الأحد، أبريل 30، 2023

أصوات الكرد حاسمة.... قرروا إسقاط أردوغان عبر صندوق الإنتخابات


حسم الكرد موقفهم أخيرا، في تحديد المرشح الرئاسي الذين سيصوتون له وهو مرشح تحالف الأمة الذي شكلته أحزاب المعارضة كمال كليجدار أوغلو والذي باتت حظوظه كبيرة في إنهاء حكم حزب العدالة والتنمية.

على بعد أسابيع قليلة من الانتخابات النيابية والرئاسية التي ستعقد في تركيا يوم 14 مايو/أيار 2023؛ يظهر الدور البارز للصوت الكردي الذي عادة ما يكون له تأثير قوي في الانتخابات التركية كافة؛ مع توقعات بأنه سيكون صوتاً حاسماً في تحديد الرئيس القادم للجمهورية التركية، وتحديد الغالبية البرلمانية داخل مجلس النواب التركي.

الرئيسة المشاركة لحزب الشعوب الديمقراطية بيرفين بولدان قالت في التجمع الذي أقيم في ساحة باغجلار بإسطنبول بمشاركة سيري سورييا أوندر ومرشحين برلمانيين إن صعود أردوغان إلى الساحة السياسية بدأ من اسطنبول. وستنتهي قصته السياسية في اسطنبول.

اضافت " سنذهب لصناديق الانتخاب لمحاسبة أردوغان على الاضطهاد الذي يمارسه منذ 21 عامًا، بالأصوات التي ندلي بها".

وقال تحالف العمل والحرية الذي يهيمن عليه حزب الشعوب الديمقراطي، القوة السياسية الثالثة في تركيا، في بيان "في هذه الانتخابات التاريخية، ندعو شعوب تركيا إلى التصويت لكمال كيلتشدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية".

وكان الحزب المؤيد قدم دعما ضمنيا في نهاية مارس لكمال كيلتشدار أوغلو عبر الإعلان أنه لن يرشح شخصية من صفوفه للانتخابات الرئاسية. وقال الرئيس المشارك للحزب مدحت سنجار في مقابلة نشرتها الجمعة صحيفة سوزجو "أهدافنا تتوافق، لذلك قررنا دعم كيلتشدار أوغلو".

وهدف حزب الشعوب الديمقراطي هو إفساح المجال للمعارضة للفوز اعتبارا من الدورة الأولى بحسب ما قال سنجار، مضيفا "من أجل إخراج البلاد من هذا الظلام، يجب التخلص من نظام الرجل الواحد هذا".

أردوغان من جهته وفي أول ظهور له بعد وعكته الصحية شن هجوما على منافسه كمال كليجدار أوغلو واتهمه بعقد صفقة مع الكرد، لكسبهم لصالحه. أردوغان بدا في خطبته عصبيا فهو يدرك تبعات ذلك وأنها ستقضي على طموحاته بأن يصبح رئيسا للمرة الثالثة. لكنه لن يتوقف عن مساعيه في البقاء في السلطة بسهولة، فبعدما كبلته الولايات المتحدة رافضة منحه أية موافقة لشن أي هجوم يستهدف حلفائها في سوريا، سيجد بدائل لكسب لإثارة عواطف الناس لدعمه ... سيناريوهات عدة قد يخلق هجوما مفترضا على نفسه، أو قواته أو قد يدبر محاولة اغتياله أو قد يحدث تفجيرات وتفجيراً في الوضع الداخلي فهذا نمط الديكتاتوريات وهوس السلطة للأبد أو فلتحترق البلد. سيناريوهات عديدة اعتقد أن اردوغان سيلجئ عليها وهذا يتطلب وعيا كبيرا من قبل المعارضة والأتراك لتجنب الوقوع في مكائده والانتقال بسلام لمرحلة مابعد نظامه.  

ونجح الصوت الكردي من قبل في جعل الحزب الحاكم في تركيا "العدالة والتنمية" يخسر أهم البلديات التي كانت في حوزته سنوات طويلة، وفي مقدمتها العاصمة التركية أنقرة، وكذلك مدينة إسطنبول؛ في ظل الكتلة التصويتية الضخمة التي يشكلها الكرد والتي تقدر بنحو 15 مليون صوت من أصل 65 مليون شخص لهم حق التصويت في الانتخابات المقبلة.

ستخوض 3 تحالفات في تركيا الانتخابات، هي تحالف الشعب الذي شكله حزب الحركة القومية وحزب العدالة والتنمية بمرشحه أردوغان، وتحالف الأمة الذي شكلته أحزاب المعارضة بمرشحه كمال كليجدار أوغلو، وتحالف العمل والحرية الذي شكله حزب الشعوب الديمقراطي الذين لم يحسم موقفه بعد.

ودخل حزب الشعوب الديمقراطي، انتخابات 2023 من خلال التحالف الذي شكله مع 7 أحزاب وحركات كردية في 2018 وهو التحالف الذي سيحدد الرئيس المقبل لتركيا والكتلة الأكبر في البرلمان.

ورغم انه من المرجح أن تذهب الانتخابات الرئاسية إلى الجولة الثانية، لكن توجه حزب الشعوب لدعم اوغلو سيجعله الرئيس في النهاية.

أردوغان عاد خائبا من إمرالي

تعرض تقارير إعلامية قبل كل انتخابات في تركيا تسريبات عن مفاوصات تجريها الدولة مع الزعيم الكردي عبدالله أوجلان، الذي تم اعتقاله منذ فبراير 1999. وتتناول هذه التقارير إمكانية وجود مساومات بين الحكومة والسيد أوجلان، نظرًا لتأثير صوت الناخب الكردي في الانتخابات التركية، والذي يعتبر صانع الملوك في هذه الانتخابات. 

بالتأكيد تقف الدولة نفسها وراء تلك التقارير التي تحولت لعرف انتخابي، يمكننا القول إنها جزء من حملة إعلامية من قبل الحكومة التركية وحزب العدالة والتنمية الحاكم. ومع ذلك، يلاحظ في هذه الانتخابات تغيرًا في الأحوال، وأن أجهزة المخابرات لم تعد قادرة على التحكم بكل شيء، رغم ظروف العزلة التامة المفروضة على السيد أوجلان في إمرالي.

وفقًا للتقارير الأخيرة، التي أكد صحتها صلاح الدين دميرتاش، الرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطي الذي يقبع في سجن أدرنة منذ 7 سنوات. تم ذكر وجود لقاء واحد على الأقل بين حزب العدالة والتنمية والسيد عبد الله أوجلان. وبعد عدم الحصول على الإجابة التي يرغبون فيها، تم تشديد العزلة عليه وفرض عقوبات إضافية ضد أوجلان كوسيلة ضغط. كذلك تمت محاولة الاتصال بقيادة حزب العمال الكردستاني العسكرية في قنديل بشكل غير مباشر، لكن هذه المساعي لم تنجح في كسر الجمود بين حزب العدالة والتنمية الحاكم والعمال الكردستاني المعارض. 

يبدو أن العمال الكردستاني المعارض بات أكثر قناعة بعدم جدية الدولة في هذا الاتجاه، وانها مجرد لعبة انتخابات فحسب. ونتنبئ م خلال خطابه انهم على ثقة بأمكانية سقوط أردوغان عبر صندوق الانتخابات، مما يدفعهم إلى انتظار النتائج وترك الشعب التركي حرًا في التصويت والثقة في قدرته على الاستدلال لنظام تسبب في الدمار والاستبداد وغياب سلطة القانون وتدهور الاقتصاد وفقدان الأمان.

معاونوا الرئيس التركي رجب أردوغان سارعوا لنفي تلك التقارير وكذبوا الأنباء المتداولة عن التفاوض مع السيد أوجلان كما كل مرة،

غير أن الواقع يشير إلى عكس ذلك، حيث تواصل الحكومة التركية محاولات التفاوض معه، ولكنها لم تتحقق أي تقدم حتى الآن، فاوجلان رفض تقديم أية تنازلات، مقابل الحصول على حريته، لا بل ولديه خطط تتعلق بحل للمشكلة الكردية وان ذلك سيضمن قوة تركيا وتحسين الأوضاع الأقتصادية.  أوجلان لا ينظر إلى المسألة من هذا زاوية شخصية فقط كما يريد أردوغان، بل يقدم مشروعاً متكاملاً لحل الأزمة ووقف الحرب في غضون أسبوع. ومع ذلك، تواصل الحكومة التركية رفضها لهذا الحل. يريد أوجلان اتخاذ خطوات لحل المشكلة الكردية قبل حريته، ويؤكد أن حل هذه المشكلة سيعود بالفائدة على جميع الأتراك والكرد على حد سواء، ويمثل فرصة ثمينة لتركيا للانتقال إلى مرحلة الرخاء والسلام الدائم.

من جهة أخرى يمتنع حزب العدالة والتنمية عن مشاركة مؤسسات الدولة في مثل هذه المفاوضات، بما في ذلك البرلمان والوزارات المختصة مثل وزارة العدل، ويحتفظ بسريتها داخل أجهزة الاستخبارات، لخدمة المصالح الشخصية أو الحزبية لأردوغان، مما يرفضه أوجلان ورؤيته الشاملة للحل. يدرك أوجلان تمامًا أن هذه المفاوضات مجرد وعود للاستهلاك المحلي، وأن أردوغان لن يفي بها بعد الانتخابات على أي حال.

ومع ذلك، فإن السيد أوجلان لا يرفض الاستمرار في الاجتماعات، وأخرها كان في مارس 2023، ويظل ملتزمًا بقدرته على تحقيق السلام إذا كانت الدولة جادة في ذلك.

يدرك أوجلان أن أردوغان، الذي يهوى السلطة بشكل شديد، بات في حاجة إليه اليوم أكثر مما كان عليه في الماضي، ولهذا السبب أكد السيد اوجلان في هذه المرة على ضرورة توثيق كل شيء بشكل رسمي.

"كل ما سيقال يجب أن يعلن على الملأ قبل الانتخابات". هكذا رد السيد اوجلان الذي بات على قناعة بان ذلك سيضمن نجاح المفاوضات أولا وسيكون اختبارا جديا بمدى رغبة الدولة في السلام ونبذ العنف.

كما رد السيد أوجلان على اقتراحات المفاوضات كان بأنه يجب الإعلان عن كل شيء علنًا قبل الانتخابات، حيث يؤمن بأن ذلك سيكون مفتاح نجاح هذه العملية وسيكون اختبارًا لرغبة الدولة في السلام ونبذ العنف.كما ويريد مشاركة الشعب في كل شيء.

في وقت يربط أردوغان وحلفاؤه المشكلة الأساسية التي تواجه تركيا بالأقتصاد فإن السيد أوجلان يعتبر أن المشكلة الاساسية التي تواجه تركيا هي السلام الداخلي، وان يجاهل هذا المسار واستمرار ارسال المدافع والطائرات والجيش وفتح جبهات جديدة لن تحقق اي مكاسب فالمكسب هو الجلوس على طاولة المفاوضات . 

اوجلان يركز كذلك على مشاركة الجمهور في تفاصيل المفاوضات، لكونها تهمهم أولاً وتمس أمنهم ومستقبلهم ومستقبل الأجيال القادمة.على الرغم من ذلك، فإن لدى أردوغان وجهة نظره الخاصة، حيث يريد أن يربط كل خطوة يقوم بها بزيادة أصواته. ويرى السيد أوجلان أن الكشف عن كل ما يجري في المفاوضات وعرضه على الملأ سيضمن نجاح المفاوضات ويكون اختبارًا جديًا لمدى رغبة الدولة في السلام ونبذ العنف.

لكن لأردوغان وجهة نظره فهو يربط كل خطوة يقوم بها، "أولاً وقبل كل شيء ، بمدى تأثيرها على زيادة أصواته" . 

خطة أردوغان تستهدف شق صفوف المعارضة 

قال موقع Bold Medya إن مخطط أردوغان كان دفع أوجلان، لنشر رسالة مصورة حول دعمه تحالف المعارضة، وسعيه لتأسيس دولة كردية مستقلة على حدود تركيا، بالتعاون مع كيليجدار أوغلو، لكن لم يستجب أوجلان لمطالب أردوغان وأدرك انها مؤامرة.

وقال تقرير الموقع:  يسعى أردوغان من وراء ذلك لإبعاد الناخبين المحافظين القوميين من حزب الخير، الذين قرروا التصويت لصالح كيليجدار أوغلو، عن تحالف الشعب المعارض ودفعهم للتصويت لصالحه من جديد.

وتهدف مساعي أردوغان إلى شق صفوف المعارضة عبر إثارة تخبط لدى ناخبي أحزاب السعادة والمستقبل والديمقراطية والتقدم، بخلق انطباع أنهم بدعمهم كيليجدار أوغلو يتحالفون مع تنظيم يسعى لتقسيم تركيا .

مصطفى عبدي 

30 نيسان 2023





الأرض الموحلة أنقذت مظلوم عبدي والجنود الأمريكيين برفقته

الأرض الموحلة انقذت مظلوم عبدي والجنود الأمريكيين برفقته

أزال تقرير امريكي جديد جزءا من الغموض عن الهجوم الذي نفذته طائرات مسيرة تركية واستهداف قائد قوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي وجنود أمريكيين قرب مطار السليمانية في إقليم كردستان العراق.

يفيد التقرير بأن موكب الجنرال مظلوم عبدي، الذي يعد الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في الحرب ضد داعش، تعرض لهجوم بصاروخ من طائرة تركية مسيرة، بعد انتهائه من اجتماعاته في مدينة السليمانية يوم السبت. وقد التقى الجنرال بالقيادة الكردية في حزب الاتحاد الوطني وبالمسؤولين الأمريكيين. وفيما كانوا في طريقهم إلى المطار المدني المحلي في قافلة مؤلفة من خمس سيارات، انفجر صاروخ أطلقته طائرة بدون طيار على جانب الطريق. 

وفقًا للتقرير، كانت المخابرات الأمريكية قد رصدت طائرات تركية في المنطقة قبل فترة قصيرة، وحذرت الأتراك من عواقب تعقب الجنود الأمريكيين، ورد الأتراك بأنهم لا يهتمون. لا بل وقاموا باستهداف الموكب. وعلى الرغم من احتمالية أن الهجوم كان مجرد تحذير لواشنطن، فإن الحقائق تدحض ذلك. بسبب هطول الأمطار الغزيرة في وقت سابق، كانت الأرض مشبعة وموحلة. وبحسب ما ورد توغل الصاروخ في عمق الأرض، مما أدى إلى تخفيف حدة الانفجار وربما إنقاذ حياة الجنرال مظلوم والجنود الأمريكيين.
 
لا شك أن الرئيس التركي أردوغان يواجه أوقاتٍ صعبة مع اقتراب الانتخابات التركية، حيث يحتاج إلى حدث كبير لجذب قاعدته الانتخابية والمتطرفين الأتراك للتصويت لصالحه. 

