السبت، مايو 06، 2023

الإيزيديون ضحية خطاب الكراهية والعنف .. هم بحاجة إلى الحماية الدولية

الإيزيديون في العراق ضحية خطاب الكراهية والعنف ..  هم بحاجة إلى الحماية الدولية

بالرغم من ان الايزيديون يدعون الى الخير والسلام لكل شعوب الارض ويحرمون تكفير الآخر الا انهم لا يسلمون من خطابات الكراهية والعنف وبذلك هم بامس الحاجة الى الحماية الدولية هذه عبارات رددها العشرات من النشطاء الإيزيديين مع اطلاق حملة (IntlProtection4Yazidis⁩) وذلك على خلفية الهجمات التي تعرضوا لها والتحريض من قبل العشرات من خطباء المساجد في إقليم كردستان وفي المنصات الاجتماعية دون تحرك جدي من قبل السلطات.

منذ هجوم داعش على شنكال في آب هاجر اكثر من 120 الف ايزيدي خارج العراق بحثاً عن حياة كريمة لهم ولعوائلهم ، والهجرة مستمرة الى الأن، لقلق الايزيدي المستمر على حياته وتهميش حكومي لاوضاعهم.

وكان عدد الأيزيدين في العراق قبل الهجوم يبلغ  550 الف نسمة. اكثر من120 الف منهم هاجرو خارج  البلاد و 189 الف يعيشون في الخيم منذ 2014. فيما قام تنظيم داعش الإرهابي بقتل وأسر اكثر من 10 آلاف ايزيدي من ضمنهم اكثر من 5 آلاف شهيد موزعين على اكثر من 85 مقبرة جماعية فيما مازال مصير 2700 مازال مجهول الى الأن. تنظيم داعش فجر 68 مرقد ومزار ديني للأيزيدين في المناطق التي كان يقطنها الأيزيدين بعد سيطرتهم عليها في سنجار وبعشيقة وبحزاني.


الايزيديين في المانيا يتظاهرون ضد خطابات الكراهية  التي طالتهم من بعض رجال الدين في العراق واقليم كوردستان،خطابات الكراهية خلقت ارضية خصبه لداعش في السابق استمرارها يهدد التعايش ولا يساعد المكونات على الاستمرار في بلادهم

عندما نتحدث عن حاجة الأيزيديين إلى الحماية، فإننا نشير إلى المجموعة الدينية والعرقية المحددة التي تعيش في المناطق المختلفة من العالم، وخاصة في شمال العراق(إقليم كردستان العراق). الأيزيديون يشكلون أقلية دينية في المنطقة، وهم يعتنقون ديانة خاصة بهم تعرف بالديانة الأيزيدية.


يعيش الأيزيديون تحت ظروف صعبة وتحت تهديد مستمر من التمييز والاضطهاد. في عام 2014، تعرضوا في شمال العراق لهجوم من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الذي ارتكب مجزرة بحقهم وقام بإبادة واختطاف الآلاف منهم. هذا الهجوم أدى إلى نزوح الكثير من الأيزيديين وتشريد العديد من العائلات، مما تسبب في تفكك المجتمع الأيزيدي وترك آثاراً نفسية واجتماعية عميقة.

تحتاج الأيزيديون إلى الحماية من عدة جوانب. أولاً وقبل كل شيء، يجب ضمان سلامتهم البدنية والنفسية. يجب توفير الحماية والأمان لهم ومنع أي أعمال عنف أو تمييز ضدهم وحمايتهم من خطاب الكراهية المتفشي في المجتمع العراقي. يجب أيضًا توفير الدعم النفسي والعلاج للأيزيديين الذين تعرضوا لصدمات نفسية خلال هجمات داعش والتشريد وفقدان أفراد العائلة والأحباء.

