أغلقت السلطات في "إقليم كردستان" شمال العراق معبر فيش خابور – سيمالكا الحدودي مع منطقة "الإدارة الذاتية" شمال سوريا وهو ما يهدد حياة أكثر من 5 ملايين مدني، في ظل حصار تفرضه كل من تركيا و النظام السوري حيث أغلقوا كذلك كافة المعابر مع هذه المنطقة التي باتت محاصرة ومغلقة المعابر من كافة الاتجاهات.
ويقع معبر معبر فيش خابور – سيمالكا الحدودي في شمال شرق سوريا ضمن محافظة الحسكة، ويبعد عن مركز مدينة الحسكة ما يقارب 33 كيلومترا، ويقابله في الجانب العراقي معبر ” فيشخابو” التابع لمحافظة دهوك في إقليم كردستان.
يُعتبر معبر سيمالكا الحدودي بين العراق وسوريا المنفذ الوحيد بين إقليم كردستان العراق ومناطق نفوذ "الإدارة الذاتية" في شمال شرق سورية، في ما يخص التبادل الإنساني والتجاري وإيصال الأدوية ومعالجة المرضى، وخاصة مرضى السرطان والحروق، وسفر المواطنين إلى خارج سورية، وزيارة المغتربين لأهلهم.
المعبر يربط "منطقة الإدارة الذاتية" في شمال شرق سوريا، بإقليم كردستان العراق. من الطرف السوري يسمى بمعبر"سيملكا"، ويديره موظفون من الإدارة الذاتية، التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي ويتحكم به أمنياً "قوات الآسايش" ومن الطرف العراقي يسمى "فيشخابور" يسيطر عليه موظفون وجهاز أمني تابع للحزب الديمقراطي الكردستاني.
أسباب إغلاق المعبر
بررت السلطات في إقليم كردستان (الحزب الديمقراطي الكردستاني) إغلاق المعبر بأنه مرتبط بسلوك "الإدارة الذاتية" واتهمها بعدم الالتزام بالاتفاقيات المتعلقة بآلية تنظيم العبور. لا بل وصعدت الاتهمام الى محاولة نقل أسلحة وذخائر إلى إقليم كوردستان والاضرار بأمنه.
من جهتها اتهمت "الإدارة الذاتية" مسؤولي حزب الديمقراطي الكردستاني باستخدام المعبر كورقة ضغط وابتزاز لفرض سلطتها، وقرارتها التعسفية. واتهمت "إدارة المعبر" بالتسبب في وفاة عشرات الجرحى لمنع عبورهم للعلاج في إقليم كردستان. كما قالت انه تم منع عبور العديد من المواطنين لأسباب سياسية، اضافة لفرض إجراءات استخبارتية وأمنية تعجيزية.
هذا هو السبب الحقيقي لاغلاق المعبر
كما هو معروف فإن المعبر يقع تحت سيطرة الحزب الديمقراطي الكردستاني من طرف إقليم كردستان العراق، ولسيطرة حزب الإتحاد الديمقراطي من الطرف السوري. والخلافات بين الطرفين ينعكس بشكل مباشرعلى وضع المعبر.
الحزب الديمقراطي الكردستاني يطالب بتسهيل اجراءات عبور قيادات واعضاء المجلس الوطني الكردي واحزابه من المعبر، لكنه بالمقابل يعرقل عبور المسؤولين في الإدارة الذاتية، والمواطنين الغير مرتبطين بشكل وثيق بالمجلس الوطني الكردي. الخطوة رفضتها الإدارة الذاتية واعتبرتها تمييزا وتفضيلا للناس على اعتبارات سياسية وشبهات الفساد وأن هذا الاجراء سيؤثر على السلام والسلم الأهلي وسيعمق الخلافات في المجتمع.
القرار الأخير الذي اتخذه الحزب الديمقراطي الكردستاني باغلاق المعبر مرتبط بشكل مباشر برفض "ادارة المعبر" من طرف الإدارة الذاتية منح إذن العبور إلى وفد من قيادات المجلس الوطني الكردي (المحسوب على الحزب الديمقراطي الكردستاني) إلى إقليم كردستان العراق لحضور مراسم افتتاح المتحف الوطني للبارزاني. وهو ما اغضب قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني وفرضت اغلاقه كاجراء عقابي.
وبحسب مصدرين من طرفي المعبر، فإن رفض الإدارة الذاتية لعبور وفد المجلس لم يكن نهائياً، وانما كان مرتبطا بتخفيف الاجراءات التي فرضها الحزب الديمقراطي الكردستاني لعبور المواطنين، والمسؤولين باتجاه اقليم كردستان العراق، حيث يعرقل الديمقراطي الكردستاني من جهته عبور الوفود الرسمية، وحتى المواطنين إذا لم يتم تزكيتهم من قبل المجلس الوطني الكردي وهو الإجراء الذي يرفضه حزب الاتحاد الديمقراطي.
سبب اضافي وهو تحسس الحزب الديمقراطي الكردستاني من قوة العلاقات بين "الادارة الذاتية"، و"حزب الاتحاد الوطني الكردستاني" في السليمانية، والزيارات المكثفة المتبادلة بين الطرفين، ومنها زيارة رئيس الاتحاد بافل طالباني إلى القامشلي ولقاءه بوفود سياسية وأمنية وعسكرية، والزيارات التي يجريها قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي الى السليمانية وهو ما ازعج بشكل كبير الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي بدأ يدرك أنه خسر نفوذه في سوريا لصالح الاتحاد الوطني الذي هم على خلاف كبير معه كذلك داخليا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ماهو رأيك ؟