ويبحث أردوغان عن طوق نجاة حيث تسببت سياساته في تدمير الاقتصاد التركي كما أن التحريض الإعلامي خلال السنوات الماضية، أدى إلى تحويل تركيا إلى واحدة من أكثر دول العالم عداءً لأمريكا. على الرغم من أن استهداف الجنرال مظلوم والأمريكيين يمكن أن يساعد أردوغان في جذب أصوات القوميين والعنصريين المعادين لأمريكا، إلا أنه يدرك أيضًا أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة، ولا يمكنه التنبؤ برد فعل الرئيس الأمريكي بايدن الذي قد يكون قاسيًا.

ويمكن أن يعني ذلك ورطة أخرى لنظام أردوغان، أعمق وأشد من تبعات إسقاط طائرة سوخوي روسية عام 2016.
 
على الرغم من فشل الهجوم في السليمانية، إلا أن تركيا تواصل إرسال طائراتها لاستهداف قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا، مما يؤثر على الحملة التي تشنها هذه القوات ضد خلايا داعش وتعرقل الهجمات التركية تحرك قياداتها، كما يمنح فرصة لداعش لاستئناف نشاطه في المنطقة. وتتحرك العديد من قيادات داعش وخلاياه بحرية ضمن المناطق السورية التي تحتلها تركيا، والتي أصبحت مناطق آمنة لداعش لتخطيط وتنظيم وتمويل هجماته.

مؤكد الآن أن تساهل واشنطن يشجع أردوغان للاستمرار بمثل هذه الهجمات (آخرها استهداف القيادي صبري أحمد عبد الله قرب مدينة كوباني في 25 أبريل 2023) مع عدم محاسبته، مما يشجع أردوغان على تصعيد سلوكه المارق وزيادة هجماته، وربما يدفع إيران كذلك لزيادة استهداف الجنود الأمريكيين.

يجب على الولايات المتحدة أن تتخذ إجراءات حازمة ضد أردوغان وتحدد خطوطاً حمراء واضحة لا ينبغي تجاوزها. يشمل ذلك فرض عقوبات اقتصادية وعقوبات ضد شركة Bayraktar المصنعة للطائرات المسيّرة التي تستخدم حاليًا لإثارة الرعب والقتل في مناطق مختلفة من إفريقيا والشرق الأوسط. 

ينبغي للبيت الأبيض إلغاء اقتراحه بيع طائرات F-16 لتركيا بشكل دائم، وينبغي للبنتاغون وقف توفير قطع الغيار وتحديث الأنظمة المشعلة للطائرات، كما ينبغي لوكالات الاستخبارات الأمريكية وقف جميع عمليات تبادل المعلومات الاستخباراتية مع تركيا. وزارة الخارجية ينبغي عليها أيضاً فرض عقوبات بموجب قانون ماغنيتسكي ضد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الذي شارك في العديد من عمليات القتل في سوريا والعراق. 

ينبغي على الولايات المتحدة فرض عقوبات على رئيس المخابرات التركية، هاكان فيدان، الذي تورط في علاقات مشبوهة مع داعش، وتوريد السلاح والمساعدات اللوجستية للتنظيم الأرهابي إضافة لصلاته بتنظيم القاعدة في سوريا ومسؤوليته عن المجازر بحق السوريين والعراقيين. كما ينبغي أيضًا عقد اجتماع طارئ للتحالف الدولي المناهض للدولة الإسلامية بدون دعوة تركيا، حتى يتمكن التحالف من تنظيف البيت الداخلي ومحاربة الإرهاب بفعالية عبر طرد تركيا من التحالف.

يجب على الولايات المتحدة تعزيز الشراكة العسكرية مع قوات سوريا الديمقراطية، وتزويدها بالأسلحة المضادة للطائرات والطائرات بدون طيار. فهم حلفاء أكثر قدرة على مواجهة التهديدات الإرهابية في المنطقة.
 
عدم معاقبة تركيا على ضرباتها المتواصلة يشجعها على تنفيذ المزيد من هذه الضربات، كما سيشجع إيران على استهداف الجنود الأمريكيين. بالتالي، ينبغي على بايدن حماية المواطنين الأمريكيين وحلفاء واشنطن واتخاذ الإجراءات اللازمة للدفاع عنهم، بدلاً من إدارة ظهره للتهديدات المتزايدة ضدهم وضد حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية.

مصطفى عبدي

أيار 2023

FB -  twitter - youtube

مواضيع ذات صالة :

السبت، أبريل 29، 2023

على ماذا يعول السوريون في مسعاهم نحو العدالة والديمقراطية بعد التراجع الدولي عن مساعدتهم لإسقاط نظام عائلة الأسد؟


تفاؤل السوريون بقدرتهم الحصول على الديمقراطية وزوال نظام عائلة الأسد بعد عقود من الديكتاتورية والفساد وسرقة ثروات بلدهم. كان خروجهم الى الشوارع في آذار 2011 خطوة لتحقيق التحول الديمقراطية وزوال الاستبداد. لكن ذلك الحلم الذي كان يوما ما قريبا جدا بات اليوم بعيد المنال.

الوفود التي تزور دمشق أو التي تستقبل مسؤولي نظام الأسد بغرض التطبيع واعادة العلاقات الدبلوماسية بعد سنوات من القطيعة لن تتمكن في نهاية المطاف من منحه شرعية قرر الشعب سحبها منه، ودفع ثمنا باهظا في ذلك.

رغم انه لا يمكن التنبؤ بمصير نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حيث تتأثر العديد من العوامل بذلك. ومع ذلك، فإن الإدانة الدولية للجرائم التي ارتكبها النظام السوري بقيادة الرئيس الأسد، ستعزز فرضية احتمالية محاسبته في المستقبل

علاوة على ذلك، فإن المعارضة السورية ما زالت قوية، وهناك دول داعمة لها، بما في ذلك الولايات المتحدة ودول أوروبية وعربية. كما أن بشار الأسد عجز حتى الآن عن السيطرة على كل أجزاء من البلاد.

ومع ذلك، فإن النظام السوري ما زال يحتفظ بدعم دولي قوي، مثل روسيا وإيران، وبدأت العديد من الدول العربية وتركيا مساعي لاعادة العلاقات الدبلوماسية وفتح السفارات كما ولديه قوة عسكرية كبيرة. لذلك، من الصعب التنبؤ بمصير نظام الرئيس الأسد بشكل دقيق في الوقت الحالي، لكن ماتزال هنالك فرص لمواجهة نظام الأسد بما يضمن تحقيق العدالة والسلام للشعب السوري وهو مالن يتحقق بوجوده.

فالأنظمة التي ترتكب انتهاكات حقوق الإنسان وتقمع الحريات الأساسية للمواطنين، وترتكب مجازر وجرائم موصوفة تواجه مصيراً مماثلاً، حيث يمكن أن يزداد الضغط الدولي والمحلي عليها، كما ان الانتفاضة الشعبية لم تنطفئ بعد وسيواصل السوريون المطالبة بالديمقراطية والحرية والعدالة.

يدرك السوريون ان التحول إلى نظام ديمقراطي قائم على حكم القانون وحماية حقوق الإنسان يتطلب وقتاً وجهداً كبيرين، ويتوقف على عدة عوامل مثل التعليم والتحرر الاقتصادي والتعددية السياسية والثقافية، بالإضافة إلى دعم المجتمع الدولي والدول الديمقراطية الأخرى. مثلما هم على قناعة بان نظام الأسد لم يتغير ولن يحترم حقوق المواطنين ويمنحهم الحرية والديمقراطية والعدالة، ولن يقبل ببناء أي نهج سياسي يرضي مختلف شرائح المجتمع ويضمن الاستقرار والسلم الاجتماعي.

الموقف الدولي

لا يمكن القبول بنظام بشار الأسد دولياً بسبب ارتكابه لجرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، مما يشكل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي والإنساني. فعلى الصعيد الدولي، تتمتع جميع الدول بالسيادة الكاملة وحرية اختيار نظامها السياسي، ولكن يجب أن تحترم جميع الدول مبادئ حقوق الإنسان والإنسانية الدولية وهو مالم يتحقق في سوريا.

لذلك، فإن المجتمع الدولي يدين بشدة انتهاكات نظام بشار الأسد ويعتبرها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ويعمل على فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على النظام وأنصاره، ويواصل ملاحقة مسؤوليه وتقيدهم بالعقوبات الشديدة ويدعم جهود المعارضة السورية المعتدلة للتغيير السياسي وتحقيق السلام والاستقرار في سوريا.

رغم ان التوجه العربي مؤخرا بات أكثر مرونة لاعادة العلاقات الدبلوماسية مع نظام بشار الأسد لكن هذه الخطوة لن تعفي الأسد من تبعات جرائمه وفك العزلة الدولية المفروضة عليه ورفع العقوبات، خاصة بعد ارتكابه جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. فالتطبيع مع نظام بشار الأسد دون الحصول على تعهدات واضحة بإجراء إصلاحات ديمقراطية وتحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان، سيعزز ليس فقط استمرار النظام في الحكم بل يعزز أيضاً انتهاكاته وجرائمه بحق الشعب السوري.

بالإضافة إلى ذلك، فإن التطبيع مع نظام بشار الأسد بدون إجراء إصلاحات جذرية ودعم الديمقراطية وحقوق الإنسان سيشجع نظامه وبقية الأنظمة الديكتاتورية على الاستمرار في انتهاك الحقوق والحريات وقمع المعارضة السورية، مما يؤدي إلى المزيد من الأزمات الإنسانية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

لذلك، فإن أي تطبيع مع نظام بشار الأسد دون يجب الالتزام الصريح من قبله بإجراء إصلاحات ديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان، بما يتوافق مع القيم والمبادئ الدولية المشتركة وحقوق الإنسان والعدالة لن يتحقق.

معاناة الشعب السوري

معاناة الشعب السوري قد تعدّت الوصف في ظل الحرب الأهلية التي بدأت في عام 2011، والتي أسفرت عن مقتل مئات الآلاف من الأشخاص وتهجير الملايين من السوريين داخل سوريا وخارجها. بالإضافة إلى ذلك، فقد تعرض الشعب السوري لانتهاكات حقوق الإنسان والقوانين الدولية الإنسانية بشكل كبير من قبل الأطراف المتنازعة والتحالفات الإقليمية والدولية. فالشعب السوري يعاني من القتل والتهجير والجوع والفقر وانتشار الأوبئة نتيجة تدمير البنية التحتية وانعدام فرص العمل والأمن الغذائي إضافة إلى الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، حيث تعرض السوريون لانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بما في ذلك الاعتقال التعسفي والتعذيب والاغتصاب والتشريد القسري وحظر التجول وقلة الرعاية الصحية والتعليم. كما يعاني من الانهيار الاقتصادي، حيث تعرض الاقتصاد السوري إلى انهيار جزئي وفقدان العديد من الفرص الاقتصادية وتدهور العملة السورية، مما أدى إلى تفاقم الفقر والعوز والبطالة. اضافة لمعاناته من الاستغلال والابتزاز، حيث تعرض السوريون للاستغلال والابتزاز من قبل أطراف مختلفة، بما في ذلك الجماعات المسلحة والجهات الحكومية . كما يعاني السوريون من مشاكل صحية نفسية بسبب الصراع الدائر في البلاد، وتشمل هذه المشاكل القلق والاكتئاب والتوتر والصدمة النفسية والإصابات النفسية الأخرى. كما يواجه السوريون صعوبة في الوصول إلى التعليم بسبب تدمير البنية التحتية وانعدام الأمن، مما يعرض مستقبل الأجيال القادمة للخطر.

وتعد معاناة الشعب السوري واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، وتحتاج إلى جهود دولية متضافرة لتخفيف معاناة الشعب السوري وإيجاد حل دائم للصراع في البلاد.

المعارضة السورية

استفاد نظام بشار الأسد بشكل كبير من تفكك المعارضة السورية في إطالة عمره. فعندما بدأت الثورة السورية عام 2011، كان هناك توحد كبير في صفوف المعارضة ضد النظام، ولكن مع مرور الوقت، بدأت تظهر الخلافات بين الفصائل المختلفة وتفككت المعارضة إلى عدة جماعات وفصائل متناحرة.

وقد استغل نظام بشار الأسد هذا التفكك والانقسام داخل المعارضة لتحقيق انتصارات عسكرية وإعادة السيطرة على مناطق كانت تحت سيطرة المعارضة. وقد استخدم النظام أيضاً التقسيمات العرقية والطائفية داخل المعارضة لتشجيع التناحر بين الفصائل المختلفة وزيادة التشتيت بينهم.

وبالرغم من أن المعارضة السورية لا تزال تحتفظ بمناطق سيطرة في بعض المناطق، إلا أن تفككها وانقسامها قد سمح للنظام بتعزيز موقفه وإطالة عمره في الحكم.

ظهر العديد من مجموعات المعارضة السورية المسلّحة، منذ عام 2011، لكنّها تعرّضت لتغيّرات كبيرة بعد مرور أكثر من عقد على النزاع؛ حيث اختفت فصائل وظهرت أخرى جديدة، وتغيّرت البنى الداخلية والتحالفات، واختلفت نسبة السيطرة على خريطة النفوذ، كما وتغير التمثيل السياسي للكيانات أيضا..

لا تمتلك جميع الفصائل تصوّرات ومشاريع سياسية، لكنّها جميعاً تسعى للبقاء والرغبة في الانخراط في الحياة السياسية للبلاد، أو الاستعداد للاندماج مع المؤسسة العسكرية والأمنية مستقبلاً. ويبدو أنه من غير الممكن أن يُغفل أي حلّ أو تسوية سياسية في سوريا الدور العسكري للفصائل والثقل الذي تُشكله، ولا بدّ من وجود تمثيل سياسي يأخذ بالاعتبار النزعات المناطقية والعشائرية والإسلامية والقومية، وإن كان ذلك لا يعني تمثيل كل منها بذات الثقل، لا سيما وأن الوصول إلى أي طاولة مفاوضات محتملة، لا تقرره قوة الفصائل العسكرية فحسب بل أيضا قوتها السياسية وما تحظى به من دعم إقليمي أو دولي.

ويمكن تصنيف المعارضة السورية الآن في ثلاثة تيارات هم:

قوات سوريا الديمقراطية (الإدارة الذاتية) مقرها محافظة الحسكة، نسبة سيطرتها تبلغ  (26%) من الجغرافيا السورية. هيئة تحرير الشام (حكومة الانقاذ) مقرها محافظة إدلب نسبة سيطرتها (5 %)، الجيش الوطني السوري (الحكومة المؤقتة) مقرها عينتاب التركية نسبة سيطرتها تبلغ (6 %) . في حين ان الجيش السوري يسيطر عل مساحة تبلغ (63 %) من مساحة البلاد.

تيارات المعارضة الرئيسية الثلاث متخاصمة فيما بينها مثلما تخاصم النظام نفسه إن لم يكن بدرجة أشد. وهو ما منح النظام الفرصة منذ البداية لهزيمتها ومازال يعتمد على خلافاتها في تحقيق السيطرة الكاملة على البلاد وفق طموحاته.

قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة تطمح لسورية لامركزية، وتؤكد ان الحل هو في تطبيق مفهوم الإدارة الذاتية وحقق نجاحات مهمة في معركة هزيمة داعش وفرض الأمن والاستقرار في مناطق سيطرتها رغم التحديات التي تواجهها المتمثلة في الهجمات التركية وهجمات خلايا داعش وتهديدات من دمشق.

الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا وقطر يطمح لتحويل مناطق سيطرتها اضافة لمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية إلى إقليم خاضع لتركيا ومرتبط بها اقتصاديا و أمنيا واداريا وعسكريا، تشهد مناطق سيطرة تعدد الميليشيات المسلحة وفوضى وفلتان أمني وانتهاكات حقوق الإنسان.

هيئة تحرير الشام أنشأت حكومة الإنقاذ تهدف لتحويل إدلب إلى ولاية إسلامية واعتبار «الشريعة الإسلامية باعتبارها المصدر الوحيد للتشريع». تشهد مناطق سيطرتها استقرارا نسبيا وانتهاكات لحقوق الإنسان.

هل سينجو نظام بشار الأسد ؟

لا يمكن الجزم بمصير نظام بشار الأسد، فهذا يعتمد على عدة عوامل من بينها الأحداث الداخلية والخارجية، والتطورات السياسية والاقتصادية والعسكرية. ومع ذلك، فإن ارتكاب نظام بشار الأسد لجرائم حرب وانتهاكات حقوق الإنسان يجعله عرضة للمحاسبة الدولية والعقوبات، وقد يؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى نهاية النظام.

مصطفى عبدي

FB -  twitter

الجمعة، أبريل 28، 2023

وثائقي عن احتلال عفرين


 

فيديو مسرب : كيف خدعت الولايات المتحدة الكرد في سوريا


 

"مفاوضات السلام في تركيا: بين جهود أوجلان وعراقيل أردوغان


تعرض تقارير إعلامية قبل كل انتخابات في تركيا تسريبات عن مفاوصات تجريها الدولة مع الزعيم الكردي عبدالله أوجلان، الذي تم اعتقاله منذ فبراير 1999. وتتناول هذه التقارير إمكانية وجود مساومات بين الحكومة والسيد أوجلان، نظرًا لتأثير صوت الناخب الكردي في الانتخابات التركية، والذي يعتبر صانع الملوك في هذه الانتخابات. 

بالتأكيد تقف الدولة نفسها وراء تلك التقارير التي تحولت لعرف انتخابي، يمكننا القول إنها جزء من حملة إعلامية من قبل الحكومة التركية وحزب العدالة والتنمية الحاكم. ومع ذلك، يلاحظ في هذه الانتخابات تغيرًا في الأحوال، وأن أجهزة المخابرات لم تعد قادرة على التحكم بكل شيء، رغم ظروف العزلة التامة المفروضة على السيد أوجلان في إمرالي.

وفقًا للتقارير الأخيرة، التي أكد صحتها صلاح الدين دميرتاش، الرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطي الذي يقبع في سجن أدرنة منذ 7 سنوات. تم ذكر وجود لقاء واحد على الأقل بين حزب العدالة والتنمية والسيد عبد الله أوجلان. وبعد عدم الحصول على الإجابة التي يرغبون فيها، تم تشديد العزلة عليه وفرض عقوبات إضافية ضد أوجلان كوسيلة ضغط. كذلك تمت محاولة الاتصال بقيادة حزب العمال الكردستاني العسكرية في قنديل بشكل غير مباشر، لكن هذه المساعي لم تنجح في كسر الجمود بين حزب العدالة والتنمية الحاكم والعمال الكردستاني المعارض. 

يبدو أن العمال الكردستاني المعارض بات أكثر قناعة بعدم جدية الدولة في هذا الاتجاه، وانها مجرد لعبة انتخابات فحسب. ونتنبئ م خلال خطابه انهم على ثقة بأمكانية سقوط أردوغان عبر صندوق الانتخابات، مما يدفعهم إلى انتظار النتائج وترك الشعب التركي حرًا في التصويت والثقة في قدرته على الاستدلال لنظام تسبب في الدمار والاستبداد وغياب سلطة القانون وتدهور الاقتصاد وفقدان الأمان.

معاونوا الرئيس التركي رجب أردوغان سارعوا لنفي تلك التقارير وكذبوا الأنباء المتداولة عن التفاوض مع السيد أوجلان كما كل مرة،

غير أن الواقع يشير إلى عكس ذلك، حيث تواصل الحكومة التركية محاولات التفاوض معه، ولكنها لم تتحقق أي تقدم حتى الآن، فاوجلان رفض تقديم أية تنازلات، مقابل الحصول على حريته، لا بل ولديه خطط تتعلق بحل للمشكلة الكردية وان ذلك سيضمن قوة تركيا وتحسين الأوضاع الأقتصادية.  أوجلان لا ينظر إلى المسألة من هذا زاوية شخصية فقط كما يريد أردوغان، بل يقدم مشروعاً متكاملاً لحل الأزمة ووقف الحرب في غضون أسبوع. ومع ذلك، تواصل الحكومة التركية رفضها لهذا الحل. يريد أوجلان اتخاذ خطوات لحل المشكلة الكردية قبل حريته، ويؤكد أن حل هذه المشكلة سيعود بالفائدة على جميع الأتراك والكرد على حد سواء، ويمثل فرصة ثمينة لتركيا للانتقال إلى مرحلة الرخاء والسلام الدائم.

من جهة أخرى يمتنع حزب العدالة والتنمية عن مشاركة مؤسسات الدولة في مثل هذه المفاوضات، بما في ذلك البرلمان والوزارات المختصة مثل وزارة العدل، ويحتفظ بسريتها داخل أجهزة الاستخبارات، لخدمة المصالح الشخصية أو الحزبية لأردوغان، مما يرفضه أوجلان ورؤيته الشاملة للحل. يدرك أوجلان تمامًا أن هذه المفاوضات مجرد وعود للاستهلاك المحلي، وأن أردوغان لن يفي بها بعد الانتخابات على أي حال.

ومع ذلك، فإن السيد أوجلان لا يرفض الاستمرار في الاجتماعات، وأخرها كان في مارس 2023، ويظل ملتزمًا بقدرته على تحقيق السلام إذا كانت الدولة جادة في ذلك.

يدرك أوجلان أن أردوغان، الذي يهوى السلطة بشكل شديد، بات في حاجة إليه اليوم أكثر مما كان عليه في الماضي، ولهذا السبب أكد السيد اوجلان في هذه المرة على ضرورة توثيق كل شيء بشكل رسمي.

"كل ما سيقال يجب أن يعلن على الملأ قبل الانتخابات". هكذا رد السيد اوجلان الذي بات على قناعة بان ذلك سيضمن نجاح المفاوضات أولا وسيكون اختبارا جديا بمدى رغبة الدولة في السلام ونبذ العنف.

كما رد السيد أوجلان على اقتراحات المفاوضات كان بأنه يجب الإعلان عن كل شيء علنًا قبل الانتخابات، حيث يؤمن بأن ذلك سيكون مفتاح نجاح هذه العملية وسيكون اختبارًا لرغبة الدولة في السلام ونبذ العنف.كما ويريد مشاركة الشعب في كل شيء.

في وقت يربط أردوغان وحلفاؤه المشكلة الأساسية التي تواجه تركيا بالأقتصاد فإن السيد أوجلان يعتبر أن المشكلة الاساسية التي تواجه تركيا هي السلام الداخلي، وان يجاهل هذا المسار واستمرار ارسال المدافع والطائرات والجيش وفتح جبهات جديدة لن تحقق اي مكاسب فالمكسب هو الجلوس على طاولة المفاوضات . 

اوجلان يركز كذلك على مشاركة الجمهور في تفاصيل المفاوضات، لكونها تهمهم أولاً وتمس أمنهم ومستقبلهم ومستقبل الأجيال القادمة.على الرغم من ذلك، فإن لدى أردوغان وجهة نظره الخاصة، حيث يريد أن يربط كل خطوة يقوم بها بزيادة أصواته. ويرى السيد أوجلان أن الكشف عن كل ما يجري في المفاوضات وعرضه على الملأ سيضمن نجاح المفاوضات ويكون اختبارًا جديًا لمدى رغبة الدولة في السلام ونبذ العنف.

لكن لأردوغان وجهة نظره فهو يربط كل خطوة يقوم بها، "أولاً وقبل كل شيء ، بمدى تأثيرها على زيادة أصواته" . 

خطة أردوغان تستهدف شق صفوف المعارضة 

قال موقع Bold Medya إن مخطط أردوغان كان دفع أوجلان، لنشر رسالة مصورة حول دعمه تحالف المعارضة، وسعيه لتأسيس دولة كردية مستقلة على حدود تركيا، بالتعاون مع كيليجدار أوغلو، لكن لم يستجب أوجلان لمطالب أردوغان وأدرك انها مؤامرة.

وقال تقرير الموقع:  يسعى أردوغان من وراء ذلك لإبعاد الناخبين المحافظين القوميين من حزب الخير، الذين قرروا التصويت لصالح كيليجدار أوغلو، عن تحالف الشعب المعارض ودفعهم للتصويت لصالحه من جديد.

وتهدف مساعي أردوغان إلى شق صفوف المعارضة عبر إثارة تخبط لدى ناخبي أحزاب السعادة والمستقبل والديمقراطية والتقدم، بخلق انطباع أنهم بدعمهم كيليجدار أوغلو يتحالفون مع تنظيم يسعى لتقسيم تركيا .

مصطفى عبدي 

30 نيسان 2023

الخميس، أبريل 27، 2023

«الإدارة الذاتية» في مواجهة تحديات الحرب والحصار

طفلة تحمل شقيقتها الصغيرة في مخيم سردم الذي يقطنه المهجرون من عفرين بريف حلب

ترزح منطقة "الإدارة الذاتية" تحت ظروف قاسية، نتيجة الحصار القصف والتهديدات التركية المتواصلة إضافة للهجمات وحرب العصابات التي تشنها خلايا تنظيم الدولة الإسلامية من جهة بالتعاقب، معطوفاً عليه الدور السلبي للنظام الحاكم في دمشق والرافض لأي حلول سلمية ومفاوضات، وهو الموقف الذي ينسجم مع وجهة نظر الائتلاف الرافض لكيان " الإدارة الذاتية" وتعتبره مشروع للانفصال عن البلاد، في الوقت الذي يشدد المسئولون في الإدارة الذاتية بأنهم يسعون إلى ترسيخ سورية ديمقراطية موحدة ومتنوعة في آن، ويعملون لتعميم نموذجهم لسوريا المستقبل وفق قاعدة الجمهورية الديمقراطية والإدارة الذاتية المجتمعية. 

وتبرز ثلاث تحديات أساسية توجه الإدارة الذاتية المتثملة في حملة مكافحة الإرهاب وتعقب أنشطة الخلايا النائمة الموالية للتنظيم، إضافة إلى التحدي الثاني المتمثل بهجمات الجيش التركي، واستهدافها مناطق شمال وشرق البلاد. التحدي الثالث، يتمحور حول استهداف السلطة المركزية في دمشق، عبر خطابها الإعلامي والرسمي، استقرار المنطقة ومكوناتها.

وبعيداً عن المشهد العام المتداول، ثمة تحديات عميقة تعصف بهذه التجربة الناشئة، إذ ما قفزنا فوق التحديات الأمنية والعسكرية، سنصطدم بجملة من عقبات اقتصادية بالغة الصعوبة. فمناطق الإدارة الذاتية تعاني من ويلات تدهور الحياة الاقتصادية، والتي تقول المصادر المحلية بأنها من أهم المسببات الحيوية في الوقوف وراء ارتفاع معدلات النزوح الجماعي والفردي منها. 

لكن لا يستقيم تفسير إلقاء مسؤولية الهجرة إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية بمعزل عن تعقب مسار التطورات العسكرية الجارية على الأرض، حيث تشير الأرقام المحلية أن المناطق الكردية تعتبر أسخن مناطق الحرب في سوريا وتتعرض لقصف شبه يومي من قبل الطائرات المسييرة التركية والمدفعية والصواريخ التي تستهدف لقرى والبلدات، إضافة للهجمات المتكررة التي تشنها خلايا مرتبطة بتنظيم داعش والجيش الوطني السوري. 

تركيّا شريك في الحصار

تقع منطقة الإدارة الذاتية على الشريط الحدودي مع تركيا، ولديها معبران مع تركيا «معبر قامشلي » و«بوابة كوباني» إلا أنها مغلقان بقرار تركي، كما توجد معابر أخرى «معبر جرابلس» و«بوابة تل ابيض» و «معبر رأس العين» وهي واقعة تحت سيطرة «الجيش الوطني السوري». 

تؤكد الإدارة الذاتية بإنه «كان بإمكان الحكومة التركيّة التخفيف من آثار الحصار»، والاستجابة للنداءات المحلية والدولية وفتح ممر إنساني يسهل حركة المدنيين، والمواد الغذائية والتجارية إلا أن تركيا لم تستجب لكونها تمارس حربا اقتصادية كذلك، زد على ذلك تشدد حرس الحدود التركي الرقابة على جميع المسالك غير الرسمية والتي تعتبر نافذة وحيدة أمام الناس، ولا يتوانى الجنود الأتراك في إطلاق النار على من يحاولون اجتياز الحدود، حيث تم توثيق 15 حالة وفاة منذ بداية العام الجاري. و"كأن تهريب الاحتياجات الحياتية أخطر من إدخال الأسلحة والجهاديين".

كما فاقمت هجمات تركيا والميليشيات السورية المسلحة الذي رافقها توغل عسكري واحتلال ثلاث مدن رئيسية ( عفرين، تل أبيض ، رأس العين ) من معاناة السكان الذي اضطرو للنزوح من منازلهم في القرى والبلدات والمدن المحتلة، ولجئ غالبهم للسكن في مخيمات مؤقتة بظروف إنسانية صعبة للغاية، كما وتسببت تلك الهجمات في زيادة التوترات العرقية لاسيما وأنها استهدفت مناطق مستقرة؛ آمنة. وتسببت الحملات التركية في نزوح السكان المحليين في الوقت الذي تم توطين عشرات الآلاف من الأشخاص الذين جرى نقلهم من ريف دمشق ومناطق أخرى في سوريا إلى هذه المناطق وجرى توطينهم في منازل سكان عفرين وتل أبيض ورأس العين المهجرين قسرا كما وقام هؤلاء بالاستيلاء على أراضي المهجرين وممتلكاتهم.

كما أن الأشخاص النازحين الذين تم توطينهم في هذه المناطق يتلقون معاملة تفضيلية على السكان المحليين المتبقين، وإن هؤلاء يتمتعون بالمزيد من الأمن الشخصي، وعدم الاعتقال والخطف وأنه يمكنهم ممارسة سُبل عيشهم والتمتع بحرية الحركة وممارسة تقاليدهم الخاصة. كما أن النازحين كذلك لم يسلموا من الاعتداء حيث تمت مصادرة كل ممتلكاتهم، وهي أمور ساهمت لحد كبير في  تمزق النسيج الاجتماعي في المنطقة.