بالإضافة إلى الحماية والدعم النفسي، يجب توفير الفرص الاقتصادية للأيزيديين. تعتبر الفقر والبطالة من التحديات الرئيسية التي يواجهها الأيزيديون، وتؤثر سلبًا على حياتهم وقدرتهم على توفير احتياجاتهم الأساسية الأساسية. يجب توفير فرص العمل والتدريب المهني للأيزيديين، بما في ذلك الدعم لإقامة المشاريع الصغيرة وتعزيز قدراتهم المهنية. من خلال توفير فرص العمل والاقتصاد المستدام، يمكن للأيزيديين أن يحققوا الاعتماد الذاتي والاستقلالية المالية، مما يساهم في تحسين جودة حياتهم وتعزيز رفاهيتهم. وقبل ذلك يجب تسهيل اجراءات اعادتهم الى مدنهم التي تعرضت للنهب والدمار وعدم اعتبار العودة جزءا من الاجندات السياسية والتجاذبات بين الأحزاب في إقليم كردستان.

بالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز حقوق الأيزيديين ومكافحة التمييز والعنصرية التي يواجهونها. يجب تعزيز الوعي والتثقيف حول الثقافة والديانة الأيزيدية، وتشجيع التعايش السلمي والاحترام المتبادل بين جميع المجتمعات المختلفة. يجب توفير حماية قانونية للأيزيديين ومكافحة الجرائم ضدهم وضمان محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.

أيضًا، يجب تعزيز التعليم والتثقيف بين الأيزيديين. يجب توفير فرص التعليم الجيدة والوصول إلى التعليم العالي للشباب الأيزيدي، وتعزيز القدرات التعليمية للكبار أيضًا. التعليم يعتبر أداة قوية لتمكين الأيزيديين وبناء مستقبل أفضل لهم.

تأتي حاجة الأيزيديين إلى الحماية والرعاية لكونهم الفئة التي تعرضت على مدى العقود الماضية لحروب اسهدفت ابادتهم، ولكون خطاب الكراهية والتحريض بحقهم مازال يشغل المجتمع العراقي، ومازال الايزيدي يتعرض للاضطهاد وبات خطاب الكراهية والعنصرية بحقهم جزءا من الثقافة التي تربى عليها أجيال في ظل غياب المحاسبة وعدم تدخل السلطات أو فشلها في محاسبة المسؤولين عنها. هذا يتطلب جهودًا متكاملة من الحكومات، المنظمات الدولية، المجتمع المحلي والمجتمع الدولي. يجب التعاون والتضامن لتلبية احتياجات الأيزيديين والعمل نحو خلق بيئة آمنة وعادلة تضمن لهم الحياة الكريمة والمستقبل الواعد.

بالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز حقوق المرأة الأيزيدية وحمايةها. يعتبر التمييز والعنف الجنسي ضد النساء الأيزيديات من أبرز التحديات التي يواجهونها. يجب توفير الدعم والحماية للنساء الأيزيديات اللواتي تعرضن للاختطاف والاستعباد الجنسي، وضمان العدالة للمسؤولين عن هذه الجرائم.

أيضًا، يجب توفير الدعم والتمكين للأيزيديين الذين عادوا إلى مناطقهم بعد تشريد ونزوحهم. يحتاجون إلى دعم لإعادة بناء حياتهم وتأمين الاحتياجات الأساسية مثل الإسكان والماء والطعام. يجب أن يتم تقديم الدعم لإعادة تأهيل المناطق المتضررة وتوفير الفرص الاقتصادية للأيزيديين لبناء مستقبل مستدام ومزدهر لهم.

هذان الطفلان ايزيدين واخوة اسمائهم امجد واسعد وهما من قرية تل قصب جنوب سنجار وهما لم يتجاوزا السن العاشرة ، خطفهم تنظيم داعش مع مئات من الأطفال الأيزيدين بعد قتل اهاليهم وسبي امهاتهم وتم اجبارهم على القتال ضمن صفوف ما يسمى بأشبال الخلافة .

امجد واسعد فجروا انفسهم في شمال شرق سوريا بعد أن تم غسل عقولهم واعطائهم مواد مخدرة.







مجموعة من شباب زاخو يناقشون على بث مباشر من اجل  مهاجمة الأيزيديين الساكنين في الخيم و بكل انواع الأسلحة احدهم يقول لدي قنابل يدوية والأخر يقول بالبيكيسي.

