الجمعة، مايو 12، 2023

رئيس المخابرات السورية يلتقى المعارضة السورية المدعومة من تركيا في حلب ... ناقش معهم شروط "المصالحة"

يبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد في سباق مع الزمن لتطبيق بنود اتفاق عودته للجامعة العربية، وتنفيذ مخرجات اللقاء الذي جمع وزراء خارجية سوريا وتركيا وإيران وروسيا في موسكو. خاصة وأن كل شيئ بات يصب في مصلحة تقوية ودعم نظامه الذي كان قبل سنوات قاب قوسين أو أدنى من السقوط.

موقع Intelligence Online "استخباراتي" الفرنسي كشف أنَّ رئيس المخابرات العامة السوري، حسام لوقا، الذي رافق وزير الدفاع علي محمود عباس إلى موسكو؛ للمشاركة في مفاوضات رباعية مع روسيا وتركيا وإيران في 25 أبريل/نيسان 2023، سافر بعد يومين فقط من عودته إلى حلب ليعرض شخصياً على "المعارضة" المدعومة من تركيا شروط المصالحة.

حيث  تركّزت المحادثات في روسيا على تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق. وشملت شروط تركيا أهمها عودة اللاجئين، في حين طلبت سوريا انسحاب القوات التركية وإعادة فتح الطريق السريع "إم 4" الاستراتيجي. 
 
في حين تحدث وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مع نظرائه من إيران وتركيا وسوريا، التي التقى رؤساء مخابراتها أيضاً خلف الأبواب المغلقة. واجتمع لوقا مع هاكان فيدان، رئيس جهاز المخابرات التركي.

حتى الآن، كانت النتيجة الوحيدة المعلنة للاجتماع هي إظهار الاستعداد للانعقاد مرة أخرى. لكن في سوريا، تجري المحادثات بطريقة أكثر تكتماً وسرعة. وكُلِّف لوقا بالفعل بقيادة مفاوضات ما تُسمَى بعمليات "المصالحة" المحلية في عام 2021، وهي المحادثات التي أدت بشكل أساسي إلى استسلام العديد من المعارضين بضغوط من تركيا. والآن، هو أيضاً مسؤول عن إعادة تفعيل مسار المصالحات.

بعد يومين من عودته إلى دمشق في 25 أبريل/نيسان، على متن الطائرة الروسية TU-154، كان لوقا في حلب للقاء المعارضين المدعومين من جهاز المخابرات التركي، حيث قدم لهم شروطاً للمصالحة لا تختلف كثيرا عن الشروط التي سبق وقبلها هؤلاء حينما كانوا يسيطرون على غالب الأراضي السورية، واضطروا بموجبها لتسليم أسلحتهم والانسحاب بالباصات الخضراء بضعوط تركيا، بموجب صفقة عقدتها مع روسيا وإيران تضمت وقتها توغل قواتها في عدة مدن حدودية سورية، واقامة قواعد عسكرية فيها بذريعة مكافحة الإرهاب . 

وفي الاجتماع الذي شارك فيه وفد روسي ابلغ لوقا "المعارضة" أن هنالك انسحاباً محتملاً للقوات التركية" وابلغهم أن" تركيا التي كانت تساعدكم ستغادر الأراضي السورية، يجب عليكم معرفة ذلك وسنمنحكم فرصة لاجراء تسوية".

إضافة إلى نقل عمليات التفاوض بين المستويين الدولي والمحلي، لا يزال لوقا مسؤولاً عن كسب أرضية للقضايا الإقليمية. وقد وضعه هذا في طليعة عملية التطبيع مع السعودية، التي كما كشف موقع Intelligence Online، دفعته للسفر إلى الرياض في ديسمبر/كانون الأول. وعاد إلى العاصمة السعودية في يناير/كانون الثاني ومرة ​​أخرى في مارس/آذار، عندما تمكن من تسوية تفاصيل إعادة فتح السفارة السعودية في سوريا.

كذلك إثارة مسألة المفاوضات الرباعية مع إيران وتركيا وروسيا. واستغلت الرياض أيضاً زيارته، لتمرير طلبها تقليص إيران وجودها في سوريا، ومسألة مهمة أخرى وهي مكافحة تهريب المخدرات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ماهو رأيك ؟

في سوريا.. فرح الكرد بسقوط الدكتاتور يتحول إلى خوف من الغارات وهجمات تركيا وميليشياتها

  كانت جيهان، الأم لثلاثة بنات، جالسة أمام خيمتها حينما لاحظت فوضى عارمة تجتاح المخيم مع سقوط قذيفة قربها. هرعت للاطمئنان على بناتها بينما ك...