طبيعة الحياة داخل مناطق الإدارة الذاتية

ومهما تكن الصورة القاتمة في بعض المناطق إلا أن الحياة فيها تسير على ما يبدو بطريقة منظّمة لدرجة كبيرة، حيث تشهد المنطقة استقرارا وضبطا أمنيا، حيث تحاول الإدارة الذاتية بمؤسساتها وهيئاتها متابعة شؤون الحياة، وتحاول قدر المستطاع مساعدة الناس في احتياجاتهم اليومية، فثمة منظمات ومؤسسات تقف على تنظيم الخدمات وتدبير احتياجات عوائل الشهداء، والنازحين وذوي الاحتياجات الخاصة، وتحريك عجلة القطاع التعليمي، مع أهمية إيلاء بوجوب تحسين مستوى الأمن عبر عناصر الشرطة " الاسايش" وإحالة معظم القضايا الشائكة إلى المحاكم المحلية المختصة، وإن سجلت ووثقت عدة انتهاكات في مناطق الإدارة الذاتية ولكنها لا تعتبر شيئا مقارنة مع المناطق الأخرى في سورية.

وتبقى المشكلة الأساسية المتعلقة بالخدمات والبنية التحتية لا سيما الكهرباء والمياه والوقود والمواد التموينية والغذائية حيث تتزايد شكاوي الناس من تباطئ استجابة مؤسسات الإدارة وعدم القدرة على توفيرها بالحدود المطلوبة وإن كانت هنالك عوامل خارجية تتحكم في عدد من تلك الخدمات لكن الاتهمات توجه بالدرجة الأولى للمؤسسات التي تتأخر عن توضيح أسباب الخلل ولا تنجح دائما في معالجتها.

بكل حال لا يبدي الكرد في سوريا قلقاً بخصوص المستقبل. فهم يؤمنون بقدرتهم على كسب التّحديات إذا ما حُلّت الأزمة السوريّة. يثق معظمهم بقدرتهم على «لعب السياسة». وهم لا يوافقون على اتهامهم بوجود «نزعة انفصالية» لديهم. لكنهم يجدون أن حصولهم على «الإدارة الذّاتيّة» حقّ مشروع.

مصطفى عبدي

27 نيسان 2023

الأربعاء، أبريل 26، 2023

8 ملفات تم طرحها في مفاوضات المصالحة بين أنقرة و دمشق تعرف عليها



مصطفى عبدي :
لم تجري رياح التطبيع بين دمشق وأنقرة كما تريد الأخيرة، فدمشق ليست مستعجلة كما يبدوعلى عكس أنقرة التي ترغب في المزيد من الخطوات تمهيدا للقاء يجمع الرئيس التركي رجب أردوغان بنظيره السوري في أقرب وقت ممكن ، فيما تفضل دمشق تأجيل ذلك لمابعد الانتخابات التركية.

ولتركيا وسوريا تاريخ مرتبط بعلاقات متقلبة، ومنذ الحرب الأهلية السورية، انخفضت هذه العلاقات إلى مستويات قياسية من العداء والتوتر. وكانت تركيا طرفا رئيسا في الحرب التي تسببت في دمار هائل ومئات آلاف الضحايا وملايين النازحين. إلا أنها تراجعت مؤخرا بوساطة روسية إيرانية وباتت تود بشدة التقارب مع دمشق.

يعزى ذلك جزئيًا إلى التغيرات الجيوسياسية في المنطقة، وتحديدًا الصراع بين تركيا وروسيا، الذي أنتهى لصالح الأخيرة.

الاجتماع الرباعي الذي جرى في موسكو في 25 أبريل الجاري ضم وزير الدفاع العماد علي محمود عباس، والروسي سيرغي شويغو، والإيراني أمير محمد رضا أشتياني والتركي خلوصي آكار، بمشاركة مديري أجهزة الاستخبارات في الدول الأربع، سبقه تغطية إعلامية واسعة في تركيا، فيما تجاهلته دمشق. التبيانات كذلك ظهرت بعد انتهاء اللقاء وعدم عقد أي مؤتمر صحفي، حيث سارعت دمشق إلى نفي صحة بيان وزارة الدفاع التركية الذي تحدث عن خطوات ملموسة تتعلق بتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا.

تركيا تطرح أربعة ملفات في مفاوضات المصالحة مع دمشق
تطرح تركيا على طاولة المفاوضات مع سوريا أربع ملفات يجري التفاوض بشأنها وتتعلق بـ: المساعدات الإنسانية وعودة اللاجئين إحياء العملية السياسية وضمان مشاركة فعالة للطرف الذي تدعمه (الإئتلاف) والتنسيق لمحاربة قوات سوريا الديمقراطية.

وبحسب صحيفة 'حرييت' المحلية المقربة من الحكومة التركية، فإن المواضيع المطروحة للنقاش ستبدأ وفق تركيا بإحياء العملية السياسية أولا.

وبالنسبة لموضوع عودة اللاجئين، تخطط أنقرة لتنفيذ هذه الخطوة مع إحياء العملية السياسية، مشيرة إلى أن دمشق أصدرت مراسيم عفو تشجع على عودة اللاجئين.

أما في ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، فإن تركيا ترى أنها تستطيع إظهار المرونة عند معابرها الحدودية لضمان إيصال المساعدات الإنسانية من دون انقطاع إلى جميع أنحاء سوريا.

وفي ما يتعلق بملف "قسد" وهو من بين أكثر الملفات أهمية بالنسبة للجانب التركي، فإن الأخير يركز على ضرورة تعاون دمشق لمحاربة قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا وعدم القبول بأي حكم ذاتي.

دمشق طرحت أربعة ملفات في مفاوضات المصالحة مع أنقرة
من جهتها تركز دمشق على انسحاب القوات المسلحة التركية من الأراضي السورية التي تحتلتها والتخلي عن مخطط تقسيم سوريا. مؤكدة أن انسحاب القوات التركية سيضمن الحفاظ على وحدة أراضي سورية، كما تولي دمشق اهتمام خاص لمواجهة التهديدات الإرهابية ومحاربة الجماعات المتطرفة فيها (هيئة تحرير الشام، الجيش الوطني السوري)، وتطبيق الاتفاق حول طريق «M4» الدولي.

دمشق تنفي ، وأنقرة تؤكد
فور انتهاء اللقاء سارعت وزارة الدفاع التركية لاصدار بيان أكدت فيه إن الاجتماع ناقش الخطوات الملموسة التي يمكن اتخاذها لتطبيع علاقات أنقرة ودمشق، لترد دمشق بالنفي، مؤكدة أن الاجتماع لم يتطرق إلى أي خطوات تطبيعية بين البلدين. مشيرة على لسان وزارة الدفاع السورية في بيان: «جرى (أمس) اجتماع رباعي لوزراء دفاع كل من: سورية وروسيا وإيران وتركيا، تم فيه مناقشة موضوع انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وكذلك تطبيق الاتفاق الخاص بالطريق الدولي المعروف باسم طريق «M4».

بدورها نقلت وكالة «سبوتنيك» عن الدفاع الروسية قولها في بيان: إنه «تم خلال الاجتماع مناقشة الخطوات العملية في مجال تعزيز الأمن في سورية وتطبيع العلاقات السورية- التركية».

وتابع البيان «تم إيلاء اهتمام خاص لقضايا مواجهة جميع مظاهر التهديدات الإرهابية، ومحاربة جميع الجماعات المتطرفة في سورية»، وأضاف: «عقب المحادثات، جددت الأطراف رغبتهما في الحفاظ على وحدة أراضي سورية وضرورة تكثيف الجهود من أجل العودة السريعة للاجئين السوريين إلى وطنهم».

تركيا ترفض سحب جيشها من سوريا ودمشق تصر
وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو كان قد استبق اجتماع موسكو بتصريحات قال فيها إن قوات بلاده لن تنسحب في الوقت الراهن من شمال العراق وسورية. فيما ردت عليه دمشق ببيان أكد فيه إن التطبيع أو العلاقة الطبيعية بين تركيا وسورية تعني انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وبغير الانسحاب لا تنشأ ولا تكون هناك علاقات طبيعية، مضيفاً: إن الانسحاب هو أول مسألة يجب أن يتم حسمها في مباحثات عملية التطبيع. وزير الدفاع العماد علي محمود عباس أكد أن القوات المسلحة السورية على استعداد تام لإرساء واستتباب الأمن في المنطقة بأسرها، وتابع: «إن انسحاب جميع القوات غير الشرعية من الأراضي السورية هو نقطة أخرى نؤكدها وبعد انسحاب جميع القوات الأجنبية من سورية، فإن قواتنا المسلحة قادرة على إحلال الأمن بشكل كامل في جميع الأراضي السورية بدعم من الشعب».

إيران تدعم التطبيع 
أبدى وزير الدفاع الإيراني، العميد محمد رضا أشتياني تفائلا بلقاء موسكو،و قال: «كنا نتطلع إلى تقريب وجهات النظر بشأن الأزمة السورية في محادثات موسكو الرباعية من نقطة يمكن أن تكون طريقاً للمضي قدماً وتثمر هذه المحادثات ودفعها للوصول إلى نتائج».

وأضاف: «نؤمن بأن سورية دولة مقتدرة وقوية، والآن تتمتع حكومة هذا البلد بسيادة كاملة على كل سورية وبالطبع، يجب أن يساعد الآخرون أيضاً في تحقيق النتائج المرجوة».


الأحد، أبريل 23، 2023

وثائق واشنطن المسربة .. قوات سوريا الديمقراطية رفضت مخطط لاستهداف القوات الروسية في سوريا

أعدَّت وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية خططاً لشن هجمات سرية على القوات الروسية في سوريا، وفقاً لوثيقة استخبارات أمريكية شديدة السرية تم تسريبها، حسب ما نشرته صحيفة Washington Post الأمريكية.

إذ أمر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بوقف التخطيط في ديسمبر/كانون الأول، لكن الوثيقة المسربة، بناءً على المعلومات الاستخبارية التي جُمِعَت اعتباراً من 23 يناير/كانون الثاني، توضح بالتفصيل كيفية تقدم التخطيط، وكيف يمكن أن تستمر هذه الحملة إذا أعادت أوكرانيا إحياءها. 

توضح الوثيقة، التي تحمل في بعض الأماكن علامة HCS-P، والتي تشير إلى أن بعض المعلومات مستمدة من مصادر بشرية، بالتفصيل كيف يمكن لضباط المديرية الرئيسية للاستخبارات (جهاز الاستخبارات العسكرية التابع لوزارة الدفاع الأوكرانية) التخطيط لهجمات يمكن إنكارها والتي من شأنها تجنب توريط الحكومة الأوكرانية نفسها. 

وأدى تدخل الرئيس فلاديمير بوتين في سوريا عام 2015 لمساعدة نظام الأسد المحاصر على الاحتفاظ بالسلطة خلال الحرب إلى وجود دائم لآلاف القوات الروسية هناك. وقد عزز الانتشار، الذي يشمل طائرات حربية وأنظمة دفاع جوي متطورة، من الوجود الإقليمي لموسكو .

تنص الوثيقة على أن ضباط الاستخبارات العسكرية الأوكرانية فضَّلوا ضرب القوات الروسية باستخدام طائرات مسيَّرة وشن ضربات "صغيرة"، أو ربما قصر ضرباتهم على قوات مجموعة فاغنر فقط. 

بحسب الوثيقة، كانت تركيا على علم بالمخطط، وسعى المسؤولون الأتراك إلى “تجنب رد فعل محتمل” حيث اقترحوا أن تشن أوكرانيا هجماتها من مناطق قسد بدلًا من شمال غرب سوريا، حيث توجد قوات مدعومة من أنقرة.

ورشح الضباط الأوكرانيون تدريب عناصر من قوات سوريا الديمقراطية، على ضرب أهداف روسية والقيام بـ"أنشطة مباشرة غير محددة، إلى جانب هجمات بطائرات مسيَّرة"، بحسب الوثيقة. 

وكشفت الوثيقة ان قيادة قوات سوريا الديمقراطية رفضت شن أي ضربات تستهدف القوات الروسية لكنها أبدت اهتماما بالحصول على التدريب وأنظمة الدفاع الجوي.

الوثيقة لم نذكر ان كانت اوكرانيا قد لجأت لأطراف عسكرية أخرى لتنفيذ المخطط بعد رفضه من قبل قوات سوريا الديمقراطية.


السبت، أبريل 22، 2023

كوباني عام على التحرير: انتصارت عسكرية في موازاة الفشل السياسي والخدمي، والخذلان من المجتمع الدولي



مر عام على اعلان التحرير الثاني لمدينة كوباني من مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية الذي شنو حربا كبرى، على المدينة في 14 سبتمر 2014، تمكنوا من خلالها من السيطرة على 85% من المدينة التي كانت تحت ادارة وحدات حماية الشعب الكردية، بسلطة تنفيذية من "الادارة الذاتية" التي اعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي في شباط من العام نفسه.

كوباني تلك المدينة المنسية تحولت الى قبلة العالم، وباتت اخبارها تتصدر شاشات التلفزة وغالب وسائل الاعلام العالمية في ظاهرة قلما تتكرر لمدينة صمدت في وجه داعش وقاومته، في وقت كانت فيه غالبية المدن السورية والعراقية تستقبله بالذبائح والاحتفالات، ورافق اعلان الحرب نزوح ما يقارب الـ 300 الف مدني باتجاه الحدود التركية، رافضين احتضان داعش ليسجل ذلك ايضا كحدث نادر في أن يرفض اهالي مدينة قبول حكم التنظيم وأن يرحلوا عنها مكرهين تحت ضربات القصف والاسلحة الثقيلة والمجازر التي هددوا بها من قبل مسلحي التنظيم.

كوباني قبل الثورة:

كان النظام السوري يفرض على مدينة كوباني طوقا أمنيا مشددا، وكانت الاعتقالات والاستجوابات مستمرة من قبل الفروع المتعددة من الأمن عسكري، الى سياسي، والجنائي، والداخلي، والجوي والمئات من المخبرين غيرهم، فكانت النشاطات السياسية محظورة تماما كما الثقافية، فتنظيم أمسية شعرية مثلا كان يحتاج لمواقفة كل الفروع الامنية، لذا كانت تتم في الغالب سرا، وايضا فإن كل مفاصل الدولة، والمؤسسات الخدمية والتعليمية وغيرها كانت بإدارة أشخاص من خارج المدينة بسجل "بعثي" متزمت، وكان الواقع الخدمي سيئا، فقد كانت تُنتهج سياسة معاقبة جماعية للمدنيين، باهمال مختلف جوانب حياتهم، أضف الى ذلك فقد مورست سياسات التعريب لاسماء القرى، والمدن، وكانت اجراءات التوظيف معقدة وتحتاج الى دراسات امنية، ودفع مبالغ طائلة لتجاوزها.

