الأحد، مايو 14، 2023

من هو الرئيس ؟

في أول تصريح متعلق بالانتخابات التركية قال منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أن تركيا لديها تقاليد ومؤسسات ديمقراطية، وان واشنطن تمتنع بشكل عام عن التعليق على الانتخابات أو أي مرشح فيها وان الولايات المتحدة تؤكد على أن الشعب التركي هو صاحب القرار.

التصريح يؤكد ان الولايات المتحدة لا تتدخل بالانتخابات التركية، لكن الولايات المتحدة ورئيسها جو بايدن كانوا بشكل مباشر ضمن دائرة الاتهام من قبل أردوغان ووزير داخليته حيث شنوا هجوما لذاعا بشكل متكرر في حملتهم الانتخابات على بايدن واتهموا البيت الأبيض بالسعي لاسقاط أردوغان. من جهته فإن فريق المعارضة برئاسة كمال كليجدار اوغلو في حملته الانتخابية حذر روسيا من التدخل في الانتخابات التركية واتهمها بالوقوف وراء تسريبات أدت لانسحاب المرشح الرئاسي محرم انجيه.

اللافت في التصريح الوحيد الصادر من البيت الأبيض احتواءه على لهجة تهديد ضمنية، لا سيما وانه جاء بعد تصريحات لأردوغان ووزراءه وحليفه في حزب الحركة القومية ومانشر في وسائل اعلامية موالية للحزب الحاكم في تركيا عن سيناريو رفض تسليم السلطة وانتقالها سلميا إن فازت المعارضة، وانهم قد يلجئون لاحداث انقلاب ورفض النتائج عبر الطعن بمصداقيتها. التصريح هو رسالة واضحة لأردوغان وكذلك للمعارضة بان الولايات المتحدة مهتمة للغاية بهذه الانتخابات وبنتيجتها وانها ملتزمة كذلك بحماية الشرعية ومايقرره الشعب التركي وستتدخل لتطبيق ذلك إن تم عرقلته.

استقرار تركيا يشكل اهمية كبرى لواشنطن وهو مادفعها في ليلة الانقلاب لتحريك اسطولها الجوي من طائرات F16 في قاعدة انجرليك لمرافقة طائرة أردوغان الهاربة وتأمين وصولها لاسطنبول وبالتالي حمايته كرئيس شرعي وافشال الانقلاب. وهي ستكون حاضرة كذلك اليوم لحماية مايقرره الشعب إن قام أردوغان بالانقلاب هذه المرة على نتائج الانتخابات ورفض نقل السلطة. التهديد الأمريكي الضمني دفع أردوغان إلى التراجع لاحقا والقول انه سيتقل السلطة سلميا، وسيلتزم بما يقرره الشعب التركي.

عموما فإن لا حظوظ لأردوغان في البقاء في السلطة، والرئيس الثالث عشر لتركيا هو كمال كليجدار اوغلو، هذا ما تؤكده التقارير التي أرسلتها السفارات الغربية لعواصمها لا سيما الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوربي والصين والإمارات. لكن روسيا ماتزال تتأمل فوز اردوغان وهي الأخرى متشككة في نجاحه.

فوز المعارضة لن يقتصر على منصب الرئيس وحده -بحسب تقارير السفارات الغربية- وانما سيحوز "تحالف الأمة"، مع "تحالف العمل والحرية" الذي شكله حزب الشعوب الديمقراطي على اغلبية في البرلمان تؤهلهم لاصلاح ما أفسده أردوغان على مختلف المستويات، ولتنفيذ الاصلاحات التي تعهدو بها خلال حملتهم الانتخابية وهذا ما سينقل تركيا بدون عوائق من الديكتاتورية ونظام الرجل الواحد التي رسخها أردوغان إلى دولة ديمقراطية ولكي تعود وتشغل دوره الجيد في المنطقة والعالم.

ملامح هزيمة اردوغان بدأت مع الانتخابات البلدية التي جرت في31 مارس 2019 والتي نتج عنها فوز إمام أوغلو من الحزب الجمهوري. الحدث كان بداية لهزيمة العدالة والتنمية، ورسم مسارلدا جديدا على صعيد الوضع الداخلي، ومهد إلى مشهد سياسي جديد في تركيا. المدينة الاستراتيجة التي يبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة وتمثل القلب الاقتصادي لتركيا، والتي طالما كانت مصدر دعم مهم لأردوغان على مدار ربع قرن.