ويشجعون الشباب على الأنضمام الهم لمهاجمة مخيمات الأيزيدية في كوردستان 


ديوان الوقف السني يعقد مؤتمر صحفي من امام جامع الرحمن في سنجار : 



قائد عسكري ضمن التشكيلات العسكرية باقليم كردستان #العراق يعلق بالقول، " نحن المسلمين لسنا حاضرين للدفاع عن عبدة الشيطان ويقصد بها الايزيديين". 








رجل دين ايزيدي يتجول داخل جامع الرحمن ويطالب بأيقاف الشائعات والتحريض على الأيزيدين . 























الخميس، مايو 04، 2023

تركيا تقدم معلومات استخباراتية مضللة للولايات المتحدة وتستخدم أهدافًا وهمية كغطاء لعملياتها ضد القادة الكرد في شمال سوريا

تشهد مناطق شمال سوريا الخاضعة لسيطرة القوات التركية وميليشياتها السورية، بما في ذلك الجيش الوطني وهيئة تحرير الشام، تكثيفاً في الغارات الجوية من قبل الطائرات الأمريكية التي تقول انها تستهدف قيادات في تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة وغيرها من المنظمات المدرجة على قوائم المنظمات الإرهابية. وذلك بحسب بيانات تصدر عن الجيش الأمريكي الذي يؤكد كذلك أن هذه العمليات العسكرية تأتي في إطار الدفاع عن القوات الأمريكية ومصالح الولايات المتحدة.

وفي ظل التوتر الأمني المتصاعد في سوريا عموما، تستخدم الولايات المتحدة طائرات مسيرة لتنفيذ الغارات الجوية وضرب المواقع المشتبه بها لتنظيمات إرهابية. ومع أن الغارات الجوية تستهدف في الأساس قيادات التنظيمات الإرهابية، إلا أنها قد تؤثر أيضاً على المدنيين الذين يعيشون في المناطق المستهدفة.


مؤكد ان هذه الغارات يخطط لها بعناية وتتم استنادا لمعلومات استخباراتية ولكونها تجري ضمن مناطق خاضعة لنفوذ الجيش التركي فلا يستبعد وجود تنسيق معها وكذلك مع جماعات مسلحة سورية تنشط بفعالية في تلك المناطق وكذلك بناء على معلومات ينقلها بعض المخبرين على الأرض.

رغم أن هذا التصعيد في الغارات الأمريكية يأتي في سياق اتهامات تركيا بدعم بعض المنظمات الإرهابية في المنطقة، وبخاصة تنظيم هيئة تحرير الشام، الذي يسيطر على أجزاء كبيرة من إدلب، والذي يعتبر جزءاً من تنظيم القاعدة إلا انها تجري بتنسيق مباشر او غير مباشر مع المخابرات التركية والتي بدورها تنسق مع هيئة تحرير الشام ( جبهة النصرة سابقا) والجيش الوطني السوري الذي يضم في صفوفه المئات من قادة وعناصر داعش دون أن يتم استهدافهم.

وتجاوز عدد الهجمات التي شنتها الولايات المتحدة في مناطق الشمال السوري، التي تخضع لسيطرة القوات المسلحة التركية وميليشياتها السورية، 37 هجومًا. وأسفرت تلك الهجمات، وفقًا لبيانات متفرقة صادرة عن الجيش الأمريكي، عن مقتل 27 شخصية تم اعتبارهم خطرًا على القوات الأمريكية ومصالح الولايات المتحدة، على الرغم من أن 21 شخصًا لم يكن قد تم إدراجهم سابقا على قائمة الشخصيات المطلوبة سابقًا.

وعند استعراض السيرة الذاتية للمستهدفين، باستثناء القادة الثلاث لتنظيم الدولة الإسلامية، تبين أن الأغلبية الساحقة منهم كانوا بدور محدود جداً في تلك التنظيمات، أو من المناصرين الذين لم يشاركوا في أي هجمات عسكرية، ولم ينضموا لأي جماعات مسلحة. ومن بين المستهدفين، كان هناك مدنيون ورجل مسن لم يسبق له حمل السلاح ولم ينضم لأي تشكيلات عسكرية.