كوباني اثناء الثورة:

انتفضت كوباني في وجه النظام في الاول من نيسان 2011 كاحد اوائل المدن الثائرة ضده في تظاهرات عارمة كانت تتصدر كبرى الشاشات العالمية، وهي تنقل صيحات شبابها المطالبين باسقاط النظام، وبالتضامن مع المدن الاخرى الثائرة منددين بجرائمه وسياسة القتل التي ينتهجها كون الكرد في سوريا كانوا يتعرضون لاضطهاد مزدوج قبل الثورة ليجدو فيها متنفسا في الخروج الى الشارع بعد تجربة 2004، والمطالبة بحقوقهم ورفع الظلم عنهم.

واستمر الحراك الثوري والمدني في كوباني حتى استلم حزب الاتحاد الديمقراطي السلطة في كوباني في 19/7/2012، لتعيش كوباني بعدها خلافات كردية – كردية بين " المجلس الوطني الكردي" و"حركة المجتمع الديمقراطي"، الى جانب محاولات متكررة من فصائل عسكرية في المناطق المحيطة في كوباني بفرض حصار عليها ودعوات التوجه للسيطرة عليها.

وتزايد التوتر بعد تنامي دور وحدات حماية الشعب وزيادة قوتها، فبدأت الفصائل الاسلامية / داعش، جبهة النصرة، احرار الشام/ يكيلون اتهامات بأن هذه القوات تنتهج سياسة تدعو لتقسيم سوريا، فقاموا وبالتنسيق معا بفرض حصار على مدينة كوباني في آب (أغسطس) 2013، الذي شمل الغذاء والدواء وحليب الاطفال وحركة المدنيين، إضافة إلى قطع الكهرباء والمياه،، ولاحقا ومع اعلان "الادارة الذاتية" شن داعش حربه الكبرى على المدينة، مهددا بالصلاة في جوامعها، واستعباد أهلها، وفي أمل ضمها لإمارته، وخاصة بعد ان سيطر على مساحات واسعة من سوريا.

ما الذي تحقق بعد عام من التحرير؟

ترزح المناطق الكردية في سورية تحت ظروف قاسية، نتيجة الحرب التي يشنها تنظيم «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة» من جهة، والحصار الخانق الذي تفرضه التشكيلات الإسلامية “المعارضة” بالتعاقب، معطوفاً عليه الدور التركي السلبي والرافض لأي صعود لحزب الاتحاد الديموقراطي الكُردي، وهو الموقف الذي ينسجم مع وجهة نظر الائتلاف المعارض الرافض لكيان «الإدارة الذاتية» وتعتبره مشروع انفصال، في الوقت الذي يشدد المسؤولون الكُرد على أنهم يسعون إلى ترسيخ سورية ديموقراطية موحدة ومتنوعة في آن، ويعملون لتعميم نموذجهم لسورية المستقبل وفق قاعدة الجمهورية الديموقراطية والإدارة الذاتية المجتمعية.

تقع كوباني التي ما تزال تعيش حربا مستمرة على الشريط الحدودي مع تركيا، مفتقرة إلى معابر رسميّة، باستثناء معبر مرشد بينار، وتل أبيض الذين ترفض تركيا مرارا افتتاحهما، ويؤكد المسؤولون في كوباني أنه «كان بإمكان الحكومة التركيّة التخفيف من آثار الحصار والحرب» والاستجابة للنداءات المحلية والدولية بفتح البوابة، بدل زيادة تشديد الرقابة خاصة انها تعتبر نافذة وحيدة أمام الناس، ولا يتوانى الجنود الأتراك عن إطلاق النار على من يحاول اجتياز الحدود بطرق غير شرعية، حيث تم توثيق 145 حالة اعتداء " وحشية" وحدوث وفيات منذ العام الفائت. و«كأن تهريب الاحتياجات الحياتية أخطر من إدخال الأسلحة والجهاديين».

ومنذ تاريخ اعلان تحرير كوباني وبدء الناس بالعودة، لم تتوقف المعارك، حيث تم طرد التنظيم من العشرات من المدن الاستراتيجية في الرقة، والحسكة وريف كوباني، لتصبح حرب كوباني نقطة تحول، وانكسارات متتالية لداعش انتهت مؤخرا بخسارته سد تشرين مع معارك محتملة في جرابلس ومنبج حتى الشدادي ومسكنة، لكن بموازاة ذلك فإن الناس ما تزال تعيش ظروف امنية واقتصادية صعبة، وهم الذي فقدوا منازلهم، واعمالهم ومدينتهم التي تحولت الى انقاض، آذاد محمود الذي كان قد انتهى للتو وقبل بدء المعارك من اعمار منزله قال" كوباني اليوم ما تزال مدينة مدمرة، لقد بتنا واثقين بأن حرب التحالف الدولي في كوباني كانت حرب مزدوجة، لتدمير المدينة، ومحاربة تنظيم الدولة فالتحالف الدولي وداعش جعلا من كوباني مصيدتهما لهزيمة الآخر، فدمرت مدينتا ولم يساعدنا أحد حتى الان، نشعر بالخذلان من المجتمع الدولي والتحالف الذي لم يقدم لنا شيئا" ويتسائل آزاد " ألا يترتب على التحالف الدولي أن يجد حلا لمعاناة اهالي هذا المدينة التي حولتها غاراته الى انقاض".

ورغم عقد أكثر من مؤتمر واجتماع دولي حول كوباني، والاعلان عن مشاريع ضخمة ورصد أموال لمساعدتها على النهوض والاعمار فإن الجهود والمساعدات التي وصلت المدينة بالكاد تذكر، فـ "منسقية اعادة الاعمار" المعلنة منذ اكثر من عام لم تقدم الشيئ الكثير، الا انها استطاعت ازالة الركام، وفتح غالب الطرقات، تاركة اصحاب المنازل يبكون على ترابها بدل الاطلال، ولم تقدم اية مساعدات أخرى بالعكس فهنالك اتهامات لها بانها تعمدت تهديم عدد من المنازل الغير مدمرة نتيجة الحرب تماشيا مع مخطط عام تشرف على تنفيذه، وهو ما يهدد المئات من العوائل الاخرى لتسكن ايضا في العراء.

"الادارة الذاتية" لم توفي بأي من الوعود التي قطعتها على نفسها بتوفير معدات ومواد الاعمار بأسعار مناسبة، او تقديم اية مساعدات مالية او عقارات روجت من خلال مؤتمرات اعلامية بأنها ستقدمها للذين فقدوا منازلهم او دخلت ضمن مساحة "المتحف" بل وتهربت بلدية كوباني من مساعدة الناس او تقديم شيء او العمل على ضبط اسعار العقارات او مستلزمات البناء بالعكس فقد فرضت طلب تراخيص للاعمار، أضف بأن التصريح الأخير الصادر منها حول عدم وفاء الداعمين بوعودهم في تقديم الدعم والمساعدات دليل فشل هذه الادارة في اقناعهم بذلك، ويجب الوقوف عند ذلك لا التهرب واعتبارها حجة عجزها عن فعل شيء.

وكذلك فإن الخدمات الاساسية، من ماء وكهرباء غير متوفرة الا بالحد الادنى، كما وان الشكاوي كبيرة في المجال الاغاثي وعدم وصول المساعدات للناس، والمشافي لا تقدم خدماتها الا باسعار مرتفعة وان غالب المواد الغذائية والمحروقات تباع في السوق بدون رقابة مما يزيد من اسعارها بشكل كبير.

ولكن ورغم ذلك ومهما تكن الصورة قاتمة في كوباني، ورغم الدمار وندرة الخدمات وارتفاع الاسعار وغياب فرص العمل فإن الحياة فيها تسير نحو الافضل حيث تحاول "الإدارة الذاتية" بمؤسساتها وهيئاتها التي أعيد تأسيها متابعة شؤون الحياة، وتحاول قدر المستطاع مساعدة الناس في احتياجاتهم اليومية بالحد الأدنى، فثمّة منظمات ومؤسسات تقف على تنظيم الخدمات وتدبير احتياجات عوائل الشهداء، والنازحين وذوي الاحتياجات الخاصة، وتحريك عجلة القطاع التعليمي، والقطاع الصحي، وتحسين مستوى الأمن عبر عناصر الشرطة «الاسايش» وإحالة معظم القضايا الشائكة إلى المحاكم المحلية، وتنظيم القضاء، والخدمات وغيرها.

مصطفى عبدي

اذار 2016


الخميس، أبريل 20، 2023

الأنثى الرمز، الإلهة (قناع الالوهة المؤنثة)

17 نوفمبر، 2014

مصطفى عبدي



مع بزوغ فجر الحضارات الكبرى كان الدين محوراً أساسياً في تنظيم وترسيخ أسس تلك الحضارات. ولم تخل أية حضارة من نشاط روحي، كما أكده المؤرخ الإغريقي (بلوتارك) حينما قال: (وجدت في التاريخ مدن بلا حصون، ومدن بلا قصور… ومدن بلا مدارس … ولكن لم توجد أبداًمدن بلا معابد).

وإذا أردنا الدقة فإن الإنسان كائن ديني، يبحث دائما عن مُطلق يخضع له ،وعن تفسيرات لما يحدث حوله من ظواهر مُبهمة.

إن التطور الصناعي والتكنولوجي لا يرتبط أبدا بتقدم روحي؛ فالإنسان القديم قد يكون بدائياً في وسائله المادية، لكن لا نستطيع أن نقول انه بدائي في نظرته ونزعته الدينية. فالأسئلة الكبرى مثل لماذا وجد الكون؟ وإلى أين مصير الإنسان؟ ما زالت حتى الآن تُؤرق تفكير الإنسان. كما لا نستطيع أن نقول بأن الأخلاق تخضع لعملية التطور كما في الأشياء المادية؛ فالصدق يبقى صدقا مهما تعاقبت عليه الأزمنة. النزعة الدينية عند الإنسان لم تأت بالتطور، بل هي فطرية، وهي تختلف عن المعرفة و الصناعات التيتطورت بمرور الزمن. فهي فروع مكتسبة.

وهنا انقل ما كتبه عالم النفس الأمريكي (سكينر) وهو منرجال المدرسة السلوكية: (إن سقراط لو بعث في أيامنا الحالية لاكتشف مفاجأتين:الأولى هي شعوره بأنه طفل صغير لا يفقه شيئاً في العلوم الحديثة، وسوف يصعقمن المعلومات الجديدة عن الفيزياء النووية بتركيب مضاد للمادة، وعلم البيولوجياوكشف التركيب الجيني في نواة الخلية.ولكن المفاجأة الثانية هي أن العالم لميتغير كثيراً في الحوارات الفلسفية، والأخلاق العلوم الإنسانية، وسيجد نفسه يخوضفيها خوض المغامر الجسور).

إذا شكل الين عاملاً مهماً وشغل حيزا في مجمل التفكير، ولكن نحن لن نتابع سردنا بالتعمق بإشكاليات المعتقدات الدينية السائدة بقدر ما سنجتزئ الدراسة بالبحث في جانب واحد في مجمل المعتقدات التي انتشرت في هذا العالم من الديانات القديمة التي سادت وحتى ديانات التوحيد السماوية، ألا وهو قناع الألوهة المؤنثة.

وهنا سوف ندرس كحلقة أولى ” الأنثى الرمز، الإلهة في معتقد قدماء مصر” لنتابع البحث إلى الديانات الأخرى…..

الأنثى الرمز، الإلهة في معتقد قدماء مصر(1)

مثل غالبية الشعوب التي قطنت الشرق القديم، بدأ الفكر الديني في مصر بمنظومة للعالم. فحضارة ضفاف النيل التي ضمت العالم المادي وعالم الوقائع غير المرئية، أنتجت تصورات عديدة لفكرة الخلق ولفكرة وجود الالوهة المُسيّرة لشؤون الكون.

الكثير من الأبحاث والدراسات التي دارت حول دين قدماء مصر أوضحت بأن المصريين القدماء كانوا قوماً تدرجوا في الاعتقاد بآلهة محلية مرتبطٌ وجودها أساساً بالتغيرات الطبيعية التي تحدث في البيئة المحيطة (جفاف، فيضان، أعاصير، أمطار……)، تُسيّر وتتحكم بتلك العوامل، حتى الإيمان بإله واحد، إلهٍ (( لم يلد، ولم يولد، خفيّ، خالد، عظيم القدرة والمعرفة، لا تُدركهُ العقول، خالقُ السماء والأرض وما عليها، خالقٌ لكائنات روحانية ( الآلهة ) والتي كانت رسله ومساعديه في إدارة جميع أمور الكون…)).

ولكن حين دراسة تاريخ وحالات الآلهة، حسب المُعتقدات التي سادت تلك البُقعة من العالم وحين عرضِ شَجَرَةِ عائلةِ آلهةِ الخلق، فإننا سنجد حقيقة انه لم يكن قناع الالوهة المطلقة، قناعاً مذكراً على الدوام. فقد لعبت الإلهة إيزيس مثلاً، أعلى إلهات الثقافة المصرية، دور الواحد الذي يجسِّد الالوهة المطلقة أيضاً، واعتبرها عبادها بمثابة التجلِّي الأنثوي للإله رع نفسه: (إنها رع المؤنث، إنها حورس المؤنث، إنها عين رع)، ونذكر هنا الترتيلة المرفوعة إلى إيزيس من عصر المملكة الحديثة:

(( هي ذات الأسماءُ الكثيرة، الواحدة القائمة منذ البدء، هي القدُّوسة الواحدة، أعظم الآلهة والإلهات، مَلِكةُ الآلهة جميعاً، ومحبوبتهم الأثيرة. نموذج الكائنات طراً، ومَلكةُ النساء والإلهات إنها رع المؤنث، إنها حورس المؤنث، وعين الإله رع. إنها العين اليُمنى للإله رع، التاجُ النجمي لرع – حورس، وملكةُ الكوكبات النجمية، نجم الشعرى الذي يفتتح السنة. وسيدة رأس السنة، صانعةُ الشِروق، تجلسُ في المُقدمةِ مِنَ مَرْكَبِ السَماء، سيدةُ السماواتِ، قِدوسةِ السَماواتِ، وواهبةُ النورِ مع رع، الذهبيةِ، سيدةِ الأشعةِ الذهبية، الإلهة الوضاءة سيدةُ ريحِ الشَمال، ربةُ الأرض، والأقدر بين القديرين مالئةُ العالمِ الأسفلِ بالخيراتِ، والسيدة الموهوبةِ هُناك، بالاسم تانيت هي العُظمى في العالمِ الأسفلِ مع أوزيريس، سيدةُ حجرِ الولادة، البقرة “حيرو – سيما” التي أنجبت كل شيء، سيدةُ الحياة، واهبةِ الحياة، خالقةُ كل شيء أخضر، الإلهةُ الخضراء. سيدةُ الخبز، سيدةُ الجِعة، سيدة الخيرات، سيدة البَهجةِ والفَرَحِ، وسيدةُ الحب البهية الطلعة، الجميلة في طيبة، والجليلة في هليوبوليس، والمِعطاءَ في مَمفيس، سيدةُ الرقى والتعاويذ، النساجة الحائكة (للأقدار)، ابنها سيد الأرض، وزوجها سيد الأعماق. زوجها فيضان النيل، الذي يجعل النيل يعلو ويرتفع فيفيض في موسمه )).

