل الحكومة التركية محاولات التفاوض معه، ولكنها لم تتحقق أي تقدم حتى الآن، فاوجلان رفض تقديم أية تنازلات، مقابل الحصول على حريته، لا بل ولديه خطط تتعلق بحل للمشكلة الكردية وان ذلك سيضمن قوة تركيا وتحسين الأوضاع الأقتصادية.  أوجلان لا ينظر إلى المسألة من هذا زاوية شخصية فقط كما يريد أردوغان، بل يقدم مشروعاً متكاملاً لحل الأزمة ووقف الحرب في غضون أسبوع. ومع ذلك، تواصل الحكومة التركية رفضها لهذا الحل. يريد أوجلان اتخاذ خطوات لحل المشكلة الكردية قبل حريته، ويؤكد أن حل هذه المشكلة سيعود بالفائدة على جميع الأتراك والكرد على حد سواء، ويمثل فرصة ثمينة لتركيا للانتقال إلى مرحلة الرخاء والسلام الدائم.

من جهة أخرى يمتنع حزب العدالة والتنمية عن مشاركة مؤسسات الدولة في مثل هذه المفاوضات، بما في ذلك البرلمان والوزارات المختصة مثل وزارة العدل، ويحتفظ بسريتها داخل أجهزة الاستخبارات، لخدمة المصالح الشخصية أو الحزبية لأردوغان، مما يرفضه أوجلان ورؤيته الشاملة للحل. يدرك أوجلان تمامًا أن هذه المفاوضات مجرد وعود للاستهلاك المحلي، وأن أردوغان لن يفي بها بعد الانتخابات على أي حال.

ومع ذلك، فإن السيد أوجلان لا يرفض الاستمرار في الاجتماعات، وأخرها كان في مارس 2023، ويظل ملتزمًا بقدرته على تحقيق السلام إذا كانت الدولة جادة في ذلك.

يدرك أوجلان أن أردوغان، الذي يهوى السلطة بشكل شديد، بات في حاجة إليه اليوم أكثر مما كان عليه في الماضي، ولهذا السبب أكد السيد اوجلان في هذه المرة على ضرورة توثيق كل شيء بشكل رسمي.

"كل ما سيقال يجب أن يعلن على الملأ قبل الانتخابات". هكذا رد السيد اوجلان الذي بات على قناعة بان ذلك سيضمن نجاح المفاوضات أولا وسيكون اختبارا جديا بمدى رغبة الدولة في السلام ونبذ العنف.

كما رد السيد أوجلان على اقتراحات المفاوضات كان بأنه يجب الإعلان عن كل شيء علنًا قبل الانتخابات، حيث يؤمن بأن ذلك سيكون مفتاح نجاح هذه العملية وسيكون اختبارًا لرغبة الدولة في السلام ونبذ العنف.كما ويريد مشاركة الشعب في كل شيء.

في وقت يربط أردوغان وحلفاؤه المشكلة الأساسية التي تواجه تركيا بالأقتصاد فإن السيد أوجلان يعتبر أن المشكلة الاساسية التي تواجه تركيا هي السلام الداخلي، وان يجاهل هذا المسار واستمرار ارسال المدافع والطائرات والجيش وفتح جبهات جديدة لن تحقق اي مكاسب فالمكسب هو الجلوس على طاولة المفاوضات . 

اوجلان يركز كذلك على مشاركة الجمهور في تفاصيل المفاوضات، لكونها تهمهم أولاً وتمس أمنهم ومستقبلهم ومستقبل الأجيال القادمة.على الرغم من ذلك، فإن لدى أردوغان وجهة نظره الخاصة، حيث يريد أن يربط كل خطوة يقوم بها بزيادة أصواته. ويرى السيد أوجلان أن الكشف عن كل ما يجري في المفاوضات وعرضه على الملأ سيضمن نجاح المفاوضات ويكون اختبارًا جديًا لمدى رغبة الدولة في السلام ونبذ العنف.

لكن لأردوغان وجهة نظره فهو يربط كل خطوة يقوم بها، "أولاً وقبل كل شيء ، بمدى تأثيرها على زيادة أصواته" . 

خطة أردوغان تستهدف شق صفوف المعارضة 

قال موقع Bold Medya إن مخطط أردوغان كان دفع أوجلان، لنشر رسالة مصورة حول دعمه تحالف المعارضة، وسعيه لتأسيس دولة كردية مستقلة على حدود تركيا، بالتعاون مع كيليجدار أوغلو، لكن لم يستجب أوجلان لمطالب أردوغان وأدرك انها مؤامرة.

وقال تقرير الموقع:  يسعى أردوغان من وراء ذلك لإبعاد الناخبين المحافظين القوميين من حزب الخير، الذين قرروا التصويت لصالح كيليجدار أوغلو، عن تحالف الشعب المعارض ودفعهم للتصويت لصالحه من جديد.

وتهدف مساعي أردوغان إلى شق صفوف المعارضة عبر إثارة تخبط لدى ناخبي أحزاب السعادة والمستقبل والديمقراطية والتقدم، بخلق انطباع أنهم بدعمهم كيليجدار أوغلو يتحالفون مع تنظيم يسعى لتقسيم تركيا .

مصطفى عبدي 

30 نيسان 2023





في سوريا.. فرح الكرد بسقوط الدكتاتور يتحول إلى خوف من الغارات وهجمات تركيا وميليشياتها

  كانت جيهان، الأم لثلاثة بنات، جالسة أمام خيمتها حينما لاحظت فوضى عارمة تجتاح المخيم مع سقوط قذيفة قربها. هرعت للاطمئنان على بناتها بينما ك...