يثير هذا الأمر قلقًا بشأن مدى دقة المعلومات التي تستخدمها الولايات المتحدة في تحديد الأهداف، وإن كانت تتعرض للخداع خاصة وأن بعض المستهدفين تركوا العمل الجهادي منذ سنوات طويلة وعادوا لعوائلهم ويعملون في مهن بسيطة، وآخرون لم يكونوا جزءا من أي تنظيم مسلح. ومن المحتمل أن يكون هناك خداع تمارسه أجهزة الاستخبارات التركية، والمتعاونون مع القوات الأمريكية على الأرض وخداع تمارسه هيئة تحرير الشام و الجيش الوطني السوري بتنسيق مع المخابرات التركية او دون التنسيق معها حيث يتم منح مواقع لشخصيات معارضة لهيئة تحرير الشام / الجيش الوطني، ليستهدفها التحالف الدولي او التضحية باسماء لشخصيات متقاعدة لم يعد لها اي أثر او دور في تنظيماتها لتصفيتهم مقابل مكاسب تعود بالنفع على تركيا وعلى تلك الجماعات المسلحة والتي تضمن بقاء قادتها في مأمن من أي هجوم.

يبدو أن جهاز المخابرات التركي، الذي يتحرك بفعالية في المناطق السورية المحتلة، يتعاون مع الولايات المتحدة بتزويدها بمواقع وتحركات بعض الأشخاص الذين لديهم ماضٍ جهادي، لكن لم يعد لهم اي دور حاليا وذلك في مناطق مثل إدلب وريف حلب وريف الرقة وريف الحسكة. ولكن هذا العمل ليس بدون ثمن، إذ تقبض تركيا ثمن هذه المعلومات من خلال صمت واشنطن عن الغارات التي يشنها سلاح الجو التركي مستهدفا قيادات قوات سوريا الديمقراطية.

اذا تقبض تركيا ثمن هذه الخدمات من خلال صمت الولايات المتحدة حيال الغارات التركية التي تستهدف قوات سوريا الديمقراطية والمدنيين والمنازل، والتي تشمل أيضًا استهداف قيادات ومسؤولين في الإدارة الذاتية. 

لكن هل تتحرى الولايات المتحدة بدقة في خلفيات الشخصيات التي تستهدفها بناء على معلومات تصلها من انقرة؟

هل تدرك الولايات المتحدة انها وقعت ضحية عملية خداع طويلة من قبل تركيا، وبعض المخبرين المرتبطين بالميليشيات السورية حيث تزوّد الـ CIA بمواقع بعض شخصيات مفترض انها تشكل خطراً على الولايات المتحدة، لكن الحقيقة مختلفة فغالب الذين يجري استهدافهم معارضون لزعيم هيئة تحرير الشام وقيادات في الجيش الوطني السوري أو هم كبش فداء، كما كان يفعل الممثل الأمريكي (مورجان فريمان) في شخصية سلون في الفلم الشهير Wanted. كما ان أهم الشخصيات المدرجة على قائمة المطلوبين لدى الجيش الأمريكي يتحركون بحرية تامة دون ان يتم استهدافهم ولو بصاروخ تحذيري ومنهم أبو محمّد الجولاني القائد الأعلى لهيئة تحرير الشام المُسلّحة. وكان أيضًا أميرَ جبهة النصرة – قبل أن تُغيّر اسمها – التي تُعدّ الفرع السوري لتنظيم القاعدة.

مصطفى عبدي

4 أيار 2023

FB -  twitter - youtube


الأربعاء، مايو 03، 2023

لاجئو سوريا في لبنان: بين التمييز والإجبار على العودة إلى بلد يواجهون فيه خطرًا


يشهد لبنان منذ عام 2011 حضورًا كبيرًا للجوء السوريين بسبب الحرب المستمرة في سوريا. ومنذ ذلك الحين، تعرض اللاجئون السوريون للكثير من التحديات، بما في ذلك التمييز العنصري والإقصاء الاجتماعي، حيث عجزت الدولة اللبنانية عن حمايتهم.

وقد أثرت هذه العنصرية على جميع جوانب حياتهم، بما في ذلك العمل والتعليم والرعاية الصحية والإسكان. بما في ذلك معناتهم من الإجراءات الصارمة للحصول على التصاريح اللازمة للعمل والإقامة، وبالتالي حرمانهم من العمل والعيش الكريم.