أي أنها كانت بشكل أو بآخر تمثل السطوة والنفوذ نفسه الذي كان يعيشه اكبر آلهة مصر ” اتوم رع”

وفي منف كان بتاح يُعبد وكان يُرى على أنه والد أتوم، أو بصفة أدق كوالد “نفرتوم، الأقنوم”. ولاحقا أصبح رع (أتوم-رع)، والذي كان يُرى على أنه حورس) رع-هراختي(، مما أدى إلى القول أن بتاح تزوج سخمت، والتي كانت تعتبر في ذلك الوقت اقنوم لحتحور، أم حورس، وبالتالي أم أتوم. ولما كان بتاح هو الربوة المقدسة، وكلمته بدأت الوجود، فقد اعتُبر إله الحرفيين، وخصوصا الحرف الحجرية. ونتيجة لارتباط الحرف الحجرية بالمقابر وارتباط المقابر الملكية بطيبة، فإن الحرفيين اعتبروا أنه يحكم مصائرهم، وبات إلههم الأوحد، حيث اعتبروه إله البعث. وسِكِر أيضا كان إله الحرفيين والبعث، ودمج سكر لاحقا مع بتاح ليصبحا بتاح-سِكِر.

وهنا وجب علينا الذهاب إلى عرض تفاصيل قصة أوزوريس، لما مثلته هذه القصة من تأثير وتوجيه ومن بروز واضح وجليل لدور الإلهة الأنثى ومدى تأثيرها:

( تزوجت “نوت” سراً من أخيها التوأم “جيب”، ضد إرادة كبير الآلهة “رع”، فلعن “رع” الإلهة “نوت” وأمر اله الهواء “شو” أن يفصل الزوجين، واصدر حكمه بان تظل عاقراً طيلة أيام السنة. وهنا هزت الشفقة عاطفة الإله “تحوت”، ففكر بطريقة، واحتال بذكائه على قرار “رع”. إذ انه دعا “ثوث” إلى لعبة الداما واشترط بأن يعطيه “ثوث” أجزاء من ضوئه بعدد المرات التي يلعبان بها إن انتصر عليه، وان يدفع هو إن خسر أجزاء من طاقته. وكان أن ربح منه “تحوت” عدة جولات قدرت باثنين وسبعين جزءاً من ضوئه، صَنَعَ مِنها خَمسَة أيامٍ جَديدة سميت بـ (أيام النسيء) وهذه الأيام لم تكن محسوبة في التقويم المصري، والذي كانت تعدُ أيامه ثلاثمائة وستين يوماً فقط، وهنا كانت الفرصة أمام “نوت” فأنجبتْ فيها أولادها الخمسة ( العائلة الاوزيرية ) وهم (( أوزوريس )) و ( سيت وايزيس ونيفتيس ونبت حت أو حوروس ). وإيزيس كانت سيدة الطبيعة والابنة الأولى، ولدت في مستنقعات الدلتا في يوم النسيء الرابع. وجلست إلى العرش إلى جانب زوجها وأخيها أوزيريس، وساعدت النِسوة في تَعَلُمِ الطَحنِ والغزل والحياكة، وعلمت الرجال فن شفاء الأمراض، وعوّدتهم على الحياة الأسرية، وتسلمت حكم مصر بعد أن غادر زوجها. وكانت النصوص المصرية تصفها بالِإلهة المتعددة الأسماء فهي سيدة القمح، وأول من اكتشف زراعته. ومن ألقابها “خالقة كل نبت أخضر” و ” الإلهة الخضراء” و “سيدة الخبز” و ” سيدة الجعة” و “سيدة الخيرات” و “حقل القمح”. وبعد أن اكتشفت إيزيس القمح، أعطت باقاته الأولى لأوزوريس الذي قام بتعليم البشر زراعتها. وقد ابتدأ أوزوريس كذلك مهمته في ارض مصر فأبطل العادات الهمجية القديمة، وعلم الناس كيفية صناعة الأدوات الزراعية واستعمالها في استنبات المحاصيل الزراعية، وعلمهم أكل الخبز وشرب النبيذ والجعة وبناء البيوت. وهو الذي مهد لتأسيس الديانة الأولى وعلم البشر عبادة الآلهة، واستخدام الآلات الموسيقية. وبعد أن قام بنشر الحضارة في مصر غادرها إلى آسيا ثم إلى بقية أنحاء العالم، متابعاً مهمته في نشر الحضارة، مستميلاً إليه الناس باللين والمحبة والموسيقى، ثم عاد ثانية إلى مصر ليحكمها بالعدل والمساواة، ولكن إلى حين. وتنامى حقد أخيه الشرير “سيت” الذي غداً لاحقاً تجسيداً لروح الشر، والمعارض الأبدي لروح الخير، فتآمر لقتله مع اثنين وسبعين من أنصاره، حيث صنع صندوقاً بديع التصميم والزخرفة بحجم أوزوريس، وزعم في حفل أقامه له انه يهديه لمن يتسع له، ولم يتسع لغير أوزوريس الذي استلقى فيه غير آبه بالمكيدة، فأغلق سيت الصندوق بمعونة من أنصاره وألقاه بعيدا في النيل بعدما احكم إغلاقه. حملت مياه النيل الصندوق إلى البحر، فطاف على غير هدى حتى استقر عند شواطئ كنعان* أمام مدينة بيبلوس*، واستقر عند أغصان شجرة الطرفاء النحيلة، التي ما لبثت أن نمت بشكل غير مألوف بعد أن لامستها التابوت، واحتوته بكامله داخل جذعها. فلما رآها الملك ملكاندر صدفة، أعجب بها جدا وأمر أن تقطع لاستعمالها كعمود يزين قصره ويدعم سقفه. وما إن نصبت كعمود في قصر جبيل حتى أخذت تنشر طيباً ذاع صيته في كل البلاد، حتى وصل إلى أسماع ايزيس في مصر، التي كانت في حداد مقيم منذ أن اُغتيل زوجها. فعرفت ببصيرتها سرّ الشجرة، وطارت لتوها إلى بيبلوس، حيث تنكرت في هيئة امرأة عادية. ودخلت القصر الملكي كضيفة على الملكة “عستارت” وصارت مربية لابنها. ثم ما لبثت أن أعلنت عن نفسها وطالبت باستعادة اوزوريس من جذع الشجرة، وكان لها ما أرادت. فشقت ايزيس جذع الشجرة وأخرجت الصندوق وفتحته وبكته حتى طهرت الجثة بدموعها، ثم حملته إلى مصر حيث خبأته مؤقتا في مستنقعات الدلتا ” شميس”، خوفا من أن يعثر عليه “سيت”. ولكن سيت علم بالأمر ووجد الصندوق ومزق جسد اوزوريس إلى أربع عشرة قطعة، وزعها في طول البلاد وعرضها. غير أن ذلك لم ينل من عزيمة ايزيس التي عادت للبحث عن اوزوريس مجدداً، مُنقبة عن أجزائه المبعثرة، فعثرت عليها قطعة بعد قطعة، ما عدا عضو الذكورة الذي التهمته احد سراطين الماء، ثم جمعت الأجزاء ونفخت فيها نسيم الحياة مستعيدة بذلك حبيبها من عالم الموتى. مؤدية ولأول مرة في التاريخ شعائر التحنيط ( بدعم من اله الموتى والمشرف على إعمال التحنيط أنوبيس) وبذلك أعادت ايزيس الإله القتيل إلى الحياة الأبدية، وساعدتها في ذلك أختها نيفتيس (التي كانت زوجة سيت، والتي هجرته بعد أن قتل أوزوريس، وانضمت إلى المدافعين عنه) وابن أختها “أنوبيس” ووزير اوزيريس الأعظم ثوث، وحورس الابن – الذي ولدته ايزيس بقواها الخاصة على جزيرة شميس العائمة القريبة من بوتو وذلك دون معونة من رجل- ولكن اوزوريس بعد بعثه، لم يفضل قضاء بقية حياته على الأرض، وإنما آثر الهبوط إلى العالم الأسفل ليغدو سيدا له، حاكما وقاضيا في مملكة الموتى.

أما ابنه من ايزيس”حوروس” فظل يتابع مقارعة عمه “سيت” وليستمر صراع القوتين: قوة النور والخير، قوة الظلام والشر.. وأخيرا انتصر حوروس على عمه بعد معركة عنيفة واقتيد سيت مكبلا بالأغلال إلى أمه. فأشفقت ايزيس على أخيها فبكته رغم شنيع أفعاله وفكت قيوده. وغضب حوروس والقي أمه على الأرض. وحين تحرر سيت اتهم حوروس بأنه ابن غير شرعي.

(( أخته من قدم الرعاية له، وبسط عليه الحماية، دفعت عنه الأعداء وجنبته مهاوي حظه العاثر، دحرت خصومه بتمتمات السحر، رتلتها شفتاها، وتحرك بها لسانها المجرب، وفمها الذي لا تنتهي كلماته. ايزيس، صاحبة السلطة وروح العدل، حمت أخاها. بحثت عنه بلا كلل، ولا أقعدها عناء، بدموع جارية طافت كل البلاد فما استراحت قبل لقياه. نعم، ايزيس التي شدت أرز أخيها، ونفخت في جسده المتلاشي العزيمة. إيزيس التي تلقت بذوره في بطنها، وحملت بوارثه فأرضعته في مأمن))

أما عيد أويت وهو عيد الإله أمون إله طيبة. فقد كان يتطلب القيام برحلة يقوم بها الإله أمون مع زوجته إلى الإلهة موت وابنهما الإله خنسو من معبد الكرنك إلى الأقصر ثم العودة، وهي رحلة نيلية يشارك فيها حشد غفير من الناس في النهر وعلى الضفتين. وهناك عيد آخر للإله آمون وهو عيد الوادي الذي يعني عبور النيل لزيارة معابد الموتى من الفراعنة في الضفة الغربية وتنتهي الرحلة عند وادي الدير البحري حيث يوجد معبد الملكة حتشبسوت الجميلة.

الإلهة إيزيس(Isis) كان لها الكثير من التوجيه والأثر فهي ربة القمر لدي قدماء المصريين. وكان يرمز لها بامرأة على حاجب جبين قرص القمر، عبدها المصريون القدماءوالبطالمةوالرومان. كان لها معابدها في عدة بلدان رومانية، حيث كانت تعتبر أم الطبيعة وأصل الزمن، اشتهرت إيزيس بأسطورة أوزوريسزوجها، وشخصت في تماثيل وهي حاملة ابنها حورس، وفوق رأسها قرنان بينهما قرص القمر، وهذه الصورة استوحاها المسيحيون في تماثيل وصور السيدة العذراء وهي حاملة ابنها المسيح، وفوق رأسها هالة من النور. كانت للمصرين الأم المقدسة، وزوجة وأخت أوزوريس، شاركته في حكم مصر، وعندما قتل جمعت أشلاءه التي كانت قد دفنت في أنحاء شتى من مصر، وأعادت إحياءها بفضل قواها السحرية. أنجبت ابنها حورس وساعدته لاستعادة العرش، وقد بجل المصريون القدماء إيزيس، واعتبروها الربة الحامية في جميع أنحاء مصر القديمة. كان المصريون يعبدونها عبادة قائمة على الحب والإخلاص فصوروا لها صوراً من الجواهر لأنها في اعتقادهم أم الإله. وكان كهنتها الحليقون ينشدون لها الأناشيد ويسبحون بحمدها في العشي والإبكار.ولن نغفل الدور الذي لعبته بعض الإلهات من حيث تمتعهن بقوة وجرأة ومن حيث توكيلهن بمهام خطيرة، وهنا سنذكر قصة غضب رع يوم بدء الناس يستهزئون من تراجع قوته، فحكم عليهم بعقوبة قاسية، فحلت اللعنة على البشر، وهنا تم توكيل الإلهة حاتحور ” هاتور” التي كانت على صورة سيخمت (ساخميس) وهيئة لبوة أو امرأة برأس لبوه…!

حيث بلغت منها القسوة والدموية حداً فاق بكثير ما رسمه رع بذاته….وحتى بعد أن مال قلب رع إلى عباده، لم يتمكن من إيقاف زحف حاتحور، إلا بحيلة ذكية شارك فيها عدد من الآلهة.

وختاماً سوف نذكر آلهة مصر، مع عرض مختصر عن وظائفهم، ودورهم الذي لم يكن اقل من دور الالهة المذكرة، بل وقد يتجاوزه في الكثير من الاحيان.

(( انوبيس )) إلهة الرطوبة والندى فتصب عليه أباريقها الأربعة الطاهرة

(( سشات )) إلهة الكتابة.

وكانت هنالك آلهة أخرى مثل sia(( سيا )) اله الفهم

-تيفنوت:إلهة الندى والمطر، تساعد شو في حمل السماء.

-نوت:إلهة السماء.

-ايزيس:ساحرة، لجأ إليها رع حين أحس بالوهن والضعف فاستغلت ذلك.

-نيفتيس: زوجة سيت، هجرت زوجها بعد أن كشفت قيامه بقتل أوزوريس.كانت عاقرا لكنها حملت بانوبيس بعد أن أسكرت أوزوريس خفية.

-هاتور(أثير):معناه ( مسكن حوروس)، اسم الإلهة المصرية العظيمة، إلهة السماء وابنة رع وزوجة حوروس.كانت حامية النساء والمشرفة على زينتهن، تمتعت بشعبية هائلة كإلهة للحب والمتعة،وكانت حامية للمقابر في طيبة(ملكة الغرب).

-شيسات: زوجة ثوث، إلهة الكتابة والتاريخ وحفظ السجلات.

-نيخبت: حامية الولادة، حامية لمصر العليا، مرضعة الفرعون.

-بوتو:(مسكن)، إلهة حامية لمصر السفلى.

-مونت(مينثو):إلهة الحرب.

-مُت: (الأم)، زوجة آمون رع،إلهة شمسية.

-سيخمت: (القوية) إلهة الحروب والمعارك.

-باست(باستيت):تجسد حرارة الشمس المخصبة، حامية فراعنة، العاصمة بوباستيس، كانت كما هاتور إلهة للمتعة تحب الموسيقى والرقص.

-نيت(نيث): إلهة دلتا، حامية سايس، إلهة محاربة، دعيت “تيهينو”أي الليبية، تنامي دورها مع صعود الأسرة السايسية إلى الحكم، إذ لعبت دورا في أساطير التكوين، حيث جعلت إلهة لسماء، مثل نوت وهاتور، وأما للآلهة عموماً والإله رع خصوصاً.

