رئيسي كان قد انتقد في تصريحاته قبيل الزيارة البلدان العربية وقال أنها تعاونت مع الولايات المتحدة ضد سوريا، وسعت لتصفية حساباتها مع دمشق، واعتقدت أن سوريا سوف تنهار" مؤكدا أن "إيران، هي البلد الذي دعم نظام الحكومة السورية، لإفشال مخططات السيطرة عليها".
وستكون هذه الزيارة هي الأولى التي يقوم بها رئيس إيراني إلى الأسد منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011. حيث كانت إيران طرفا رئيسيا لصالح نظام الأسد وقدمت الى جانب روسيا مساعدة عسكرية ودعما اقتصاديا، مما مكنه من قلب دفة الصراع واستعادة السيطرة على معظم مناطق بلاده.
ينظر للزيارة على أنها إعلان انتصار إيران في سوريا، وهي لقطف ثمار ذلك الانتصار، بعد حرب كانت إيران الداعم الأساسي فيها لنظام الأسد، وكذلك بعد سلسة زيارات لوزراء خارجية عرب إلى دمشق والحراك المتسارع لعودة سوريا إلى المحيط العربي.
على العموم يمكن النظر للزيارة على أنها تحمل في طياتها رسائل عديدة إلى جهات متعددة:
الرسالة الأولى إلى دمشق بأن إيران التي دعمت نظام بشار الأسد لا يجب المساومة على دورها ووجودها العسكري والسياسي والاقتصادي والأمني في سوريا. وأن دمشق ليست حرة في اتخاذ القرار دون العودة لطهران. وتأكيد ان إيران ستنال حصتها من مختلف المشاريع لا سيما المتعلقة منها بإعادة البنية التحتية والإعمار. الرسالة الثانية، لاسرائيل والولايات المتحدة بأن إيران لن تغادر سوريا وأن سوريا هي خط المواجهة الأول بالنسبة لها، والرسالة الثالثة بأن إيران مصمة وماضية بقوة في دعم الميليشيات الموالية لها في المنطقة لا سيما في لبنان وفي سوريا التي بات وجودها العسكري بارزا ويتم استهدافها من قبل اسرائيل ومؤخرا الولايات المتحدة بقوة، والرسالة الرابعة موجهة للدول العربية التي لم يخف رئيسي انتقادها وأنها كانت جزءا من مخطط غربي استهدف دمشق، وأن مساعيهم في اعادة العلاقات الدبلوماسية لن تمحوا سنوات الحصار والقطيعة ودعم الجماعات التي يصفها ب الإرهابية، وأنهم لن يزاحموا إيران في سوريا التي تعتبرها إيران حديقتها الخلفية، بعد تجاوزها الأزمة الطاحنة التي مرت بها في العقد الماضي.
لإيران أكثر من مخطط في المنطقة وسوريا، يتجاوز الدور العسكري والأمني والاستخباراتي إلى مساعيها بأن تشغل دورا مهما في مستقبل سوريا وقرارها اضافة لدورها في الاقتصاد السوري وتكبيله بالاتفاقيات ودور في إعادة الاعمار كذلك، كما وأن استمرار تواجد القوات الأمريكية هو مصدر قلق كبير لإيران والتي تلقت مؤخرا ضربات عديدة استهدفت مقرات وقواعد لميليشيات إيرانية في دير الزور والبادية. وهذا القلق دفع رئيسي للتأكيد أن بلاده مستعدة للانضمام إلى مجموعة بريكس وقال: “ندين الأحادية والتفرد الأميركي ونعتقد أن بلدان العالم لا تختصر بثلاثة أو أربعة تعد نفسها حاكمة العالم”.
مصطفى عبدي
6 أيار 2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ماهو رأيك ؟