بالإضافة إلى ذلك، تعرض اللاجئين السوريين في لبنان للتحرش والاعتداءات اللفظية والجسدية، وكذلك لعمليات احتجاز غير قانونية وتم تحويلهم لمادة اعلانية ضمن الدعاية الانتخابية لعدد من الأحزاب. وعلى الرغم من أن الحكومة اللبنانية قد اتخذت بعض الإجراءات لحماية حقوق اللاجئين السوريين، فإنها كانت غير كافية على الاطلاق، لا سيما مع تصاعد وتيرة العنصرية وقيام السلطات بإجبار اللاجئين السوريوين على العودة إلى سوريا، دون الأخذ باعتبار أنهم قد يتعرضون للاعتقال من الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، وأن سوريا ماتزال غير آمنة لعودتهم.

يجب على الحكومة اللبنانية تحسين ظروف اللاجئين السوريين في لبنان والعمل على توفير الدعم الكافي والموارد اللازمة لهم. ويجب أن تكون الحكومة ملتزمة بحماية حقوق اللاجئين السوريين وضمان إمكانية الحصول على الخدمات الضرورية وسبل العيش الكريمة.

كما ينبغي أن تتخذ الحكومة اللبنانية إجراءات صارمة ضد التمييز العنصري والإقصاء الاجتماعي لللاجئين السوريين. وينبغي العمل على توعية المجتمع المحلي حول حقوق اللاجئين وضرورة معاملتهم بالاحترام والكرامة.

يجب أن يعمل المجتمع الدولي على توفير المزيد من الدعم والموارد للحكومة اللبنانية لتحسين ظروف اللاجئين السوريين في لبنان، حيث لا يجوز اجبار اللاجئين على العودة إلى سوريا، خاصة إذا كانوا يواجهون خطرًا على حياتهم في حال العودة، وذلك بموجب القانون الدولي. فحق اللاجئين في الحماية من الاضطهاد والتمييز والعنف يحظى بالحماية القانونية الدولية، ويعد ذلك حقًا أساسيًا ولا يجب المساس به.

وتنص المواثيق الدولية مثل اتفاقية جنيف لعام 1951 المتعلقة بوضع اللاجئين، على أنه لا يجوز إجبار اللاجئين على العودة إلى بلد يواجهون فيه خطرًا على حياتهم أو حريتهم. وتحث الاتفاقية الدول على توفير الحماية لللاجئين وحمايتهم من العنف والتمييز وتوفير الظروف الملائمة لحياتهم وتمكينهم من العيش بكرامة.

وينظر القانون الدولي إلى اجبار اللاجئين على العودة إلى بلد يواجهون فيه خطرًا على حياتهم أو حريتهم كانت خرقًا لحقوقهم الأساسية ويشكل انتهاكًا للقانون الدولي. ويجب على الدول والحكومات العمل على حماية حقوق اللاجئين وتوفير الظروف الآمنة والكريمة لحياتهم، وتحسين ظروفهم المعيشية والإنسانية، والعمل على توفير الدعم اللازم للدول التي تستضيف اللاجئين لتتمكن من تلبية احتياجاتهم وتوفير الحماية الكاملة لهم.

السلطات اللبنانية مطالبة بوقف عمليات ترحيل اللاجئين السوريين قسرًا إلى سوريا، وسط مخاوف من أن هؤلاء الأفراد مُعرضون لخطر التعذيب أو الاضطهاد على أيدي الحكومة السورية لدى عودتهم.

لبنان مُلزم بموجب مبدأ عدم الإعادة القسرية في القانون الدولي الإنساني العُرفي بعدم إعادة أي شخص إلى بلد قد يواجه فيه خطر التعذيب أو الاضطهاد. وبدلًا من العيش في خوف بعد الفرار من الفظائع في سوريا، ينبغي حماية اللاجئين الذين يعيشون في لبنان من المداهمات التعسفية وعمليات الترحيل غير القانونية”.