أردوغان نفسه، شغل منصب رئيس بلدية اسطنبول في التسعينيات، وكانت اسطنبول "بوابته" نحو كرسي السلطة، واليوم يتكرر المشهد لصالح المعارضة بعد هزيمة ثاني أهم رجل في النظام السياسي التركي، بن علي يلديرم. ما شكل بداية النهاية لسلطة لأردوغان.

تعرف على برنامج المعارضة في حال فوزها في الانتخابات


الجمعة، مايو 12، 2023

قرار صادم للاجئين المرفوضة طلباتهم في ألمانيا : تفتيش شامل لمساكن اللاجئين

ضمن خطة تعزيز عمليات ترحيل طالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم في ألمانيا، تم اتخاذ خطوة جديدة عن طريق السماح للشرطة بتفتيش جميع الغرف في مساكن اللاجئين، بدلاً من تفتيش غرفة الشخص المطلوب ترحيله .

كانت هذه الخطوة جزءًا من التدابير الأمنية الجديدة التي أقرتها الحكومة بهدف ضمان تنفيذ إجراءات الترحيل بفعالية للأشخاص الذين تم رفض طلبات لجوئهم.

سابقا كانت الشرطة تقوم بزيارة اللاجئين المرفوضة طلباتهم في عنوان السكن الخاص بهم وفي غرفهم، ولا يسمح لهم بالبحث عنهم في غرف أخرى ضمن الكامب. وهو ما كان يمنح فرصة لهؤلاء للتحايل على الشرطة والانتقال لغرفة أخرى غير مسجلين فيها، فيصعب بذلك تنفيذ القانون وترحيلهم إلى بلدانهم أو إلى أول بلد قدموا منه إلى ألمانيا.

ومن خلال هذه السياسة الجديدة، أصبح لدى الشرطة صلاحية تفتيش جميع الغرف في مأوى اللاجئين، بغض النظر عن هوية الأشخاص الذين يعيشون في تلك المساكن. وهذا يعني أنه يمكن تفتيش غرف أشخاص آخرين في حالة وجود معلومات أو شبهات تشير إلى وجود أشخاص مطلوبين للترحيل.

من المهم أن نفهم أن هذه الإجراءات الأمنية ليست تمييزية بحق اللاجئين، وإنما هي جزء من الإجراءات الأكثر صرامة التي تتبعها الحكومة لتسريه البت في طلبات اللجوء، وتخيف الكثافة في أماكن الإيواء المؤقتة، والتي تشهد تزاما شديدا.

من جانبها، تؤكد الحكومة أن هذه الخطوة تم اتخاذها وفقًا للقانون وباحترام للحقوق الأساسية للأفراد. تعتبر تفتيشات المساكن جزءًا من استراتيجية ضمان تطبيق قوانين الهجرة واللجوء بشكل صارم.

مع ذلك، يجب أن يتم مراعاة حقوق اللاجئين وضمان حماية كرامتهم وخصوصيتهم. يجب أن تتم هذه التفتيشات بشكل محدود ومستهدف، مع ضمان وجود ضوابط وإجراءات لضمان احترام الحقوق الأساسية للأفراد وتجنب التمييز العنصري أو التعسف في تنفيذها.

ارتفاع عدد اللاجئين!

ارتفع عدد الأشخاص الذين يطلبون الحماية في ألمانيا بشكل كبير خلال العام الماضي، ويرجع ذلك أساسًا إلى الحرب في أوكرانيا. فقد تم تسجيل أكثر من مليون شخص، فروا من أوكرانيا، في ألمانيا، معظمهم من النساء والأطفال.

كانت هناك أيضًا زيادة في طلبات اللجوء "العادية"، بعد انخفاض ملحوظ خلال جائحة كورونا، إذ قدم حوالي 218000 طلب لجوء في ألمانيا في عام 2022، بزيادة قدرها 47 بالمئة عن العام السابق. واستمر العدد في الارتفاع خلال الربع الأول من عام 2023، وكان معظم المتقدمين بالطلبات ينحدرون من سوريا وأفغانستان.