-أنوكيت: إلهة محلية للشلالات، لها علاقة بمعنى الاحتضان.

-تاويريت (ابيت، أوبيت): (العظيمة)، إلهة شعبية للولادة، تمثل الأمومة والإرضاع.

-هيكيت: تمثل الحالة الجنينية للحبوب المدفونة في الأرض، وهي تستعد للانتفاش، حامية للولادة.

-ميسخنت:إلهة الولادة، تجلب الراحة للنساء أثناء وبعد الولادة، تلعب دور الجنية العرابة، المتنبئة بمستقبل المولود.

-الهاتوريات: جنيات عرابات تظهرن عند سرير الميلاد للتنبؤ بمستقبل المولود الجديد.

-رنينيت: إلهة تشرف على الرضاعة، تعطي المولود اسمه، تغذيه بنفسه. وبذلك هي التي تحدد شخصية المولود وحظه، وقد تكون إلهة الحصاد، وفي التقويم المصري نرى أن الشهر التاسع منه قد اقتبس اسمه.

-رينبت: إلهة السنة، والربيع، والشباب.تمثل مرور الزمن وتدعى سيدة الأبدية.

سيلكيت: إلهة العقرب القديمة، ابنة رع ، حامية الزوجة، لها دور خاص في طقوس التحنيط، حامية الموتى، وتظهر بصحبة نيت.

-أمينت: (الغربية)، إلهة الغرب، ثم صارت إلهة لأرض الموتى.

-ميرتسيجر(ميرسيجر):( صديقة الصمت، أو محبوبة الصامت )،كانت إلهة أفعى تحرس منطقة المدافن في طيبة، في قمة تعلو جميع القمم.

-معات: إلهة القانون والحق والعدل، الابنة المحببة عند رع، زوجة ثوث قاضي الآلهة

مراجع البحث:

– قصة الديانات، مظهر سليمان

-الدين، بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان، د. محمد عبدا لله دراز.

-(الله) كتاب في نشأة العقيدة الإلهية، عباس محمود العقاد.

-موسوعة تاريخ الأديان، سلسلة دراسات، مجموعة من المؤلفين.

-أديان ومذاهب، دراسات جمعت من الانترنت( المعابر، مؤسسة ويكيميديا….)

-إرادة الاعتقاد، وليم جيمس، ترجمة د. حب الله.

-تاريخ الإيديولوجيات، الجزء الأول، ميشيل حيتون، جمعه فرانسوا شاتليه، تعريب أنطوان حمصي.

-المعتقدات الدينية لدى الشعوب، عالم المعرفة العدد173، جفري بارندر، ترجمة إمام عبد الفتاح.

-موسوعة تاريخ الأديان،الكتاب الثاني، j.viaud ، ترجمة فراس السواح و فاروق هاشم.

-مصر والشرق الأدنى القديم، نجيب إبراهيم.

-حضارة مصر والشرق القديم، محمد شكري.

-أديان العالم، تأليف الدكتور هوستن سميث، ترجمة سعد رستم.

-الأسطورة والمعنى، دراسات في الميثولوجيا والديانات المشرقية، فراس السواح.

-لغز عشتار، فراس السواح.

-معجم الأساطير، ماكس اس.شابيرو، رودا أ. هندريكس، ترجمة حنّا عبود.

-أسرار الآلهة والديانات، أ س ميغوليفسكي.

-بدايات الحضارة، عبد الحكيم الذنون.

-الميثولوجيا، اديث هاملتون.

تفاصيل لم تروى عن حرب كوباني




حكايتي مع كوباني … وحرب الايام الصعبة

لقاء خاص أجرته لافا خالد – خاص بمشروع ” أنا قصة إنسان “


(دوعش، نظام أردوغان، نظام الأسد والمنشقون عنهم)، الكل يحاربنا، الكل له أهداف وغايات مغايرة لتلك التي يريدها أبناء مدينة كوباني، حتى اسم المدينة سموها تارة ” عين العرب” وهي المدينة التي لا عين فيها ولا عرب. كما سموها عين الإسلام .



دبابات، مدافع، قصف جوي، سيارات مفخخة، اشتباكات… كل أسلحة العالم وجيوشه اجتمعوا على وفي كوباني، الحرب فيها لم تبدأ فجأة، فقد سبقها عامان من الحصار الطويل والاعتقالات، لقد منعوا التجار والمنظمات بإدخل حليب الأطفال والدواء، للمدينة. ورغم ذلك كان أهلها يفضلون البقاء والمقاومة على النزوح عنها، ولكن ما حدث في 14/9/2014 كان مختلفاً، فتنظيم داعش حشد كل سلاحه الثقيل الذي غنمه في الموصل وفي الرقة ومطار الطبقة ووجهه لاحتلال كوباني وريفها، كما وحشد عشرات الآلاف من مقاتليه بتهديد حرق كوباني، وذبح اهلها، والصلاة في جوامعها إن لم تستسلم، وهو التهديد الذي كانت جبهة النصرة ترسله أيضا، وقبلها الجيش الحر. ومازلت تركيا اليوم تهدد به. حيث يقول أردوغان سندفنهم في الخنادق إشارة لسكان المدينة.



غادر الناس على عجل، تاركين ورائهم كل شيء وهم يحاولون النجاة بأرواح أطفالهم والنساء، وداعش يمطر المدينة بالمئات من القذائف يومياً، وقواته تتقدم تسرق وتحرق وتقتل وتنهب كل ما تصادفه، ومع نهاية الشهر التاسع من 2014 أصبحت المدينة شبه خالية من المدنيين، لتبدأ فيها حرب شوارع طويلة بعدما قرر أبنائها القتال حتى النهاية.

مدن كثيرة كانت هدفاً لتنظيم داعش قبل كوباني، تلك المدن كانت تستقبلهم بالذبائح والحفلات، لكن كوباني أصبحت أول مدينة سورية ترفض احتضان داعش، حينما قرر أهلها ترك قراهم ومنازلهم والنزوح، وكانت أول مدينة تشهد مقاومة لداعش حتى هزيمته.

أثبت مقاتلوا كوباني الذين أصبحوا رمزاً عالمياً للمقاومة أنهم لن يتركوا مدينتهم رغم أنهم تراجعوا لآخر خطوط الدفاع، وهو ما فرض على المجتمع الدولي والتحالف الذي تقوده أمريكا أن يتدخلا لمساعدتهم بعد أن انتشرت اسطورة المقاومة في الفضائيات، وبعد أن تحولت شوارع أوروبا لساحات تظاهر لم تتوقف وهم يطالبون بدعم شباب وبنات كوباني، وفك الحصار المفروض عليهم من قبل تركيا.

بالفعل تدخل التحالف الدولي في اللحظات الاخيرة، لتبدأ بذلك مرحلة جديدة مختلفة كلياً، مرحلة انكسار هيبة داعش، وقوته. 

بدأت بعد ذلك حرب تحرير كوباني شارعاً بشارع، ولم تتوقف لتمتد إلى تل أبيض، ومنها إلى سلوك حيث نشأ داعش في سوريا، وجبل عبد العزيز، ومبروكة والشدادي، فكانت هزيمة التنظيم في كوباني هي بداية لهزيمته في سوريا كلها.

مصطفى عبدي أضاف معرجاً على حياته الإعلامية التي بدأت قبل اندلاع الثورة بعقد:” كانت لي تجارب في العمل الاعلامي منذ العام 2004 حينها كنت طالب في جامعة دمشق وتعاونت مع مجموعة أصدقاء في تأسيس جريدة ثقافية /جراخ/ وإصدار ثلاث أعداد منها باللغة العربية والكردية، ولاحقاً توقفنا عن النشر بسبب مضايقات أمنية أفضت لاعتقالي من قبل الأمن السوري، لأنتقل في العمل إلى النشر بأسماء مستعارة في عدة مواقع الكترونية منها " /مجلة الثرى / وموقع / سما كرد/، وبعدها قمت بالتعاون مع عدد من الاصدقاء منهم / صالح حبش، صلاح مسلم، مروان اسماعيل/ بإطلاق منتدى ثقافي الكتروني / منتدى شباب كوباني / عام 2006 ليصبح اول نافذة إعلامية، وثقافية فتحت لأبناء كوباني حرية الكتابة ونشر الأفكار بدون رقابة، كما وأسسنا جريدة سبا الثقافية واطلقت موقع أخباري باسم كوباني كرد.

لم أكن أمتلك مالاً لأقوم بتصميم وشراء موقع الكتروني، لذا اعتمدت على نفسي واستفدت من الانترنت في تعلم لغات البرمجة والتصميم، ولأقوم بعد ذلك بتصميم وإطلاق موقع الكتروني / كوباني كرد/ في العام 2011، كأول موقع كردي من داخل المدينة يهتم بنشر أخبار الناس، ويكون صدى لتطلعاتهم.

أسست أيضا أول إذاعة مجتمعية/ راديو آرتا كوباني وذلك قبل الحرب بشهرين، وتركت العمل فيها لاحقاً، لأتحول إلى العمل مع الإذاعات الدولية كإذاعة سيريانت، وتفعيل بث عدد منها في كوباني، وعملت مع عدة منظمات منها معهد الديمقراطية NID ، منظمة ايمباكت ، منظمة NASO .

عشت ثلاثة تجارب اعتقال بسبب عملي الإعلامي، اعتقلت عند النظام السوري في العام 2004، وعند فصائل عسكرية قالت إنها من الجيش الحر في العام 2012، ومن قبل PYD في العام 2013.

كانت كوباني تعيش تعتيماً إعلامياً قبل حرب داعش لاحتلالها، مع بدأ الحرب حملت كاميرتي الصغيرة وبدأت أوثق موجات النزوح، كنت قريبا من المقاومة، نقلت رسائلهم إلى العالم وضرورة مساعدتهم ودعمهم بالسلاح ومساعدتهم للوقوف في وجه الإرهاب. بقيت متواصلاً مع العشرات بل المئات من وسائل الإعلام والوكالات العالمية.

في كثير من الأوقات كان يصعب عليّ التوفيق في الرد على كل الاتصالات الواردة من الجهات الإعلامية، فوسعت فريقا تطوعيا بعدة لغات للاستجابة . لقد كانت أياماً عصيبة جداً وصعبة، وكانت الحرب الإعلامية فيها جزءاً مكملاً من حرب الدفاع عن المدينة.

اعتمدت الموضوعية قدر الإمكان، ونشر الأخبار بدقة ومن مصادرها، وهو ما ساعدني لأكسب مصداقية غالب وسائل الإعلام، الذين كانوا يتواصلون معي عبر الهاتف بداية، والتقيت بغالبهم لاحقاً في كوباني أو في مدينة سروج التركية المتاخمة لكوباني. 

في الحرب، كانت الأخبار كثيرة، متعددة، وكانت الإشاعات أكثر، كنا نمضي وقتاً إضافياً لنفي تلك الإشاعات التي كانت أيضا جزءاً من الحرب الإعلامية، وهنا برزت مع مجموعة من الزملاء كفريق عمل ، حيث بدأنا نهتم في النشر بلغات أجنبية، وفي تويتر ضمن فكرة الحرب الإعلامية حيث كان داعش أيضا ينشط فيها.

كل ذلك الظهور كان له بالمقابل ثمنه، فقد تعرضت عائلتي للتهديد مراراً أثناء تواجدي في كوباني ولاحقا في تركيا وفي أوربا، ولاحقاً أيضا كان هنالك خوف كبير دائم يرافقني.

قبل فترة قصيرة، بدأت داعش حملة لاستهدافي من خلال الـ / تلغرام، الهاتف، الواتس اب/ ووصلتي العشرات من التهديدات، وتم نشر صورتي مذبوحاً في صفحات تقول أنّها تابعة لوكالة أعماق/، الأرقام التي كانت تتصل بي نشرتها في صفحتي، غالبها كان ماليزياً، ومن لبنان، ومن تركيا، ومن الخطوط السورية، وهو ما دفع فريق أنيموس لإبلاغي بضرورة أن أغير مكان انتقالي وأن أختفي عن الظهور لفترة، كما وأني حصلت على حق الحماية من وزارة الداخلية الفرنسية بتاريخ 20 شباط 2016.



الإعلامي دائماً مستهدف من قبل جميع الأطراف المتصارعة في سوريا، حتى من قبل الأطراف السياسية، للأسف فكلهم يعتبروننا أعداء لأننا ننتقد ونظهر أخطائهم، وهي مشكلة كبيرة نعيشها، فالغالبية لا تستطع استيعاب الإعلام الحر، بل وتحاربه، وذلك نابع من عقليتها المشبعة بالإعلام المؤدلج، الذي يلتزم بسياسة المديح والقفز على الأخطاء.



حاولت قدر المستطاع أن أمنح مدينتي التي تحرقها الحرب حقها، كواجب أخلاقي، وسعيت قدر الإمكان لتقديم ما أستطيع، والتزامي ليس بأي حزب، بقدر ما هو التزام بقضيتي الكردية في سوريا، ليتمكن الشعب الكردي من الوصول لضمان كامل حقوقه.

كم كان صعباً عليَّ وداعي لخيرة شباب وبنات كوباني على الجبهات، وهم الذين كانوا قبل سنة أعضاء في فرق فنية وثقافية ومسرحية، وطلاب علم.

The uncovered professional fallacies has dressed in the black propaganda uniform

 The uncovered professional fallacies has dressed in the black propaganda uniform



Preparing the report:

Sharvan Darwish - Mustafa Abdi - Farhad Hami

Preamble:

The reasons for the growing campaign against the project of self-management and its experience in North Syria lies in a number of purely political motives .

Where some authorities invest some of those vexatious human rights files to pass its projects on the Syrian territory to pass its projects on Syrian territory without being acquainted with and without  testing the circumstances of the war on terrorism an the property of the legitimate defence according to the international an humanitarian law.If we mention the approach of the People's Protection Units with the breaking out crisis in Syria through its speeches and practices we will notice that  they are committed to a patriotic  and clear speechfar away from extremism .It adops the inclusive Syrian identity as an axial aim for it where the number of the Arab fighters among the ranks of the Syria's Democratic Forces as well as the defensive formations of the Christian component in the Syrian Jazeera.Since the beginning of the Syrian events, these forces stood against the extremist islamic  discource and committed the policy of defending  and protecting the all the componenets in the regions under its control, at the same time it refused to cooperate with the Syrian regime which commited war crimes like the exrimist organizations and for the sake of these positions it fought field wars with the regime in Aleppo,Kamishli and al Hasaka and immediately many fighters fell dead in these battles(1),(2)2,(3),(4).

In parallel,the People Protection Units doesn't  allow  the terrorist groups to dominate theKurdish and Arabic regions in North Syria in order to turn it into a hotbed for terrorism through establishing small gihadi islamic statesto destabilize, through these these gihadi islamic states, the local and global secrity, because the Kurdish units followed this trend and didn't surrender to the regional  recommendations that oppose the varied Syrian components, organized media campaigns were marketed by hostile paries for the purpose of distorting  ite reality and the essence of its struggle, that makes benefit of distorting the field facts and iserting it  in the artificial legal  context  that fits known political purposes.