مبدأ عدم الإعادة القسرية هو قاعدة عُرفية مُلزمة في القانون الدولي تحظر على الدول إعادة الأشخاص إلى مكان قد يتعرضون فيه لخطر الاضطهاد أو غيره من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. ويجب منح أي شخص مُعرّض لخطر الترحيل فرصة للوصول إلى المشورة القانونية، ومقابلة ممثلي المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والطعن في ترحيله أمام المحكمة.

مصطفى عبدي

6 أيار 2023


الثلاثاء، مايو 02، 2023

شبهات في الإعلان التركي عن مقتل الزعيم الرابع لداعش .. أردوغان اعلن مقتله في حملته الإنتخابية


يثير رفض التحالف الدولي المعني بمحاربة تنظيم داعش التعليق على الأنباء التي أوردتها وكالات الأنباء نقلا عن الرئيس التركي رجب أردوغان بمقتل زعيم داعش الجديد (أبو الحسين الحسيني القرشي) الشكوك في العملية برمتها لا سيما وأن الإعلان جاء على لسان أردوغان في مقابلة تلفزيونية ضمن حملته الأنتخابية وهو ما يمكن اعتباره مقتبسا من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية قبيل الانتخابات.

يثير هذه الاعلان كذلك الشك من خلال سيناريو استهداف "القرشي"، في منطقة جنديرس في ريف عفرين، الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة التركية وتنتشر فيها بكثافة أجهزة الاستخبارات التركية وميليشيات الجيش الوطني وهيئة تحرير الشام. وهذا مايدفعنا للسؤال حول كيفية بقاء القرشي مخفيًا عن أعين تلك الأجهزة والجيوش على مدار السنوات السابقة، خاصة أنه كان واحدًا من أهم قادة داعش قبل تزعمه المنظمة بفترة طويلة، جيث كانت تتم مطاردته من قبل التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية. والسؤال الآخر كيف وصل إلى عفرين قادمًا من العراق؟

وأبو الحسين الحسيني القرشي هو الزعيم الرابع لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ابتداء من 30 تشرين الثاني/نوفمبر سنة 2022، أعلن عن تنصيبه المتحدث باسم تنظيم الدولة أبو عمر المهاجر في تسجيل صوتي.
مقتل القرشي والارتباط المتجدّد بين تركيا وداعش
في العودة لتفاصيل الهجوم المزعوم الذي قتل فيه "القرشي" يوم السبت 29 نيسان 2023 فإنه استهدف موقعا تسيطر عليه ميليشيا «جيش الشرقية» على طريق قرية مسكة – سنديانكه في جنديرس بمنطقة عفرين شمال غربي محافظة حلب، هذا الأعتراف يثبت تماما الادعاءات السابقة أن «القرشي» وقيادات الصف الأول للتنظيم تتواجد وتتنقل بحرية في مناطق نفوذ الميليشيات الموالية لتركيا، وتتخفى ضمن «الجيش الوطني»، ويحملون هويات صادرة عن المجالس المحلية. تلك المعلومات تغذي فرضية أن القرشي -إن صحت أخبار مقتله- قد تمت التضحية به، وهي ورقة أردوغان قبيل الانتخابات لتبرئة نفسه من تهمة دعمه لداعش، وهي اتهامات وجهت لتركيا منذ ظهور التنظيم وفتح تركيا لمطاراتها وحدودها لعبور مقاتليه وتقديم مختلف انواع الدعم لهم.

وقُتل زعيم «داعش» الأسبق، أبو إبراهيم القرشي، في فبراير (شباط) عام 2022، في غارة أميركية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، بعد مقتل سلفه أبو بكر البغدادي في إدلب أيضاً، في أكتوبر (تشرين الأول) 2019.

وأعلن التنظيم في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، مقتل زعيمه السابق أبو الحسن الهاشمي القرشي خلال معركة. وقال متحدث باسم التنظيم، في ذلك الحين، إن الهاشمي، وهو عراقي، قتل في معركة مع «أعداء الله»، من دون توضيح للزمان أو المكان أو ملابسات مقتله. وأضاف أن الزعيم الجديد للتنظيم هو أبو الحسين الحسيني القرشي، ولم يفصح عن أي تفاصيل بشأنه، سوى أنه عنصر «مخضرم»، داعياً الجماعات الموالية للتنظيم لمبايعته.