على الرغم من وصول المزيد من الأشخاص إلى ألمانيا طلبًا للحماية في عام 2022 مقارنة بعام 2015، والذي يوصف بأنه عام "أزمة الهجرة ''، إلا أن هناك فرقًا مهمًا بين ذلك الوقت والآن. فوفقًا لدراسة أجراها مكتب الهجرة واللاجئين (BAMF) ، تم استضافة حوالي ثلاثة أرباع اللاجئين الأوكرانيين من قبل أفراد، مما وضع ضغطًا ضئيلًا نسبيًا على مرافق الإقامة التي تديرها الحكومة في الولايات والبلديات.

الأحزاب الكردية في سوريا والعراق: هل يدعمون أردوغان أم كمال أوغلو؟

يراقب الكرد في سوريا و العراق عن كثب الانتخابات الرئاسية التركية بقلق، فيما يتطلّع المسؤولين في إقليم كردستان (العراق) و الإدارة الذاتية (سوريا) بكثير من الاهتمام هذه الانتخابات ونتائجها التي ستؤثر بشكل كبير على المنطقة.

ورسميا لم يعلّق القادة الكرد على التنافس المحتدم بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومنافسه كمال كليتشدار أوغلو والذي ستحسم صناديق الاقتراع في الانتخابات يوم 14 مايو، أيهما سيحكم تركيا.

إلا أنه في "وسائل الإعلام وفي المجال السياسي، الجميع منشغلون للغاية في الانتخابات التركية".

الحزب الديمقراطي الكردستان (العراق) : يتمتع "الديمقراطي الكردستاني" بعلاقات طيبة مع حزب العدالة والتنمية، ورئيسه أردوغان، رغم أن قادة الحزب لا يدعمون أردوغان بشكل علني لكن المتتبع لوسائل الاعلام التي يسيطرون عليها يكشف عن دعم ضمني له، كما وأن زعيم حزب HÛDA PAR التركي ونائبه حظيا باستقبال حافل في هولير، من قبل مسعود البارزاني(رئيس الحزب)، ونيجرفان البارزاني(رئيس الإقليم) اضافة لزيارة مسؤول العلاقات في الديمقراطي الكردستاني لمقر الحزب في مدينة ديار بكر وهو ماعتبر اشارات واضحة لدعم هذا الحزب الذي تحالف مع خزب العدالة والتنمية في انتخابات 14 أيار.


وفي اشارة أخرى أن "الديمقراطي الكردستاني" يدعم أردوغان، منعت سلطات مطار أربيل الأحد النائب من حزب الشعوب الديمقراطي حسن أوزغونيش من دخول الإقليم وأعادته إلى بلاده. حزب الشعوب الديمقراطي هو ثالث أكبر أحزاب تركيا، دعا في أواخر نيسان، إلى التصويت لكمال كيليتشدار أوغلو.


الاتحاد الوطني الكردستاني (العراق) : 


بافل طالباني الذي يتزعم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني لم يعلق بشكل مباشر على الانتخابات التركية، لكنه دعم صراحة حزب الشعوب الديمقراطية (HDP) وأقدم على خطوة جريئة أغضبت أردوغان حيث شارك في احتفالية نظمها (الشعوب الديمقراطية) في مدينة آمد (ديار بكر) عبر الفيديو بمناسبة عيد نوروز، والق كلمة قوية داعيا فيها الى الوحدة الكردية لمواجهة المخاطر التي تهدد وجودهم، في إشارة للخطر الذي يشكله أردوغان كما طالب السلطات التركية باطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ودعا لفك العزلة التي تفرضها السلطات التركية على زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان. مشاركة بافل اعتبرت دعما مباشر لحزب الشعوب الديمقراطية في مواجهة أردوغان، ودعما غير مباشر لمرشح المعارضة كمال أوغلو.

وهنالك أحزاب أخرى مثل حركة التغيير لا يختلف موقفها كثيرا عن الاتحاد الوطني، لا سيما وأن السلطات التركية كانت قد اتخذت عدة إجراءات عقابية مؤخرها ضدهم عبر اتخاذ قرار وقف الرحلات الجوية إلى مطار السليمانية، وحظر العبور من تركيا إليها.