The frequency of these compaign  started to increase after the direct cooperation and coordination between  Syria's Democratic Forces(SDF)including  People's Protecting Units(YPG)with the International Coalition within the war strategy on terrorism, and achiving military victories by defeating the Islamic State and bring back the displaced people to their villages  and organize the public service affairs in the newly liberated areas from Daesh depnding on the characteristic of the local self-capacity  and it doesn't fit the known regional recommendations of the fighting groups in Syria.

For this reason,those recriminations which fall in the midst of describing these forces under terrorism boxwhich has no relatin with the realities on the ground they are just informational letters to distort its image and we know that the experts of many foreign countries which work within the iternational coalition such as Britain and the United States they work and coordinate with these forces and they realize the essence of this organization with its administrative and organizational on the groundwhich hey heavilydepends on conscription and recruitment and weapon supplying and training the field forces on the martial arts.At the same time.The Kurdish Unit and Syria's Democratic Forces didn't surrender to regional parties  that hostile the Syrian people, this is the reason which lead to marketing the counter propaganda against them because they refuse to fight in wars that take place under the foreign commandments such as Turkey and Gulf States, and this was obvious during the meeting of the joint president of the Democratic Union Party(PYD) with the Turkish intelligece service who required from Salih Muslim at that time to a number of conditions one of these condition


When following the parties that propagate, we find similarities among them, as many of those accusations are based originally on rumors and they don't take into consideration the entire overlapped complications as well as the deteriorated situation on the ground in northern Syria. These accusations can't be taken seriously as irrefutable in the shadow of excluding the effects of terrorism in its different forms, including those affiliated to the Syrian opposition and Daesh alike, not to mention the formation of Iranian loyal groups that are linked to Iran's projects from on the one hand, and the Turkish regime who supports brotherhood's groups and sometimes salafists on the basis of various international financial sources on the other hand. This is being done through exploiting the rising events and circumstances in Syria by warring parties, each one depending on its colonial, religious, or national projects. These are influencing factors which undermine the legitimacy of the international law and human rights, let alone that both sides' supporters slide into committing war crimes. Moreover, propagandists don't differentiate – or they deliberately don't want to differentiate – between defensive projects in the face of terrorism and which also impose lawfully the necessity of guaranteeing a strong secure policy, so that regions and Syrian diverse components will be protected, especially as Syrian people have become vulnerable to successive terrorist attacks. In addition, the tactics followed by these groups through the employment of sleeper cells that come from the local society which also constitutes an influencing factor in regard with securing the needed security for local people.    

The reality of displacements and ethnic cleansing allegations

Most of the reports that accuse YPG forces of carrying out ethnic cleansing operations against Arabs are based on exposed backgrounds because they are published by media institutions that are far away from professionalism -  and these institutions rather support Al-Qaida alongside Islamists -  or by suspicious research centers and human rights organizations which are being funded by parties who collect or fabricate witnesses in order to serve their purpose in the report and their work isn't related to the search for truth. Supposed coercive displacement accusations haven't been verified by any neutral international organization even if some of them depended on reports published by these misleading centers and these accusations remained within the framework of speculations which don’t make assumptions that civilians were fleeing their homes in order to avoid indiscriminate killing. These reports ignored totally that the successive terrorist groups in the region were adopting a military strategy based on planting improvised explosive devices and mines as well as sending bomb cars or suicide bombers or booby-trapped houses, which often hinder people's movement and delay their resettlement in their villages.

When checking "international reports" it is visible that these reports didn't resolve through their testimonies which have been gathered from witnesses that they were targeted in the context of racial motives, however many believed that their evacuation from their homes was based on military reasons or because of suspicion that they were accomplices to Daesh, even those who published their claims that they were accused of doing so they haven't been arrested (insofar as they were available to testify which supposedly took place after they had been charged).

In this regard we will make reference of (the fact-finding committee of the Syrian coalition – Syrian opposition) which also accused SDF forces of conducting displacement operations. Few days later, However, one of this committee's member suddenly announced his resignation and accused the committee itself of falsifying facts and refuted the published report which he said it was written without relying on any document and he added that they prepared for propaganda of the displacement accusation. International commission of inquiry on Syria published a report on 13 of August 2015, in which it disproved the allegation of "forced displacement" which is being spread by some mass media or research centers.  

International independent investigation committee on Syria denies:

International independent investigation committee denied, in a report dated 13 of August 2015, reports on accusations of conducting ethnic cleansing by YPG forces against Arabs in Al-Hasaka and Al-Raqqa provinces. "After YPG forces reconquered areas early July – which were under Daesh influence – in Tal Abiyad countryside (Raqqa province)  and other villages in Tal Temer in Al-Hasaka province, it was reported that some YPG fighters have stolen houses belong to people in Arab villages." The report of the commission said. The report went on and said "Nevertheless and although reports were circulated and claimed that forced displacement operations were conducted by YPG against Arab communities in the region, most of the interviews we conducted confirmed that all IDPs leaved their homes before the outbreak of clashes between YPG forces and Daesh and out of fear of international coalitions airstrikes against Daesh.

On 8 of March 2017 another report was published by the same committee regarding the accusations of forced displacement against SDF forces. The report was an ideal response to that black propaganda as the committee concluded that all published reports regarding this case were false.   The last report denied completely all rumors about SDF forces and its so-called attempts to change region's demography and added "although the committee received continuous allegations and claims regarding these forces during revision period but the committee hasn’t found any proof that verifies the so-called ethnic cleansing operation. By contrast, these forces made great efforts to remove the mines from liberated cities, so civilians could back home securely." Furthermore, the international committee "underlined that these forces didn't try to change the demography of any region they had liberated". Besides, there are no evidences that verify its intention to change the demographic composition of regions under SDF control by committing abuses against any particular ethnic group.  All these data, which are part of the construction phase after the liberation of the city from Daesh, are available for international human rights committees and international press, to visit the city and follow up the tremendous efforts that have been made by city's people to overcome the consequences of IS three years terror. Certainly facts on ground through documented testimonies will distinguish black propaganda proposes from the prominent reality on ground.



تقرير عن الشاعر فقير أحمد (1 آذار 1939 - 30 آذار 2023)

 


يعد فقير أحمد واحداً من أبرز الشعراء الكرد، والذي تميز بأسلوبه الفريد في الكتابة والأدب الملتزم بقضايا المقاومة والثورة. وُلد فقير كوباني كما كان يحب أن يسمى في قرية مزعينتر التابعة لبرسوس (سروج) في شمالي كردستان عام 1939، وكان يتمتع بموهبة شعرية استثنائية منذ صغره.



قضى فقير جزءًا من حياته في كوباني وجزءًا آخر في برسوس، قبل أن يقرر الهجرة إلى ألمانيا في الستينيات للهروب من الملاحقات الأمنية في تركيا والظروف الاقتصادية الصعبة.


في ألمانيا، نشط فقير في المجال الثقافي وأسس أول مركز ثقافي في كولن مع زملائه في عام 1970، ويُعرف هذا المركز باسم "مالا كردان" حتى اليوم. وتتضمن النشاطات المقدمة في المركز عروضًا فنية وأدبية وثقافية، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات التي تركز على تعزيز الوعي الثقافي للأقليات.


قام فقير بكتابة وطباعة عشرة دواوين شعر وقصص باللغة الكردية، ويُعتبر من الأدباء الذين يرفضون فكرة التربح من بيع الكتب، وبقي يوزع كتبه المطبوعة مجانًا.


زرت فقير عدة مرات في منزله بمدينة كولن، آخرها قبل شهر ونصف، حيث كنا نعمل معًا على أرشفة مؤلفاته الأدبية لنشرها بشكل رقمي وجعلها متاحة للجمهور مجانًا، وقد قام بتسليمي كل الأرشيف الخاص به، بما في ذلك المؤلفات والصور وغيرها، مع مخطط لنشرها بشكل رقمي في موقع الكتروني يحمل أسمه كما وتحدث عن تحضيراته لزيارة كوباني خلال شهر حزيران المقبل.


كما أن فقير أحمد كان شاعرًا سياسيًا، حيث كتب قصائد تناقش القضايا الاجتماعية والسياسية المهمة التي يواجهها الشعوب المضطهدة. وكانت الحرية والاستقلال هما موضوعان مهمان في شعره، حيث عبر عن تضامنه مع قضية الشعوب وحقوقهم.


على الرغم من أن حياة فقير أحمد كانت فقيرة وصعبة، إلا أنه استطاع ترك بصمته في المجتمع الكردي وفي الثقافة العالمية. وتعد مؤلفاته الأدبية والشعرية من أهم المراجع الثقافية الكردية المعاصرة.


وفي الختام، يمكن القول بأن حياة الشاعر فقير أحمد كانت مليئة بالتحديات والصعوبات، ولكنه استطاع بفضل موهبته وإصراره أن يترك بصمة واضحة في الثقافة العالمية، وهو ما يجعله قدوة للعديد من الأجيال المقبلة.

الأربعاء، أبريل 19، 2023

مبادرة جديدة من الإدارة الذاتية لإنهاء الحرب في سوريا


  المبادرة تتضمن وحدة سوريا وتوزيع عادل لثروات واللامركزية 

أعلن الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، عبد حامد المهباش، عن مبادرة جديدة لإنهاء الحرب في سوريا.

وأوضح المهباش، خلال مؤتمر صحفي في مدينة الرقة أن المبادرة التي تبنتها الإدارة الذاتية تهدف إلى التوصل إلى حل سلمي وديمقراطي ينهي معاناة الملايين من أبناء الشعب السوري. ودعا دمشق إلى إظهار موقف مسؤول.

وركزت المبادرة على وحدة الأراضي السورية، وأنه لا يمكن حلُّ المشاكل التي تعيشها سوريا إلا عبر الحوار الذي يجب ان تشارك فيه جميع الأطراف السورية.

 واكدت المبادرة ان أبناء الشعب السوري بكل مكوناته، لا ينبغي أن يبقوا عالقين في هذا الوضع الإنساني الكارثي، وإنهم ينتظرون حلاً سلمياً عاجلاً يضمنُ لهم الأمن والاستقرار ويحقق لهم مستقبلاً ديمقراطياً وحياةً كريمة حرة في بلادهم. محملة جميع القوى السياسية المسؤولة  والعمل على اتخاذ الخطوات المطلوبة في سبيل إيجاد حل مشترك قائم على أسس الحوار والتعاون والتوافق.

وتضمنت المبادرة تسعة بنود نذكرها :

البند الأول : وحدة الأراضي السورية.

البند الثاني :  التوصل إلى حل ديمقراطي تشارك فيه جميع فئات المجتمع أساسه الاعتراف بالحقوق المشروعة لسائر المكونات الإثنية والدينية، عبر تأسيس نظام إداري سياسي ديمقراطي تعددي لامركزي .

البند الثالث : اعتماد  نموذج "الإدارات الذاتية" كنظام حل لضمان  إشراف المواطنين مباشرة على تسيير أمور مناطقهم لتذليل العقبات ومواجهة التحديات فيها.

البند الرابع : توزيع الثروات والموارد الاقتصادية بشكل عادل بين كل المناطق السورية.

البند الخامس: ضمان عودة النازحين والمهجرين لمناطقهم.

البند السادس : دعم جهود مكافحة الإرهاب.

البند السابع : انهاء الاحتلال التركي للأراضي السورية.

البند الثامن : دعوة الدول العربية والامم المتحدة والقوى الدولية للعب دور إيجابي ودعم عملية سلام حقيقية.

البند التاسع : المبادرة تستند في رؤيتها الى قرار مجلس الأمن: (٢٢٥٤) وجميع القرارات الأممية ذات الصلة.

وبحسب نص المبادرة فإن القائمين عليها يركدون على استعدادهم لمناقشة جميع وجهات النظر ومشاريع الحلول وترتيب كافة الإجراءات اللازمة لاحتضان الأطراف وإطلاق مباحثات الحوار شامل.

يعد الإعلان عن هذه المبادرة خطوة إيجابية نحو السلام والاستقرار في سوريا، في هذا الوقت الحرج، حيث يتعرض الشعب السوري لمعاناة كبيرة جراء الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من عشر سنوات. ونتأمل أن تكون خطوة نحو إنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار والسلام في سوريا، وتأمين مستقبل ديمقراطي وحر للشعب السوري، يضمن حقوق جميع المكونات الإثنية والدينية في سوريا، وتوزيع الثروات بشكل عادل وتأمين عودة النازحين والمهجرين إلى مناطقهم.

وعلى الرغم من التحديات التي تواجه هذه المبادرة، إلا أن إرادة السلام يجب أن تغطى مع حاجة الشعب السوري إلى حل سلمي ينهي المعاناة التي يعيشها، ويوفر له مستقبلاً أفضل. وعليه، يجب على جميع الأطراف المعنية الانخراط في هذه العملية السياسية والتعاون لتحقيق هذا الهدف النبيل.

تهدف مبادرات وجهود وقف الحرب في سوريا ودعم مسار تحقيق السلام إلى تخفيف المعاناة الإنسانية الكبيرة التي يعاني منها الشعب السوري منذ سنوات طويلة، كما تهدف إلى إنهاء العنف والدمار والفوضى في البلاد وإنشاء بيئة آمنة ومستقرة تسمح بإعادة بناء البلاد وتأمين عودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم.

رغم أن المبادرة لم تناقش قضايا مهمة مثل الجانبين العسكري ، والأمني اضافة لاغفالها قضية المفقودين ومنهم محتجزون في ظروف صعبة ضمن المعتقلات ومسألة محاسبة المتورطين في ارتكاب جرائم اضافة لمسألة العدالة الانتقالية ولكن من المهم النظر إليها كخطوة تأتي ضمن وجهود وقف الحرب في سوريا ودعم مسار تحقيق السلام فذلك يساعد في تجنيب المزيد من الخسائر البشرية والمادية وتقليل حدة الصراع والتوتر في المنطقة. كما أنها تعزز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم بأسره.

ويمكن أن تكون هذه المبادرة مفيدة جدًا إذا تمت مناقشتها وتطويرها من قبل مختلف الفرقاء، ويتحقق ذلك مثلًا عبر تنظيم مؤتمرات ومفاوضات سياسية للوصول إلى حل سياسي للصراع، وإيجاد حلول للمشكلات الإنسانية الملحة وتأمين المساعدات الإنسانية اللازمة للمتضررين، ودعم مشاريع إعادة الإعمار والتنمية في المناطق المتضررة، والضغط لإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية شاملة تساهم في تعزيز الاستقرار والنمو الاقتصادي في البلاد.







في سوريا.. فرح الكرد بسقوط الدكتاتور يتحول إلى خوف من الغارات وهجمات تركيا وميليشياتها

  كانت جيهان، الأم لثلاثة بنات، جالسة أمام خيمتها حينما لاحظت فوضى عارمة تجتاح المخيم مع سقوط قذيفة قربها. هرعت للاطمئنان على بناتها بينما ك...