رغم ذلك فإن مقتل القرشي -وزعماء داعش السابقين- في مخابئهم القريبة جدا من الحدود التركية السورية ضمن مناطق خاضعة لسيطرة الجيش التركي، إشارة واضحة لما يتمتع به التنظيم من حماية، ومنطقة آمنة لقيادة نشاطاته في سوريا والعراق ودول أخرى.

اعتبارًا من عام 2013، لعبت الحكومة التركية دورًا فعالًا في صعود داعش. وأخذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على عاتقه جعل بلاده ممرار آمنا لتدفق المقاتلين الجهاديين عبر "الطريق الجهادي السريع" الذي يمتد من شانلي أورفة في تركيا إلى الرقة وعبر غازي عينتاب باتجاه مدينة منبج السورية. عبر أكثر من 45 ألف مقاتل أجنبي من حوالي 80 دولة عبر تركيا إلى سوريا.

وكان بحوزة مقاتلي داعش أسلحة تركية بعلامات تركية ، كما وكانت الحدود مفتوحة لمقاتلي داعش المصابين ويتم نقلهم للمشافي التركية ويقدم العلاج لهم مجانا، الحالات العادة كانت تعالج في مشافي يمولها (الهلال الأحمر القطري) مقامة ضمن الأراضي السورية على الحدود وقرب المعابر (معبر جرابلس ، معبر تل أبيض ...).

كان مجمع زعماء داعش أبو بكر البغدادي (2013–2019)، أبو إبراهيم الهاشمي القرشي (2019–2022)، أبو الحسن الهاشمي القرشي (2022–2022)، أبو الحسين الحسيني القرشي (2022–2023) بالقرب من الحدود التركية ضمن مناطق تحتلتها تركيا وفرضت فيها سيطرتها الكاملة. هذه المنطقة تعج بالعملاء والمخابرات والجنود الأتراك والعملاء السوريين. من غير المحتمل أن يتمكن هؤلاء وهم منأكثر الإرهابيين المطلوبين في العالم من الاختباء على مرأى من الجميع دون علم المخابرات التركية.

إدلب نفسها ملاذ للعديد من الجماعات الجهادية المدعومة من تركيا والمرتبطة بالقاعدة. الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا هو تحالف جهادي في الأساس يضم العديد من أعضاء تنظيم داعش والقاعدة "سابقًا". تركيا تحميهم جميعا.

لا شك أن وجود داعش في شمال غرب سوريا، الذي تسيطر عليه تركيا، يأمرًا يُعد أمراً حاسمًا في الحفاظ على قدرة التنظيم على تنفيذ هجمات مميتة في جميع أنحاء سوريا والعراق والعالم. وبدلاً من ذلك، تستهدف تركيا، التي تمتلك ثاني أكبر جيش في الناتو، قوات سوريا الديمقراطية وقادتها وهم الذين يواصلون حملات يومية لملاحقة خلايا داعش تلك الهجمات تعرقل جهود مكافحة داعش.

يجب على الولايات المتحدة التركيز على دور تركيا في وجود قادة داعش والقاعدة في مناطق خاضعة لسيطرتها شمال سوريا. يجب الآن تطبيق استجواب على تورط تركيا مع داعش والجهاديين الآخرين في سوريا. ينبغي أن يعقد الكونغرس الأميركي جلسات استماع حول علاقات تركيا بداعش. إذا كان هناك تواطؤ، فيجب منع تركيا من تلقي الأسلحة الأميركية وتعليق عضويتها في الناتو والبدأ فورا بفرض عقوبات اقتصادية عليها.

مصطفى عبدي
2 أيار 2023







في سوريا.. فرح الكرد بسقوط الدكتاتور يتحول إلى خوف من الغارات وهجمات تركيا وميليشياتها

  كانت جيهان، الأم لثلاثة بنات، جالسة أمام خيمتها حينما لاحظت فوضى عارمة تجتاح المخيم مع سقوط قذيفة قربها. هرعت للاطمئنان على بناتها بينما ك...