حزب الاتحاد الديمقراطي (سوريا) :

يدعم حزب الاتحاد الديمقراطي بشكل مباشر حزب الشعوب الديمقراطية، ورغم غياب موقف صريح منه في هذه الانتخابات لكن وسائله الاعلامية تقوم بتغطية نشاطاته، وتندد بممارسات حزب العدالة والتنمية والسلطات التركية. هذا الموقف يصب بشكل مباشر في صالح المعارضة ومرشحها للانتخابات.

أحزاب المجلس الوطني الكردي (سوريا) :

رغم غياب أي تصريح لقادة المجلس الوطني الكردي إلا أن كونه طرفا في الائتلاف السوري فإنه يتبنى موقفه، والذي يتسم بالقلق من كلا المرشحين أردوغان، وكمال أوغلو . وخاصة في مايتعلق بالتطورات الأخيرة ورغبة أردوغان في المصالحة مع الرئيس السوري بشار الأسد والضغط على اللاجئين السوريين للعودة. موقف المجلس الوطني الكردي يظل غامضا، مثل موقف الائتلاف وهم الذين ظلوا يدعمون اردوغان ويناصرون مختلف سياساته طيلة العقد الأخير.

احزاب كردية اقل شأنا ك الحزب الديمقراطي التقدمي وحزب الوحدة التزمت الصمت لكنها تدعم ضمنيا المعارضة التركية.

مصطفى عبدي

12 أيار 2023

الأربعاء، مايو 10، 2023

لماذا يكره الكرد أردوغان ... ؟



بات الكرد وصعود دورهم في الشرق الأوسط هاجسا يلازم أردوغان الذي رهن سياسيات تركيا داخليا وخارجيا في مواجهتهم، فلا شغل له سوى السعي وراء تحجيم النفوذ الكردي شمال سوريا، والعراق وإيران وقمعهم في بلاده، مطوعا أي سلاح يمكن أن يفيده في ذلك وإن كان هذا السلاح تنظيم داعش، وعقد الصفقات والاتفاقيات مع تلك الدول للتنسيق في محاربتهم لكن رغم ذلك صمد الكرد وحققو المزيد من الانتصارات على الأرض واكتسبوا ثقة المجتمع الدولي.


الهوية القومية التركية المتطرفة الممزوجة بالهوية الاسلامية الراديكالية هي التي وفرت لأردوغان أسس ترسيخ سلطته القمعية المستبدة خلال عقدين من حكمه المضطرب، ومحاولة فرض نفسه كقوة اقليمية قادرة على التحكم بالملفات الدولية وتعقيداتها الى جانب تحويل تركيا لدولة يحكمها رجل مستبد، يتحكم في كل شيء من الاقتصاد الى الجيش إلى البلديات والقضاء والدستور والمحاكم فيزج بمن يشاء في السجن ويحظر الأحزاب والجمعيات.

لكن هذه الهوية عجزت عن تحطيم "القومية الكردية" العدو اللدود، رغم كل مافعله من اعتقالات، الى عزل نواب البرلمان ورؤوساء البلديات واعتقلهم، وتدمير المؤسسات الثقافية الكردية، والتحريض الإعلامي واثارة الفتنة والدفع نحو الاقتتال إضافة إلى رفع دعاوي لإغلاق أحزابهم، خارجيا شن هجمات تستهدف المناطق الكردية في سوريا وفي العراق اللتين تحكمان بأنظمة هشة وارتكب مجازر بحق المدنيين وارسل جيشه لاحتلال المدن الكردية وقتل او تهجير سكانها وتجنيد الميليشيات لملاحقتهم وسرقة ونهب ممتلكاتهم.

ولعل النجاح الذي حققه الكرد بهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في كوباني والتي ألهبت الكثير من مشاعر التعاطف معهم، بالنظر إلى البسالة الشديدة التي أظهروها، رجالا ونساء، في المعارك من شارع إلى شارع، ومن منزل إلى منزل، كانت هزيمة لمشروع أردوغان كذلك الذي راهن على انتصار داعش لسحق الطموحات الكردية في سوريا، والعراق وتفكيك جغرافيتهم.

إلا أن الكرد هم الذين كسبوا المعركة. وكسبوا معها شيئا آخر لا يقل أهمية من الناحية الاستراتيجية هو أنهم أصبحوا حليفا موثوقا للولايات المتحدة، والتحالف الدولي وهو بالنسبة إلى أردوغان خسارة كبرى على جبهة الحرب ضد الكرد وعلى جبهة العلاقات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي.

لماذا يكره الكرد أردوغان ؟

رغم العنف المفرط وحملات القمع المتكررة التي شنتها مختلف الأنظمة الحاكمة في تركيا والتي استهدف طمس الهوية الكردية وتشتيتهم إلا أن الكرد ظلوا يمدون أيديهم للمصالحة وتحقيق السلام عبر الحوار. رافضين التنازل عن حقوقهم. وبالتالي فإن السؤال هنا يجب عكسه وهو لماذا يكره أردوغان الكرد، ليس في تركيا وحدها وإنما في مختلف الدول حتى الكرد الذين هجروا منذ عقود وتركوا خلفهم كل شيء ليستولي عليها يظل يلاحقهم مطالبا بتسليمهم لنظامه للزج بهم في سجونه المتكظة بهم، فالكردي الجيد بالنسبة لأردوغان هو الكردي الميت.

نسرد أسبابا لهذا العداء الذي ترتبط جذوره بالسياسة والتاريخ والمصالح القومية :

-الصراع التاريخي: يخوض الكرد في تركيا صراعا طويلا لنيل حقوقهم. تاريخياً، واجه الكرد تمييزًا وقمعًا من الدولة التركية، وخاصة فيما يتعلق باللغة والثقافة والهوية. وهو الطريق ذاته الذي سلكه أردوغان معتقدا أنه سيكون قادرا على إبادتهم.

- السياسة الداخلية: يُعتبر أردوغان جزءًا من النظام السياسي التركي الذي غالبًا ما يُلقي باللوم على الكرد في البلاد بشأن القضايا الأمنية ويتهم بالإرهاب وتقسيم البلاد، ورغم الدعوات العديدة التي أطلقها الكرد لانتهاج المفاوضات كوسيلة لحل المشكلات إلا أن الحكومة التركية واجهت تلك الدعوات بالمزيد من العنف.

-الصراعات الإقليمية: شنت تركيا عمليات عسكرية معقدة في شمال سوريا والعراق استهدفت احتلال المدن الكردية وتدمير البنية التحتية وتهجير سكانها، وقتل الآلاف من المدنيين. ولاردوغان طموح تحويل تلك المناطق لمستعمرة لتوطين 3 مليون من اللاجئين السوريين فيها.

- سياسة القومية التركية: يتبنى أردوغان وحزبه العدالة والتنمية سياسة قومية تركية متطرفة، بطموحات استعمارية تتجاوز حدود تركيا، لا سيما وانه متحالف مع حزب الحركة القومية المتطرف.

-قمع الحريات السياسية: قمعت حكومة أردوغان الحريات السياسية. وقد شهدت تركيا اعتقالات لنشطاء كرد وسياسيين وفنانين معارضين وصحفيين، واعضاء برلمان وأعضاء ورؤساء بلديات مما أثار قلق الكرد بشأن الحرية السياسية وحقوق الإنسان.

تلك بعضا من الأسباب لعدم دعم العديد من الكرد أردوغان، الذي لم يختلف عن سابقيه وواصل انتهاج العنف لسحق مطالبهم بدل التفاوض على حلها حيث عمل على اضطهاد والتمييز والقمع من قبل أجهزته الأمنية.

مصطفى عبدي

11 أيار 2023

في سوريا.. فرح الكرد بسقوط الدكتاتور يتحول إلى خوف من الغارات وهجمات تركيا وميليشياتها

  كانت جيهان، الأم لثلاثة بنات، جالسة أمام خيمتها حينما لاحظت فوضى عارمة تجتاح المخيم مع سقوط قذيفة قربها. هرعت للاطمئنان على بناتها بينما ك...